صحيفة المثقف

"أنا إن مت فالجزائر تحيا حرة مستقلة لن تبيدا"

زكرياء بن سليمان بن يحيى بن الشيخ سليمان بن الحاج عيسى (1908 - 1977) ميلادية، مؤلف النشيد الوطني الجزائري الذي مطلعه: "قسما بالنازلات الماحقات.. والدماء الزاكيات الطاهرات، والبنود اللامعات الخافقات.. في الجبال الشامخات الشاهقات، نحن ثرنا فحياة أو ممات...وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر".

ولد في الجزائر وتوفى في تونس، ونقل جثمانه إلى الجزائر ليدفن في مسقط رأسه (ببني يزقن)، وقد عاصر الشاعر أبو القاسم الشابي، درس في الجزائر وأكملها في تونس، ودرس في جامعة الزيتونة، وله نشاطات في التعليم والثقافة والسياسة.

ومفدي لقبه، وكان يوقع أشعاره بإسم (إبن تومرت).

مؤلفاته:

"في ظلال الزيتون، اللهب المقدس، من وحي الأطلس، إلياذة الجزائر"، وغيرها العديد من الدواوين والمخطوطات.

من إلياذة الجزائر (1000) بيت تحكي تأريخ الجزائر:

"جزائر يا مطلع المعجزات...ويا حجة الله في الكائنات، ويا بسمة الرب في أرضه ويا...وجهه الضاحك القسمات، ويا وجهه في سجل الخلود...تموج به الصور الحالمات، ويا قصة بث فيها الوجود...معاني السمو بروع الحياة".

هذا شاعر مزج بين الشعر والحياة، وإستطاع أن يستنهض الروح الثورية الجماهيرية الوطنية، ويديم توقد شعلة النضال الباسل للشعب الجزائري، الذي ما تنازل عن مشروعه التحرري وإيمانه بطرد المستعمر من بلاده.

وهو يقدم صورة حية وقدوة ألمعية لدور الشعر في صناعة الوجود الإنساني الأفضل، ويبين للأجيال أن قيمة الشعر الحقيقي تكمن في قدرته على التفاعل الحيوي مع الناس، وإرشادهم لبوصلة المسير إلى مرافئ النجاة والحياة الحرة الكريمة.

فتحية لكل شاعر يناضل للإرتقاء بمجد الحياة الإنسانية الفاضلة.

د. صادق السامرائي