قراءة في كتاب

صدور رواية: من أنا؟ عندما هجموا للكاتب حسين الأمير

87 حسين الاميرعن الدار العربية للعلوم ناشرون صدرت رواية ( من أنا؟ عندما هجموا) للكاتب حسين الأمير.

نبذة عن الرواية:

من اشتراطات الإبداع أن يكون لكل كاتب أدواته الخاصة وللكاتب " حسين الأمير" خصوصيته الروائية سواء من حيث البناء أم الرؤيا أم عوالم السرد . وتبدأ أولى ملامح هذه الخصوصية بالتركيز على الصورة / البورترية ، بما فيها من جمالية التباس تخلق لدى المتلقي تعطشاً شبيهاً بالسؤال الملغز والمعلق، في عتبة العنوان الرئيسية (من أنا؟ عندما هجموا) والذي تؤول معه الصورة بالعديد من الإيحاءات دون تجسيدها حرفياً، أو تصويرها مباشرة. فهي تشكيلات خرجت بالفنان (سامي الحسين) عن فن القافية التقليدية في التصوير إلى اكتشاف شعرية الشكل وتعبيرية الألوان مايعني عودة الفن التشكيلي للمشاركة في الرواية الحديثة ولنكشف في نهاية المطاف العلاقة القائمة بين الغلاف والعنوان ومضمون الحكاية باعتبارها نموذجاً لرواية الأسئلة، التي تتضمن مواقف الكاتب الخاصة من قضايا عامة إنسانية تنسجم مع تصوره الإبداعي وفلسفته الشاملة تجاه وجود الإنسان ذاته بسؤال (من أنا؟) وهي فلسفة يفصح عنها في تنايا عمله الأدبي هذا، والذي يبدو أنه ينهض على معنى جذري تجسده صورة الغلاف وهو انتفاء شروط تحقيق إنسانية الإنسان وتحويله إلى مجرد صورة هلامية شوهتها الحروب وهمجية الأنظمة المستبدة ويفعل ذلك الكاتب من خلال تسليطه الضوء على حياة صحفي عمل في جمعية الشرق الأوسط للأسرى والمفقودين في العراق يُكلف بالكتابة والنشر عن قصص معاناة ضحايا العمليات الإرهابية، فيستحضر حياة صديقين احتوى صندوق ذكرياته على محادثاتهما وصورهما وهما "إحسان" و "مايا" ومع كل رسالة يطلع عليها بقصد الكتابة كان الراوي / الصحفي يتغلغل أكثر في هذه الحياة حياة "إحسان" من السعودية و "مايا" من العراق اللذان نسجا لهما حياة أخرى ، في كوكبهما الذي هربا إليه، من واقع مؤلم واقع نفضهما للأعلى وللأسفل ، ليلتقيا في لحظة ما، ليُعبرا عن كل اللحظات في لحظة اللقاء ويعيشا لحظتهما في عالم سماوي آخر بديل عن هذا العالم الأرضي....

من أجواء الرواية نقرأ:

من أنا؟

كثيرٌ ما يأتيني هذا السؤال ، يزورني على شكل طائر يحوم حولي يرسم دائرة فوق رأسي يجعلني أسيراً عنده ، أنقاد إلى بحر سؤاله، ثم أعود إلى أعماقي نحو قلبي؛ منطلقاً إلى أخمص قدمي، ثم معاكساً باتجاه رأسي.

من أنا؟

عندما يأتيني السؤال، أتكور حول جسدي، باحثاً عن نفسي، متحسساً أوجاعي؛ تلك التي دفنت، وتلك التي لا يمكنها أن تدفن، عن أحلام مبتورة، كانت في بدايتها هادئة جميلة، لونها وردي؛ لكن ما إن تنقطع، حتى تنقلب إلى لون أحمر مسود، يتحول الجمال إلى بشاعة، والهدوء إلى فزع

 

في المثقف اليوم