صحيفة المثقف

الحكام العرب وبمختلف توجهاتهم كانوا يدعون الى الوحدة العربية وينادون بتحرير فلسطين، وبذلوا كل ما في وسعهم لأجل نصرة القضية الفلسطينية، فكانت قومية المعركة شنت عدة حروب ربما كانت النتائج سلبية واحتلال المزيد من الاراضي، لكن الحكام العرب بمن فيهم المتهمون بالعمالة لانجلترا وأمريكا، لم يجرؤوا على البوح بذلك علانية امام شعوبهم، كانوا يخافون ردة فعلها، فانبثقت عن الجامعة العربية لجنة تعنى بالشركات العالمية التي تتعامل مع كيان العدو، حيث يتم حظر التعامل معها ووضعها في القائمة السوداء.

لقد عمل عبد الناصر وغيره من القوميين العرب على استئصال شوكة العدو من القارة السمراء،  فبادرت غالبية الدول الى مقاطعة الكيان الصهيوني وكان هناك تعاون عربي افريقي في كافة المجالات بل وجدنا بعض الدول الافريقية تناصر القضية الفلسطينية في المحافل الدولية.

 بغياب اولئك الزعماء، اصبح العملاء يجاهرون بعمالتهم، فشعوبهم صارت كالقطيع التائه في الصحراء الجرداء، بينما استحوذ هؤلاء على كافة الموارد، باعوا كل ما يستطيعون بيعه، لقد تاجروا بالقضية الفلسطينية، اقاموا علاقات مع الكيان المغتصب على الاشهاد، القدس لم يعد يعني لهم شيئا، مقدساتهم اصبحت في اوروبا وأمريكا، والأرباب كثّر.

حضر البعض حفل الاعلان عن وأد القضية الفلسطينية (صفقة القرن)، بعد ان شاركوا مع  اخرين بكل خبث في العملية، حرموا اللاجئين في الشتات من حق العودة، وتضييق الخناق على من هم بالداخل رغم قسوة العيش املا في تهجيرهم ، لينعم بني صهيون ويحققوا احلا مهم.

لقد قام بعض زعماء الامة العربية بالتطبيع الكامل مع كيان العدو بحجة استرداد اراضيهم،  ووصل الامر بهم العمل كسماسرة لبيع نفط وغاز الصهاينة، شجّع اخرين على  اقامة علاقات معه ومنهم رئيس دولة السودان الذي اعتقدنا انه عروبي حتى النخاع، ولقائه نتنياهو في يوغندا، لقد اسقط البرهان لاءات الخرطوم الثلاث التي رفعت معنويات العرب عقب النكسة وأثبتت انهم امة واحدة، نعلم الدور الخبيث الذي لعبه كيان العدو في انفصال جنوب السودان،  ترى هل يأتي اللقاء لدرء تفتت ما تبقى من السودان؟ رشح عن الاجتماع رغبة البرهان في التطبيع مع كيان العدو، وفتح الاجواء السودانية امام طائرات العدو المتجهة الى الدول الافريقية، ربما لغرض شطب السودان من قائمة الارهاب الامريكية، نعول كثيرا على الشعب السوداني وموقفه الثابت من القضية الفلسطينية، وبالتأكيد سيسقط كل من تآمر على الامة العربية في الانتخابات المقبلة. يعمل نتنياهو جاهدا الى تفكيك المنظمات الاقليمية من خلال المساعدات الاقتصادية التي يقدمها الى الدول الافريقية التي بخلت عليها انظمة الحكم العربية الغنية.

حكامنا الميامين امدهم الله بالصحة وطول العمر، لأجل ان ينالوا رضا العم سام والإبقاء عليهم في مناصبهم، يعبّدون الطريق بأجسادنا ومقدراتنا ليعبر الكيان الصهيوني الى افريقيا، الكيان يتمدد اليوم في افريقيا بخطى حثيثة، بعد ان تركها صاغرا لعقود مضت، لمحاصرة الدول العربية في شمال افريقيا وبث الفتن بين مكوناتها العرقية.

قرانا الكثير عن العملاء الذين باعوا الارض والعرض للاعداء، كنا نعيب عليهم ذلك.لكننا لم نتوقع يوما ان نشاهد وبأم اعيننا (اعرابا) يُفْرِطون في العمالة بالانبطاح كلية على بطونهم ليكونوا جسورا لعبور الاعداء بكل سهولة ويسر، يبدو انهم من نسل اولئك، فالعرق دساس.حق لنا ان نفخر، لقد اصبح لدينا اكثر من بروتس.

كلنا امل في جيل يخلف اولئك الابطال المغاوير ليأخذوا بالثأر ويستردوا الارض ويصونوا العرض،  وما ذلك بمستحيل.  

ميلاد عمر المزوغي