قراءة في كتاب

كم ساذجٌ أنت ديوان جديد للشاعرة د. هناء القاضي

هناء القاضي في ديوانها الثاني " كم ساذجٌ أنت " تواصل البوح، وتفتش عن خباياها بعد أن أخذتها ضربة زمن غادرة بعيدًا عن ملاعبها الأولى، لتعيش صقيع الغربة وذهول الفقد والحرمان، تهاجس نوّارة قلبها فيطل عليها البعيد/ الحبيب/ الأم /الأب /الأخ، والوطن بكل مفرداته ومعانيه؛ وقد أمسى فصلاً من فصول الذاكرة..

لذلك نراها تراقص الوجع على مدار الساعة، وهي الراغبة في الحياة حتى الثمالة.. تراود الساكن فيها على مرايا الذكريات. ولأنها المرأة /الغيمة؛ تخشى الإجهاض القسري، فتستدرك الوقت الذي يعذبها، فيما الغربة تدك معاقل صمودها.. تعيش هلع الانهيار، فتلوذ بالحبر تضيء به صفحات الورق.. ترسم الوجع، لتحصر دخان قلبها الذي يحترق بانتظار بزوغ ربيع قادم.

ولأن الفقد سيد الحالة، تومض الأحلام في مدنها البعيدة الصاخبة.. فلا تنفك الشاعرة عن رسم الحواري والأسواق والأزقة وضفاف النهر هناك على أصداء الفجيعة اليومية التي تنال كل شيء وتغتال حتى البسمة من برعم الطفولة وتطبع الدهشة مع اغتيال الحياة.

 

تمضي " هناء القاضي " في ديوانها بلا رتوش ولا مساحيق تتجمل، بلغة غير ملتبسة لا تراوغ على مشاعرها، تحمل قلبها على أطراف أصابعها وتعتصره مدادًا ينبض بما يمور في صدرها وما يحتبس في مقلتيها من دموع.. تستحضر الحبيب البعيد الذي تشظى وتبعثر بفعل النوائب التي سحبت الحياة إلى شحوب، وصار فعل الخلاص منه رجفة إصرار لاستعادة مياه الجدول الذي كان والذي سيأتي يومًا بالحبيب.

 

2372-hanaعلى الغلاف الخلفي، نقرأ:

(ساذجٌ .. أنت !

 أما أدركتَ أنَّ نسيانك

 صعب

 يتطلبُ مهارة...

 وأنا لم أتمرن..

 ولم أتقن يومًا

 هذا الفن.)

 

من قصائد الديوان :

 أمنيات في حضرة الليل / إنه تشرين / لا وقت للحب / شتاء الزيتون / روليت

ليل وشتاء ومنفى / أنا وأنت فصول / يوم الشمس / إليك ومن يدري / لون حلمي

صبح بيروت / مقهى الذاكرة / تقاسيم ناي ومنارة / رسالة منه / طائر الفينيق

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1457 الاربعاء 14/07/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم