صحيفة المثقف

رقّت حمامتان

ياسين الخراسانيأهدابٌ منسيةٌ على الشّرفاتِ،

رقَّت حمامتانِ، و للأفق أبنائه الصَّرعى

عائدٌ بهزيمةٍ و ذكرى

لم أزل هناك و لكنّي جسدٌ ليس له خُوار

 

أتحمل كل التفاصيل: ضاعت صورة المشهدِ

و الشاهد معصوب العينينِ

العظايا ملكات البلاد المُجحِفةِ

أنا الكلُّ و بعضي عدوٌّ لبعضهِ

أنا جزءٌ من الحكاية لا يُفهم إلا بخاتمةٍ

دَسَّت أفاعيها في فراش البدايةِ

 

رقّت حمامتانِ ... تتآلف الخطيئة مع سيرة النبيِّ

وَزَّعت أعضائي على فَزَّاعات البرّيةِ

فلا جدوى من الاستمرار إن كان الغد حليف اليومِ

رقّت حمامتانِ ...

 

أرى تماثُل الأشياء على صفحة الخيال العليلِ

أرى هناك هنا

و الزمان مُخَبَّلٌ دائريُّ الصِّياغةِ

فما معنى الحتف إن كان يومي نصلاً

و معنى اغتيالي إن تواطأتُ مع القاتلِ

 

أنا السيّد و العبدُ

أنا يوسف القباحةِ

أكلتُ سنين الرخاءِ

و تركتُ للعجاف سبع قصائدَ

مُختلَّة الوزنِ

رقّت حمامتانِ

 

ذُرِّيتي في دمي

لن أُهدي ذريتي للموتِ

فأنا طَفرةٌ مُشَوَّهةٌ

على حدِّ قانون الانتخابِ

هنا تنتهي حكايتي

رقّت حمامتانِ

 

أتحمَّل دسائس الوقتِ

فلي منطقٌ لانهائيٌّ رحبٌ للهزيمةِ

إن تعطَّلت ساعتي

نَثَرت الحَبَّ على الشُّرفاتِ

فقال لي الفجر: بكَ أبدأُ

ثم رقّت حمامتانِ ...

***

ياسين الخراساني

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم