أقلام حرة

سياسة تراكم الكوارث!!

صادق السامرائيقادة العرب ومنذ تأسيس دولهم قد برعوا بتراكم الكوارث، وصارت عندهم مهارات فريدة في هذه النشاطات الخسرانية، الفادحة النتائج والتداعيات والمدمرة للأجيال، فلا توجد كارثة واحدة إلا وتم إستيلادها كوارث!!

إبتداءً من قضية فلسطين وإنتهاءً بكوارث وجود العرب المعاصرة، التي أطلقت جحيماتها الحروب الطائشة التي تورط بها العراق، وما أصابه في حروب الخليج المتصاعدة،  التي زعزعت الوجود العربي من أقصاه إلى أقصاه، وحولت المنطقة إلى محميات وقواعد عسكرية لتمرير المصالح والأجندات.

وقد أسهمت القوى الإقليمية وبنشاط في إهلاك الوجود العربي وتفريغه من قدرات النهوض والكفاح وإستعادة الأنفاس، لأنها إغتنمتها فرصة إنتظرتها طويلا، فعندما تهاوت الأوضاع تحت مخالب قوى الغاب  المتأسدة، تزاحمت معها تشاركها إلتهامها وتمزيقها إربا إربا.

والعرب وبلا إستثناء شاركوا في صناعة ويلاتهم، ونسج خيوط التداعيات وإيصال الحال العربي إلى ما هو عليه من وجيع وإنحدار.

ومن الواضح أن السلوك الفردي الإستبدادي الغافل القاصر الواهم، الفاقد لأهلية القيادة الواعية والرؤية الصائبة والتقديرات العلمية المدروسة الرشيدة، وعدم إمتلاك روحية المرونة والمراوغة، قد تسببت كلها في إنزلاقات مصيرية إنتحارية، كلفت الأمة مسيرات أجيال متعاقبة. 

ولن تنفع الأمة أنظمة ديمقراطية ولا إستبدادية ولا غيرها، وما يصنعها أن تستقيم أخلاقها وتعالج فرقتها، وتخرج الدين من الكرسي، وتتخذ العلم منهجا والبحث العلمي دليلا.

وعليها أن تتوصل إلى عقد إجتماعي وطني سيادي مستقل، بعيدا عن التدخلات الخارجية والتبعية، وهذا أمر بعيد المنال، مما يعني أن الفريسة العربية ستبقى متمرغة بدمائها، وأوجاعها، وما يترتب عليها من إنهيارات على كافة المستويات.

لكن الأمة تعرف بأنها مهما طال ضيمها فأنها ستنهض وتكون،  لأن فيها مؤهلات خالدة للحياة والإنطلاق الواثق الأمين.

وفي تأريخها قدوات وأزمات تجاوزتها وإمتطت ظهر العلاء المجيد.

وإنها لسوف تكون رغم التشاؤم وسواد الظنون!!

 

د. صادق السامرائي

11\10\2020

 

في المثقف اليوم