صحيفة المثقف

يسرقون بتطور.. نقطة من أول السطر

fatima almazroweiكل من يتوجه نحو الكتابة والتأليف، سيلاحظ نوعاً جديداً من السرقات الأدبية، وهي سرقة متطورة بكل ما تعني الكلمة، وكأنها تحاكي التطورات الكبيرة التي تشهدها البشرية والتي تتوزع على مختلف مجالات الحياة، وكون التأليف والكتابة جزءاً من التفاعل البشري فهي أيضاً تتطور في أوجه عدة، لكن أن نشاهد هذا التطور والتحديث حتى في عادة مذمومة في كل مكان، وهي السرقة الأدبية، فهذا مؤشر خطير يوضح أن ضعاف النفوس لا يألون جهداً وهم أيضاً يفكرون بتطوير أساليبهم الملتوية.

فكما نعلم جميعاً أن السرقة الأدبية هي أخذ نص ونسخه وإعادة نشره دون أي اعتبار لمصدره الرئيس أو لمؤلفه الأول، وتجيير هذا النص صغر أو كبر لاسم السارق، وببساطة هو يسطو على جهد وجوهر وتفكير مبدع تعب حتى يخرج للناس خلاصة تفكيره، ليأتي السارق ويأخذ هذا جميعه في سرقة واضحة ليحصد الثناء ويكال له المديح.

ومع انتشار شبكة الإنترنت، زادت عمليات رصد السرقة الأدبية، حيث تؤخذ جملة وكلمات كما هي ويعاد نشرها في مواقع أخرى، وما عليك إلا أن تنسخ هذه الجملة وتضعها على محرك البحث حتى تظهر لك الجملة نفسها، وربما موقعة بأسماء عدة، لدرجة أن مؤلفها الحقيقي ضاع وسط هذا الغثاء.

اليوم نشهد تطوراً في هذه الممارسة البغيضة، وهي سرقة الفكرة والمحتوى أيضاً، لكن مع استبدال الكلمات وتغيير مكانها، لتحافظ الجملة على تفوقها وإبداعها ومعناها بكلمات مقاربة للنص الأصلي .. إنه فعلاً شيء محبط ومؤذٍ.

فاطمة المزروعي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم