قضايا

اكرم عثمان: التغيير المبني على السعي والجد والعمل

اكرم عثمانفي الحياة توجهات وقناعات لا ينفك المرء عنها ما حيي، فهي مهمة له وتعتبر المولد الذي يتخذه منهجاً ودليلاً يرشده إلى حيث يريد، وكل حسب إدراكه ومعرفته وفهمه و طاقاته التي حبانا الله بها فيسير بهدى نفسه ورؤيته وببصيرته ولا أحد يخطأ نفسه أو يجد الملامة فيها مهما علا شأنه أو أنخفض فدروس الحياة شاخصة ولا يدركها إلا العقلاء والنبلاء والحكماء دروس مجانية تعطى لنا وتكون ماثلة أمامنا ننهل من معينها إذا أمعنا النظر فيها وتأملنا حقيقة وجودنا ودورنا والمحطات التي ننطلق منها أو نبتغي الوصول إليها.

منا من ينتظر قادم من بعيد لكي يدخل الفرح والسعادة إلى قلبه ويريح باله من هموم الدنيا وشظف العيش ومكابدته لسنوات مضت ربما بدت مرة وقاسية، تركت معها أعباء ثقيلة رسمت ملامحها في عيوننا وقسمات وجوهنا عبر أزمات وصعوبات كابدها المرء، فهؤلاء واهمون يغيب عن بالهم أن للحياة سنن ونواميس لا يستقيم حالها إلا بفعل وسبب حتى نحصل على نتيجة ما نكد ونشقى لكي نصل إلى ما نصبو إليه بعد توفيق الله ومنه وفضله.

وصدق شوقي عندما قال: 

وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي                           وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا

وَما اِستَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ                        إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا 

وآخرون يشمرون عن سواعدهم فهم أهلاً للفعل والتجربة والكد والضنك يحسبون أن الحياة تحتاج إلى هم وغاية عظيمة لكي يريح الشخص نفسه ويدخل البهجة إليها وإلى من يعول أو يعيش في كنفه وبدائرته فهؤلاء يتخذون من الأسباب سلماً للصعود والنجاح والتغيير المبني على العمل والجد فلا يكن واهماً ومضللاً عن سنن الكون ومجريات حركته ودورانه يبذلون كل نفيس وغالي للزراعة وبذر بذورها ورعاية محصولها ومتابعه نموه ويدعمون نبته وصعوده للحياة وقطف ثماره وجني محصوله.

نعم! نحن نحتاج إلى فكر وجهد مضن حتى نرتقي ونصعد أدراج و أدراج وربما يشقى المرء ولا يصل إلى مبتغاة أو مراده ، فلعل الطريق وسبل السير فيه كان يتخلله أخطاء وعدم تقدير الوسائل الموصله إليه، فالبحث عن سبل أخرى قد يكون ملاذاً صائباً في البحث ومرونة المواقف ومجريات قنواتها.

وإن لم يحالف الشخص توفيقاً وسدداً فأعلم أن الطلب بشري قاصر عن معرفة الغيب وكنهه وعواقبه فتم تأخيره لغاية يعلمها الله سبحانه لدفع مضرة أو غبن كان حتماً سيصيبه ويعرضه للأذى ، فالخير كل الخير فيما أختاره الله سبحانه وتعالى و التسليم غاية الإيمان والثقة والتمكين المبني على بصيرة وحقيقة نجهلها وتغيب عنا لقصر معرفتنا وضلال إدراكنا لعلم الله عز وجل.

والله ولي التوفيق

 

د. اكرم عثمان

مستشار ومدرب دولي في التنمية البشرية

18-11-2021

 

 

في المثقف اليوم