صحيفة المثقف

منارة الأدب ولقاءات الأصدقاء

عقيل العبودالأدب الثمانيني منارة تجمعنا، نلتقي تحت افيائها، نشترك معا في الحضور، لكي ندلي بما ينتابنا من احاسيس، عبر لقاءات يجمعها الحزن والفرح.

الكلمات تأخذ طريقها الى النشر دون ان نراها، مشاعرنا فقط تساعدنا في البكاء، لكي نلتقيها.

القصص تلك، كما الشعر مرايا تلتقط كل أوجاعنا لتصطف بها على شاكلة رواية اوقصة اومشهد درامي.

المسرح ذلك الخيال الذي يحلق مع دخان السجائر، اونكهة الشاي، هو الاخر كان يشاركنا العزاء في لحظات الموت، مع قاطرات ذلك الزمن، متجها من محطة الى اخرى.

الثمانينيات، صورها سيناريوهات تحكي قصة جندي يفارق اخر ضحكة تتودد اليه قبل ان يغادر الحياة.

أوملجأ يختبئ تحت جراحاته رجال لا يختلفون في بطولاتهم وشخصياتهم عن تلك الملاحم، التي رموزها بقيت في خيالاتنا منذ سبعينيات القرن المنصرم، يوم كنا نقرأ بعض روايات عن الأدب السوفيتي، حيث يغادر الأبطال اخر لحظة من لحظات الفرح، ليعلنوا نشوة الانتصار.

لذلك صحبتنا نحن الأدباء لم يكون يشوبها الكذب والتسكع، لم تكن مجاملاتنا يسكنها النفاق، ال Facebook لم نكن نعرفه، التكنولوجيا وعروض التحيات والاطراءات، هذه التي تفرض نفسها على دبيب علاقتنا اليومية مع هذا الزمان، لم تكن بيننا انذاك.

لذلك النقاء، والمحبة، والصدق، مقولات كانت تجمعنا تحت افيائها، تضمنا اليها مثل أم حنون.

الفقير فينا لم يكن يتردد في اعلان فقره، العاشق هو الآخر نشاركه العزاء، يوم لم يكن يمتلك الجرأة لمصارحة معشوقته.

مقهى ام كلثوم، حسن عجمي، المقهى البرازيلي، شارع الرشيد، ذاكرة ما زالت عامرة بالمحبة رغم ويلات الحرب التي أنهكها الخوف والحزن، والموت.

الثمانينيات أوسمة بقيت عالقة فوق صدورنا، نتنفس شذاها من اقحوانات نفوس عامرة بالخلق والإبداع، رغم تصدعات الوجع الآثم.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم