صحيفة المثقف

الصعاليك!!

صادق السامرائيالصُّعْلُوك: فقير لا يملك شيئا، متسكع يعيش على الهامش، محتال متشرد.

وصعاليك العرب: لصوصهم وفتّاكهم.

ومنهم عروة بن الورد، الشنفري، تأبط شرا، السليك بن السلكة، مالك بن الريب، وغيرهم من صعاليك الأمة الذين أوجدوا لهم شأنا ودورا في مسيرتها، وسأقترب من الموضوع من زاوية أخرى، فقد كتب الباحثون كثيرا عن الصعاليك وأشعارهم وأسفارهم ومغامراتهم ومواقفهم.

هؤلاء مجموعة من فقراء الأمة ومشرديها الذين أعلنوا وفقا لمنظورهم ثورتهم ضد الفقر ورزاءة الأحوال، وجاهدوا في سبيل الأخذ بحقوق الفقراء من الأثرياء، وكانت لهم صولاتهم وجولاتهم ووقائعهم، التي زعزعة وعي المجتمع، وذلك قبل الإسلام بعقود وعقود.

فالصعاليك ظاهرة إجتماعية موجودة في المجتمعات البشرية، ومترشحة من تفاعلات الظلم والجور والأنانية والإحتكار والعدوانية السافرة، التي يضمرها البشر لبعضهم منذ الأزل.

وفي مجتمعاتنا المعاصرة تجد النسبة العظمى من الناس تعيش تحت خط الفقر، والفرق بينهم وبين صعاليك الماضي، أنهم يستلطفون الذل والهوان ويخنعون للمتاجرين بالدين، ويركعون تحت أذيال دجّال معمم أثيم يحسبهم أرقاما وقطيعا في زرائب الضلال والبهتان.

صعاليك الأمس كانوا ثوارا أباةً مكافحين ومتّحدين، وصعاليك اليوم خائفين خانعين متحنطين، منهمكين بالتسول والتنقيب في النفايات، ولو ثار صعاليك اليوم لولى الفساد وإستعادوا كرامتهم وحقوقهم، التي يسرقها منهم الأدعياء المتسلطين على رقابهم بإسم الدين.

فهل من ثورة صعلوكية ذات هدف مبين؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم