أقلام حرة

صادق السامرائي: متعة القراءة!!

صادق السامرائيالقراءة متعة معرفية تساهم في صناعة المدمنين عليها، وبفقدان هذه المتعة، تصبح القراءة غثيثة، فلا تجد مَن يقرأ رغم توفر الكتب وطوفان المنشور بأنواعه.

القراءة متعة، وكل نشاط بلا متعة يتضآل ويذبل ويغيب.

فلماذا جرّدنا القراءة من المتعة؟

لماذا أصبحنا نكتب لأنفسنا؟

لماذا فقدت الكتابة تأثيرها في المجتمع؟

إن العلة الحقيقية تكمن في أصحاب الأقلام، الذين يحسبون الكتابة قدرة على حشو السطور بكلام، دون التحسب لحاجات القارئ، وما يساهم في تحفيزه على القراءة والإستمتاع بما يقرأ.

فهل حاولوا قراءة ما يكتبونه؟

وهل تمتعوا بقراءة كتاباتهم؟

إن النسبة العظمى من الكتابات المنشورة خالية من مهارات الكتابة وتقنياتها، وتميل للجمود والجفاف في طرحها لموضوعاتها، والعجز عن وضع الفكر بكلمات وعبارات واضحة، ويسودها الغموض والتكلف، وضعف إستيعاب الموضوع المكتوب، ويبدو ذلك في طريقة الكتابة المضطربة الخالية من الربط والعرض المفهوم، وخصوصا كتابات الفلسفة ، التي ربما لا تُقرأ على الإطلاق، لأن كتابها مهرة في توجيع الرؤوس، والتعمية والغموض وإزهاق روح المعنى.

ومهما كنتَ محبا للفلسفة، فأنك ستنفر من المقالات المكتوبة بالعربية.

كان من كتابي المفضلين في الفلسفة العراقي المرحوم مدني صالح، الذي قدم الفلسفة وكأنها رغيف خبز حار تتلذذ بأكله وقد وضع عليه الدبس؟

بعده لم أجد كاتبا عربيا أو عراقيا يتناول الفلسفة، بأسلوب يحببها للقارئ ويشجعه على التفاعل معها.

فالعلة في كيف نكتب وليس فيما نكتب، فهل لنا أن نتعلم مهارات وتقنيات الكتابة المقروءة؟

 

د. صادق السامرائي

2\6\2021

 

 

في المثقف اليوم