أقلام حرة

الأخوة العربية التركية الإيرانية!!

صادق السامرائيالحتمية الجغرافية والتأريخية والإجتماعية والدينية والبيئية والسلوكية، وغيرها العديد من الضرورات التي تستدعي التفاعل الأخوي التعاضدي الإتحادي الإيجابي، ما بين هذه الشعوب لكي تتحقق إرادتها وتتأكد رسالتها الحضارية والإنسانية.

قد يقول قائل هذا كلام خيال وأحلام يقظة وتصورات لا رصيد لها من الواقع، ويمكن الإستناد على المسيرة التأريخية التي أوجدت التنافر والتناحر وعدم التواصل الإتحادي بينهم، وهذا فيه وجهة نظر، وقدرة على الإقناع والتفنيد.

لكننا نعيش في القرن الحادي والعشرين الذي صارت فيه الحياة وكأنها على رقعة متصاغرة، والشعوب والمجتمعات أخذت تتداخل وتتواصل وفقا لمعطيات التكنولوجيا وأجهزة التواصل السريع، التي قرّبت المسافات وأطلعت الشعوب والمجتمعات على بعضها بالصورة والصوت والكتابة وبغيرها.

والمجتمعات الثلاثة أقرب إلى بعضها البعض في نسبة كبيرة من الأشياء والسلوكيات والعادات والتقاليد والمعتقدات والتراث، ويمكنها أن تستثمر في ذلك لصناعة القوة الحضارية النافعة للجميع.

ومن الواضح أن هناك العديد من القوى التي لا تريد هكذا تفاعل، لأنه سيضر بمصالحها ويهدد المرتكزات التي تعتمد عليها في المنطقة، لكن إرادة تقرير المصير للشعوب الثلاثة عليها أن تتفاعل وتتكامل لصناعة المستقبل الأفضل لها.

والأمثلة أمامها واضحة جلية، فالشعوب الأوربية شديدة الإختلاف في كل شيئ، وخاضت حروبا على مرّ القرون، وما هدأت بينها الحالة إلا بعد الحرب العالمية الثانية، حينما أدركت أن عليها الإيمان بالتواصل الأخوي النافع للجميع، فتجاوزت ماضيا داميا عنيفا، وأرست دعائم الإتحاد الأوربي الذي إستفادت منه وحققت أهدافا كانت أبعد من الخيال بالنسبة للأجيال التي عاشت في النصف الأول من القرن العشرين.

وبالمقارنة يمكن لشعوب المنطقة أن تؤسس لإتحادها النافع لها، بتفعيل الإرادة الحرة الصادقة وتأمين أسباب النجاحات الضرورية لسعادة أبناء المنطقة وقوتها وعزتها وكرامتها، وبإتحادها ستكون قوة عظمى ذات شأن كبير في المحافل الدولية.

فهل من ثورة على الذات والموضوع والخروج من أضاليل الذي مضى؟!!

 

د. صادق السامرائي

* نشرت العديد من المقالات بهذا الخصوص على مدى العقود الماضيات، ولا تزال القراءة الموضوعية العلمية تشير إلى أن الحل في الأخوة الحضارية التفاعلية بين هذه المجتمعات الثلاثة!!

25\8\2019

 

في المثقف اليوم