أقلام ثقافية

إبن دريد.. أشعر العلماء!!

صادق السامرائيأبو بكر محمد بن الحسن  بن دريد بن عتاهية الأزدي الدوسي (223 - 321) هجرية، ولد في البصرة وتوفي في بغداد.

عالم باللغة وشاعر وأديب ومؤرخ لامع، وقيل فيه : "إبن دريد أعلم الشعراء وأشعر العلماء"

وهو صاحب أرجوزة مشهورة مطلعها: "من لم تفده عبرا أيامه...كان العمى أولى به من الهدى"

وقد وضع أربعين مقامة.

عاصر ثورة الزنج في البصرة وما فعلوه بالعرب المسلمين، وغادرها مع عمه إلى عُمان.

مصنفاته:  ومنها " الأشربة، الأمالي، الجمهرة في علم اللغة، السرج واللجام، كتاب الخيل الكبير والصغير، الإشتقاق، المقصور والممدود، ذخائر الحكمة، تقويم اللسان وأدب الكاتب، زوار العرب، اللغات" وغيرها.

ويبدو أن علاقته مع نفطويه ليست على ما يرام فهو يقول فيه: "أف على النحو وأربابه

قد صار من أربابه نفطويه...أحرقه الله بنصف إسمه، وصير الباقي صراخا عليه"

ويقول نفطويه فيه: " إبن دريد بقرة...وفيه عي وشره، ويدعي بجهله ... وضع كتاب الجمهرة، وهو كتاب العين إل...لا أنه قد غيره"

وهناك بعض الأقاويل والإفتراءات بحقه، وهذا ليس موضوعنا، وما يبرز في حياة إبن دريد أن الأمة، برغم محنتها الكبيرة عندما سيطر الزنج على البصرة وسبوا أهلها، فهذه الأمة لا تستسلم ويبرز فيها علماء وأفذاذ في ميادين المعارف، يتحدون التداعيات والإنكسارات، وينطلقون بها إلى حيث جوهرها وصدق حقيقتها ورسالتها، وأنها أمة حية لا تموت.

فالذي يبدع في ذلك الزمن القاسي، ويكون مشحونا بإرادة الأمة، ومؤمنا بكينونتها وقدرتها على تجاوز محنها الكأداء، يؤكد أن ما تمر به الأمة اليوم لا يُقارن بما عانته في ما مضى، وإنتصرت عليه وبقيت ساطعة الوجود والعطاء.

فتحية لأمة تنجب أفذاذها من رحم معاناتها القاسية!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم