صحيفة المثقف

الرحيل صوب وردة النقد .. / سلام كاظم فرج

 وتصمتين في النهار الجميل.. لكن عبثا تبحثين عن اهلك في ضوء الشمس ...... (الشاعر هولدرن..)..

 

بعد أيام قليلة سيكون عام ملف النقد الأدبي في صحيفة المثقف الغراء قد انقضى. وعليه لابد من الاحتفال..

 

قبل عام كلفني الأستاذ الجليل ماجد الغرباوي بمهمة عسيرة لكنها ممتعة..هي عسيرة بكل المقاييس.. لأنها ببساطة تتعلق باختيار نص واحد من بين عشرات النصوص المنشورة في المثقف خلال شهر..

 

 هذا يعني أولا أن الأمانة تتطلب الاطلاع على كل النصوص الشعرية والسردية.. لاختيار النص.. إن مجرد وضع معايير الاختيار مهمة شاقة. لم أضع في أولوياتي مبدأ المفاضلة على أساس الجزالة أو تفوق النص على أقرانه. أو امتلاكه الكمال لغة وأسلوبا وجمالا.. بل كنت أرنو إلى قدرته على إثارة أسئلة نقدية يتلقفها الأساتذة النقاد من خلال التنبيه إلى النص وتقديمه بقراءة انطباعية لتكون ممرا لدراسات أكاديمية أعمق... وكنت آمل ان نتوفر على دراسات أكاديمية من خلال تلك النصوص المختارة. واعتقد اننا قد نجحنا إلى حد ما في مرحلة ما وأخفقنا في مراحل أخرى..

 

 لقد بدأنا بنص الشاعر العراقي المغترب الأستاذ صالح موسى الطائي (بابا .. بابل) .. وانتهينا بنص الشاعر العراقي المغترب الأستاذ سامي العامري.. (من الناعور.. من سوار النهر..)

 

 وما بينهما.. كان لنا تقديم للنصوص السردية.. فكانت هنالك دراسات مهمة لنص الأديبة الأستاذة هيام الفرشيشي.. واعتقد ان نصها كان الاكثف حضورا في الدراسات النقدية..

 

 لقد بارك خطواتنا أساتذة  أجلاء في النقد.. اذكر منهم الأستاذ الدكتور عبد الرضا علي والناقد الدكتور حسين سرمك حسن والناقد الأستاذ عبد الستار نور علي والناقد الدكتور محسن العوني والناقد الأستاذ محمد الصالح الغريسي الذي كتب عن نصي (سجع الكهان الجدد) دراسة نقدية قيمة والأستاذة الدكتورة إنعام الهاشمي التي لم تبخل علينا بنصائحها وحذرتنا من مغبة الانجرار للإخوانيات والمجاملة.. فقلت لها في حينها.. مستعيرا قول السيد المسيح ما نفع أن تكسب العالم وتخسر نفسك؟. والروائية الاستاذة وفاء عبد الرزاق والتي أرسلت لي عدة رسائل تحبذ فيها مشروع الغرباوي النبيل..

 

 أرجو أن نكون قد ربحنا أنفسنا في محاولتنا الشاقة لتغطية كل مساحات الإبداع. من شعر وسرد.. ولم نهمل فنا من الفنون الأدبية .. فكانت هنالك مساحة لقراءة القصائد العمودية. اذكر منها قصيدة أميرة شعراء الإمارات العربية الأستاذة فواغي ألقاسمي. وقصيدة الشاعر الأستاذ سامي العامري. ولم نهمل الشعر الحر. ولا قصيدة النثر. بل كان لها النصيب الأوفر؟ اذكر منها قصائد الأساتذة فائز الحداد وعلي الاسكندري وحميد الحريزي وبن يونس ماجن وصالح الطائي ونوال الغانم. وعلوان حسين... وعرجنا على قصيدة الومضة من خلال قصيدة الشاعر الفنان الأستاذ محمد الخطاط..

 

 وفي السرد كانت لنا وقفة مع القاص العراقي حسين عبد الخضر وقصته تمرين في التذكر.. وكذلك نص الأستاذة هيام الفرشيشي القصصي (الصخرة والبحر والإلهام). الذي نال اهتماما نقديا يستحقه بجدارة..

 

 وقد تركنا الأبواب مفتوحة لكل النقاد لمساعدتنا في الكتابة عن نصوص يرونها جديرة بالقراءة . فكانت هنالك دراسات قيمة وكثيرة اذكر منها.. قصة ( زهور على مذبح الحب) لميمي قدري.. كتب قراءة نقدية عنها الناقد وجدان عبد العزيز..

 

 وكانت هنالك مقالات كثيرة للدكتور قصي الشيخ عسكر اذكر منها مقالته النقدية لقصيدة الشاعرة فاطمة ألفلاحي إنسكابات.. وعن قصيدة الشاعر سالم الياس مدالو ..وللدكتور الناقد قصي الشيخ عسكر دراسة نقدية مقارنة بعنوان (بين نسر يحيى السماوي وغزال نوال الغانم)

 

تناول فيها قصيدة السماوي (يامبطلا حتى وضوئي).. وقصيدة نوال الغانم (رائحة يديك على رغيفي) .. وكانت بحق دراسة عميقة وممتعة ..

.. وكانت هنالك قراءات نقدية متعددة لقصائد الشاعر الكبير يحيى السماوي للأساتذة نزار سرطاوي وعلوان حسين وعصام شرتح.... وكانت للشاعر والناقد سردار محمد سعيد سلسلة مقالات نقدية قيمة لتجربة الشاعر يحيى السماوي تحت عنوان (المتمردون). ولن ننسى مساهمات الناقد والشاعر الكبير الأستاذ عبد الستار نور علي الذي كتب رسالة لي كانت عبارة عن دراسة نقدية قيمة عن قصيدة النثر ..وقد نشرت في حينها ..وكتب الدكتور قصي الشيخ عسكر مقالة قيمة عن تجربة الشاعرة جوزيه الحلو. وكتب الشاعر والناقد جعفر كمال دراسات قيمة عن الشعر النسوي العربي المعاصر.. وكتب الناقد وسيم بنيان سلسلة مقالات نقدية عن تجربة الشاعر مكي الربيعي.. وكتب مكي الربيعي عن تجربة الشاعر كريم الثوري.. وكانت هنالك قراءة نقدية للشاعر كريم الثوري عن قصائد الشاعر يحيى السماوي .... وقدمت الشاعرة القديرة رسمية محيبس قراءة نقدية لقصة من قصص الكاتبة سنية عبد عون.. وكتب الشاعر علوان حسين مقالة

 

عن قصيدة وطني الممنوع من الدخول للشاعرة نوال الغانم..وكتبت زهور العربي مقالة نقدية للشاعر علوان حسين الموسومة ب (امرأة شفافة كالأحلام). وكتب الناقد ظاهر حبيب عن تجربة الشاعر حميد الحريزي تحت عنوان (نسيج الدلالة في قصيدة نشيج اللسان للحريزي..) وكتب الدكتور الناقد عبد الرزاق العيساوي مقالة نقدية عن الشاعر حبيب محمد تقي. وكانت للشاعر علوان حسين قراءات نقدية متعددة. وللناقد سعيد الوائلي مقالة قيمة عن تجربة حميد الحريزي..

 

 وقد أغنى الناقد الكبير الدكتور حسين سرمك حسن الملف بدراسات نقدية متعددة عن النقد ونقد النقد متناولا تجربة الشاعر السماوي الكبير وكانت له سلسلة دراسات نقدية بعنوان (سماويات).. اذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الدراسة المهمة (ينتقدون ويمكر الشاعر سادن الوجع الجليل انموذجا..). عرض فيها نظريته في نقد النقد. وكتب الناقد الجليل جليل الخزرجي مقالة نقدية عن قصيدة من قصائد حميد الحريزي..وكتب الشاعر فائز الحداد مقالة نقدية مهمة عن الشاعر الدكتور سعد الصالحي.بعنوان (راعي الآثام الجليلة). وللناقد جليل الخزرجي مقالة نقدية مهمة بعنوان (ثنائية التضاد في اللامألوف). عن تجربة الشاعر الحريزي.. وكتب فائز الحداد قراءة نقدية قيمة عن قصيدة السماوي الكبير دولة الفرهود نالت اهتماما خاصا لحيوية فكرتها وجدتها وجدليتها. وكانت لفائز الحداد وقفة مع الشاعرة السورية القديرة انتصار سليمان ونصها حارسة الزمن..وكتب الناقد محمد علي سلامة عن قصيدة الشاعرة نوال الغانم (البقية تأتي).

 وقد شرفنا الباحث المفكر غالب الشابندر بعدة دراسات نقدية وفكرية اذكر منها دراسته عن قصيدة الشاعر الفنان محمد الخطاط. بعنوان (شاعر التجربة المفتوحة).. وكتب الناقد حاتم العقيلي عن قصيدة الشاعرة سوسن السوداني (ترخيص بحرق الجسد).وكتب عن سوسن السوداني أيضا الشاعر والناقد القدير غريب عسقلاني الذي كتب أيضا عن تجربة الشاعرة جوزيه الحلو وقصيدتها (حمم النساء) .. وبهذا يكون الملف قد أعطى مساحة لقصائد الايروس العربية.. وكتب الناقد خزعل طاهر المفرجي مقالة نقدية مهمة عن تجربة الشاعرة جوزيه الحلو ..كاشفا عن رؤيتها الايروسية الملتبسة بقضايا فكرية وانسانية عميقة.. وكتب الناقد والشاعر الكبير سردار محمد سعيد مقالة نقدية تناولت تجربة الشاعرة والكاتبة الدكتورة ناهدة التميمي (نوافذ على قصائد الشاعرة الرصينة ناهده التميمي)..

 وكتب غريب عسقلاني عن تجربة الشاعرة الدكتورة هناء القاضي مقالة مهمة بعنوان (بانتظار الذي سيأتي. قراءة خاصة في نص ذاكرة الألوان لهناء القاضي). وكتب الدكتور الناقد قصي الشيخ عسكر مقالة نقدية عن تجربتي الكتابية بعنوان(أبعدتني عنك البصرة وقربني منك الماء..قراءة نقدية في نص الشاعر سلام كاظم فرج وقفت على بابك.) فله مني جزيل الثناء والامتنان..وكتب الدكتور قصي أيضا مقالة مهمة عن الشاعرة الفلسطينية ريما زينه بعنوان (أسرار العشق والأديبة الفلسطينية ريما زينه). وكتب أيضا عن قصيدة الشاعرة هناء القاضي مقالة مهمة بعنوان (قراءة خاصة في قصيدة عرافة الشوق لهناء القاضي..). وكتب الناقد محمد الصالح الغريسي مقالة نقدية عن قصيدة الشاعرة وفاء عبد الرزاق ناقوس غافل..

 وكتب الدكتور الناقد خليل إبراهيم المشايخي مقالة نقدية عن قصيدة الشاعر محمد كاظم جواد هو الذي رثى كل شيء..كذلك كانت هنالك وقفة للناقد إبراهيم حمزة الطائي عن تجربة الشاعر محمد كاظم جواد. كذلك فعل الناقد صبري ألحيدر فتناول قصيدة هو الذي رثى كل شيء للشاعر نفسه..

 وكان لي شرف الكتابة عن مجاميع شعرية وتقديمها لقراء المثقف. فكتبت عن مجموعة الشاعرة رسمية محيبس (فوضى المكان).. وعن مجموعة الشاعر علي أبو بكر . ملائكة الجوع.. وعن مجموعة الشاعرة ذكرى لعيبي( يمامة تتهجى النهار).. ومجموعة الشاعر سامي العامري استميحك وردا.. ومجموعتي الشاعر سعد الحجي. امرأة التابو.. وجذلا.. بين سرب السنونو... وعليه........

 . أرى أننا قد ربحنا العالم.. وربحنا أنفسنا أيضا..!!

 في الختام لابد من توجيه تحية صادقة إلى كل أديبات وأدباء المثقف وجهودهم الثرة والذين آزرونا بإعمالهم الشعرية والسردية ومداخلاتهم القيمة. وتحية خاصة إلى نوال الغانم الشاعرة والفنانة القديرة. التي حرصت على تقديم النصوص بأجمل حلة. ولا انسى جهودها معي في إظهار نصوصي التي أرسلها على عجل بحلة جميلة. ولن انسى تصويباتها السريعة للأغلاط الطباعية حال توجيه الرجاء إليها. ..

 وتحية الود والعرفان للأستاذ الجليل ماجد الغرباوي الذي فتح أبواب المثقف لنا بكل المحبة. وتحمل مشاكساتنا وخصوماتنا والتي كانت تصب أغلبها.. في خدمة الحراك الفكري والثقافي والأدبي..

 جماهير من الورد (وفق سامي العامري) اهديها لكم جميعا.. أشقاء الروح وشقيقاتها..

 

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم