أقلام ثقافية

لمن اقول شكرا في نهاية العام؟

عام يمضي باسفاره .. بافراحه .. بالامه .. بمسراته .. باحزانه .. بكل مافيه من تفاصيل صغيرة او كبيرة، حزينة اوسعيدة، بصمة تركها في البوم حياتنا بخيرها وشرها، بحلوها ومرها، كانت جزءا منا وكنا جزءا منها، فالمفرح اسعدنا والمحزن اضاف لنا شيئا، وكل له بصمة ..

 وهاهو العام الجديد يلّوح بالافق معلنا قدومه، عسى الله ان يجعله عاما سعيدا علينا وعلى اوطاننا وعلى كل امة تدعوا الى الخير والسلام، لكن قبل ان ينتهي العام علينا ان نودعه بكل محبة ونشكره على كل شئ قبل ان ياتي العام الجديد فلمن نقول شكرا ..

اقول شكرا .. لمن وهبني الحياة وجعلني باجمل صورة وابهى تقويم، و زادني بسطة في العلم والجسم، واسبغ عليّ نعمه ظاهرة وباطنة، وسخّر لي الحياة بما رحبت بسماءها وارضها، مساءاتها ونهاراتها، شموسها المعطاء، نعمهُ التي لاتعد ولا تحصى .. الجمال، الصحة، الرضا، العلم، المحبة الصافية، القناعة، السلام، الايمان به وبجميع خلقه دون قيد او شرط، اقول شكرا لخالقي على نعمة الحياة ..

واقول شكرا لمن ابصراني النور وانعما عليّ بالوجود في الحياة، وعلماني ابجدية الحياة من الالف الى الياء، وبذلا الغالي والنفيس في سبيل تربيتي ورعايتي وتعليمي ورفاهيتي وصيرورتي، ولم يدخرا وسعا ولاجهدا ولاسهرا ولاصحة الا وقدماها لي بطبق من ذهب، وكلما وصلت اليه هو غيض من فيضهما عليّ وحبهما الكبير الذي لايعادله حب، ومهما فعلت لن استطيع ان ارد ولو جزء يسير من جميلهما وتضحياتهما، فيارب اسكن من توفيته منهما في فسيح جناتك، واطل عمر من بقي قبسا ينير لي دياجير الحياة ..

وشكرا لاخوتي واخواتي ولتلك الصباحات البيضاء والنهارات الحميمة التي جمعتنا وليتها دامت وعسى الله ان ان تبارك تلك اللمة الرائعة ويحقق الله لها كل التوفيق وعسى ان نتجمع من جديد ..

وشكرا اقولها لاسرتي .. لاولادي نور عيوني وزهوة حياتي، طيوري المغردة المرفرفة على واحة عمري، فرحتي وسعادتي، وقناديل الامل الاخضر، وايقونة صباي، النور الذي به ولاجله احيا، عسى الله ان يوفقهم وينير حياتهم بواحات من الامل والصحة والسرور ..

وشكرا اقولها لكل من غرس ببستاني زهرة، دعمني بموقف اوكلمة او بسمة، قريبا كان ام غريب، بعيدا ام قريب، بصمة تركها على متصفح حياتي اذكرها وتذكرني، وعسى الله ان يزرع البسمة في قلوب تعطي من اجل العطاء ..

وشكرا اخيرة اقولها لكل من اساء الي بقصد او دون قصد بموقف اوكلمة في غياب او حضور او حول طيبتي الى صخرة كأداء لاتعثر بها وأكبو، او بخل عليّ حتى بالكلمة الطيبة، لانه اعطاني جواز سفر مفتوح اجتاز به مطارات الالم ومحطات الزيف وامضي قدما واتجاوز الصغائر والسفاسف من الامور لاكبر امام نفسي، فذلك ايضا ترك بصمة تجعلني اكثر صلابةً وتسامحا واشد باسا على تجاوز الصعاب ..

شكرا لكل هؤلاء وآمل انّي لم انسَ احدا الا وشكرته على كل شئ وعسى الله ان يوفقنا جميعا، سنة سعيدة مباركة على الجميع ..

 

مريم لطفي الالوسي

اديبة من العراق

 

في المثقف اليوم