أقلام ثقافية

لا عيد حب لدى أمة فيها المرأة مجرد عورة!!

hamid taoulostيحل اليوم عيد الحب بكل دلالاته الشجية وطاقته المتوهجة المفتوحة، ذات الطابع الفلسفي المحض الذي يعنى بالمشاعر الإنسانية المخلصة من متاعب الحياة وهمومها، والتي تبحث عن نقاط التوازن بين تعارضات الروح والجسد، وتسعى لتقويض المسافة بين ثنائية الحلم والواقع، لتحرير الذاكرة من تناقضات الواقع وعبثيته فراغه، وملئه بالدفء والإحساس الأمل والعدل. سوف لن أخوض خلال هذه الخاطرة، في أصل رواية هذا العيد، ولا في الاختلاف حول الاحتفال به سواء من الجانب الديني والعقائدي، واكتفي بكونه مناسبة تعارف العالم على الاحتفال فيها بالحب الحقيقي الذي هو عند غيرنا من الأممة التي ترى أن كل ما خلقه الله سبحانه وتعالى في هذا الكون قائم على الحب، والتي تعتبر أن الله محبة، وإملأت به قلوبها ، وتشبعت به سلوكياتها، لدرجة أن فاض عن حاجاتها، فوزعوه بسخاء على القطط الوديعة والكلاب الأليفة، وصدق فيهم قوله سبحانه وتعالى: "وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً "، وكفر بنعمة ذلك الحب، الذي هو صنو الحرية، وصنو الأمومة وربيب الأبوة والأخوة والود، أولئك الذين لا يفرقون بين الحب والجنس الحاف والتناسل للإكثار من المجاهدين، للغزو والسطو على الغنائم والسبايا، فلا حب لهذه الأمم التي لا تستسيغ الحرية لتفسها ولغيرها، وتدخل المرأة -أحد أعمدة المجتمع الأساسية – النار في خصلة شعر ظهرت سهوا من تحت حجاب أسود ما أنزل الله به من سلطان، وتعتبرها عاهرة وعورة ، إن هي عبرت عن مشاعرها وغرائزها لرجل حتى ولو كان زوجها، لاحب في بلاد العرب، وحتى بلاد الإسلام، لأن الحب يحتاج للأحرار قدر حاجته للحرية، والعرب والمسلمون لا يؤمنون بالحرية لأنها عندهم كالديمقراطية،فرية أجنبية، ومؤامرة صهيونية، إذ كيف يحب من لا تتحمل ثقافته امرأة حرة، فالحب لا يكون حبا إن لم يكن حرا ينمو في قلوب الأحرار في علاقة اكتمال تلون ثنائية الرجل والمرأة، مصدر كل حب، وجوهر كل إبداع، فلا حب عند أمة فيها المرأة مجرد عورة تقمع وتشيؤ وتمنع من أسباب القوة والتقدم في معارج العلم والظهور، ويحرمها حق الاستمتاع بمباهج الحياة كما تشتهي هي لا كما يرغب ويقضي الدجال الاعور الذي يختزل وجودها في انها أداة جنسية ومصدر لنشوة وقارورة لسوائل الذكورية، التي تهينها وتسلبها وجودها الانساني، و تنتقص من وجودها في الحياة، وتقتل فيها كل ملامح الأنوثة، تحت مسمى العورة، ثم يهجرها في المضاجع ويضربها بذريعة أنها ناقصة في العقل والمدارك،ليطوف على جواريه، اللائي يجمعهن في ملك اليمين، كما يجمع مغانم غزواته، من الأنعام والحمير والبغال ليركبها ..

لهذا، فمن الطبيعي أن يكون عيد الحب عيدا غريبا في مجتمعاتنا التي لا وجود فيها لغير السبايا أو الجواري وما ملكت الأيمان للتمتع بهن بغية إكثار الولد وتقوية العصبيات القبيلة والعشائرية والطائفة

 

حميد طولست

في المثقف اليوم