صحيفة المثقف

متعلق بالطب النفسيPsychiatric

عقيل العبودمدخل: ليس متعلق الامر بمرض نفسي معين، بل ان متعلقه بمصلحة بناء النفس الإنسانية، وتحريرها من مخاطر الوهم، والوهن، ولذلك أتمنى ان يحظى موضوعي هذا بإهتمام اكثر عدد ممكن من القرّاء لغرض المواصلة في كتابة حلقات متعددة بهذا الصدد.

العنوان يوحي الى كتابة مادة علمية في الطب المذكور، أما ما يراد منه فهو غير ذلك، ولكن تم استخدام المصطلح أعلاه بعد ترجمته من الانكليزية الى العربية وَهُو  Psychiatric ذلك بإعتبار ان النفس تحتاج الى طبيب، وهذا الطبيب ليس بالضرورة ان يكون طبيبا نفسانيا، بل حكيما يتعامل مع النفس توجيهيا، اوارشاديا بحسب حاجة هذه النفس لذلك النوع من التوجيه اوالإرشاد.

هنا العلاج ليس دوائيا، بل قد يكون عن طريق تمرين، اوايحاء نفسي، او ارشاد، اوتشجيع.

فمثلا النفس التي تعاني من الحزن sadness بسبب ابتعاد الأحبة، يمكن ترويضها من خلال الصبر، والمحاضرات المتعلقة بذلك، ومثلها النفس التي تعاني من الإحباط hopelessness ، هذه النفس يمكن بث روح التشجيع والتحفيز والترويض من خلال الرعاية الاجتماعية والإنسانية، وهنالك مؤسسات واجبها تنشيط القدرات الاستعدادية على نمط تهيئة وتحفيز القدرات الحسية.

والرياضة البدنية هنا على سبيل المثال، يمكن ان تكون حافزا لمنح فاقد الثقة، والمحبط على استرداد ذلك.

وعلى غرارها، يمكن تحفيز الطاقات العلمية، والذاكرة من خلال جهاز التلفاز، حيث يمكن استخدام تمارين العقل اليومية، كالرسم، والموسيقى، لتنشيط بعض الخلايا الدماغية التي يمكن لها ان تقوم بدورها في تذكر الخطوات الخاصة بهذا النشاط، اوذاك من خلال الإعادة والتكرار.

وكذلك ايضا الأفلام السينمائية، والقصص التي يمكن من خلالها التأثر بالابطال والرموز ما يسمى بالتحفيز والإلهام stimulation and inspiration.

وهنالك قصص حقيقية لأبطال اثبتوا للعالم ان الإرادة يمكن الوصول بها الى ما لا نهاية، وأنها الطريق الى التحدي.

هنا من باب الشئ بالشئ يذكر، كنت طالبا في المتوسطة ابان السبعينات، تلك الفترة التي انتشرت فيها مكتبة الكتب والقصص الروسية، وكان شقيقي الأكبر قد لعب دورا في تربيتي حيث كنت اقرأ لكروبسكايا تلك التوجيهات التي تنفع الشباب في حياتهم العلمية، والعملية، وذات يوم ايضا قرأت رواية بعنوان قصة انسان حقيقي،  كانت تحكي عن طيار روسي اسمه الكسي ميرسيف، وصاحب الرواية بوريس بوليفوي وعندما قرأت التحديات الحقيقية لبطل الرواية الذي تحدى الموت بعد سقوط طائرته، وتحدى كذلك العجز الذي اصيب به بعد ان تم بدر قدميه، ليعود مدربا بعد حين في مدرسة الطيران الحربية وبسيقان مبتورة، كنت قد تعلمت درسا بليغا بقي راسخا عن معنى التحدي.

وهذا يرتبط بسؤال كيف لنا ان نزرع الثقة بين الشباب، كيف لنا ان نتعامل مع معاناة النفس الانسانية في هذا الزمان، خاصة ونحن نخوض عصر الاحباط والتردي؟ وللموضوع بقية..

 

عقيل العبود 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم