أقلام ثقافية

الجَنّار.. مجموعة شعرية للسوري منذر الغباري

594 منذر الغباريعن دار ليندا للطباعة والنشر في السويداء، صدر للشاعر والقاص السوري المبدع منذر الغباري، مجموعته الشعرية التي تحمل عنوان "الجَنّار".

جاءت المجموعة في ١١١ صفحة من الحجم المتوسط، وقدمت لها الشاعرة والناقدة والاعلامية السورية ندى محمد عادلة، واحتوت على ٤٦ قصيدة، تراوحت ما بين الوجدانيات والوطنيات، استوحى مضامينها وموضوعاتها من الواقع والوجع السوري، وهموم الناس، وآلام الشعب، وجراحات الوطن وأوجاعه.

منذر الغباري صوت أدبي سوري راق ٍمميز، يكتب الشعر العمودي الموزون، والقصيدة النثرية، والقصة القصيرة، والقصيرة جدًا، له بالاضافة الى مجمعه الشعري "الجَنّار" مجموعة قصصية بعنوان "لا تدعوني أموت".

وهو من مواليد حلب الشهباء عام ١٩٧٢، يحمل هموم شعبه ووطنه وأمته، يعانق قضايا الحرية، ويدعو للحب والتسامح والسلام.

الكتابة بالنسبة له- كما قال مرة - هي الحياة والخلود كما الوطن، وهي حديثه المقدس وكتابه المرتل، بها تتنفس روحه كما المطالعة والموسيقى التي يهواها حتى درجة العشق.

منذر الغباري شاعر ملهم قدير، وقاص بارع السرد، أخذ على عاتقه حمل عبء الهم الانساني، وتحمل بشهامة عذابات الكلمة، وما يميزه ان محورًا عاطفيًا مشتركًا هو الوشيجة الأساسية في مجمل أعماله وإبداعاته حب الانسان، وعشق الوطن والأرض السورية، والتغني بهما. شعره هو صدى لمواقفه الوطنية والقومية العروبية والسياسية والانسانية، أسلوبه رصين شفاف، وعبارته قوية متماسكة، يغني للوجدان الشعبي السوري بحب صوفي روحاني، ولا ينسى الجرح الفلسطيني والهتاف لفلسطين.

من اجواء قصائده أخترت هذا النموذج بعنوان " سيرورة الحبِّ والسَّلام ":  

 

دقُّوا نواقيسَ الحقائقِ يا بَشَرْ

وتَبَصَّرُوا بعقولكمْ وقتَ النَّظَرْ

 

غنُّوا تراتيلَ السّلامِ بِأرضنا

واسْتَقْبِلوا اللّحن َالبليغَ على الوَتَرْ

 

هذي دروبُ السِّلمِ تفتحُ بابها

توَّاقةً تهفو إلى غرسِ الشَّجَرْ

 

عادتْ سَحَائبُ غيثِنا مهطالةً

تسقي الجِراحَ تُزيلُ آثارَ الكَدَرْ

 

حنَّ السّنونو والحَمَامُ لِتُرْبِنا

قدْ كانَ في أمسٍ لهمْ أرقى مَقَرْ

 

وطني سرى رغم الخُطوبِ مُبشِّراً

بزوالِ إعصار المرارةِ والشَّرَرْ

 

وطني أزالَ عنِ العيونِ سَوادها

ومضى يُقبِّلُ كلّ دَمْعاتِ القَدَرْ

 

وطني أحالَ الجَمرَ ثلجاً نادفاً

 وَجَنَى من الصَّحراءِ ألوانَ الثَّمرْ

 

مُدُّوا كُفوفَ الحبِّ في ساحاتهِ

وتأمَّلوا أحلى الأماني والصُّوَرْ

 

مُدُّوا حِبالَ الوصْلِ في أرجائهِ

واسْتَقْطِفوا النَّجْماتِ مِنْ شُهُبِ السَّحَرْ

 

واسْتَبشِروا عَهدَ المسرَّةِ والرِّضا

آنَ الأوانُ لِنَسْتقي عِطْرَ المَطَرْ

 

تحية للصديق الشاعر والقاص الأديب السوري منذر الغباري، أبارك له الاصدار الشعري الجميل، وتمنياتي له بالمزيد من العطاء والتألق والسطوع الأدبي.

 

كتب: شاكر فريد حسن

 

في المثقف اليوم