تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

فاضل جاروش: شهادة وفاة ..

يقدر معدل إيراد المتسول يوميا في العراق بـ 50 الف دينار عراقي اي مايعادل 35 دولار امريكي وإذا افترضنا أن هناك 2500 متسول لكل مليون من عدد السكان البالغ 40 مليون وهو رقم تقديري معقول حيث لاتوجد احصائيات مؤكدة، فإننا أمام رقم مقداره 100 الف متسول؛ وهم على أشكال مختلفة تنقسم مابين التسول بسبب الحاجة وبين امتهان التسول أضف إلى ذلك المتسولين الأجانب من جنسيات مختلفة،. وبضرب 100 الف متسول × 50 الف دينار

= 5000,000,000 × 365 يوم

= 1,825,000,000,000

اي ما يعادل تقريبا مليار و 225 مليون دولار امريكي، قد يبدو هذا المبلغ ضئيلا بالقياس مع ميزانية الدولة العراقية وكذلك بالقياس مع مايُسرق من هذه الميزانية من المستأمنين عليها ولكن الحقيقة ان هذا المبلغ الذي يذهب إلى خزائن المتسولين هوالأخطر على الاطلاق بحسب فهمي طبعا،فهي اخطر من سرقة الأموال واخطر من هدر الأموال على الاقتصادالعراقي على المدى المتوسط والبعيد؛ ذلك أن كل مايُسرق وما يهدر من أموال سيبقى يدور في حركة السوق كأموال سائلة بصرف النظر عن نوع ملكيتها أو عائديتها وبذلك تبقى الكتلة النقدية موجودة في واقع حركة الأموال الا هذا المبلغ فإنه يذهب إلى خزائن المتسولين بلا عودة فهو عملية إعلان وفاة لكل دينار يخرج من جيبك إلى جيب المتسول لأنه لن يصرف منه شيئ ابدا وبحساب بسيط ستجد أننا في العشرين سنة الماضية قد أصدرنا شهادات وفاة لـ 36,500,000,000,000

ستة وثلاثون ترليون وخمسمائة مليار دينار دون أن يتحول يوما هذا الفقير الى مكتفي على الأقل ولن يتحول الى مكتفي يوما .

***

فاضل الجاروش

في المثقف اليوم