أقلام حرة

صادق السامرائي: الثقافة ونشرها!!

صادق السامرائيما هي معايير إنتشار الثقافة في المجتمعات المعاصرة، وهل هي كما كانت، أم تبدّلت وتطوّرت بأساليب لم يعهدها البشر من قبل؟

قبل الثورة المعلوماتية كان معيار إنتشار الثقافة هو مقدار بيع الكتب، وكثرة المؤلفين والكتاب، وقدرتهم على تسويق منتوجهم الإبداعي.

وعندما أزف القرن الحادي والعشرون، تغيّرت المعايير وأصبحت مصادر المعرفة متوفرة لدى الجميع، وما على الشخص إلا أن يسأل ويبحث عن الجواب في هاتفه الذي يحمله معه دوما.

ففي عالم اليوم أصبحت شبكات الإنترنيت مزدحمة بالكتب والمقالات والإبداعات بأنواعها.

وكذلك الموسوعات، وتمكنت السيدة كوكول وأخواتها من الهيمنة على محركات البحث وإستحضار الأجوبة الفورية على أي سؤال.

ويبدو أن معايير إنتشار الثقافة في أي مجتمع صارت تتناسب طرديا مع عدد الأسئلة، التي تتلقاها السيدة كوكول منه.

فكلما تتساءل أكثر، تتعلم أكثر، وتزداد تنوّرا ووعيا وإدراكا معرفيا متنوعا !!

أما موضوع بيع الكتاب، فما عاد مقياسا صائبا، فالكتاب تحوّل إلى سلعة أو بضاعة بحاجة لآليات تسويقية، ورعاية لكي يتم بيعه.

وكثرة شراء الكتب لا تعكس ثقافة المجتمع !!

ويمكن القول أن المقياس الآخر المهم، هو السلوك السائد في المجتمع، فالإناء ينضح بما فيه، وكلما كان المجتمع مثقفا إنعكس ذلك في سلوكه، وترجم ما فيه من المعارف والرؤى والتصورات.

ويمكن النظر في معايير أخرى، لكن طرح الأسئلة والسلوك هما المعياران اللذان يتسيّدان تقييم ثقافة أي مجتمع!!

فهل لنا أن نتساءل ولا نخشى السؤال؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم