صحيفة المثقف

عقيل العبود: المزهرية

عقيل العبودتلتف حول أحزانها، تعانق النحافة الممتلئة بتلك الوريقات، تحتضن خضرتها البائسة، تقبِّلُ الحياة. تشغل المسافة الناهضة قليلا عند ثبات وعاء، سويقات زرعته مثل بساتين، ترتسم أنفاسها على شاكلة كائن، لا يتجاوز عمره قياس كوكب عشبي؛ ينمو ضمن سياقات أرض بلا زرع.

يزهو المكان بها مثل عاشقه تنتظر الصبح بلهفة، يفوح العطر بأثواب ألوانها، وفقا لحسابات زمنية محايدة.

يدعو بعض خضراء الورق المنحنية، قبل استجابتها لسقاية تكاد ان تتسع لبقعة من اليابسة صغيرة،

لم يبق من ذلك الامتداد، الا بعض ضمور، يحتاج الى استرخاء متجاوزا حركة الزمان.

تتدلى سطوحه التي اضحت شاحبة برقة على شاكلة نهايات حذرة، تنثر بعض أشجانها كأنها تنذر بالذبول.

يبتسم المكان، تتسع رقعته تحسبًا، قبل ان يودع آخر ما تبقى له من روح.

تحتضر الاسئلة، تتطاير تباعا، ثم تتلى على شاكلة سنبلة سقيمة.

لم يبق الا بضعة أيام، هي مسافة من الوقت تتوالى، تمضي، لتكتسي قشرتها بالفتور.

بعد حين حزنا، ذلك السويق انتصف المكان، راح يعلنُ عن مَغَبَّة ما تبقى له من أنباء؛ ذلك يوم ذبلت قشرته تجاوبا مع اصفرار ناحية مسَّها الهزال،

أجهش بالبكاء، تعبيرا عن أوجاع مجرة أَضْنَى فضاءاتها عالم يلازمه الصمت.

انفصلت ذرات النزع لتغادر أشواط بقائها الأزلي.

أملا أن تعود البذور الى انفاس امومتها، لعلها تلك المسارات تعود الى الدنيا، تستعيد بهجتها وفقا لحسابات ازمنة بلا نهايات.

***

عقيل العبود

سان دييغو/ كاليفورنيا

..............

*هنالك نبتة صغيرة تنمو في قاع آنية ترابية مغلفة بحاوية من البلاستك، لها وريقات وردية تمتزج مع اللون البنفسجي، محمولة على سويق صغير، والنبتة تعيش على قطعة ثلج صغيرة، توضع لها كل يومين، وعمر هذه النبتة لا يتجاوز اسابيع معدودة، ثم تموت.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم