أقلام ثقافية

إبن الأزرق!!

صادق السامرائيمحمد بن علي بن محمد الأصبحي الأندلسي، أبو عبدالله، شمس الدين الغرناطي، المشهور بإبن الأزرق (831-899) هجرية، ولد في مالقة وتوفى في القدس، بعد عامين من سقوط غرناطة.

عالم إجتماع سلك طريقة إبن خلدون، إهتم بالسياسة العقلية والشرعية والإجتماع البشري، والأخلاق والممارسات التطبيقية التي مر عليها إبن خلدون مرورا محدودا، فكان إبداعه مكملا لمقدمة إبن خلدون في كتابه، "بدائع السلك في طبائع الملك".

شيوخه: "أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البدوي، أبي عمرو محمد بن محمد إبن منظور"

مؤلفاته: " شفاء الغليل في شرح مختصر الخليل، روضة الأعلام بمنزلة العربي من علوم الإسلام، الإبريز المسبوك في كيفية آداب السلوك"، ولديه أشعار كغيره من أعلام الأمة ونوابغها.

ومن شعره من نونيته الطويلة: " لو أنصف الدهر ما ... أخرجني من وطني، وليس لي من جنة...وليس لي من مسكن، أسرح الطرف وما... لي دمنة في الدمن، وليس لي من فرسٍ...وليس لي من سكن، وياليت شعري وعسى...يا ليت أن تنفعني".

عمل في القضاء والسفارة، وتطوع للتدريس والإفتاء، ولديه مواقف وطنية مشهودة قبل سقوط غرناطة.

ويُعدّ من الأعلام الذين تناولوا موضوعة الأخلاق السياسية والحكم، وإنطلق من مقدمة إبن خلدون وإرتقى بها إلى آفاق متقدمة، ويبدو أن أحداث الأندلس قد أملت عليه النظر في مسألة الحكم، وكأنه أدرك أن العلة  في مشكلة الحكم، التي لم تتخذ مسارات مستقرة ومتطورة، مما أدى إلى زوال حكم العرب في الأندلس.

وهو من روادعلم الإجتماع السياسي الذي تقل فيه البحوث والكتابات عند العرب، وكتاباته مهمة لأنه عاش فترة الفتن الشديدة والإضطرابات في الأندلس، وسقوط غرناطة التي كان قاضيها، فاستلهم الأحداث وسطرها في آخر ما كتبه، بعد أن إستقر في القدس قاضيا مهموما بسقوط حضارة عربية إستمرت لأكثر من ثمانية قرون، وهو يحاول إستنباط آليات حكم لا تعيد المآساة.

فهل كان يعلم بأن ذات الآليات ستفعل بديار أمة العرب في القرن الحادي والعشرين؟!!

وإن مسيرات الإنهيار بطيئة الخطوات حتمية النهايات!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

 

في المثقف اليوم