أقلام حرة

معراج أحمد الندوي: لا شريعة للقاتل.. ولا وطن للغاصب

الحرب حرب، الحرب تفجع الأسر والعائلات، وتثكل الأمهات، وتضعف نفوس الأخوات، الحرب تتلف الأموال وتدمر البلاد، وتنشر الخراب وتنثر الدمار، و الحرب تهدم الحجر وتحرق الشجر، فلا يحبها أحد إلا الظالم، ولا يخطط لها إلا الغاصب.

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، لقد وضع العالم العديد من القوانين التي شنت باسم حقوق الإنسان وخاصة للنساء والأطفال وحماية الأماكن السكينة الآلهة بالمدنيين والمستشفيات وسيارات الإسعاف، لكن اعتدى الاحتلال الإسرائلي في غزة وتجاوز في الممارسات الشنيعة لهذه القوانين التي تم وضعها من قبل جهات مدعومة من أعلى مؤسسة دولية وهي الأمم المتحدة.

الشعب الفلسطيني شعبٌ، يكره الحرب ولا يحب الخراب ولا يستهوي الدمار، ولا يقبل بالظلم ولا يسكت عنه، بل يتمنى كغيره من شعوب الأرض، أن يعيش في وطنه حياة كريمة في أمن وسلام. لقد اعتدى الاحتلال الظالم والغاصب على الشعب الفلسطيني، فما أبقى له شيئاً من الحياة والأمل، لقد احتل أرضه واغتصب حقوقه، ودنس مقدساته، وطرد الناس من منازلهم، ودمر بيوتهم، وحرمهم من مستقبلهم.

إن ما ارتكبته اسرائيل من جرائم في قتل الأطفال والنساء وتدمير المستشفيات والمدارس ودور العبادة إذ لابد للاعلام العالمي أن يأخذ دوره ويتحمل مسؤوليته في نقل ما لم تُشاهده عيون العالم من جرائم ارتكبتها اسرائيل ذكرت البشرية بالنازيين، لابد من كشف الكيان الاسرائيلي على حقيقته وتعريته أمام العالم.

لقد فعل الاحتلال وكان يفعل منذ خمسة وسبعين عاما من أجل الفكر الصهيوني هو أكثر الأفكار تطرفاً وعنصريةً التي شهدها التاريخ الحديث والقديم فهو يقوم على تقديس الذات ونبذ وتحقير الآخرين فهم وحدهم شعب الله المختار، حسب المعتقدات السهيونية لا حق للآخرين الحياة، ولهم حق أن يقتلوا الناس الذين يؤمنون بالدين الأخر. 

  لقد مارس الاحتلال الجرائم البشعة في الشهر الماضي على دفاع عن النفس وفعل كل ما كان يستطيع في إبادة الجماعية في غزة وقتل الأطفال كان الدنيا أصبحت غابة، لا قانون فيها ولا شريعة.

***

الدكتور معراج أحمد معراج الندوي

 الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها

 جامعة عالية، كولكاتا - الهند

في المثقف اليوم