صحيفة المثقف

العراق وطن غاب منذ زمن بعيد

عقيل العبودالإهداء الى ارواح من تم اغتيالهم من قبلهم هؤلاء!

كنت ابحث عن وطن منذ زمن احاطت به الحراب واستوطنته أقفاص الموت، وسجون التعذيب. أيام كانت تمضي ببطء محموم، وخوف لا يطاق.

انذاك السلطة مظلة أطلقت سيوف طاغوتيتها المتوحشة لتقتل الجميع دون رحمة.

لذلك رغم ذلك النوع من الإستبداد، الأحكام العرفية تم تجاوزها عبر آلية أتت بأحزاب، وتيارات، تسارع أعضاؤها تزاحما، بحثاً عن مواطن نفوذ بها يتاح لهم فرص الفوز بأروقة المناصب.

وبهذه المعادلة، أُطلِقَ العنان دون خجل، أوحياء لطاولات من خلال جلساتها، راح يجري التخطيط لجميع التجاوزات بما فيها معادلة الإنتماء؛

فالوطنية، حلت محلها المذهبية، والطائفية، والأثنية، وبناء على هذا المعنى، عقدت أحزاب السلطة المراد تنصيبها تلك المؤتمرات ذلك تحت عناوين جمعتها شعارات، أسس لها ما تم تسميته لاحقا بالتيارات، اوالحركات، اوالتنظيمات الإسلامية.

وهذه العناوين وفقا اليها، تم تقسيم الدين، وتصنيف حقيقته الوجدانية الى مذاهب، وطوائف، ذلك ليتاح لهم استبدال العناوين الأصلية، والاستعاضة عنها بعناوين لا صلة لها بحقيقة الدين.

 حتى أسقطت جميع مؤسسات الدولة بما فيها الجيش، والخزينة، ونهبت رؤوس الأموال، واشيعت ثقافة تقسيم العراق الى أقاليم وبمباركات إقليمية.

وتم الترويج الى قتل الإنسان، بعد تصنيفه، وتصفيته وفقا لمبررات هذا التقسيم.

وبهذه الطريقة، اوتلك تم اختطاف الحياة، وإجهاض حقيقة الانتماء، وإشاعة ثقافة العنف والخراب.

هنا تباعا، تساقطت لغة الضمائر في اروقة ما يسمى بالبرلمان، الذي به وبجلساته تم استغفال وتجاهل حقيقة الدين، والمجتمع، وانتهكت حرمة الإنسان.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم