صحيفة المثقف

جمعة عبد الله: وقفة إجلال لأم الشهيد أيهاب الوزني

جمعة عبد اللهشجاعتها الجسورة تمثل بحق الام العراقية الاصيلة، وقفت بشموخ تتحدى القتلة، الذين اغتالوا فلذة كبدها، وهي تشير بأصابع الاتهام في الاشتراك في جريمة القتل، الحكومة والأحزاب والبرلمان، الذين أصابهم الخرس والطرش والبكم والعمي، لم نسمع منهم حتى كلمة مواساة على الاقل تجبير الخوطر المفجوعة، وهي أم عراقية كبيرة السن ومريضة وتقف على اعصابها المكلومة، وتقف في قيظ الصيف مطالبة بحقها المغدور، حقاً كما تقول كلهم يشتركون في الجريمة القتل، لانهم يخافون من تهديد المليشيات الولائية، بقولها (جبناء ..... ابو كاتم صاحبهم وهم يعرفونه) هذه استغاثة أم ثكلى فجعت بأغتيال ابنها، من قاتل معروف للجميع بالاسم والعنوان والهوية . ووصل الحال بالغيرة والشرف عند هؤلاء مسؤولي الدولة العراقية الممزقة، بأنهم ليس لديهم استعداد لسماع شكوى أم مفجوعة . ومصيبة القضاء المسيس الذي يتحرك بأوامر هذه المليشيات اطلق سراحه بحجة، حتى المجانين يضحكون عليها، بعدم كفاية الادلة . نعم اطلق سراح المجرم بعد اقتحام هذه المليشيات الولائية بالسلاح الثقيل المنطقة الخضراء، ومحاصرة منزل السيد الكاظمي، الذي استغاث مذعوراً من الخوف بالدول المتنفذة في الشأن العراقي حتى ينقذوا حياته، وتدخلت أيران في مقايضة حياة السيد الكاظمي مقابل اطلاق سراح المجرم، الذي اتهم بمادة الإرهاب 4 . وخرج القاتل من المعتقل مرفوع الرأس، بينما السيد الكاظمي خرج من المعمعة، أو زوبعة في فنجان، مهزوماً مكسور الهيبة، مجللاً بالعار والهزيمة . هذا يدل بأن يد المليشيات أطول من يد الدولة المقطوعة . وهذا ما يفسر استهتار المليشيات بالغطرسة الدموية، بأنها اصبحت بحق (فرق الموت) تقتل وتغتال وتخطف العشرات من نشطاء الحراك الشعبي . دون اهتمام من اجهزة الدولة المدنية والعسكرية، ولكن مهازل القدر الاسود الذي وصل اليه العراق والعراقيين . بأن الاجهزة الامنية التي هربت كالجرذان عندما اقتحمت المليشيات المنطقة الخضراء ولم يدافعوا عن رئيسهم السيد الكاظمي، يبيعون العنتريات على امرأة كبيرة السن ومريضة بين الحياة والموت، في الاعتداء عليها وازالة خيمة الاعتصام الصغيرة بالقوة . هذه العنتريات لا تشرف أحداً، سوى وصفها : بأنها ولية الغمان . ويخافون من المليشيات أن يسمعوا جراح الأم المكلومة . ولكن الأم رغم تقدم العمر والوهن والمرض وقفت تصرخ بالمطالبة بحقها المغدور (أين الحكومة من هذه الاغتيالات؟.. أين الذين قتلوا هشام الهاشمي؟ ... هذه دولة مليشيات) وقالت بأن ابنها الشهيد (راح ضحية بالدفاع عن الوطن، ضد المليشيات الخطف والقتل التابعة الى أيران) وأضافت بأن ابنها كان (يحلم بوطن كما يريده جميع العراقيين) وقالت بأنها لم تترك مسؤول إلا واتصلت بهم، ولكنهم جميعهم اصابهم الخرس والبكم .

ان ازالة خيمة الاعتصام للام المجروحة أجج مشاعر العراقيين من ذوي الضمائر الحية من الشرفاء بالغليان الشعبي بالتضامن مع هذه الأم الشجاعة، ولكن الاجهزة الامنية سارعت الى غلق المنافذ والمداخل لمحافظة كربلاء، بذريعة هزيلة ومضحكة، بأن هناك طوابير من السيارات تكدست عند نقاط السيطرات . ومجاميع كبيرة من الناس تريد دخول محافظة كربلاء تضامنا مع أم الشهيد . ان هذا الاغتيال كما الاغتيالات السابقة لا يمكن ان تمر بسلام، مهما حاولت المليشيات الولائية، لابد ان يعتدل ميزان العدل المقلوب، مثل القول المشهور الذي يقول (لو دامت لغيرك ما وصلت أليك). ان الوطن مجروح ومقتول و مطعون بالسكاكين، كما قال الشاعر الراحل أحمد مطر:

وطني

طفلٌ كفيفٌ وضعيفٌ

كان يمشي آخر الليل

في حوزتهِ

ماء، وزيت، ورغيف

فرأهُ اللص وانهال بسكين عليه

توارى بعدما استولى على ما في يديه

وطني مازال ملقى مهملاً فوق الرصيف

غارقاً في سكرات الموت

والوالي هو السكين

والشعب نزيف !

 

جمعة عبدالله

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم