صحيفة المثقف

رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء العراقي الجديد

السيد مصطفى الكاظمي

ما هي الحكمة من تعيين وزير للثقافة بالوكالة ليس له علاقة بالثقافة ولا بالمثقفين ولا بالحياة الثقافية لا من قريب ولا من بعيد في الوقت الذي يزخر فيه العراق بالرجال المثقفين، كتاب في شتى فروع الثقافة، لهم مؤلفاتهم ولهم سمعتهم وصيتهم داخل العراق وخارجه، منهم من يعيش داخل وطنه ومنهم من يعيش خارج وطنه، يستحقون هذا المنصب المهم، وزارة الثقافة، والتي تعتبر وجه العراق الثقافي الذي يطل به العراق على العالم ويرى العالم به العراق بلد الثقافات والحضارات التاريخية السالفة والتي داس على تاريخها الذي يحكي به العالم هؤلاء الإسلاميون الذين حكموا العراق على مدى 17 عاما همشوا فيها الثقافة العراقية وأهملوها وجعلوها خارج الوزارات السيادية احتقارا لها وتصغيرا من شأنها والتي توزع على الكتل السياسية الشيعية والسنية والكردية على أساس المحاصة الطائفية البغيضة بينما هي، وزارة الثقافة، وزارة سيادية لو كانوا يفهمون ويقدرون قيمة الثقافة، هؤلاء (الآخونديه) الذين ابتلى بهم العراق والعراقيون طوال هذه السنوات العجاف من  حكمهم ....

..... الآن، وقد تشكلت حكومتكم وقد خطت الخطوة الأولى نحو الحكم المدني واستبعاد الحكم الإسلامي وجلاوزته وإنهاء المحاصصة الطائفية المقيتة، كان يُنتظر منكم أن لا تتأخروا في إسناد وزارة الثقافة العراقية إلى شخصية ثقافية أكاديمية أو ذاتية أو الاثنين معا بدلا من إسنادها وكالة إلى وزير ليس له علاقة بالثقافة ولا بالمثقفين ولا بالحياة الثقافية إضافة إلى وزارته التي تناسبه فهو رياضي معروف، بحثا عن وزير جديد حسب المحاصصة الطائفية أو حسب اختياركم الشخصي ليكون وزيرا كما وزراء (الثقافة) السابقين، شخص ليس له علاقة بالثقافة ولا بالمثقفين العراقيين ولا بالحياة الثقافية العراقية. هل أمسى العراق خاليا من المثقفين وهل يستغرق البحث عن شخصية وطنية مستقلة مثقف ثقافة أكاديمية أو ذاتية في العراق كل هذا الوقت من أجل تعيينه وزيرا للثقافة؟ لقد كانت الثقافة في العراق بعد سقوط النظام السابق في نيسان 2003 مهمشة من قبل الإسلاميين الرجعيين الذين يعتبرون الثقافة واجهة علمانية والمثقفين ضد الدين ما لم يكونوا مثقفين متدينين حسب هواهم وتقديرهم. هل أنت واحد منهم، أيها السيد الكاظمي، ترفض أيضا أن تسند وزارة عراقية هي وجه العراق الثقافي والحضاري أمام العالم إلى مثقف وطني مستقل مرتبط ارتباطا مصيريا بالثقافة والمثقفين والحياة الثقافية؟

نأمل أن لا تكون واحدا منهم وتختار وزيرا عراقيا مثقفا له علاقة مصيرية بالثقافة والمثقفين وبالحياة الثقافية العراقية.

 

احمد العلي

بغداد في 17/5/2020

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم