أقلام حرة

هل عندنا فلسفة عربية أصيلة؟!!

صادق السامرائيأحب الفلسفة وأقرأ كتبها منذ عقود، وكقارئ كثيرا ما تساءلت عن الفلسفة العربية الأصيلة، وما وجدت كتابا يتحدث بأصالة، ولا مفكرا أو فيلسوفا عربيا قدم أصيلا، فالكتابات الفلسفية تستند على رؤى وتصورات ونظريات الآخرين !!

قد يتعجب البعض مما تقدم، وعليهم أن يقدموا برهانا على وجود فلسفة عربية أصيلة، لا معتمدة على كلام فلاسفة ومفكرين من مجتمعات أجنبية.

وحتى الفلاسفة الذين نعتبرهم من أعمدة التأريخ والحضارة لم يأتوا بما هو أصيل، وإنما إنغمسوا في الفلسفة اليونانية وتعبّدوا في محراب أرسطو وأصحابه الذين برزوا في الفترة اليونانية الذهبية، وبعضهم قدّس أرسطوا، وجميعهم ترجموا وفسروا وحاولوا فهم منطلقات الفلسفة اليونانية وراحوا يطبقونها على الدنيا والدين.

فهل هناك فيلسوف عربي أصيل في مسيرة الحضارة العربية؟!!

وحاضرنا لا يختلف عن ماضينا في هذا الشأن، فالفلاسفة يفسرون ويتخذون من مذاهب غيرهم مناهج للتفكير والتفاعل مع الواقع العربي.

ومرة أخرى كقارئ، لا أستطيع القول بوجود فيلسوف عربي معاصر أصيل، فما نقرأه ونسمعه يشير إلى تطبيقات لمناهج الآخرين على واقعنا، وبعضهم يريد إحياء الفلاسفة الأموات والعمل على تأكيد أفكارهم المستوحاة من الفلسفة اليونانية القديمة.

بينما الغرب إعتمد ترجمات العرب وإستوعب جوهر الفلسفة اليونانية، وانطلق منها إلى آفاق حضارية جديرة بالجد والإجتهاد والقدرة على التقدم والرقاء.

وهذه الحالة المترسخة في سلوك المفكرين والفلاسفة العرب تثير أسئلة وتضعهم على المحك، لأنهم لم يتمكنوا من التصدي لمعضلات الواقع، وتنويره وتأهيله للوصول إلى تحقيق بعض طموحات الأجيال، المرهونة بما يضر ولا ينفع من الرؤى والتصورات البالية.

فهل من قدرة على إنتاج فلسفة عربية أصيلة؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

 

 

في المثقف اليوم