أقلام حرة

نداء لكم؛

إلى ذوي الألباب الواعية،

إلى من تسلقوا صفحات الكتب،

حتى تجاوزوا أسوار الجهل الشائكة،

إلى الصفوة الواعين،

الذين تحالفت ارادتهم

مع قليل من الحظ..

فهربوا بعقولهم من معتقلات النمطية

نحو فضاءات الحرية الواسعة،،

إلى الذين لا تمر عليهم الأحداث مرور الكرام،

و لا تهمهم الألقاب ولا كيل المدائح

ولا سيول الاتهام،

ماضين في تجوالهم نحو دروب المعرفة،

 و إلى حيث تشير بوصلة الضمير،

………………………………………………

لو قيل لي من اشجع أهل الأرض لقلت الأمهات،،

ولو قيل لي ثم من لقلت هو المثقف الواعي،،

فما هذا القعود!

يا من أشعلتم جذوة الوعي بروح الإنسانية..

يا من نذرتم الاعمار شموعا،

في سبيل خلاص البشرية من ذل قيود العبودية..

ترى من غيركم يلتف حوله المستضعفون؟!

من سواكم يلوذ به الحائرون في بحثهم؟!

بحثهم عن معنى لهذه الحياة،،

بحثهم عن ذواتهم الضائعة،،

بحثهم عن الحقيقة التي غيبها غبار التاريخ،،

و رمال الجهل المتحركة،،

وتآكلت ملامحها حتى بدت شيئا آخر..

ترى من غيركم يرفع الصوت داعيا ومنبها؟!

ومحذرا و مرشدا ..

من غيركم؟!

هل هو السياسي هذا الذي يحدو بنا

من فشل إلى آخر؟!

أم رجل الدين الذي نجده في كل مكان

يندب الماضي و يؤمل بالغيب؛ ليبقى الواقع كما،،،،،هو،،،!

أم الأكاديمي الذي هو بنفسه يبحث عن يد تعينه على متاعب المهنة او "يشكو شدة الضعف لدى اضعف شدة"!!

انه انتم يا سادة تلك المنارة التي يترقبها الجميع..

الا يحتم الواجب الإنساني

على الخارجين من سجون العبودية

ان يبذلوا قصارى جهدهم

في سبيل مساعدة الباقين على الخلاص!

كيف تهنؤون بنسائم الحرية!

و شركاء الزنازين لا زالوا هناك اسرى لأوهامهم..

لا زالوا يؤدون طقوس الشكران لسجانيهم..

فرحين بشقائهم وحرمانهم من شمس الحياة..

رهن قيود النصوص وحراس الخرافة..

……………

ها هو البعض منكم يروي بدمائه كل يوم،،

تلك الورود الذابلات من الضمى على ارصفة البؤس،،

يسكب انفاسه على البراعم الحائرة،،

ويعزف بدمعه لحن تنهيدة ربما تكون الأخيرة،،

لبذرات ربما لم يزرعن بعد،،

كان يسمع دوي (الكاتم ) مع كل قطرة يمنحها..

كان يعلم ان القدر آت لا محالة

فيسرع في عطاءه ليسقي سنابل الأمل،،

لكن هذا العمل بالطبع

لا يرضي الوصاة على العقول

فيرسلوا له رصاصة النقمة

ليتوقف بعدها نزيف الروح

و يتحول هو بذاته إلى بذرة أخرى

ترجو من يسقيها،،،

و هكذا هي خطوات الحياة..

… ………………

يبدو ان اثر القيود في أيديكم مازال يؤلمكم..

فتحاولون تاكيد الذات هنا وهناك،

بمقالة أو مشاركة لا يقرؤها سوى مثقفٍ اخر،،

و لا يفهمها سوى خاصة الخاصة،

يا سادة ماذا عن سيول البشر الأمية!

الذين استحوذت على مشاعرهم المنابر و النعاوي،

و خطابات الكراهية ونبذ الآخر،،

ماذا عن اجيال الإنسان المغيب!

والإنسان المقهور الذي لم يبقى منه

سوى بعض الملامح،،

يا سادة إن ظلمنا لأنفسنا لا يوازيه ظلم،

حين نسكن إلى خدر الرضا،،

من قال ان مؤلفاتكم تلك ستجد من يقدرها،

إن بقيت آفة التجهيل المقدس تفتك

بالمؤسسات العلمية،،

لن يقرأها احد،

و قد تأكلها اتربة النسيان على رفوف المكتبات،،

هذا إن سلمت من يد اللصوص

و لم تطلها مطهرات الاعتقاد،،

و تلك المقالات التي تستهلك وقتكم

هل سألتم أنفسكم في غفلة من الدهر ، عن قرائها ذات يوم؟

من هم وكم لها من الوقع في نفوسهم

اتدرون من هم؟

إنهم أولائك الذين تحيط مقالاتهم بما كتبتم.،

و نخبة اخرى-من غير الكتاب- أغلبهم مثقفون ولو نسبيا،

إذ صار المتابع والقاريء الجيد

مثقفا في زمن مواقع (التفاصل) الاجتماعي..

ومن يعتقد أن حضوره على الفيسبوك - هذا ( الثقب الأزرق ) - يؤدي الغرض المرجو،،

فعندي له أخبار سيئة،،

يا عزيزي

ان تواجدك على فوهات محارق الوقت هذه هو اشبه

بتواجدك على أفق الحدث في ثقب اسود هذه المره

انها ليست سوى لحظات و يذهب كل شيء ادراج النسيان،،

كم كتبتم و نشرتم و علقتم و شاركتم

أين ذهب كل شيء أين اثر كل ذاك الجهد!!

ليس هناك شيء و كأنكم كتبتموه على صفحات الماء،،

لأن من مر عليه كانت هناك مئات المنشورات

الأخرى بانتظاره، و لأن المتلقي يبحث عن صورة جميلة

ينشرها كتب فيها جمعة طيبة أو صباح الخير..

ومن يسألني عن رؤيتي في هذا الأمر فسأجيبه

بالقول المعروف

"من يريد سيجد طريقًا

ومن لا يريد سيجد عذرا"

و أنا لست اسفا على ازعاجكم فانا اعلم بمدى

حبكم لهكذا منبهات،

والحل ليس في العدد القادم..

***

حسن المخلص

.....................................

رابط المقال مقروءا بصوت كاتبه

على موقع البعد العقلي في اليوتيوب

https://youtu.be/nmce4xVWIhQ

 

 

في المثقف اليوم