هايكو
سعد جاسم: الحياة.. هايكو (2)

بدمٍ أَزرق
يكتبُ الغرقى
وصاياهم الاخيرة
**
مسجونة في زجاجة
بحبر البحر مكتوبة
رسائل الغرقى
**
في ميناءِ البحر
سفنٌ وزوارقٌ نائمة
لاتكترثُ للعواصفِ الهوجاء
**
برغمِ شراسةِ الريح
على سريرِ البحرِ
نوارسٌ تتشمّسُ هانئةً
**
يحلمونَ بالوصول
الى فراديسِ اوربا
اطفالُ العوائلِ الغريقة
**
غرقى أَمْ منتحرونْ ؟
هؤلاء البشرُ الطافونْ
فوق زبدِ البحر؟
**
بحبرِ البحر
الغرقى يكتبون
ذكرياتهم المريرة
**
لا جثثُهم ، لارسائلهم
تصلُ الى أهاليهم
ضحايا القواربِ البحرية
**
أحلامُهم لمْ تَمتْ
متشبثينَ بخيوطِ أمل
غرقى تايتانك الجديدة
**
في مملكةِ الماء
تنامُ هانئةً
حورية البحر
**
مراهقة مُتَبرّجة
تحتضنُ "اركَيلةً" بالتفاح
عائلةٌ عربيةٌ مُتحررة
**
صبايا متمردات
"يؤركَلنَ" في الكافيهات
عصرُ الحريّةِ المنفلته
**
في بيوتِ الهوى
يبعْنَ الملذّات
بناتُ الليل
**
بحثاً عن المُتْعة
فتيانٌ وبناتٌ
يُعكًرونَ مزاجَ الليل
**
رغيفٌ ساخنُ جداً
يخرجُ للتوِّ من فرن
نحتفي بهِ فرحينَ: فيحرقُنا
**
تشْهقُ آخرَ انفاسِها
عديمة الرؤية والرؤيا
بلادُ الرافدين
**
قطرةُ دمٍ مُتَجَمّرة
تُذكّرني بقنّاصٍ مُتهّور
جمرةُ سيجارةٍ بالظلام
**
يموتُ واقفاً
على ضفافِ الانهار
شجرٌ لايتسوّلُ الماء
**
خالية من البشر
الكلاب / المجانين
مدينةٌ بإنتظارِ حربٍ أُخرى
**
واقفةً تحتضرُ ببطءٍ
من لوعةِ العَطَش
عمَّتُنا النخلةُ العراقية
**
بكلِّ حواسّهِ يُبْصرُ
يرى العالمَ ببصيرتهِ
حكيمٌ أعمى
**
من كوّةِ سجنٍ صحراوي
تسطعُ ضاحكةً
شمسُ الحريّة
***
سعد جاسم