صحيفة المثقف

اهم قضايا نظرية الترجمة

الترجمة علم تطبيقي يخدم الأمة، وعلى اللغويين اخذ موقف عملي للحفاظ على اللغة من جهة وتقديم الخدمة لمن يتكلم باللغة بأفضل وجه، فالتّحديات التي تواجهها الأمة في النواحي الثقافية والفكرية والتقنية كلها ذات علاقة باللغة، لأن الخيار الآخر هو عزوف العامة عن اللغة وابدالها باللغات الأخرى، وبذلك ظهرت الترجمة كحل وسيط لمشكلة تعدد اللغات وتنوعها، ومن هنا فقد ارتأينا التطرق في موضوع (أهم قضايا نظرية الترجمة):

1- المعنى: بما أن الترجمة تنطلق من المعنى، لا يمكن تجاهل قضية المعنى، ويمكن تقسيمه الى ثلاثة     اقسام:ـ

أ- المعنى اللغوي: وهو الذي تكتسبه الكلمة بحكم علاقتها بالكلمات الأخرى في الجملة من حيث التركيب.

ب - المعنى الإحالي: هو المعنى الذي يحدد القاموس بدقة .

ج - المعنى الشعور: الذي ينشأ من ارتباط الكلمة بأشياء معينة داخل السياق.

2- تعذر الترجمة: يقف المترجم احيانا عاجزاً أمام بعض المصطلحات والتعابير التي لا يجد لها مكافئاً في اللغة الهدف، وهذا ما يجعل البعض يقول باستحالة الترجمة.

ويبرز التعذر اللساني عندما تنعدم إمكانية تعويض عنصر او تركيب في تركيب اللغة المصدر بعنصر آخر في اللغة الهدف.

3- التكافؤ: يعد التكافؤ من القضايا الاساسية في الترجمة، ومن اهم تصنيفات التكافؤ:

أ-التكافؤ اللغوي: وهو التكافؤ الذي يقدم تجانساً على المستوى اللساني بين النص المصدر والنص الهدف، ويتم الحصول على هذا التكافؤ عن طريق الترجمة كلمة بكلمة.

ب - التكافؤ التبادلي: وهو فرض نوع من التقابل بين النص الهدف والنص المصدر . ويكون هذا التقابل على المستوى النحوي، بمعنى ان بعض العناصر النحوية يمكن أن تكون قابلة للتعويض دون أن يتم تعديل في معنى الملفوظ، ويتم هذا النوع من التكافؤ عن طريق النقل .

ج - التكافؤ الاسلوبي: يرتبط هذا التكافؤ بالعلاقة  الوظيفية بين  العناصر الاسلوبية في النص المصدر والنص الهدف، من اجل الحصول على تطابق من الناحية التعبيرية بين النص المصدر وترجمته، دون تعديل في المعنى وترجمته، دون تعديل في المعنى الملفوظ، ففي مجال الترجمة القانونية مثلا يجب ان يطابق اسلوب النص الهدف النظام القانوني المستعمل في الثقافة الهدف .

د ـ التكافؤ الدلالي: يتحقق هذا التكافؤ عندما يكون للنص المصدر والنص الهدف المحتوى الدلالي نفسه ويتعلق هذا التكافؤ بالكلمات ولا يتعلق بالفقرات والترجمة الحرفية هي الاستراتيجية المناسبة في هذه الحالة.

اهم المقاربات التي تدعو الى التكافؤ في الترجمة:

إن التكافؤ من القضايا الاساسية في الترجمة، وقد شدت انتباه عدد من المنظرين وان المترجم يجب ان يختار بين نوعين من التكافؤ الشكلي والتكافؤ الديناميكي.

اولا: الترجمة ذات التكافؤ الشكلي، التي تهتم بشكل النص المصدر، وهي مصممة لكشف شكل ومحتوى الرسالة الاصلية بأكبر درجة ممكنة، وتركز الاهتمام على التشابه الدقيق بين عناصر اللغة المصدر وعناصر اللغة الهدف . وذلك بالترتيب اللغوي للنص الاصلي، وهذا من خلال ترجمة الاسم بالاسم والفعل بالفعل، كما تبقي على ترتيب الجمل وتتبع نفس الترتيب في النص الهدف كما هو موجود في النص المصدر، وهذا ما قد يؤدي الى التباس المعنى وغموضه بسبب اهمال التراكيب النحوية والاساليب الجمالية للغة الهدف . وعليه يمكن ان نقول ان الترجمة ذات التكافؤ الشكلي ستحتوي على قدر كبير من المعلومات التي لا يفهمها القارئ المستهدف بيسر، لأنها تعتمد النقل الحرفي للمصطلحات والتعابير.

ثانيا: الترجمة ذات التكافؤ الديناميكي: وهي ترجمة موجهة الى النص الهدف، والى القارئ المستهدف، وتبحث عن إيجاد تكافؤ في الاستجابة، أي إيجاد نفس التأثير الذي احدثته الرسالة المصدر في قارئها، وذلك من خلال البحث عن التعبير الطبيعي في اللغة الهدف. وتنطوي هذه الترجمة على تكييف النص المصدر وأقلمته على مستويين: النحو والمعجم، ويتمثل تكييف النص على مستوى النحو في تحويل تركيب الكلمات واستعمال الافعال مكان الاسماء واستبدال الاسماء بالضمائر.

اما التكييف على المستوى المعجمي في النص المصدر فيتطلب جهدا كبيراً،  لان هناك  مفردات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالثقافة وقد يتطلب تكييفها جرأة كبيرة من المترجم.

لذلك فان نجاح الترجمة يعتمد على أربعة متطلبات اساسية أولها تحقيق مبدأ الاستجابة المكافئة، وان يكون للترجمة معنى وان تنقل روح النص واسلوبه وان يكون شكل التعبير طبيعياً وان تحدث تأثيراً مماثلاً.

 

اعداد: الاستاذ المساعد ليلى مناتي محمود

كلية اللغات / جامعة بغداد

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم