صحيفة المثقف

عقيل العبود: سلطة البنادق

عقيل العبودأمست شاحبة مدينتي وهي تبحث عن آخر ما تبقى لها من رغيف، ليتها تعيش برهة من الزمان في عصر يسود أوجاعه الفزع

عبثت بأيامها اسلحة الطواغيت، داهم بيوتاتها القناص، عصف الخراب في أنحائها، حتى تبعثرت الأرصفة؛ ذلك على أعقاب نغمة من الشعر أفاضت لأجلها الدموع

أعلنت جدرانها الحداد حين تناثرت تلك الأشلاء معفرة بالصبر

غدت شاشات التلفاز منشغلة تصطاد ضحكات الجمهور، تستحوذ على مشاعرهم بطريقة لا يسمح لهم الا بالتصفيق

تزامنت الحكاية مع أحداث موت ناسف لشاعر تم الإجهاز عليه في شارع حيفا نكاية لنغمة من الشعر حبلى بالأمل*

أُطلقَت وجبةٌ جديدة من القتلة، بينما جرى استهداف مجموعة اخرى من الأبرياء

استُبدِلت برامج البث الفضائي ببرامج اخرى، اُفشِلَت خطةٌ للأمن مستحدثة، دُفنت أحلامُ العابرين في قلوب الطيبين

رُسِمَت صورهم، ابتعد صوت أمي، ولم أعد أقوى بعد على السماع الا لأنين طائر فارق الحياة

حطَّت رحال أمتعتي على ذات الشاكلة، تغيرت الصورة في بغداد، اكتظت الشوارع بالعويل، مددت يدي، سمعت الألم يرافقه الفقر، يبكيان، حتى أجهشت بالبكاء

سُرقت معدات التجهيز، اُزهِقَت أرواحٌ، أُجهِضَت عملياتُ ولادة، استُحضِرت خطةٌ لمصادرة منازل المنكوبين، تمت الموافقة على تسويق صفقةٍ من النفط جديدة، تمَّ الإمضاء على استيراد أطعمة فاسدة*

قررت الكاميرا أن تبحث عن زاوية بعيدة، لكي يتاح لها ان تحكي قصصا لم يبثها التلفاز بعد

 

عقيل العبود

......................

* اشارة لمقتل شاعر عارض السلطة

* النفط مال سائب بحسب بعض الفتاوى

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم