روافد أدبية

الحالمون

thamer saeedانبت الحالمون شاعراً..

قوّضَ أحلامهم!

 


 

الحالمون / ثامر سعيد

 

المبحرون بلؤلؤٍ وحرير

من جنائن دلمون

وأعقلة مقصّبة،

يمّموا شطرَ السوادِ قلوبهم

ثم قالوا للبحرِ: هيتَ لك!

تعللوا بالأفقِ من العروش

وبالموجِ من ليلٍ بلا أجوبة!

بلا راعٍ عافوا فسائلهم

ودكاكينهم بلا أقفال

وبينَ قبور أسلافهم

تركوا وردةً بيضاءَ..

التقطها من حفلةِ المرجانِ

إلهُ المياهِ،

فلا منحتهُ الخلود ولا سكنتهم السكينةُ.

بالدمعِ على القلعةِ القديمةِ

وشموا أسماءهم،

وعلى السورِ قبل أن يندرس.

وفاءوا إلى نخلٍ غريب

ونجومٍ أشعلتها وحشةٌ

ولمْ يطفئها حنين.

بريشٍ ابيضَ وزعيقٍ

في غسقِ المآذنِ والأعشاش،

طيَّروا أحلامهم..

فصار النهرُ سفائنَهم

والسوقُ أمتعةً ومآثر.

أختامٌ ،صناديقهم، ودراهمُ..

وزهورٌ ذابلةٌ ،صناديقي،

ورسائل!

عشقوا النساءَ..

فأدمنوا الأسرارَ والمدن البعيدة

وعشقتهنّ،

لأخطفَ من شفاههنّ القصائدَ

من أجل غلاتهم يحلمون في المطر

وفيه أحلمُ..

لتورقَ في دفاتري الفصول.

انبت الحالمون شاعراً..

قوّضَ أحلامهم!

 

في نصوص اليوم