صحيفة المثقف

مقارنة بين طبقة السياسيين العراقيين والأطباء الكوبيين

عقيل العبودالبارحة كنت استمع إلى موضوع عرضته قناة ال (RT) العربية عن دولة الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو.

والنقطة التي اثارت اهتمامي، هو الطريقة التي اتبعها ذلك الرجل، لبناء وتطوير إقتصاد دولته، التي حرص ان يكون رمزها الأول.

حيث اعتمد على تنمية وتطوير مؤسسات ومراكز العلم والتعليم، وخاصة في مجال الطب، واتخذ من ذلك شعارا مقدسا لبناء الدولة الكوبية.

ومن المناسب هنا الإشارة، الى ان ذلك ساعد على تخريج تلك الجيوش من المبدعين، والعباقرة في المجال المذكور.

وأولئك بحسب معلق البرنامج، كانوا قد مثلوا جيش الدولة لمعالجة الأزمات، والأوبئة، والأمراض المستعصية، ومنها الكوليرا، والأيدز، وغيرها.

وبذلك توالت العقود حتى من قبل الدول المتطورة، للإعتماد وتشغيل خبرات وعقول، هذا الصنف من المبدعين، وفقا لبرنامج (أطباء مقابل النفط).

حتى صار ذلك عاملا مشجعا لبناء تلك الدولة الصغيرة اضافة الى السيجار، الذي كان كاسترو يضعه بين شفتيه كرمز اقتصادي امام شاشات التلفاز العالمية، ذلك من باب التسويق الإعلامي خدمة لإقتصاد دولته.

هنا من باب المقارنة والتساؤل، أقول هل يمكن للعراق

ان ينهض بما يمتلكه من موارد وطاقات، هل يمكن له ان يحيا أسوة بتلك الأوطان؟

المثير للسخرية هو لأننا بلد النفط، والحضارات، ومنتج المعادن، والغذاء، والثروات، صرنا نصنع المسميات من الكتل والأحزاب.

حيث بدلا من صناعة الطاقات العلمية، والكفاءات، صرنا نوهم أنفسنا بهم.

هؤلاء الذين جميعا ديدنهم، هذه النقاشات والخلافات، التي ليس لشعب العراق فيها ناقة ولا جمل، باستثناء بعض القرارات بناء على اقتراحات البعض القليل من الساسة.

لذلك أقول مفترضا ماذا لو تم استبدال هذه الأنفار من القيادات، وحل جميع الأحزاب، والكتل، والتيارات، كيف سيكون العراق لو تم الاستغناء عن هذه الجيوش التي لا ديدن لها الا تقاسم حصص الوزارات والمؤسسات، بجيوش الكفاءات الطبية والهندسية والزراعية والتعليمية.

ماذا يحصل لو تم تشغيل اصحاب العقول هذه لبناء البلد وإعادة الحياة؟!.

https://m.youtube.com/watch?v=Dv5PKfJIcMQ

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم