أقلام حرة

الشدة المستنصریة والشُؑح الماٸي والعاصفة تهز عرش المحروسة وکورونا

محمد سعد عبداللطيفعندما یتحول الأبیض الی أسود، والأسود الی بني ۔ وحینما یتحول الحق الی زور ۔ فتش عن الأعلام، إکذب ثم إکذب ثم إکذب، من الناحیة الأعلامیة تستحق کل الإعجاب، ومن الناحیة الأخلاقیة تستحق کل الإحتقار ۔۔، عندما تصبح الشفافیة شیيء من ضرب الخیال، وغیاب المعلومات وإنتشار الأکاذیب وتضارب التصریحات فی کثیر من المواقف المصیریة کل ذلك یسمح لإنتشار حالة من الأرتباك وانتشار الإشاعات والفوضي وحین یصبح / ثالوث / الجهل / والفقر / والمرض / هو الذی یقود مجتمع، وعلی الرغم أن العالم أصبح قریة صغیرة فمن الصعب ّإخفاء أي معلومات عن الشعب، فی وجود سماء مفتوحه وشبکات تواصل اجتماعی، ساعدت علی حالة من إظهار ماکانت تخفیة أنظمة الأستبداد والخوف، العالم یواجة بالفعل تغییرات مناخیة، وتأثیرها علی الکرة الأرضیة بدآ بالفعل، والعالم العربي مازال یعیش حیاه البداوة والجهل ۔والعنجهیة والقبلیة، مازالت حروب الأوس والخزرج ۔مشتعله فی أراضنا وعقولنا ومازالت الحرب المقدسة فی کربلاء نارها مشتعله فی النجف وحول المسجد الأموي فی دمشق ومازالت المجاعات فی عاصمة حفید المعز لدین الله الفاطمي تقرع أجراسها مع إعلان ملٸ سد النهضه ۔وفشل المفاوضات المصریه الأثیوبیة ۔ ومع إنتشار وباء فیروس کورونا ۔وإعلان منظمه الصحه العالمیة وباءً عالمیاً ۔وأعلان کبار ووزراء فی أوروبا عن إصابتهم ۔ بالفیروس ۔وتصریح وزیرة الصحه البریطانیة ۔بإصابتها ۔العالم یکشف ونحن ۔نضحك إننا بلاد المحروسه ونخفی الحقاٸق ۔مجرد عاصفه ترابیة ممطرة ۔عادیة تمر مر الکرام علی بلدان فی العالم یومیاً۔ تحدث کثیرا ۔انهارت مدن اطلق علیها المدن الذکیة ۔ أمس وأنقطع المیاه والکهرباء عنها ۔ مجرد سقوط حفنه من المیاه لا تمثل ساعات فی مدن اوروبیه تستمر بالاسبوع ۔بنیة تحتیة متهاکلة نغنی بها وجعلنها قمیص عثمان لکل مراحل الحکام ۔لتبریر الحکم، نحن أمام التحدی الأکبر ۔من تفشي فیروس کورونا عالمیا وکیفیة التوعیة ۔والاحتیاطات والتجهیزات ونحن بالفعل دوله فقیرة فی مواردنا ۔ونحن بلد نستورد رغیف الخبز ۔ ماذا لو حدث لو توقف خطوط الملاحه الدولیه ۔ونحن نستورد قوت یومنا ۔

ونحن أمام تعنت الجانب الأثیوبي من فتره ملٸ السد ۔۔هل نستطیع أن نواجه الحقیقة، أم نعطي للجانب الأعلامي حریة الردح والندؒب والنباح لیلاؑ ۔نحن بالفعل أمام أزمة لیس هنا مکان للتخوین، والحزبیة والمصالح الشخصیة المرکب سوف یغرق بنا جمیعا ۔ نحن أمام سیناریو درامي تاریخي ۔سوف نواجه بالفعل ۔ماحدث للمحروسه فی زمن حکم المستنصر بالله فی الدوله الفاطمیة عام 1036 م لو حدث ۔ من تأثیر نقص میاة النهر ودول تغلق حدودها وسماٸها وبحارها ۔ هل العالم یواجهة بدایه أزمة إقتصادیة کما حدث فی ثلاثینیات القرن المنصرم۔ لقد أکل المصریین لحم الأنسان والکلاب والقطط والرمة والجیفه ۔ عندما إنخفض منسوب نهر النیل وکانت مصر عاصمه الدوله الفاطمیة ۔وکانت تحکم من المحیط الی الخلیج حتی سقطت بغداد عاماً تحت حکم مصر الفاطمیه ۔

روى المؤرخون حوادث قاسية، فلقد تصحرت الأرض وهلك الحرث والنسل وخطف الخبز من على رؤوس الخبازين وأكل الناس القطط والكلاب حتى أن بغلة وزير الخليفة الذي ذهب للتحقيق في حادثة أكلوها وجاع الخليفة نفسه حتى أنه باع ما على مقابر أبائه من رخام وتصدقت عليه ابنة أحد علماء زمانه وخرجت النساء جياع صوب بغداد۔

وذكر ابن إلياس أن الناس أكلت الميتة وأخذوا في أكل الأحياء وصنعت الخطاطيف والكلاليب؛ لاصطياد المارة بالشوارع من فوق الأسطح وتراجع سكان مصر لأقل معدل في تاريخها..

ويذكر أن الخليفة المستنصر قد امتدت فترة حكمه للستين عاما. ويذكر أن الحسن بن الهيثم قد زار مصر في عصرالدولة الفاطمية وأشار عليهم ببناء سد عالي على النيل إلا أن مشروعه رفض من الخلافة فكانت النتيجة ماحدث من شدة وظلت الفكرة حتى كتب لها التنفيذ في ستينیات القرن العشرين ببناء السد العالي۔ الذي وقى مصر خطر السنين العجاف التي غالبا ما كانت تستمر بالسبع سنين .ويذكر أن محمد علي ۔ بعد خروج الحملة الفرنسية كانت مصر أمامه ليحكمها منذ 1803م إلا أنه رفض الولاية ومنسوب الفيضان منخفض ولم يقبل إلا بعد انتهاء الأزمة عام 1805م التي حسبت على خورشيد باشا الوالي العثماني .

نعود للشدة المستنصرية وما جاء بكتاب (اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء) تأييدا لما سبق نسوق ظهر الغلاء بمصر واشتد جوع الناس لقلة الأقوات في الأعمال وكثرة الفساد وأكل الناس الجيفة والميتات ووقفوا في الطرقات فقتلوا من ظفروا به وبيعت البيضة من بيض الدجاج بعشرة قراريط وبلغت رواية الماء دينارا وبيع دار ثمنها تسعمائة دينار بتسعين دينارا، اشترى بها دون تليس دقيق وعم مع الغلاء" وباء" شديد وشمل الخوف من العسكرية وفساد العبيد فانقطعت الطرقات براً وبحراً إلا بالخفارة الكبيرة مع ركوب الغرر وبيع رغيف من الخبز زنته رطل في زقاق القناديل كما تباع التحف والطرق في النداء: خراج ! خراج ! فبلغ أربعة عشر درهما وبيع أردب قمح بثمانين ديناراً. ثم عدم ذلك كله، وأكلت الكلاب والقطط، فبيع كلب ليؤكل بخمسة دنانير، هکذا نحن نواجه مصیر أما أن نکون ۔أو لا نکون ۔

 

محمد سعد عبد اللطیف

کاتب مصري ۔وباحث فی الجغرافیا السیاسیة

 

في المثقف اليوم