صحيفة المثقف

ارحموا وطنا عزيزا ذل

وداد فرحانالثورة تجب ما قبلها فلم لا تجبون ما قبلكم وما بعدكم؟ 

يقال ان الفهم على قدر الإدراك والاستيعاب وكل حسب قناعته، وقيل "رحم الله امرأ عرف قدر نفسه".

تؤكد الاحداث ما بعد تشرين ان العملية السياسية لا تلبي مصلحة الوطن، ولا تحقق احتياجات المواطن، مع ان تحقيق الاحتياجات ليس بالأمر المستحيل، لو توفرت النيات الوطنية المجردة من الانتماءات الضيقة التي تلبي المصالح الذاتية او المرتبطة بما بعد الحدود.  

 كلكم تعرفون ان الشباب في الساحات يبحثون عن كرامتهم، وعن رغيف يومهم، وسقف يؤويهم ويؤوي ذويهم، وطرقات سالكة آمنة دون لثام وكاتم غادر.

لقد رفع شباب تشرين السلميين شعارهم الذي أرعب المتسلطين على الرقاب:

"نريد وطن"..

فهل هناك من يعرف معنى هذا الشعار ومداه سياسيا واجتماعيا وفلسفيا؟

أجزم أنهم يفهمون ويعلمون أنهم سرقوا الوطن من حلمه الذي امتد على مدى اكثر من خمسين سنة وربما اكثر، إلا أنهم خائفون من الاعتراف ومما يحصل لهم بعد الاعتراف، وربما انهم لا يفقهون أن الثورة تجب ما قبلها.

قد تكون هذه الاحداث فرصة تاريخية للوقوف على منصة الاعتراف وطلب الغفران!

أيها العقلاء، إن الثورة مستمرة ولن توقفها كل اشكال الاتهامات المخبوزة بالحقد، والمختمرة بالمستورد من الأفكار التي يخجل من صناعتها حتى الشيطان!

فلم لا تجنح العقول إلى الصواب؟

وترحمون وطنا عزيزا ذل؟

 تكاشفوا وأعيدوا البوصلة الى اتجاهها القويم، وكونوا مع الشعب في كلمته الفصل، فإنها الفيصل بين أن يكون هناك وطن أو لا يكون.

 

وداد فرحان - سيدني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم