صحيفة المثقف

مفهوم الكلمة بين لغة العقل والشعور.. المعاناة إنموذجا

عقيل العبودلعل من الضروري ادراك مفاهيم ومعاني بعض الكلمات المتداولة، من خلال الاشتغال على فهم مدلولاتها الدقيقة بطريقة حل ألغازها، بغية الوصول الى رسم وتوضيح الصورة الدقيقة المرتبطة مع لغة الإدراك هذه.

والعمل على حل الغاز المفاهيم مفيد في استقراء الحقيقة الحسية، والمادية المراد ايصالها الى ذهن المتلقي من خلال تداولها المتنوع بلحاظ المعاني المختلفة لها، وفي ذلك شرح كما أشار السيد العلامة كمال الحيدري في باب الفرق بين المعنى والمفهوم[1].

فتداول كلمة معاناة مثلا يرتبط مع مفاهيم كثيرة، كالمعاناة النفسية، والصحية، اضافة الى معاناة الجوع والفقر، وفقدان الأمن، وغيرها.

حيث ينصرف الذهن بحسب درجات الإدراك المرتبط مع التجربة الحسية الى رسم مشاهد هذه المعاناة، وفي ذلك فائدة في التعبير عن حالات الألم الذي يستلزم الاستجابة لمشاعر الاخرين وهم يعلنون استغاثاتهم بناء على ما يسمى بالانطباع.

فعندما نقول العراق بلد المعاناة، المتلقي العراقي يتصور حجم هذه المعاناة بحسه وعقله قبل غيره بحكم علاقة المعنى مع التجربة الخاصة بهذا النوع من التداول.

وهذا يفيد في تفسير ان هنالك حقيقة مركبة للمعنى وهذه الحقيقة ترتبط ببعدين، اواتجاهين الأول حسي، مرتبط مع الشعور، والثاني مادي مرتبط مع ما ينتجه هذا الشعور من خلال علاقته الحسية مع التجربة.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم