ترجمات أدبية

نيكولا ديفيز: يوم جاءت الحرب

قصيدة عن الأطفال اللاجئين الوحيدين

بقلم: نيكولا ديفيز

ترجمة: عادل صالح الزبيدي

***

يوم جاءت الحرب كان هناك ازهار على زجاج النافذة

وكان ابي يغني لأخي الرضيع كي يعيده الى النوم.

اعدت امي افطاري وقبلتني على انفي

ومشت معي الى المدرسة.

*

في ذلك الصباح تعلمت عن البراكين، وغنيت اغنية

عن كيفية تحول الشراغيف في النهاية الى ضفادع.

رسمت صورة لنفسي بجناحين.

ثم مباشرة بعد الغداء، وبينما كنت ارقب غيمة تتشكل مثل دولفين، جاءت الحرب.

في البدء، تماما مثل رشات بـَرَد

صوت رعد...

ثم كل شيء تحول الى دخان ونار وضجيج، ذلك شيء لم افهمه.

*

عبرتْ ملعب المدرسة.

نالت وجه معلمتي.

اسقطت السقف.

وحولت مدينتي الى حطام.

*

لا استطيع ان انطق الكلمات التي تخبركم

عن الحفرة المتفحمة التي كانت من قبل منزلي.

*

كل ما استطيع قوله هو هذا:

*

الحرب اخذت كل شيء

*

الحرب اخذت كل الناس

*

كنت ممزقة وملطخة بالدماء ودون اي عون.

*

هربت. ركبت على ظهور الشاحنات، في الحافلات؛

مشيت فوق الحقول والطرق والجبال،

في البرد والوحل والمطر؛

على متن قارب تسرب اليه الماء وكاد ان يغرق

وخرج على شاطئ حيث يستلقي الأطفال الرضع على وجوههم في الرمال.

*

ركضت حتى لم استطع الركض

الى ان وصلت الى صف من الأكواخ

ووجدت زاوية فيها بطانية قذرة

وباب يقرقع في الريح

*

لكن الحرب تبعتني

كانت تحت جلدي،

خلف عينيّ،

وفي احلامي.

لقد استحوذت على قلبي.

*

مشيت ومشيت محاولا اخراج الحرب من داخلي،

محاولا ان اجد مكانا لم تصل اليه.

لكن الحرب كانت في كيفية انغلاق الأبواب حين نزلت الى الشارع

كانت في طريقة عدم ابتسام الناس واشاحة وجوههم.

*

جئت الى مدرسة.

نظرت الى الداخل من النافذة

كانوا يتعلمون كل شيء عن البراكين

ورسم الطيور والغناء.

*

دخلت.

كان لوقع خطواتي صدى في القاعة

دفعت الباب فالتفتت جميع الوجوه نحوي

لكن المعلمة لم تبتسم.

قالت: لا مكان لك،

أ ترين، لا يوجد مقعد تجلسين عليه،

عليك ان تذهبي بعيدا.

*

حينها فهمت ان الحرب قد وصلت الى هنا ايضا.

*

استدرت وعدت الى الكوخ والزاوية والبطانية

وزحفت نحو الداخل.

بدا ان الحرب قد اخذت العالم كله وجميع الناس الذي فيه.

*

انغلقت الباب بعنف.

ظننت انها الريح.

لكن صوت طفلة قال:

"جلبت لك هذا حتى تستطيعي ان تأتي الى المدرسة."

كان ذلك مقعدا. مقعدا لي كي اجلس عليه واتعلم عن البراكين والضفادع والغناء

واخرج الحرب من قلبي.

*

ابتسمت وقالت: "لقد جلب اصدقاتي مقاعدهم ايضا

كي يستطيع جميع الأطفال هنا المجيء الى المدرسة."

*

جاء من كل كوخ طفل ومشينا معا،

على طريق مصفوف كله بالمقاعد.

دافعين الحرب الى الخلف مع كل خطوة.

***

....................

* نيكولا ديقيز: روئية ومؤلقة ادب اطفال بريطانية من مواليد برمنغهام في انكلترة لعام 1958. من ابرز مؤلفاتها "بو" 2004؛ "المنزل" 2005 ؛ و"الوعد" 2015. فازت اعمالها واغلبها كتب مصورة للأطفال بجوائز عديدة. كتبت ديفيز القصيدة التي نترجمها هنا كرد فعل لقيام حزب المحافظين في البرلمان البريطاني بالتصويت ضد استقبال الحكومة لـ 3000 من أسر واطفال سوريا اللاجئين ممن فقدوا والديهم في الحرب الأهلية السورية.

في نصوص اليوم