صحيفة المثقف

اللاجئون السوريون أرقام تتحاذفها النكبات

بكر السباتينسألني أحد الأصدقاء المثقفين عن عدد اللاجئين السوريين في العالم.. دون الخوض في تفاصيل الأسباب التي تتلخص في الحرب الأهلية القذرة وتداعياتها التي امتدت منذ مارس 2011 إلى يومنا هذا، وظل المواطن السوري (مقيم أو لاجئ) هو المحور الأهم فيما يتعلق بمستقبل سوريا وإعادة إعمارها حالما تستقر البلاد وتستعيد عافيتها وفق حل سياسي موضوعي منصف يراعي وحدة البلاد وسيادتها وعودة اللاجئين الذين تحاذفتهم النكبات.

مؤخراً نشر مركز بيو للدراسات إحصائية لعدد اللاجئين السورين في العالم وهو عدد كبير جداً.. فالذين غادروا سوريا 6 مليون أما الذين نزحوا إلى داخل سوريا فعددهم 7 مليون.. هذا يعني أن عدد السوريين الموجودين داخل سوريا (أهالي ونازحين) يساوي 15 مليون

ويتوزع اللاجئون السوريون (6 مليون) الذين غادروا سوريا، مع مراعاة العدد الكبير الذي عاد منهم إلى دياره السورية، على النحو التالي:

أولاً: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

أكثر من خمسة ملايين لجأوا إلى الدول المجاورة في تلك المنطقة: تركيا (3.4 ملايين) ولبنان (مليون) والأردن (660 ألفا) والعراق (250 ألف لاجئ).

الدول الأربع المذكورة تستضيف حوالي 41 في المئة من عدد اللاجئين السوريين المنتشرين في العالم.

وتنوه الدراسة إلى أن أكثر من 150 ألفا يعيشون في دول شمال إفريقيا مثل مصر (130 ألفا) وليبيا.

ثانياً: أوروبا

يعيش فيها حوالي مليون سوري كلاجئين أو طالبي لجوء: ألمانيا (530 ألفا يمثلون خامس أكبر نسبة لاجئين في العالم) والسويد (110 آلاف) والنمسا (50 ألفا).

يقول المركز إن جميع السوريين تقريبا في أوروبا ممن تقدموا بطلبات لجوء بين عامي 2015 و2016 تم السماح لهم بالبقاء أو ينتظرون البت في طلباتهم.

وتشير الدراسة إلى أنه بالإضافة لهؤلاء يوجد حوالي 24 ألف سوري تمت إعادة توطينهم في أوروبا بين 2011 و 2016.

ثالثاً: أميركا الشمالية

يوجد حوالي 100 ألف سوري في أميركا الشمالية، يمثلون أقل من 1 في المئة من العدد الإجمالي للاجئين السوريين في العالم.

أعادت كندا توطين حوالي 52 ألف سوري.

رابعاً: أما في الولايات المتحدة فتمت إعادة توطين حوالي 21 ألفا، وهناك حوالي ثمانية آلاف يقيمون على أساس برنامج الحماية المؤقتة، الذي يمنح مهاجرين يواجهون حروبا أو كوراث في بلادهم حق الإقامة والعمل في الولايات المتحدة لمدة محددة.

وتجدر الإشارة إلى أن مركز بيو للدراسات ( Pew Research Center) هو مركز أبحاث أمريكي غير حزبي (يشير إلى نفسه على أنه "مركز حقائق" ومقره واشنطن العاصمة. يوفر المركز معلومات حول القضايا الاجتماعية والرأي العام والاتجاهات الديموغرافية التي تشكل الولايات المتحدة والعالم. كما يجري المركز استطلاعات الرأي العام، والبحوث الديموغرافية، وتحليل محتوى وسائل الإعلام وغيرها من بحوث العلوم الاجتماعية التجريبية. لا يتخذ مركز بيو للأبحاث مناصب سياسية، وهو شركة تابعة لصناديق بيو الخيرية.. فهل أزفت ساعة العودة للنورس السوري الذي عانى الأمرين في ظل ظروف طاردة له على صعيد العالم! الأمر مرهون بما يخبئه المستقبل القريب من مفاجآت.

 

بقلم بكر السباتين

6 مارس 2020

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم