صحيفة المثقف

فراشات العقل الباطن

فتحي مهذبفي النوم

تئز فراشات العقل الباطن

بين شقوق الأظافر..

تتفتح  المخيلة مثل زهرة أوركيديا..

لا نحتاج إلى كوكب الشمس..

أو الصلاة في كنيسة النهار..

لا نحتاج إلى ثمار التكنولوجيا..

مثل طائرة تجسس لاكتشاف حركات غرائزنا الدموية..

أو قطار سريع لحمل بريدنا المتجمد إلى حارس السماء السابعة..

أو إلى لمجة الهامبرقر الشهيرة

لقتل وحوش الجوع..

أو إلى قس طويل الذيل لطرد الأرواح الشريرة..

وجبر الخواطر ..

أو إلى لكمة مروعة من قفاز الوعي العبثي..

كل منا يحمل بندقية صيد

يلاحق أيائل تجربته الباطنة..

بيد أن ثمت ضبابا كثيفا من الجنون..

يزحف باتجاه عيون اللاوعي ..

في الليل داخل الأكواريوم الكوني

نبدو مثل سمك مهرج

نتدافع غير متوقعين من أين

تهبط قطط المصادفة

لتلتهمنا دفعة واحدة مثل وجبة

طازجة ..

في الليل يمكن أن تضمحل الفوارق الفيزيقية بين الأحياء والأموات..

يرجع الأموات إلى بيوتهم مثل بحارة عادوا للتو من جزر بعيدة..

محملين بهدايا رأس السنة الميلاية..

أسماك نادرة جدا من قاع الماورائيات..

سعداء مثل متصوفة في عز الجذب..

في الليل تفكر الأشجار مثلنا..

أحيانا تبكي مثل أرامل الحروب العاصفة..

في الليل يخرج الذئب من المرأة

ليحرس البيت..

تهطل ضفادع زنخة من إبطي ..

تسقط جرار الدموع التي إمتلأت بماء النهار الأسود..

تفر فهود كثيرة من باحة صدري..

يسكت الجسد ويخرخر جدول الروح..

يقف الجسد المعطوب لتواصل الروح الصعود إلى حدائق ألف ليلة وليلة

تنعم بفواكه الحرية المطلقة..

غير أن أرواحا مثل روحي المثقوبة

لا تني تقرع النواقيس لصلاة الحقيقة.

***

 فتحي مهذب

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم