أقلام حرة

صادق السامرائي: التمترس العقائدي!!

صادق السامرائيظاهرة سلوكية يصعب تفسيرها، تلازم البشر عندما ينتمي لدين ويبدأ بالتعبير السلوكي عنه، فيحسب نفسه يمثل الدين القويم، وما يؤديه من طقوس وعبادات تجعله فوق الآخرين، وعليهم أن يتخذونه قدوة، وإلا فهم من أعداء رب العالمين.

هذه الحالة عامة لا تختص بدين، كما يتوهم الكثيرون، فالأديان ذات طبيعة إنتمائية واحدة، بل أن الإنتماء لأي معتقد يتسبب بنفي المعتقدات الأخرى وإلغاء وجودها.

وهذا على ما يبدو طبع بشري، يساهم يإلتصاقه بما ينتمي إليه أو يعتقده، ويجعل تمسك الجماعة المعتقدة قويا وراسخا.

فلو أخذتم أي متدين في أي دين، فستجدون ذات الديناميكية الفاعلة في غيره من المتدينين بدين آخر.

ستظهر النظرة السلبية التدميرية للواقع، وإتهام الآخرين بالفساد والإنحراف والإرتداد، والإنهماك فيما لا يرضي ربه، لأنهم لا يؤمنون بمثل ما يؤمن، ولا يتفاعلون مع الرب بما يرضيه كما يرى.

ولهذا تكون إستجاباتهم عدوانية خطيرة، وذات تداعيات مروّعة، لأن طاقة الشر المحتقنة فيهم إنفجارية عاتية، لا تتورع في إرتكاب أبشع المآثم بإسم الدين الذي تتمترس فيه.

وهناك العديد من الأمثلة في جميع الأديان، يحدوها الوهم الفاضح والتفاعل السلبي مع الأحداث والأشخاص.

وتلك عجيبة سلوكية، متواصلة في مسيرة الخلق فوق التراب.

فما هي الربحية البقائية من هذا السلوك؟

" ولولا دفع الناس بعضهم لبعض..."

فهل أنها حكمة كونية تجري في غياهب الغيوب؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم