صحيفة المثقف

تلقى اردوغان وميثاقه الضربة القاصمة

عماد عليلقد صدم اردوغان  بما لم ينتظره ولم يحتسب له الحساب ابدا بعدما اصطدم بما هو الموجود وكسر انفه في حفتانين وانه افاقه من حلمه ووجد ما لم يعتقد ان يلقي نفسه فيه وهو يرى نفسه يتمرغ في وحل الاخطاء الحسابية التي دفعته نتيجة تكبره وعدم اكتراثه بما يخص حقوق الاخرين ويسلك طريقه بغرور وكانه سلطان عصره ويتصرف بما فعلته اسلافه من سلاطين العثمانيين وكسرت انوفهم في نهاية الامر.

تراه اليوم يلعب بذيله هناك في ليبيا وضفاف البحر المتوسط وقد قرضت  اذانه الطويلة في غرب كوردستان والان انغمس راسه في وديان ومرتفعات اقليم كوردستان تحت ارجل المقاتلين من اصحاب الحقوق، ولم ير طوال حكمه هذه القتلى بالمئات وحتى ابان الانقلاب المزعوم المشكوك فيه او في مغامراته في سوريا التي اعتمد على المرتزقة. بعد ان اراد ان يخرج من الازمات التي تلحق به حصل ما لم يفكر به.

الان لنا ان نسال لماذا كل هذه الانكسارات الى ان وصل به الحال الى هذه النكسة العسكرية السياسية وما تسميها الخبراء العسكريين بفضيحة تضاف الى فضائحه السياسية. من يخسر في المقامرة يبحث عن الاسباب وان كانت وهمية ليتحجج بها امام شعبه ليبتعد عن الاحراج. اليوم وبعد تلقى الضربة الموجعة يريد ان يوجه اللوم الى امريكا وروسيا ويسال من مصادر الاسلحة التي كسرت راسه في حفتانين ولم يعلم ان الاردة هي التي اوجعته في اعماقه  اولا  قبل الاسلحة  وارغمته على التراجع وان كان مؤقتا ليبحث عن تعويض خسائره ويعلل ويجد اسبابا لفشله وكسر انفه وقتل ابناء شعبه الذي يدخلهم في ويلات مرة بعد اخرى.

ان استراتيجية اردوغان معلومة للجميع ولكن يمكن يفك بانه يعتقد بان تكون على الطريق الصحيح ولكنه لم يحسب كل جوانب ما يفكر فيه وهدفه الاكبر هو تحقيق ميثاق الامة التي قررته عقول التعصب والعنصرية قبله ومر عليه الزمن وتغيّر الواقع واختلفت الارضية ولم يحسب اردوغان هذا لعدة اسباب :

* نرجسيته ومحاولة تحقيق اهدافه الشخصية على حساب مصالح شعبه مهما بلغ الامر وان جاءت النتائح معكوسة.

* الهروب الى الامام نتيجة ما يمر من الازمات المتلاحقة التي اثقلت كاهله الثقيل اصلا نتيجة ما لحق به جراء مغامراته الكثيرة في السنوات الاخيرة ولم يبقي له وللدولة التركية سمعة من اساسها.

* الهروب من الازمات الداخلية المتعددة وتدهور اقتصاده بعد ان انتقل بلاده خطوات قبل سنوات على ايدي من انشق من حزبه اخيرا واسسوا احزابا وهو ينوي و يريد ان يلوي ذراعهم بحركات بهلوانية داخلية وخارجية عسى ولعل يعيد سمعته المنهارة.

* لم يبق امامه غير السياسة الخارجية ليعيد توزانه الداخلي سياسيا ويريد ان يحقق اهدافا خاصة به، وهو يحاول وضع العراقيل امام من يقف له بالمرصاد ومن كشفه عاريا امام شعبه اخيرا ولم يفكر يوما بما حصل.

* يريد ان يستغل الفراغات الكبيرة في المناطق التي يخطط ان ينفذ منها واسهلهم هو افليم كوردستان وليبيا وغرب كوردستان واستراتيجيته الاديديولوجية الخادعة هي اخوانية المظهر وتركية عنصرية المحتوى.

* يريد ان يغطي تناقضاته السياسية ومواقفه الخاطئة فانه يتكلم باسم الاخوان ويمد يده الى اسرائيل راكعا تارة، ويتكلم باسم الدين وسياساته المنافية لابسط المباديء والشعائر الدينية مكشوفة للجميع تارة اخرى.

* يريد ان يخرج من الازمات ولو ببقاءه على ماهو عليه من مستوى متدني من شعبية، واكثر شيء يريده وما يتمناه ان ينهي مهامه دون ان ينكسر نهائيا او يبتعد عن الفضيحة التاريخية التي تلاحقه، ولذلك تراه يتراوغ في سياساته الخارجية بين امريكاو روسيا ويتحرك شمالا وشرقا وجنوبا وغربا عسى ولعل يجد ما يتنفس به جراء ما كتم انفاسه داخليا في الوقت الحالي من ماهو محرج جراء اقتصاده المتدهور والوضع الصحي بعد انتشار جائحة كورونا التي غطى عليها بداية ولم يكشفها على العلن الى ان افتضح امره ولم يتمكن من الاستمرار في بقاءها سرا في الوقت الذي تتهاوى فيه قيمة الليرة يوما بعد اخر.

يمكن ان نقول ان اردوغان دخل في مقامرة طويلة الامد، اما يخرج منها بنصر مؤقت وزائل في افضل الاحتمالات او يسقط ويقع في هاوية لم يتوقعها ولم يحسب لها الجسابات الدقيقة. واول ما يرشدنا الى ان نتوقع الاحتمال الثاني هو ما تعرضت له قواته الخاصة التي طالما تشدق بقوتها وفنوفنه وافتخر بها للهزيمة المنكرة ولم يعد  اليه راسا واحدا سالما منهم من جهة، ولم يتوقع ان يرى الاسلحة التي استخدمت والتي تعيده الى رشده عسكريا من جهة ثانية. واخر ما يمكننا ان نقوله هو؛ ان ميثاق الامة التي يتشبث به وسده منقذا مع ما يطمح اليه ويتوازى مع العنصرية المتعمقة في كيانه سوف يرغم راسه في وحل حساباته الخاطئة ودوافعه المصلحية النرجسية الخاصة التي تدفع كل دكتاور الى مصيره المحتوم. 

 

عماد علي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم