أقلام حرة

كلمات من هذا العالم ...

وبهائه ووضوحه وهو يفضل أن يعمل بالنور ولا يعرف الظلام ويحب المواجهة لأنها شجاعة...ولا أدري لماذا يتبع الناس الطرق الملتوية المظلمة للحصول على مطالبهم في هذه الحياة ولماذا يكرهون نور الشمس، هل لأنه يعطيهم الشكل الحقيقي ويكشف عيوبهم ... ؟؟

 (الكلمة الثانية).. (الهمج)هم سكان الأرض البدائيون الذين كانوا أول من استوطن الأرض وعادةً ما يطلق اسم (همجي) على الإنسان الذي يتصرف تصرفات غير لائقة وخارجة عن قواعد الإتيكيت أو يسيء آداب السلوك ...ولكن السؤال من يستحق هذا الاسم نحن أم سكان الأرض البدائيون ..؟ وماذا نسمي سكان  الأرض الحاليين الذين تمادوا كثيراً كثيراً.. وهل كان سكان الأرض الأوليين (الهمج) يمارسون الأفعال التي يمارسها البشر في زماننا هذا ..؟ شخصياً لا أعتقد ذلك أبداً..؟

 (الكلمة الثالثة)..يقولون دائما أن العالم قرية صغيرة،  ونسمع دائماً أن العالم قرية صغيرة ..ونقرأ دائما أن العالم قرية صغيرة .. وسئمنا من هذه القرية الصغيرة ..التي تفتقر إلى أن تكون قرية صغيرة ..لا عدل ولا تسامح ولا إخاء ولا مودة .. لأن القرية الصغيرة تكون بسيطة بقلوب بسيطة متآلفة غير متنافرة ..خدعونا مرة أخرى بالمصطلحات ...إن العولمة التي جعلت من العالم قرية صغيرة جعلت القلوب صغيرة جداً والإنسانية أصغر بكثير،  ولعل الإحسان والعدل والحب في هذا العالم يشبه سقاية أشجار الشوارع العامة في بلدنا.. فقط في المناسبات أو عند زيارة المسؤولين، وكذلك العدل لا يأتي إلا في المناسبات وقد لا يأتي...

(الكلمة الرابعة)..جزء آخر من باب الحارة ..؟ ولولا ذلك لكنا انتهينا من مشكلة الصراع بين الخير والشر لأن الأشرار الذين تابوا عن  عدوانيتهم في الجزء الثاني عادوا  وارتدوا وهذا يذكرني بتوبة الذئاب عن أكل الخراف، أو بتوبة أمريكا في عهد أوباما، وبالتأكيد ثرثرات النسوة في باب الحارة لن تضع نهاية للظلم ولا حتى الأماني،  فنحن لا نريد للظلم استراحة ما بين جولتين بل نريد نهاية،  فهل هذا ممكن؟ نعم،  في باب الحارة فقط، أوفي الرسوم المتحركة(مع الإيمان بحتمية انتصارالخير)

 (الكلمة الخامسة) سؤال حائر: مَن أكثرُ ذكاءً وحكمة الرجلُ أم المرأة ؟ بالتأكيد كل طرف سيحاول شد الحبل إليه في هذه القضية وإذا كان بعض الرجال يكررون مقولة أن المرأة (بنصف عقل) انتقاصاً منها فذلك ليس قاعدة لأن العقل لا يقاس بوزنه،  فالطبل مثلاً حجمه كبير لكنّ صوته مزعج أما الناي صغير وصوته أحلى؟ أما كونفوشيوس فيلسوف الصين فيقول (مئة رجل يبنون خيمة وامرأة واحدة تبني بيتاً) لكن لنأخذ المثال التالي ليكون هو الحكم في القضية وهو قصة شهرزاد وشهريار المعروفة،  فقد عمدت شهرزاد إلى الذكاء والدهاء والحيلة المشروعة لتضمن لنفسها حياة أطول واستطاعت بذكائها أن تغير عادة القتل عند الملك شهريار وفي المقابل لجأ شهريار إلى التهور والتجبر والانتقام القاسي غير الدبلوماسي عندما راح يقتل النساء انتقاماً من زوجته التي خانته ولم يلجأ إلى قانون العقل .. وإذا كان نابليون بكل عظمته وجبروته وقسوته قد اعترف بفضل المرأة عندما قال ( بأن وراء كل رجل عظيم امرأة) ..فما الذي يمنع؟

(الكلمة السادسة): لماذا يتسابق الناس دائما لكي يجلسوا في الصف الأمامي ..؟ ربما الإجابات عديدة وتصب في بحر واحد لكني لم أجد أجمل مما قاله الكاتب الانكليزي ( وليم شكسبير) في ذلك ...ففي ذات مرة كان الكاتب الشهير يشاهد عرضاً لأحد مسرحياته في لندن فلاحظ أحد القائمين على العرض أن شكسبير جلس في المقاعد الخلفية فجاء إليه وقال له: يا سيدي أنت كاتب عظيم و هذه مسرحيتك ويجب أن تجلس في المقدمة.. فقال شكسبير: (لا فرق عندي لأن الكرسي الذي أجلس عليه لا يعطيني قيمتي بل أنا الذي أعطي الكرسي قيمته)...

(الكلمة السابعة): كان يحلم بالسفر إلى بلاد العم سام، والوقوف تحت تمثال الحرية والسير في شارع (وول ستريت).وما كان عليه سوى أن يضع ربطة عنق فاخرة ويتحدث الانكليزية بطلاقة كما يتحدثها بوش لكنه نسي أن يتخلى عن لحيته الطويلة ليجد نفسه خلف القضبان،  ثم حمد الله كثيراً لأن ما حدث كان مجرد حلم فالأحلام هي الشيء الوحيد الذي لم تضعه أمريكا على اللائحة السوداء،  لذلك قال بصوت عال ٍ: يجب أن نحلم كثيراً قبل أن يأتي يوم يصبح الحلم سلعة لا نحصل عليها إلا بقسيمة شرائية...ولو كانت أمريكا تدرك حجم الحزن في داخلي لحولته إلى نفط ...

(الكلمة الأخيرة): يقول الشاعر الكبير محمود درويش: (لم يبق في اللغة الحديثة هامش للاحتفاء بما نحبّ، فكلّ ما سيكونُ كان ..) ونتمنى أنّ ما سيكون يكون أجمل حتى لو ضاقت (الكلمات).. وعلى الأمل نحيا ...

 

[email protected]

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1148 الثلاثاء 25/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم