صحيفة المثقف

أضغاث أحلام ..

نبيل احمد الاميركنت أحلم بيومٍ موعود للعراق ولأهلي يعيشون فيه بكرامة وعزة كباقي البشر.. وكنت أحلم بدولة تُلبي الحد الأدنى لإحتياجات مواطنيها.. وكنت أحلم بمستقبل وردي وشفاف وواعد لأطفالٍ وُلِدوا محرومين من هو مادون الخط الطبيعي لكل أطفال الدنيا ..

وكنت أحلم بعدالة إجتماعية يتساوى فيها الغفير والوزير .. يتساوى فيها العراقيون وينهلوا جميعهم من منهل العدل الإلهي الذي يتبجح به معظم قادة اليوم مُدّعين التديّن ..

وكنت أحلم بدولة قانون لاوجود للظلم فيها .. لايعلوا فيها أحد أو يتعالى لأنه بحزب دولة القانون الذي هو أبعد مايكون عن القانون .. فتفاجئت أن معظم مظلومي الأمس أصبحوا من أعتى الظَّلَمة اليوم .

وكنت أحلم بدولة لافرق فيها بين مسلم وكردي ومسيحي إلاّ بحب الوطن والولاء له، والعمل بإخلاص لخدمة المجتمع لننال مرضاة الضمير المستتر والشعب المظلوم بعد رضا الخالق البارئ .

وكنت أحلم بدولة لايضيع فيها الحق حتى لو لم يكن له مطالب، لا بدولة ضاع فيها الحق في دهاليز الفساد والرشوة والمحسوبية حتى لو كان وراءه ألف مطالب، لا بدولة يحكمها السارق والقاتل والمريض والمشخوط يتسلط فيها على رقاب الشرفاء .

وكنت أحلم أن أكون جزءاً من لَبِناتْ الدولة الجديدة، دولة الحق والعدل والقانون، دولة المحبة والتسامح والتعاضد والتكاتف ونكْرانْ الذات ..

لكني أخيراً إستيقضت وإكتشفت انه قد أصبح الصباح وأنها كانت أضغاث أحلام !!!!

 

خاطرة لـ / د. نبيل أحمد الأمير

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم