صحيفة المثقف

عشتار .. وأنا

عادل الحنظللا أفهمُ ماتُخفي النفسْ

أو أسمعُ في الغدِ ماقالَ الأمسْ

لا عيني كشعاعِ البرقْ

في لحظٍ تَمتحِنُ الحِسْ

أوْ لي أذنٌ تخترقٌ الجدرانَ

فتنصِتُ للمُتوضئِ بالهَمسْ

إني لا أفقهُ مثلَ جدودي

في فنِّ الفَرْس

فهُمُ قُرّاءُ وجوه

خبَراءٌ في علمِ الطبعِ

وأنباءِ الجانِ .. وأهلِ البأسْ

إنْ نظروا في الرملْ

عرفوا إن كان الجملُ العابرُ أعورَ

أو مكسورَ الضرسْ

مِن رمشةِ عينٍ .. لا أكثر

يأتونَ بأحوالِ الخلقِ

وأخبارِ الجِنس

مِسبارٌ قومي في الجنسْ

أنا لستُ عريفا فيما يُظهرُ هذا

أو يُظمرُ ذاكْ

ما علّمني أحدٌ سرَّ الحدسْ

أتراني ناقصَ حظٍ ..

لازمهُ النحسْ

أم أغْفَلَني الوسواسُ الخنّاسُ فَتُهتْ

لكنّي .. لكنّي ..

أستقرِئُ ما قالت عشتارُ

فأدركُ

أنّي منها جئتْ

من رَحمِ الملَكوتْ

من بينِ نجومٍ لا تفقهُ معنى الموتْ

أمّا تحتْ

ماذا تحت ..

إلّا من سطّرَ في الكَهَنوتْ ..

جئنا من طينْ

لا أطيانَ ببطنِ البحرْ

حيثُ وُلِدْتْ

ألقتني عشتارُ هناكْ

حينَ كساني النجمْ

كيْ أنْسَلَّ وفي كفّي

مايمكثُ في الأرضْ

لي رِسٌّ في الشمسِ

وضلعي يكسوهُ النبتْ

قالت عشتارُ

وقد ألفَتْني ملفوفا بعباءةِ صمتْ

تحميني ممن لم تنجبْهمْ عِفّتُها

ممن وُلدوا في جوفِ الرِجسْ

قالت سأعودُ وتصحبُني

حورٌ ماهُنَّ لِمَرأبِ من حفظَ الدرسْ

يحملنَ دنانَ الخمرْ

يسقينَ الحبَّ وثديي الكأس

قالت منّي أنتْ

وستأتيني فوقَ طِباقٍ سبعْ

لا يدخلُها إلّا مَنْ أرْضَعْتْ

***

عادل الحنظل

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم