صحيفة المثقف

لطفي شفيق: عندما يكون القمر (سين) بدرا في السماء

لطفي شفيق سعيدفي ذكرى ثورة الرابع عشر من تموز 1958 وتأسيس الجمهورية العراقية الخالدة


 

في معسكر اسمه المنصورية

ليس هناك سوى تلال حمرين الحمراء

وشمس الصيف وساحة العرضات

وكانت أشعة الشمس هي حمراء أيضا

والساحة ملآى بالمحركات

والساعة لا زالت دون الوقت

والجنود ينتظمون في صفوف

ولا زال في عيونهم أثر النعاس

فليلة الإثنين كانت قائضة

الوقت بدأ يساقط اللحظات

وللحظة قد ينطلق النداء

(هلو جميع المحطات هل تسمعني؟)

صقر ينقض.... صقر ينقض

لأي زاوية ولأي مكان؟

خب خطاك إلى أمام

فالليل لملم عباءته قبل قليل

واليوم هذا لن يكون كالليل الطويل

فقناديل مدينتا المخبأة في العتمة

كل شيء فيها جاهز وهي طافحة بالزيت

لا تحتاج سوئ عود ثقاب

لتنير درب الزاحفين

ارم حصاك بدجلة الخير

ستسمع صدى الماء

ويرجع الصدى كالرعد

حين يسبق المطر

تلمس ورقتك وحررها من يديك

وتأكد من صيغة البيان

وللحظة سيغمرك ارتعاش

وسنلتقي عند خطوط التماس

أو عند باب الطلسم

على مشارف بغداد

هي الساعة قد دقت السادسة

فهل كان قلبك ينبض مثل قلبي

ومثل قلب العصافير والحمام؟

تلك التي تحلق الآن فوقنا

أو كباسقات النخل

يوشوش سعفه كأن يقول:

الفجر المنور قد بدا

والنصر قد لاح

نبوءة قد تحققت

مكتوبة بالواح طينية

وبحروف مسمارية

قالها العرافون قديما في بابل

(عندما يكون القمر(سين)

بدرا في السماء

في ليلة الرابع عشر من تموز

ستتحرر أوروك

وتفر جحافل المحتلين)

ومضينا في ركبنا سوية

والتقينا هناك

في وهج الظهيرة

ثم انفرط اللقاء

وانزوى كل في خيمته

وأفل القمر سين

وصار سجينا في غياهب السنين

ولا زلت أتذكر

كيف ابتدأنا وكيف صار المآل

***

لطفي شفيق سعيد

رالي في الرابع عشر من تموز2021

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم