أقلام حرة

أقلام حرة

في ذروة المذبحة الصهيو نية في غزة، يعقد وكر التجسس الأميركي الصهــيو ني في شمال العراق " الجامعة الأميركية - فرع دهوك" منتدى للأمن والسلام في الشرق الأوسط بمشاركة ثمانين دولة (حزر فزر، هل ستكون دولة الكيان قاتل أطفال غزة من بينهما بشكل غير رسمي وكخبراء ومستشارين؟)، وبحضور حكومي رسمي يتقدمه وزير الخارجية فؤاد حسين، ونائبي رئيس مجلس النواب العراقي ومُستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، ونائب رئيس الوزراء العراقي الأسبق بهاء الأعرجي، إضافةً إلى عددٍ آخر من الشخصيات السياسية.

إضافة إلى مشاركة رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، ورئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني، ونائب رئيس حكومة الإقليم قوباد طالباني، ورئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل طالباني، ووزير داخلية الإقليم ريبر أحمد، وعضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني هوشيار زيباري أما على المستوى الدولي، فسيُشارك رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون، ووزير الخزانة البريطاني السابق ناظم زهاوي، ووزير الطاقة والثروات الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار، والمبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، ووزير الزراعة والثروة الحيوانية التركي السابق مهدي أكر، إضافةً إلى العديد من الشخصيات السياسية والأكاديميين والخُبراء في مجالات السلام والأمن وتكنولوجيا المعلومات وغيرها.

* وعلى ذكر الجامعة الأميركية ففرعها في بيروت يعتبر من يتضامن مع المقاومة مجرم!الرابط 2: وفي تفاصيل الخبر نقرأ: "بينما يخوض طلاب أكبر الجامعات العريقة في الغرب معارك لإظهار مواقفهم المستنكرة للوحشية الإسرائيلية، وتتمّ ملاحقتهم من قبل لوبيات صهيونية موجودة في حكومات الغرب وفي إدارات هذه المؤسسات، يبدو أن في بيروت من أعجبه الأمر، ويريد تنفيذه في عاصمة المقاومة ضد الاحتلاليْن الأميركي والإسرائيلي. وقد ظهر ذلك بوضوح في سلوك الجامعة الأميركية في بيروت... «إنت وقفتي مع حدا هتف لمحمد الضيف (القائد العام لكتائب القسّا  م). إنت مش بس ممانعة. إنت مجرمة! هكذا قمع أستاذ التاريخ في الجامعة الأميركية في بيروت، مكرم رباح، إحدى الطالبات. رباح نفسه، حرّض إدارة الجامعة على الحركة الطالبية وعلى ابتزاز طلاب المنح الأكاديمية ممن شاركوا في الاحتجاجات التي أدّت إلى إلغاء ندوة لاستضافة أكاديمي صهيوني. فقبل 10 أيام، قرّر زميل رباح وصديقه، الرئيس السابق لقسم الفلسفة في الجامعة الأميركية في بيروت بشار حيدر، استضافة الأكاديمي الصهيوني أليك والن في جلسة نقاش استفزازية عبر تطبيق «زووم»، حول «أخلاقيات الحرب في غزة»، ما أثار غضب قسم من الهيئة التعليمية والطلاب، لما يحمله العنوان من تبنٍّ وترويج للسردية الإسرائيلية. وعلى الفور، تحرّك كل من «الاتحاد الطلابي العام» و«النادي الثقافي الفلسطيني» ومجموعة «معرفة من أجل التحرير»، أمام مبنى معهد السياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة كونه أحد منظّمي الجلسة. ومع انسحاب المعهد من التنظيم، نقل الطلاب تحركهم إلى أمام قسم الفلسفة وهتفوا لغزة ومقاومتها وشعبها الصامد. دفعت التحركات إدارة الجامعة إلى إلغاء الجلسة بحجة ما سمّته «تهديدات أمنية»، متجاهلة إرادة الطلاب والكادر التعليمي.

***

علاء اللامي

.......................

1- رابط تقرير إخباري: انطلاق المنتدى الرابع للامن والسلام في الشرق الاوسط بدهوك.

https://www.kurdistan24.net/ar/story/44008-%D8%A7%D9%86%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9-%D9%84%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%A8%D8%AF%D9%87%D9%88%D9%83

2-رابط تقرير إخباري حول ما حدث في الجامعة الأميركية ببيروت: الجامعة الأميركية: من يتضامن مع المقاومة مجرم!

https://al-akhbar.com/Politics/373252

لقد غابت عن العراق في السنوات الخمس والعشرين الماضية المشاريع الإستراتيجية في ظل التطور التكنولوجي العالمي وتطور البنى التحتية لدول العالم والتسابق فيما بينها لتحسين الوضع الاقتصادي والصناعي لبلدانها من خلال مناهج تطويرية مدروسة وخطط مستقبلية لبناء مصانع وشركات عملاقة على أراضيها أو الانفتاح على العالم الخارجي لبناء اقتصادها وصناعاتها خدمة لمصالح شعوبها إلا العراق الذي بقي يراوح ويتخبط في المشاريع الصغيرة التي دون مستوى الطموح والتي لا تلبي احتياجات المواطن بل على العكس تزيد من معاناته بوجود المشاريع والخطط والبرامج الترقيعية التي لا ترتقي لبناء دولة عصرية ومؤسسات حكومية فقد غابت المشاريع العملاقة التي كان لها التأثير الواقعي على الاقتصاد والصناعة والسياسة للعراق وأندثر الكثير منها أو توقف العمل بها تحت وطأة الإهمال المتعمد والعراقيل بشتى السبل والمسميات بقرار سياسي أو حجج واهية يُراد منها توقف تطوير العراق منها قلة التخصيص المالي في ظل ميزانيات حكومية انفجارية في بعض السنوات أو ارتفاع عائدات النفط وأسعاره المرتفعة وخصوصا في السنوات الأخيرة لكن المواطن العراقي يعرف أين ذهبت هذه الأموال الطائلة وبعلم من ويعلم علم اليقين مدى إمكانية العراق ماليا ونوع ثرواته وتعددها ومكامن القوة الاقتصادية له فالمواطن يسأل أين ذهبت أكثر من ثلاثة آلاف من المعامل المتطورة والمعامل والشركات المربحة التي كانت الحكومة تمول برامجها مثلا شركة الصناعات الكهربائية معمل الصناعات البتروكيماوية ومعمل الحديد والصلب ومعمل الجلود ومعمل ألبان أبو غريب ومعمل الزجاج ولا يخفى عليه السياحة الدينية التي تدر المليارات من الدنانير على الأوقاف الخاصة ومعمل الأسمدة وشركة الطرق والجسور التي كان لها الباع الطويل في تأسيس وإنشاء أضخم المشاريع الخدمية والجسور العملاقة الرصينة إلا أن الإهمال الحكومي المتعمد والمقصود في إيقاف عجلة التقدم والبناء وتجهيل المجتمع بأوامر خارجية وإقليمية ودولية معروفة الغرض والدوافع كلها ساهمت في تدني مستوى الخدمات على كافة الأصعدة والتي تراجع البلد على ضوئها ليصبح العراق مرتعا خصبا وسوقا مفتوحا للبضائع الأجنبية والأجهزة والمشاريع الخارجية من بلدان كانت منذ وقت قريب أدنى مستوى منا اقتصاديا وصناعيا والمواطن العراقي ينظر بعين الأسف والمرارة على أمواله التي تتبدد وتُهرب إلى جيوب الفاسدين والمنتفعين والجهلة والبنوك العالمية والعربية التي تبني وتطور بلدانها على حساب الشعب العراقي الذي يعيش أكثر من ثلث شعبه دون مستوى الفقر فمن سيوقف هذا الهدر المالي والبشري والاستنزاف لموارده وثرواته فالعراق بحاجة إلى صحوة ضمير وإطلاق الأيادي الشريفة والعقول الوطنية الخلاقة المبدعة في التفكير والعطاء والبناء والتطوير وإبعاد الفاسدين الملطخة أيديهم بالمال الحرام وسحب هيمنتها على قوت الشعب ومقدراته وطرد الحاقدين والطفيليين الذي يقتاتون على المال الحرام وتجار الحروب للاستفادة منها في سبيل ملء جيوبهم وبنوكهم وخدمة أولياء نعمهم.

***

ضياء محسن الاسدي

 

اذا اردت عزيزي المرشح ان تفوز في انتخابات مجالس المحافظات العراقية التي ستجرى لاحقا في عراقنا الديمقراطيّ جدا وتحتلّ مقعداً في الانتخابات المقبلة لعدة سنوات مليئة بالثراء والحظوة والحصانة وإيفادات السفر وتكون محاطا بشلّة من رجال الحماية المدججين بالسلاح وتحقق ارقاما فلكية في صناديق الاقتراع فما عليك سوى ان تتقيد بالنقاط التالية واتباع التعليمات التي أدرجتها ادناه، ومعذرةً فاني لست ناصحا واعظا فما أقوله هو تجارب سنوات مريرة لمواطن ذاق الويل من عمليتنا السياسية المرتبكة التي خرجت من رحم انتخابات انتجت ديمقراطيتنا الوسخة الرثّة الثوب والمليئة بالخروق والثقوب:

1- افتح شدقيك بكل ما أوتيت من قوة واعلك مفردات النعيم الكاذب المرتقب وشيء من النعرات العشائرية ولا تنس المظلومية والوعود الكاذبة واعزف على وترها عاليا وسيأتيك الملأ زرافات ووحدانا من الفجاج العميقة وغير العميقة يرقصون لك فرحا ويهللون لك مرحبين ويستبشرون بمقدمك .

2- استغلّ المناسبات الدينية وشيّد موكبا وأقم عزاءً وولائم وكن اول من يوزّع الطعام والشراب للسابلة والمدعوين وافترش الطرقات واغلق الشوارع والطرق اذا اقتضت الضرورة وامنع مرور السيارات والعجلات الاخرى وعطِّلْ مصالح الناس وأوقف ارزاقهم فأنت لك الاولوية في انجاز مهامك للارتقاء وليذهب الآخرون الى الدرك الاسفل .

3- زر المجمعات السكنية العشوائية والعشش الفقيرة قبيل الانتخابات ولا بأس ان تعبيء شاحنة او اثنتين ببعض الهدايا البخسة والهدايا الرخيصة وبعض الاموال الورقية على بني جلدتك الفقراء والمعوزين وتوزيعها بمعية رعيّتك وحمايتك المباركة مثلما كان الذين قبلك يوزعون البطانيات وكارتات الهاتف المحمول ويستحسن ان تكون واقفا في الصدارة امام الناس لتوزيع مكرماتك غير السخية ليتسنى لأكبر قدر من الناس مشاهدة طلعتك البهية امام شاشات التلفزيون ويرتسم وجهك الحنون العطوف جدا امام ذاكرتهم .

4- لا تنسَ ان تعبئ أذان سامعيك بالوعود غير ممكنة التحقيق والآمال العريضة كأنْ تصرف لهم حصة وفيرة من عائدات النفط وتسكنهم في بيوت الاحلام وتشيّد لهم الابراج العالية والصروح الضخمة للاستجمام والتنزه في حدائق غنّاء وملاعب واسعة لاطفالهم ومشافي مطببة تقدّم خدماتها الطبية وضمانات تقاعدية مجزية لأعالة اسرتهم وأهليهم عند حلول الشيخوخة او أصيبوا بمرض مزمن لا سامح الله فالحياة لا يأمن جانبها وليس لنا نحن المواطنين سوى الله والدولة ترعانا وترعى جيلنا المقبل وانتم رجالها ورعاة شعبنا .

5- اطرق ابواب الفضائيات الرثّة- وماأكثرها - التي ستهلل لمقدمك واياك ان تتوه عنها فهي كثيرة ويصعب حصرها وعدّها وفي اروقتها تنتشر الاكاذيب وعفن الكلام والمناطحات بالالسن وبؤس الحوارات ولا تغفل ان تكون ابتسامتك عريضة امام الكاميرات واسترشد بمقولة " اكذب ..اكذب .. اكذب حتى يصدقك الناس " فمازال حبل الكذب طويلا اذا تعلّقتَ به كالبهلوان بمعونة تلك القنوات التي تغدق عليك ماليس بك من اوصاف وطبائع .

6- قم بزيارات واسعة الى شيوخ العشائر ووجهاء القبائل والأفخاذ واغدق عليهم بالاوراق الخضر والحمر وافرش سُفرتَك بما لذّ وطاب من طعام وشراب وعليك ان توزع لبن " اكتفيا " بين صحن وآخر خوفا من ان يصاب هؤلاء بالتخمة المفرطة كي يقوموا بإقناع رعاياهم من افراد العشيرة لضمان انتخابك وان لم ينفع الاقناع فلا سبيل سوى ارغامهم وتهديدهم وقطع المعونة عنهم . ولا بأس من توزيع كارتات الشحن واجهزة النقال الصينية الرخيصة او ما توفر من اجهزة تدفئة بخسة الثمن لتكسب ودّهم ولتقيهم من برد الشتاء الذي حلّ علينا ماطرا باردا مغرقا شوارعنا وبيوتنا بالماء والسيول في وقت مبكر مثلما عمل سابقوك قبلا .

7- قم باستغلال الرموز الدينية لحملتك الانتخابية واعمل على تسييس الطقوس الدينية النجيبة في اعماقنا ولا مانع ان تستخدم التهديد والوعيد لمن لا يريدك وترعبه بجهنم الحمراء قرارا مؤبدا له واستعمل لغة الترغيب والثواب الحسن والمثوى الخالد في جنات النعيم لمن اختارك نائبا له وليكن شيوخ الجوامع والحسينيات خير عون لك وساعدا ايمن لنصرتك وإعلاء شأنك بين الجماهير التي عملت على تضليلها والملأ الذين ارعبتهم بتهديدك ووعيدك لأنك في نظرهم ظلّ الله في ارضه ولسان حال الفقراء والمساكين والغارمين والجوعى والمسحوقين .

8- وبعد ان يتحقق فوزك الاكيد لابد ان تنسى كل من أوصلك وحقق لك ماتصبو اليه وأكثر من غيابك اثناء جلسات مجلسكم غير الموقّر وابحث عن مصالحك الشخصية المركونة في الرفوف العليا ولتكن اجندات وملفات مصالح من انتخبوك تحت اقدامك لتعتلي حتى تصل الى ملفاتك الخاصة ولتكن أعتاق ناخبيك سُلّماً لنوازعك ورغباتك وشهواتك في حب الجاه والمال والحظوة العالية .

نأمل ان يأخذ بيدك الشيطان لخدمة رعيتك ومقرّبيك وارجو ان تسرع بملء جيبك وتعجل باشباع رغباتك، اما الشعب فلا تفكّر فيه فلهُ ربٌّ يحميه .

لا عليك إنْ أقدم الغاضبون من أهلنا على تمزيق لافتات الدعاية الانتخابية قبيل الانتخابات في الساحات الرئيسية والشوارع الهامة ؛ فهم يائسون منكم يأس ابليس في النعيم الكاذب الذي توهمونه للملأ فأنت فائز لا محالة رغم أنوف عامة الشعب المساكين، فهؤلاء لا يأملون خيرا فيكم طالما انتم صخرة لا ينفجر ماؤها ولكنها صخرة تشجّ رؤوسنا طالما بقيتم حجر عثرة في طريق النماء والتقدم لبلادنا المنكوبة بكم .

***

جواد غلوم

 

عندما يتحدث العراقيون عن ماضي بلاد وادي الرافدين العظيم هل ينبغي لهم الفخر بذلك الماضي، ام انه يشعرهم بالاحراج والخجل؟

في بلاد الرافدين وفي ماضيها القديم جداً والذي يسبق نشوء كل الحضارات المعروفة، تم اختراع الكتابة والعجلة والزراعة المستقرة، وهذه العناصر هي اسس الاستقرار وبناء المدن وبالتالي التحضر ..

السؤال هو: لماذا حصلت هذه القطيعة الكبيرة مع ذلك الماضي العظيم؟؟ لماذا توقفت الاجيال اللاحقة عن الاستمرار بمسيرة اجدادهم؟؟

لايمكن القاء اللوم على الامبريالية والصهيونية والغرب ..

التدهور والركود حصل قبل اكتشاف امريكا (يعني امريكا ليست طرفاً في ذلك) وقبل قيام اسرائيل والحركة الصهيونية !!

اما اوربا فكانت تعاني من الفقر واحياناً الجوع ولم تكن قد بدأت ثورتها الصناعية، وبالتالي الحركة الاستعمارية لقارات العالم!!!

ما الذي كان وراء ركودنا ونكوصنا؟

نشر أحد الاصدقاء اليوم منشوراً ذكر فيه ان الخوارزمي تولى في زمن المأمون مسؤولية بيت الحكمة، ويعود الى ذلك العالم الكبير الفضل في مايعرف اليوم بالخوارزميات التي تتحكم في الحياة المعاصرة وتسمى بأسمه.

تاريخ حكم المأمون وتولي الخوارزمي المسؤولية يسبق كل الاحداث الدولية والكيانات التي نتهمها بالتآمر علينا ..

 لقد تولى المأمون ابن هارون الرشيد الخلافة في الدولة العباسية في (أغسطس عام 813م) ..في حين ان الثورة الصناعية في اوربا قد بدأت في القرن الثامن عشر !! واليكم الاقتباس التالي:

(رأى إريك هوبسباوم أن الثورة الصناعية بدأت في بريطانيا في ثمانينيات القرن الثامن عشر ولم يتم الشعور بها بالكامل حتى ثلاثينيات أو أربعينيات القرن التاسع عشر، بينما أكد تي إس أشتون أنها حصلت مابين ١٧٦٠ و١٨٣٠).

بمعنى انها قامت بعد الف سنة من حكم المأمون.

لماذا حصل الجمود لدينا؟؟؟

هل ان كوننا ورثة تلك الحضارة العظيمة يرتّب علينا واجبات معينة؟

هل ينبغي ان نكون خير خلف لخير سلف؟؟

ام اننا خلف آخر مختلف عن ذلك السلف العظيم؟؟

أنا شخصياً استحي من العالم.

***

د. صلاح حزام

تشكيل لجان مناقشة الرسائل العلمية في الجامعات العراقية - تعليمات مقترحة

تنويه: هذه مذكرة مرفوعة الى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، واللجنة العلمية بمجلس النواب للنظر فيها بهدف اقرارها وتعميمها على الجامعات العراقية.

*

كنا اجرينا استطلاعا في (14 / 11 /2023) عن واقع تشكيل لجان مناقشة اطاريح الدكتوراه ورسائل الماجستير في الجامعات شارك فيه (376) من الأكاديميين والمثقفين شخصّت واقعها بالاتي:

- لم تعد للاعتبارات العلمية المعيار الأساسي للاختيار.

- مظهر اخر من مظاهر الفساد الأخلاقي عند شريحة كان المفروض ان تكون الأرقى.

- لا يريدون من يناقش بشكل جدي.

- الاطاريح والرسائل ضعيفه جدا والمشرف ليس من ذوي الاختصاص والقسم يريد يحافظ على عدم ظهور السلبيات.

- يفضلون مناقشين تربطهم علاقة صداقة بطريقة تبادلية.

- مجاملات، وموائد، حطني و احطك، غطيلي واغطيلك، المهم النتيجة امتياز.

وانطلاقا من دافع الحرص على سمعة الجامعات العراقية والتوكيد على رصانة التعليم العالي في العراق، في ادناه تعليمات مقترحة لغرض الحد من هذه الظاهرة، تخص نوعية او طريقة تشكيل اعضاء لجان المناقشات تحديدا وليس شروطها.

اولا: لجان اطاريح الدكتوراه

- تكون مهمة تحديد اسماء المناقشين لأطاريح الدكتوراه من اختصاص اللجنة العلمية في القسم، برئاسة او عضوية رئيس القسم ومصادقة مجلس الكلية.

- تتألف لجنة مناقشة اطروحة الدكتوراه من خمسة أعضاء يكون رئيسها وعضو آخر بمرتبة (أستاذ – بروفيسور)، وثلاثة بمرتبة استاذ مساعد من حملة الدكتوراه مضت على ترقيتهم سنتان في الاقل، ويفضل ان يكون جميعهم بمرتبة استاذ.

- يكون اثنان من المناقشين من نفس الأختصاص الدقيق لموضوع الأطروحة، وواحد في الأختصاص العام، وواحد في تخصص منهجية البحث العلمي او الأحصاء، وواحد تحدده اللجنة العلمية في القسم.

- يكون اثنان من المناقشين من جامعتين غير الجامعة التي ينتمي لها طالب الدكتوراه.

- يفضل تحديد مدة مناقشة العضو المناقش بخمسين دقيقة، ولرئيس لجنة المناقشة منحه الوقت الأضافي الذي يراه مناسبا.

- لا يحق للاستاذ الجامعي مناقشة اكثر من رسالتين علميتين (اطروحة، ماجستير) في الشهر الواحد.

 ان لا تقل خدمة العضو المناقش في التدريس الجامعي عن خمس سنوات.

ثانيا: لجان رسائل الماجستير

- تكون مهمة تحديد اسماء المناقشين من اختصاص اللجنة العلمية في القسم، برئاسة او عضوية رئيس القسم ومصادقة مجلس الكلية.

- تتالف لحنة المناقشة لرسالة الماجستير من ثلاثة اعضاء لا تقل مرتبة اثنين منهم عن استاذ مساعد ويكون الثالث، عند الضرورة، بمرتبة مدرس من حملة الدكتوراه وله خبرة في التدريس لا تقل عن سنتين، ويكون رئيس اللجنة هو الأقدم في التدريس الجامعي.

- يشترط ان يكون احد اعضاء لجنة المناقشة من جامعة اخرى غير الجامعة التي ينتمي لها صاحب رسالة الماجستير.

- يفضل ان يكون احد المناقشين متخصصا في منهجية البحث تحديدا.

- يفضل تحديد مدة مناقشة العضو المناقش ب(45) دقيقة، ولرئيس لجنة المناقشة منحه الوقت الأضافي الذي يراه مناسبا.

- لا يحق للاستاذ الجامعي مناقشة اكثر من رسالتين علميتين (اطروحة، ماجستير) في الشهر الواحد.

- عدم اقامة ولائم الغداء او العشاء قبل يوم المناقشة، والطالب حر في اقامتها من عدمها بعد انتهاء المناقشة..أو منعها بالمطلق.

- يتولى جهاز الاشراف والتقويم في وزارة التعليم العالي والبحث اعتماد هذه الالية في تشكيل لجان مناقشة اطاريح الدكتوراه ورسائل الماجستير سيما في الجامعات الفتية، والرجوع الى التوصيات التي اقرها مؤتمر التعليم العالي السابع في (22 ايلول 2004) الذي اعتبر حدثا علميا وفكريا بتاريخ التعليم العالي في العراق والمعتمدة توصياته في وزارة التعليم العالي.

عنهم

أ . د . قاسم حسين صالح

أكاديمي وكاتب

18 / 11 / 2023

اربعون يوما والقصف على غزة متواصل بمختلف انواع الاسلحة بما فيها القنابل الفوسفورية مثل ما حدث الفلوجة العراقية من قبل امريكا واعوانها من عرب وعجم، والنظام الرسمي العربي لم يحرك ساكنا، بل نجد هناك من يعتبر ما قامت به المقاومة عمل ارهابي، اليمنيون او بالأحرى الحوثيون الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء، ارسلوا عشرات الصواريخ الباليستية الى فلسطين المحتلة والطيران المسيّر ربما بعضها اصابت اهداف حيوية بكيان الاحتلال لكنها تبقى محاولة لمؤازرة ثوار غزة في صراعهم من اجل الحياة .

بالأمس اعلنت اليمن انها استولت على سفينة (جالاكسي ليدر) التابعة للعدو، فانبرى الصهاينة العرب بالدفاع عن العدو واعتبار العمل خرقا للقانون الدولي فالقانون الدولي بيد من يملك القوة، مجازر غزة والابادة الجماعية لم تحرك ضمائرهم لم نعد نشك في اصولهم بل اصبحنا متيقنين جدا، إنهم لا يمتون الى العرب والعروبة بأية صلة، يهاجمون الحوثيين الذين قد نتفق معهم او نختلف، لكنهم الوحيدون الذين تجرأوا على الوقوف العلني مع المقاومة في محاولة تخفيف الاعباء عنهم.

احتجاز السفينة ومن عليها بالتأكيد سيكون له رد فعل من قبل الصهاينة وامريكا والمتصهينون العرب، وأنهم سيستهدفون سفن العدو فقط ولن يدعوها تمر من باب المندب وهذا يجعل من شركات التامين البحري برفع تكاليف التامين، البحر الاحمر مهم جدا للتجارة الصهيونية مع اسيا وبعض الدول الافريقية، ولا ننسى ان احد اسباب اعلان الحرب على مصر العام 1967 من قبل ليفي اشكول رئيس وزراء العدو آنذاك هو قيام عبدالناصر بإغلاق خليج العقبة.

المؤكد ان هذه العملية ستؤدي الى تغير في مواقف بعض الدول لأن مصالحها ستتضرر، والمطالبة بإيجاد حل للحرب الشعواء على قطاع غزة. ربما يسعى الصهاينة العرب الى وقف العدوان على غزة ليس محبة في فلسطين بل خوفهم على تل ابيب التي يقيمون معها اوثق العلاقات، الحرب على غزة كشفتهم ورؤوسهم مدفونة في الطين، أموالهم في البنوك الامريكية والغربية يمتع بها الغرب في اقامة مشاريع استثمارية ضخمة بعوائد هزيلة تعود على حكامنا المتصهينون التي يعيدون انفاقها في الغرب في مجالات السياحة والترفيه.

 تحية لشعب اليمن وقيادته لوقوفهم الى جانب اخوانهم في غزة في اسوأ الظروف وهي الإبادة الجماعية فلم تسلم اماكن العبادة وكذلك المشافي والتي يدعو القانون الدولي تجنبها اثناء الحروب، اليمنيون يملكون مختلف انواع الاسلحة ويستخدمونها في الدفاع عن انفسهم، كما انهم جاهروا باستخدامها نصرة لغزة، في حين ان الأنظمة الرسمية العربية تملك مخازن من كبيرة من الاسلحة المختلفة والذخائر لكنها لا تستخدمها ضد العدو المشترك الذي اصبح صديقا حميما لهم انهم يكدسون الاسلحة لأجل ازدهار الدول الغربية وتخفيض العمالة لديها.

لقد اثبت اليمنيون انهم اصل العرب وقلبهم على الامة والقول بان صنعاء وان طال السفر اثبته من تجاسروا على استعمال القوة ضد المحتل ومن يقف وراءه.

***

ميلاد عمر المزوغي

 

عبث: لاجدوى

ربما أصبحت الكتابة نشاط بائس طائش خانس دارس لا قيمة له ولا دور أو معنى!!

ففي زمننا التواصلي الخلاق ستتكسر الأقلام، وأراها ترتجف أمام سلطة (الكي بورد)، كما أن الورق يعاني من رعب الإنقراض.

فهل سيبقى للكلمات دور؟

التواصل بين البشر بدأت تزحف عليه الصورة والمشاهد الحية، التي تعجز الكلمات عن وصفها.

فما قيمة ما عندنا من أطنان ورق، دوّنت عليها البشرية مسيرتها المرهونة بالوجيع والويلات الجسام؟

اليوم كل شيئ توثقه الصورة، فكلٌ يحمل في جيبه جهازا يصوّر المواقف والحالات ويأتيك بالوقائع حية، فما نفع الكتابة عنها؟

تأريخ القرن الحادي والعشرين مصوَّر بدقة وتفصيل، فلن ينتصر المؤرخون على الصورة.

الكتابة بأنواعها تحوّلت إلى حشو على الشاشة المرحبة باللقطات الحية، والرافضة للكلمات الجامدة الجافة.

فمَن يكتب، ولمَن يكتب، ولماذا يكتب؟

ومَن يقرأ؟

متعة القراءة إنتصرت عليها متعة مشاهدة الصورة!!

وهل سنتواصل بالكتابة، أم علينا  التحرر من إستعباد الكلمات لوجودنا وتصنيعها لأوهامنا؟

فدور الكتابة صار للتضليل والتعجيل بدمارنا!!

أيتها الأقلام الأسيرة بين السبابة والإبهام، جف مداد الإبداع فالكتابة عبث وهراء!!

فهل صحيح أن " القلم بريد القلب، يخبر بالخبر وينظر بلا نظر" كما قال إبن المقفع؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

حديث علي نار هادئة..

أخشي ما اخشاه أن يأتي اليوم الذي تصبح فيه الخيانة وجهة نظر. في الماضي كانت تمارس علينا سياسات التجهيل والآن نمارس علي انفسنا تصديق كل الخداع الإعلامي. والنتيجة واحدة في مذكرات (شيمون بيريز) رئيس الكيان ماذا قال عن مناحم بيجين. بعد زيارة "السادات" للقدس قال:- بيجين رئيس الوزراء الكيان الإسرائيلي. (اننا جعلنا العرب ييأسون من الضغط علينا بواسطة اﻷمم المتحدة ثم جعلناهم ييأسون من الإتحاد السوفيتي. والآن يجب أن نجعلهم ييأسون من أنفسهم وعندما يتم ذلك سوف يدركون انة ليست أمامهم وسيلة غير التوجة الي إسرائيل مباشرة وقبول ما تعرضة عليهم) لقد صدق (بيجين) عام 1978م في المؤتمر الأول للخيانة في فندق ميناهاوس. ومفاوضات السلام المزعومة في الإسماعيلية وحضر الوفد المصري في غياب كل الاطراف من الخارجية الأمريكية والإتحاد السوفيتي والعرب. لقد حاولت إسرائيل ان تسقط ثلاث مصادر للخطر العربي علي اسرائيل.

اولا: تيار القومية الجارف في فترة الخمسينيات والستينيات كما جاء في مذكرات مؤسس الدولة العبرانية (بن جوريون)

ثانيا: دول الجوار "سوريا ومصر"

ثالثا: الخوف من التنظيمات السياسية والعسكرية المنظمة.

وخروج مصر من الصراع العربي الإسرائيلي. وجعلها دولة حبيسة داخل حدودها الجغرافية وتقليص دورها المحلي والإقليمي. لقد حاولت امريكا بإعتراف (هنري كيسنجر) إذا ظلت مصر فكرة وتيارا وحركة تاريخية فإنه هو الذي سوف يكون في حاجة إليها لحل أزمة الشرق الأوسط آما إذا تحولت الي مجرد دولة داخل حدودها سوف تحتاج الي الأمريكان لحل الأزمة في مصر. إن المآساة الوطنية الحقيقة هي عمل وجهها الأول علي الإنتماء القومي اولا: الالتزام الديني لكننا ركبنا القومية لمحاربة الدين وسخرنا الدين لمحاربة القومية. ولم نتعلم ولم ندرك ما أدركتة قوميات آخري مثل التركية والايرانية. التي لعبت في الفترة الحالية دورا مهما في الصراع الدائر في المنطقة. لقد نجح بن جوريون في تأسيس كيان. ونجح نتنياهو في تشكيل بناء دولة. من عناصر لها من القومية. في عالم عربي أصبح كلمة القومية العربية جريمة. ساعد علي ذلك بعض الأفكار من جماعات ريداكالية أصولية. وساعدهم النظام في الحقبة الساداتية. في الجامعات والنقابات العمالية ليس حبا فيهم ولكن لضرب التيار القومي. في هذة الفترة لتوطيد حكمه. لذلك ضاع العرب في وسط قوميات محيطة بهم وطالبت حركات قومية داخل أطار الدول العربية بالإنفصال. ومع صعود الأحداث الحالية في قطاع غزة. كانت الأنظار نتيجة الي إيران وتركيا كلاعبين في المنطقة في غياب دور للعرب في ظل إبادة شعب عربي لا يستطيع زعيم عربي أن يقدم ففي خبز الي غزة إلا بموافقة إسرائيل.. ومن الصدفة أن يكون يوم 19 نوفمبر هو يوم ميلاد عز الدين القسام العالم والفقهية والمجاهد السوري الذي استشهد علي ارض فلسطين.. !!

***

محمد سعد عبد اللطيف

كاتب وباحث مصري في الجغرافيا السياسية.

 

الواقع الإكتئابي للحياة في ربوع أمتنا، يستحضر ما هو مؤلم وسيئ وحزين ومُبكي، لأن الآليات النفسية الناجمة من الطاقة الإكتئابية تتسبب بإجتذاب ما يتوافق معها.

فالشخص المكتئب تغمره الذكريات المتفقة مع مزاجه اليأساوي السوداوي المبلس، فتعزز إنغماسه في الكآبة والحزن الشديد، وتخندقه فيهما لدرجة يصعب إنتشاله منهما.

والأمة فيها إنتاج إبداعي متنوع مرهون بالآليات الإكتئابية، من الأغنية إلى الشعر، والكثير مما تبوح به النفوس وتكتبه الأقلام وتصدح به الحناجر، حتى تحول الإبداع إلى بكائيات ولطميات، وساد الرثاء والإبلاس على وعي نخب الأمة.

ولهذا تجد الكتابات الحزينة الباكية ذات رواج وتسويق كبير، بينما لو كتبت بمفردات التفاؤل والأمل، فأنه سيكون في عداد المهملات، وسيُنظر لصاحبه على أنه "بطران"!!

هذه السلوكيات مطلوبة لتخميد الأمة وكسر إرادتها، وتجريدها من الإحساس بالحياة وقيمتها، ودفعها نحو النشاطات الموتية المتوافقة مع المزاج السلبي الفاعل في دنيا الأجيال، فيكون لثقافة الموت سوقا رائجة، ولثقافة الحياة أعداء هائجة، وعلى هذا الناعور الدامع الدامي تدور الأيام، وتغيب الأحلام.

والمشكلة أن نخب الأمة من المفكرين والفلاسفة والمبدعين بأنواعهم، إلتهمتهم آفة القنوط واليأس، وهيمنت على عقولهم غيوم الإحباط وفقدان الأمل، وعدم التفكير بما هو إيجابي وصالح للتفاعل المقدام مع الحياة، بل راحوا يتدحرجون في وديان الويلات والتداعيات، ويبثون الحسرات والأنين والرثاء والندب وجلد الذات.

وبموجب ذلك لن تجد ما يساهم بتعزيز إرادة الحياة، وما هو شائع النيل من الحياة والترحيب بسلوكيات الموت بأنواعها.

فهل من مزاج حياة طيبة، يا أمة تفاءلوا بالخير تجدوه؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

الألم جزء من حياة الانسان وشقائه، ولا مفر منه سوى تقبل وجوده، وعدم مقاومته بل منحه الوقت ليمر ويتلاشى بسلام. فمقاومة كل تجربة ألم أو منع الإحساس بها، تسبب زيادة في معاناة الانسان، فمنذ وجد الإنسان هو یعانی أزمة الحیاة ویدرک ما فيها من خیر وشّر وسرور وحزن. إن شعور الإنسان بالألم والحزن ظلّ رفيقه في الحیاة وهذه الآلام تکون لفقد عزیز أو أمنیّة أو نعمة أو تکون لحرمانٍ مما یحب ویرید في الحیاة.

يحرص الإنسان بطبيعته على اللذة والمتعة والسعادة ويبتعد كذلك بطبيعته عن الألم والأذى والمعاناة. فالإنسان مقود باللذة ومدفوع بالألم. الألم هو إحساس سيئ مرتبط بحدوث ضرر واقع أو محتمل لأحد أنسجة الجسم والذي قد يحدث نتيجة سبب مادي أو نفسي.

إن الألم رغم ما يحمله من سلبية إلا أنه يلعب أدواراً إيجابية عدة منها أنه لولا وجوده لما ميزنا اللذة فوجودها مشروطة بوجوده، بل إن وجوده هو ما يدفعنا إلى تجنبه وتحصيل اللذة، والألم هو الذي يحركنا ويوجه نشاطنا ويشغل تفكيرنا.

الألم يعلمنا درساً في الحياة، فيجلو بصائرنا ويغيِّر قناعاتنا، ولولا نعمة الألم لما عرفنا نعمة الأمل، لألم له دور كبير في صقل المشاعر وتعميق البعد الإنساني، ومن لا يعرف الألم لا يدرك خفايا النفس ولا يحيط بجوانب الحياة، الألم هو ما يجعل لأمل معنى، ولا يوجد معنى للأشياء بعيداً عن وعى الإنسان المُدرك للطبيعة التى تقذف بمشاهدها فى المشهد الوجودى بدون أن يكون لها أى مدلول أو معنى.

عندما نتكلم عن اللذة والألم فهى تعنى كل درجات وأطياف المشاعر الإنسانية المريحة والمزعجة، فاللذة تبدأ بالإرتياح والسلام والأمان لترتفع إلى درجات النشوة وكذلك الألم يبدأ بالخوف والقلق والإرتباك ليرتفع إلى أعلى مستويات الإيذاء والتوجع .

يشير الألم إلى عمق الإنسان في ذاته. يتألم الإنسان ويغترب عن ذاته ليعود إلى ذاته، ويتألم من ذاته ليدرك ذاته. فالألم ينتج عن رؤية الإنسان لذاته في مرآة ذاته. حينما الإنسان يشاهد مأساة الإنسان فيتألم. وبألمه هذا، يشعر مع الإنسان ويريد احتضانه ومعانقته، ويريد العودة به إلى نطاق الحقيقة، إلى المحبة، ويتألم الإنسان لأجل الإنسان، إنه يتألم من أجل نفسه، على نفسه، لإنقاذ نفسه، أي الإنسان، ذلك لأن الإنسان يرى نفسه في كل إنسان، فيشعر مع الإنسانية جمعاء.

ألم هو السير من أجل تحقيق إنسانية الإنسان، لأن الألم هو المحرك الذي يرفع الإنسان في درجات إنسانيَّته ليصل إلى روحانيته، فلا يتألم إلا العظيم، ولا يشعر بالألم إلا صاحب الشعور الإنساني العظيم.

***

الدكتور معراج أحمد معراج الندوي

الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها

جامعة عالية ،كولكاتا - الهند

الاعتصامات المتكررة لأعضاء هيئة التدريس الجامعي اصبحت مخجلة ومقرفة، إنه التجهيل الاجباري للطلبة، منهم من يقوم بالتدريس في القطاع الخاص، بمعنى حتى لو تأخر الراتب لفترة محدودة فان لديهم ما يكفيهم للعيش، يستحوذون على التعليم العام ولا يتركون مجالا للغير للعمل به، ما الذي جعل الطالب ياخذ كورسات "خاصة" في المواد الجامعية بالتأكيد عدم التزام عضو هيئة التدريس بإعطاء المقرر نصيبه من الشرح، وفي نفس الوقت يقومون بشرح المقرر بكفاءة تامة بالمراكز الخاصة، هل يعقل هذا؟، اذا لم تعجبهم رواتب التعليم العام فليتركوه لغيرهم، فهناك العديد من المؤهلين ينتظرون العمل بقطاع التعليم العام، تعليق الدراسة هو القتل البطيء للطالب الذي يسعى الى بناء مستقبله من خلال تحصيله العلمي الذي وللأسف يسيطر عليه (التعليم العام) بعض الجشعين.

الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات حق كفله القانون ولكن أن يتحول إلى أداة لتدمير التعليم وإحباط الطلاب فذاك عمل عبثي، الحقوق يمكن الحصول عليها عبر القضاء، ربما يطول الامر(احبال الدولة اطوال)، ولكن لن يضيع حق وراءه مطالب.

الخاسر الوحيد هو الطالب هناك بعض الاقسام في بعض الكليات العلمية الطلبة امضوا 7 سنوات ولم يتخرجوا... التعليم العام لأنه يضم شريحة الطلبة الذين لاحول لهم ولا قوة للالتحاق بالتعليم الخاص، اي انهم مجبرين على الالتحاق بالتعليم العام. عديد الطلبة سئموا الاعتصامات والانقطاع المتكرر فتركوا الدراسة وذهبوا الى العمل بدون تأهيل!...اي انهم اضاعوا سنوات التعليم السابقة (12عام/ابتداءي اعدادي ثانوي) بجرة قلم من النقيب العام لأعضاء هيئة التدريس الجامعي.

ان ما تقوم به النقابة هو لىّ ذراع الحكومة وضياع حقوق الطلبة وتأخر تخرجهم ونتيجة ذلك تم اضاعة فصلين دراسيين كاملين اضافة الى توقف الدراسة بسبب الحروب بين الفرقاء السياسيين، والحبل على الجرار.

كلنا لدينا ابناء يدرسون بالجامعات العامة، وينقلون الينا كيفية تعامل بعض اعضاء هيئة التدريس معهم ومدى تغطية المقرر الدراسي وايفائه حقه، وخصوصا المواد العامة حيث النتائج جد متردية، بالتأكيد لا يتحمل استاذ المادة وحده مخرجات التعليم، بل نلقي باللائمة على ادارة الجامعة وادارة المناهج بكل كلية ومدى مواكبتها للتطور العلمي الذي يشهده العالم. نتمنى ان تساهم الجامعة في توفير الكتاب الاكاديمي المفيد بدل الملازم (الشيتات) المرتفعة الثمن والتي تملأ المكتبات الخاصة داخل الجامعة، إن الملازم لن تخرّج لنا اناس مؤهلون ليخوضوا معترك الحياة والنهوض بالبلاد من خلال مشاريع حضارية في مختلف المجالات.

لو كنت مسؤولا (رئيس حكومة) لأصدرت قرارا بالاستغناء عن كل من يسبب في عرقلة التعليم وليذهب هؤلاء الى التعليم الخاص الذي يجب ان توضع له قواعد خاصة، واقوم باستقدام اعضاء هيئة تدريس من الخارج فهم كثر ولا يكلفون خزينة المجتمع الكثير، لقد بلغ السيل الزبى وعلى الوزير الاول ان يتصرف بما يمليه عليه ضميره ومنصبه ومصير الاف الطلبة الذي يئسوا من التعليم العام .

***

ميلاد عمر المزوغي

 

يقول الفيلسوف الصيني (سون تزو) في كتاب "فن الحرب": إن "التكتيكات بدون إستراتيجية هو الضجيج الذي يسبق الهزيمة"، فكل ما يحصل اليوم من جرائم بشعة وافعال غير انسانية ومتوحشة الصادرة من جيش الكيان الصهيوني بحق اهل غزة، من المؤكد ان خلفها خطة وهدف واستراتيجية، وليس مجرد ردة فعل على احداث يوم السابع من اكتوبر، فهذا الاصرار الصهيوني على ارتكاب الجرائم اليومية لانهم يسيرون نحو هدف ينشدوه، خصوصا مع تاييد العالم الغربي (المتحضر) لكل جرائم الصهاينة.

دعونا نفكر بعمق حول اهداف الكيان الصهيوني العفن، من وراء قتل النساء والاطفال، وتدمير المستشفيات والمدارس، وقتل الاعلاميين.

الهدف الاول: القضاء على حركة حماس

القضاء على حركة حماس هو الهدف المعلن الذي تشبث به الصهاينة، فمع التاييد الغربي للعمليات العسكرية ضد قطاع غزة، فالامر الواضح انه تم تدمير الكثير من قوة حركة حماس، وعبر القصف العشوائي الشديد بالطائرات والمدافع والصواريخ وعبر البحر فالمؤكد قتل الكثير من رجال حركة حماس، والحرب استنفذت الكثير من مخزون حماس من الصواريخ والاسلحة، لكن القسوة بالاعمال الحربية الصهيوني والعنف الغير مبرر لن ينهي فكرة حركة حماس، بل سيعمل على جعلها خالدة في عقل كل طفل فلسطيني وسياتي يوم الحساب.

فهذا النهج الهمجي الذي يمارسه الكيان الصهيوني في القتل والقصف العنيف على المدنيين، سيؤدي حتما إلى نتائج عكسية.

الهدف الثاني: اطلاق الرهائن

الكيان الصهيوني اكثر من الصراخ حول الرهائن وجعلهم شماعة لتبرير بربريتهم وهمجيتهم يالقسوة المفرطة، في ذبح الاطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة، مع تاييد اغلب دول اوربا مع دعم لا محدود من البيت الابيض، مع انهم من خلال قصفهم تسببوا بمقتل العشرات من الرهائن، فهنالك تاكديدات بمقتل 60 رهينة بالغارات الجوية.

والصهاينة يطالبوا باطلاق جميع الرهائن، مع علمهم التام بما فعلته غاراتهم البربرية.

وقد اصبح من الضروري أن تفكر الأمم المتحدة، التي كافحت من أجل التوصل إلى حل واضح ومنصف، في عملها في المستقبل لمعالجة هذه المسألة الملحة بفعالية، وهذا يمثل لحظة محورية تتطلب حلا عاجلا.

الهدف الثالث: تدمير الانفاق

تمثل الانفاق في غزة صداع مزمن للصهاينة وهي ترى النصر الحقيقي لا يتحقق الا بتدمير شبكة انفاق حماس، والتي من خلال الهدم تفرض واقع جديد لقطاع غزة، وقد استخدمت قنابل محرمة دوليا ذات اوزان كبيرة وقدرة انفجار مخيفة، وبعضها ارتجاجية، كل هذا تم عل منطقة سكنية صغيرة مزدحمة بالناس (اطفال ونساء وكبار بالسن)، حيث كان ربع عدد الشهداء هم الاطفال، بفعل عمليات القصف العشوائي، والتي مستمرة لليوم 43 وسط تاييد (اوربي+امريكي) لا يمت بصلة للقيم الانسانية، التي كانت ابرز ما ميزهم في العقود الاخيرة.

وقد صرح البيت الابيض بانه ارسل احدث انواع الصواريخ القادرة عل اختراق الارض لمساعة 30 متر كي تساعد الكيان الصهيوني في تدمير الانفاق، مع ان القصف العشوائي سيؤدي حتما لزيادة الشهداء بين المدنين، امريكا بحق هي الشيطان الاكبر الذي يمد الطغاة بالة القتل.

الهدف الرابع: تقسيم قطاع غزة

لغرض تدمير حماس نهائيا، وضع الكيان الصهيوني النتن هدف مهم، الا وهو تقسيم قطاع غزة الى قسمين، قسم شمالي وقسم جنوبي، مع تحكم صهيوني بالمعابر بين القسمين، وهكذا تصغر المساحات، وتحجم من قدرات التحرك، وتفرض واقع جديد اكبر رقابة وسيطرة عل قطاع غزة، وكان الهدف صعب المنال، لكن بحسب الظرف الحالي اصبح ممكن التحقق، خصوصا مع الدعم الاوربي-الامريكي الغير محدود!

ومع انه هكذا تصرف منافي للاتفاقات الدولية ولحقوق الانسان، وتجاوز عل الارض الفلسطينية، والتخريب الجغرافي المتعمد، ومخالف لقرارات الامم المتحدة واتفاقات السلام، لكن الصهاينة لا يهتمون، والاوربيون والامريكيون مساندون للصهاينة مهما فعلوا من موبقات وجرائم.

اخير:

الان اصبح واضحا الاهداف الاساسية التي يسير خلفها الكيان الصهيوني الغاصب، مع دعم غير محدود من امريكا وبريطانيا وفرنسا واللمانيا، وباقي دول العالم الغربي.

بالمقابل يستمر العرب والمسلمون غارقون في مواقف الادانة والاستنكار اللفظي، فهذا كل ما في استطاعتهم، خصوصا مع وصول السفن الغربية العملاقة المدمرة المحملة بالطائرات والصواريخ.

الوضع معقد والضحية اهل فلسطين، ولا توجد حلول مع تواجد عقل نتنياهو العفن الساعي لسفك الدمار والتدمير بكل ما يملك من قوة.

***

الكاتب: اسعد عبدالله عبدعلي

العزيزة بغداد في ذكرى يوم تأسيسها المبارك

سلامٌ عليكِ يا اشراقة المجد

أيتها الأميرة المُـتَّـشِحة بوسام الحضارة ..

المتلألئة بالأقراط السومرية..

المطلة بجيدها البابلي على ضفاف الرافدين ..

أيتها السامقة مع قامات النخيل ..

المشرئبة صوب العلا والمعالي ..

المعززة بالإبداع الدائم دوام الحياة..

وبعد ...

ماذا نستلهم في يومكِ المبارك هذا، والدنيا كلها منذ وُلِدتِ،قد استلهمتْ وتستلهم منك ألوانا من سنا الأصالة ونورا من شعاع الفكر والحضارة، فلقد شاء الله تعالى أن يكون العراق عينَ الدنيا،لتصبحي أنت عينَ العراق..

فللهِ درّكِ من عينٍ خلابة ..

ما إنْ أبحرتْ في شواطئكِ شهرزاد حتى طلعتْ علينا بـ (الف ليلة وليلة)..

إيهِ بغدادُ ..ماذا نستلهم في يومكِ الزاهر، وأنتِ في كل يوم تجددين فينا الهمة، وتستنهضين كلَّ ألوان الطموح، بما أودعه الله القدير فيك من أسرار ..

فما استأنس عالمٌ بدفء شمسكِ، وعِطْرِ نسيمك إلا وابتكر من العلوم مالم يسبقه إليه احد ..

وما ارتشف شاعرٌ من رحيق زهورك إلا وحَـلَّقَ صادحا مبدعا ..

وما التحفَ فارسٌ بصبا مجدكِ إلا والنصرُ حليفه..

وما وضع عاملٌ حجراً على حجر إلا وألهمه فنُكِ الرفيع، فإذا الصرح عاليا علوَّ همّتهِ، وقويا قوة ساعديه..

تُـرابـُكِ في أنامِل الفلاح تِـبْـرٌ، وغُبارُه في عيون الغانيات كحلٌ ..

ثـغْـرُك الباسم للفنان عَـوْنٌ على البراعة والتألق ..

وجبينكِ الوضّاح مُناجاةٌ دائمة مع جدائل الشمس وهالة القمر..

سلام عليك يا فخـرَ الأجداد والأحفاد..

سلام عليك في يومك المورق الزاهي..

وسلام على كلِّ مَن تَـرَنّم بذكرك شعرا ونثرا

اللهم عزز با لإزدهار الدائم تألق فخر العروبة دار السلام..

***

بقلم عدنان عبد النبي البلداوي

يقيني الذي لا يعتريني فيه شك أن حماس قد سعت أن تجنب قاطني غزة الأبية ويلات هذه الحرب.. نعم سعت حماس أن تتجنبها بكل السبل ولكن أحفاد القردة والخنازير أرغموها عليها بتنكيلهم بالشعب الفلسطيني ولاستباحتهم لعرصات الأقصى ولغيرها من الفظائع التي يرتكبها جرذان جيشها المنخوب في الضفة والقطاع.. حماس تدرك أن يد الصهاينة باطشة وأن الغرب سيطربه وقع الصواريخ على مباني غزة وبيوتها ولكن الحر لا يستطيع أن يعنو لقهر أو يستكين لغضاضة.. ورغم المرارات ستسامى غزة على الجراح وستنتصر على عدوها رغم يقين الكل بأن البون شاسع في العدة والعتاد بين مقاتلي حماس وبين جيش الكيان الغاصب.. قوة حماس تنبع من قوة إيمانها بدينها ولأنها متذرعة بالصبر ومتحصنة بالورع ولأنها ماضية في طريق وعر سلكته قبلها خيول الصبر في مهد الإسلام.. فأنضاء الفاقة ورهائن الفقر انتصرت على أهل البشم والتخمة في بدر العزة وفي غيرها من غزوات كفلت لصفحة الضلال أن تنطوي ولعهود الجهل أن تندثر ففي عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد الصحابة رضوان الله عليهم من بعده شاهدنا عبر منصات التاريخ انتصارات قادتها أمة كانت ضعيفة هشة تكاد تفني بعضها من أجل واد مخضر ترعى فيه أنعامها.. ولأنها أمة تمسكت بعرى الإسلام وحرصت على الأخذ بسنامه نصرها الله في مواطن كثيرة وما زال ذلك النصر هو حليفها الذي لا يصد عنها حتى ازورت هي عن الدين ولم تعد كما كانت حفية به حريصة عليه فأذاقها الله لباس الخوف والجوع وجعل الهوان والضعف والشتات هو طابعها فتكالب عليها العدى فساموها بخسف واستباحوا حتى مقدساتها فلم يتمعر وجهها أو تسعى للثأر لكرامتها يحدث هذا ودولها تملك من العتاد ما هو كفيل بأن ينهي جرثومة اسرائيل من الوجود.. غزة وحدها هي التي انتصرت لكرامة هذه الأمة وسعت أن تطرح الواغش عن صفحتها لأنها سيدي موقنة بأن فئتهم القليلة تلك هي التي تنتزع أرواح الصهاينة الصدئة كما نشاهد الآن.. جيش اسرائيل العرمرم يترنح الآن أمام ضربات مقاتلي حماس الموجعة الآن يتهاوى هذا الجيش الذي كان وما زال دوما متعطشا لدماء أطفال غزة وشيوخها.. ووسط كل هذا الركام الذي خلفته غارات العدو الصهيوني على غزة الصامدة تلوح تباشير النصر الذي نرجوه والذي نسأل الله أن يتحفنا به في القريب العاجل فاسرائيل مهما امتدت واستطالت فهي إلى زوال هذا هو الواقع الذي يتحقق على يد مجاهدي حماس وغيرهم من حركات الكفاح المسلح في فلسطين الشامخة

***

الطيب النقر

 

يعتبر الذكاء الاصطناعي من أبرز التطورات التكنولوجية في القرن الحادي والعشرين، ويقصد به استخدام الحواسيب والآلات في تنفيذ مهام تعتبر مماثلة للذكاء البشري، مثل التعلم والتفكير واتخاذ القرارات، ويعتبر الذكاء الاصطناعي تحديًا وفرصة جديدة في نفس الوقت.

وتغزو هذه التكنولوجيا الناشئة أماكن العمل بقوة مذهلة، منطلقة بسرعة كبيرة، سوف تنتشر هذه التكنولوجيا لتعمّ مختلف جوانب الاقتصاد، مخلفةً وراءها فائزين وخاسرين، وستمنح الفائزين حافزاً قوياً لإحراز قصب السبق بأسرع مما كنا نتوقع، وخاسرين يشترون منتجاتهم بأسعار غير متوقعة.

لذا فمن المهم عرض الفوائد والأضرار المحتملة لهذا التقدم التكنولوجي، ولو بشكل مختصر من أجل المعرفة العامة.

بداية، يمكننا النظر في الفوائد العديدة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي.. ومنها:

1 - تتميز هذا التقنية بالقدرة على تحليل كميات هائلة من البيانات بشكل سريع وفعال، مما يساعد في تحقيق تفوق غير عادي في أداء المهام.

2- بفضل خوارزميات الذكاء الاصطناعي، يمكن للآلات تنفيذ المهام مثل توقع النتائج المحتملة وتحليل السلوك البشري.. على سبيل المثال، يستخدم الذكاء الاصطناعي في تطبيقات الأمن لتحليل سلوك المستخدم وكشف الاحتيال.

3- القضاء على الأعمال الورقية: في سابقة هي الأولى من نوعها في العالم، أظهر الذكاء الاصطناعي القدرة على التفاوض على عقد بشكل مستقل مع ذكاء اصطناعي آخر دون أي تدخل بشري...أذ عرضت شركة (Luminance) البريطانية برنامج الذكاء الاصطناعي الخاص بها، والذي يسمى (Autopilot)، حيث تفاوض الذكاء الاصطناعي على اتفاقية متفق عليها في غضون دقائق.

 وكان الأمر الوحيد الذي لا يزال يتطلب إنساناً هو توقيع الاتفاقية.

وقال رئيس الموظفين والمدير الإداري للشركة، (غايغر غلوسينا)، إن الذكاء الاصطناعي الجديد للشركة يهدف إلى القضاء على الكثير من الأعمال الورقية التي يحتاج المحامون عادة إلى إكمالها على أساس يومي.

4- رصد الجبال الجليدية: يلجأ العلماء إلى الذكاء الاصطناعي لرصد الجبال الجليدية العملاقة بسرعة في صور الأقمار الصناعية بهدف مراقبة انكماشها بمرور الوقت.

وعلى عكس النهج التقليدي لتتبع الجبال الجليدية، الذي يستغرق من الإنسان بضع دقائق لرسم مخطط واحد فقط من هذه الهياكل، أنجز الذكاء الاصطناعي نفس المهمة في أقل من .،01 ثانية، وهو معدل أسرع بـ 10 الأف مرة من البشر.

5- ويمكن استخدامه أيضاً في قطاعات أخرى مثل الطب والسيارات المجهزة بالقيادة الذاتية.... الخ.

فقد توصلت دراسة حديثة أجراها باحثون بريطانيون من (جامعة أكسفورد)، إلى إمكانية التنبؤ بما إذا كان شخص ما معرضاً لخطر الإصابة بنوبة قلبية قبل عشر سنوات من حدوثها، وذلك برصد أي انسداد أو ضيق في الشرايين من خلال الأشعة المقطعية المدعومة بأداة الذكاء الاصطناعي.

ومع ذلك، توجد أيضًا بعض الأضرار المحتملة للذكاء الاصطناعي.. منها:-

* أحد المخاوف الرئيسية هو أن التكنولوجيا قد تحل محل البشر في العمل، مما يؤدي إلى فقدان وظائف بشرية. قد يؤدي التوظيف المتزايد للذكاء الاصطناعي إلى زيادة معدلات البطالة وتفاقم الفوارق الاقتصادية بين الطبقات.

* بالإضافة إلى ذلك، تثير الذكاء الاصطناعي مخاوف أخلاقية، مثل تطور الأنظمة التي قد تتسبب في ظلم البشر أو تمييزهم بناءً على العرق أو الدين أو الجنسية.

* علاوة على ذلك، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي بطرق سلبية، مثل استخدامه في تطوير أسلحة ذاتية القرار، قد يؤدي ذلك إلى زيادة خطر الحروب والصراعات.

* كما يشعر البعض أن تقنيات الذكاء الاصطناعي قد تهدد خصوصية الأفراد وتجعل البيانات الشخصية عرضة للاستغلال والاختراق.

أذ أعلنت (شركة جوجل) أنها رفعت دعوى قضائية ضد مجموعة من المحتالين في فيتنام الذين يحاولون الاستفادة من الضجة المحيطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي لخداع الأشخاص لتنزيل برامج ضارة، من خلال تشجيعهم على "تنزيل" بوت "بارد" مزيف.

* التسول عبر الإنترنت أو الاستجداء عبر الإنترنت، هي واحدة من إفرازات الذكاء الاصطناعي، وهي الوجه الثاني من التسول التقليدي الذي يقوم به البعض في الشوارع والحافلات وعلى ارصفة الطرقات وعند اشارات المرور للسيارات.. لكن ميزة التسول عبر الإنترنت هي أن المتسول مجهول الهوية، فلا يمكن معرفة اسمه الحقيقي أو سنه أو مكانته الاجتماعية، وهذا الأمر يجنبه الاحراج وذل السؤال الذي قد يلحق بالمتسولين التقليديين

ولكن يبقى الذكاء الاصطناعي هو إحدى التكنولوجيات الحديثة التي تثير اهتمام العديد من الباحثين والمهتمين بتطور التكنولوجيا، وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يحظى بشهرة كبيرة في البلدان المتقدمة والصناعية، إلا أن له أيضًا فوائد هائلة للمجتمعات النامية.

حيث تعد البلدان النامية من البلدان التي تعاني من العديد من التحديات الاجتماعية والاقتصادية، والتي يمكن أن يساعد في تجاوزها بالذكاء الاصطناعي.

إليكم بعض الفوائد المهمة للذكاء الاصطناعي للمجتمعات النامية:

1. تحسين القرارات الاقتصادية: يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الاقتصادية وتوفير توقعات دقيقة للسوق. يمكن استخدام هذه المعلومات لتوجيه الاستثمارات وتحسين عمليات التخطيط الاقتصادي، مما يزيد من فرص نمو الاقتصاد وتعزيز استقرار البلدان النامية.

2. تحسين الرعاية الصحية: يعد الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي أداة قوية في مجال الرعاية الصحية. يمكن استخدامه لتحليل البيانات الطبية وتشخيص الأمراض بدقة عالية وتوفير علاج فعال. يمكن أن يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية إلى تحسين جودة الخدمات الصحية وتوفيرها للجميع، بما في ذلك الطب التوقعي والوقاية من الأمراض.

3. تعزيز التعليم: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير أدوات تعليمية فعالة ومبتكرة. يمكن للتعلم الآلي أن يقوم بتحليل قدرات الطلاب والتكيف مع احتياجاتهم الفردية، مما يحسن نتائج الطلاب ويعزز عملية التعلم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير منصات تعليمية عبر الإنترنت تساعد في توفير التعليم للأفراد في المناطق النائية أو التي تفتقر إلى الموارد التعليمية المناسبة.

4. تعزيز الزراعة الذكية: يعد الذكاء الصناعي أحد التطورات التكنولوجية الهامة في العصر الحديث، حيث يعزز قدرة الآلات على معالجة البيانات واتخاذ القرارات بطريقة ذكية، مما يسهم في تحسين العديد من القطاعات، بما في ذلك الزراعة ومعالجة شح المياه.

من المعروف للجميع أن الزراعة التقليدية تعاني من العديد من التحديات، بما في ذلك استخدام غير فعال للموارد وتبذير المياه.. ومن أجل التغلب على هذه التحديات وتحسين إنتاجية الزراعة، تم تطوير الزراعة الذكية.

أذ تعتمد الزراعة الذكية على استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لزيادة إنتاجية المزارع وتحسين كفاءة استخدام الموارد.

وأحد الجوانب الرئيسية للزراعة الذكية هو استخدام الاستشعار عن بُعد وتحليل البيانات الجغرافية لمراقبة المزارع وتحديد احتياجاتها المائية والغذائية.

على سبيل المثال، يمكن استخدام الأقمار الاصطناعية لتحديد نمط النمو النباتي، والعوامل المؤثرة على النباتات مثل درجة الحرارة والرطوبة ونسبة الغازات في الجو، وبناءً على هذه المعلومات، يمكن للمزارعين اتخاذ القرارات المناسبة بشأن توقيت المروي، وكمية المياه المستخدمة، ومغذيات الأراضي المطلوبة.

بالإضافة إلى الاستشعار عن بعد، يمكن استخدام الروبوتات والمراوح المائية وغيرها من التقنيات لتوفير المياه بطريقة فعالة ومحدودة الهدر.

كما يمكن للروبوتات أن تصل إلى المناطق الصعبة الوصول أو الأراضي الوعرة التي يصعب الوصول إليها بواسطة البشر، وتحديد احتياجات الماء لكل نبات بشكل دقيق، وهذا سوف يعزز استخدام المياه بشكل فعال ويقلل من التبذير.

بالإضافة إلى تحسين كفاءة استخدام المياه، يمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا أن يساعد في تحسين إنتاجية المحاصيل ومكافحة الآفات، باستخدام الحوسبة السحابية وتحليل البيانات الضخمة.

5- منذ تأسيس (شركة مايكروسوفت) وهي}‏ شركة متعددة الجنسيات تعمل في مجال تقنيات الحاسوب، يبلغ عائدها لسنة / 2016 أكثر من 85 مليار دولار، ويعمل بها 114 الف موظف،وهي أكبر مصنع للبرمجيات في العالم، تطوّر وتصنِّع وترخِّص مدى واسعا من البرمجيات للأجهزة الحاسوبيّة{.

 بدأ مؤسسها (بيل غيتس) في تغيير طريقة استخدامنا للحواسيب، ومن خلال شغفه الدائم بالبرمجة، لم يتوقف تطوره وابتكاره، واليوم، تأتي ثورة - الذكاء الاصطناعي - لتعيد تشكيل طريقة استخدامنا للحواسيب والهواتف الذكية في المستقبل القريب جداً.

وعلى الرغم من التقدم الهائل الذي حققته البرمجيات تلك، إلا أنها لم تكن قادرة على أداء المهام بذكاء كامل، دون الحاجة إلى توجيهها بشكل دقيق من قبلنا، كما كانت غير قادرة على فهم أعمالنا وحياتنا الشخصية واهتماماتنا وعلاقاتنا، وتنفيذ المهام تلقائياً.

ولكن اليوم، وبفضل التطورات الكبيرة في مجال - الذكاء الاصطناعي -، أصبح بإمكاننا استخدام تطبيق واحد يقوم بتنفيذ جميع المهام المختلفة، وأصبح بإمكاننا التفاعل مع الأجهزة بلغاتنا العامية وإخبارها بما يجب عليها فعله، وبفهمها للمعلومات الشخصية التي نقدمها، يمكنها الاستجابة بشكل ملائم وفعال لاحتياجاتنا.

في النهاية، يمكننا القول إن - الذكاء الاصطناعي - سيغير طريقة استخدامنا للحواسيب بشكل جذري. سيحدث تحول في كيفية تعاملنا مع التكنولوجيا، حيث ستصبح الأجهزة أكثر ذكاءً وفهمًا لمتطلباتنا الشخصية، وستصبح قادرة على تنفيذ المهام بشكل تلقائي وفعال، مما سيوفر لنا الوقت والجهد ويحسن تجربتنا الاستخدامية.

وأخيراً: احدى النكات المشهورة عن الذكاء الاصطناعي هي الآتي:

"سأل رجل آخر: ما هو رأيك في الذكاء الاصطناعي؟

فأجابه الرجل: لا أدري، فالذكاء الاصطناعي ليس لديه رأي حتى الآن!"

تعكس هذه النكتة بشكل فكاهي الارتباك الذي يشعر به البعض تجاه الذكاء الاصطناعي والتصاقه الجوهري بحياة الناس.

***

شاكر عبد موسى/ العراق/ ميسان

يبدو أن الكثير من مسؤولينا يعتقدون أننا بلاد مرفهة، تعيش أزهى عصور الاستقرار والتنمية، والمواطن العراقي يعيش قمة الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية، ولهذا لا بد من أن يُرفه المسؤول عن نفسه وعن حاشيته ومستشاريه.

في بلاد نتوهم نحن المغرضين من كتاب الأعمدة الصحفية أنها تعاني من أزمة سياسية خطيرة، بينما أخبرنا السيد مشعان الجبوري أن القضية مجرد "بح"، وفلسطين التي يبكي عليها ساستنا الأفاضل، يُذبح أطفالها أمام شاشات الفضائيات، لكن المسؤول العراقي الذي أدى واجباته بكل "شفافية" لا يريد أن يرى ما يجري حوله، فيقرر أن يشد الرحال إلى بلدان العالم. وإذا كان هذا مفهوماً في أوضاع مستقرة، فإن غير المفهوم هو أن يقوم رئيس الجمهورية برحلة ثالثة إلى إيطاليا خلال مدة لم تتجاوز الخمسة أشهر بالتمام والكمال، فقد قرأنا بالأخبار صبيحة يوم السادس عشر من حزيران من هذا العام 2023 قيام رئيس الجمهورية بزيارة إلى إيطاليا، بعدها بأربعة أشهر قرر الرئيس أن يزور إيطاليا أيضا فخرجت علينا الصحف بخبر مفرح عن الزيارة يوم الخامس عشر من تشرين الأول من هذا العام أيضاً. ويوم أمس الأول الجمعة طمأنتنا رئاسة الجمهورية بأن الأمور عال العال، ولهذا قرر الرئيس ايضا أن يزور إيطاليا وبالثلاثة، ويمر بطريقه على الفاتيكان ليطمئن البابا أن قضية الكاردينال ساكو انتهت بعد أن أصدرت المحكمة الاتحادية قراراً برد شكوى ساكو واعتبار المرسوم الذي تم بموجه طرد ساكو من بغداد صحيحاً ودستورياً مئة بالمئة.. ولم ينس رئيس الجمهورية أن يخبر بابا الفاتيكان بأن أوضاع المسيحيين في العراق "بقى" لونها "بمبي" على حد تعبير المرحومة سعاد حسني.

لا أدري ما الذي يبحث عنه رئيس الجمهورية في روما، سيقول البعض ربما الرجل مغرم بالسينما الإيطالية، ويريد الاطمئنان على صحة النجمة صوفيا لورين التي أجرت عملية جراحية قبل شهر.

سيقول البعض يا رجل دع الرئيس في حاله، فقد حقق منجزاً كبيراً، عندما طرد " المشاغب " ساكو من بغداد ، وطمئن السيد ريان الكلداني ان لا احد بامكانه ان يقف بوجهه .

يقف العراق في هذه الأيام أمام قضايا مصيرية، الخلاف بين الأحزاب على تقاسم الكعكة وصل إلى مرحلة كسر العظم، فيما أحداث غزة تلقي بضلالها على المشهد العراقي. ومع ذلك تغاضى رئيس الجمهورية عن كل ذلك واعتبر أنها مجرد زوبعة ستنتهي ما دامت المحكمة الاتحادية موجودة، وفي كل الحالات زيارة روما ستحقق الرفاهية للشعب العراقي.

كان العراقيون يأملون أن تكون رسائل الرئيس العراقي مطمئنة لهم. لكن الرئيس أبى إلا التوقف عند متاحف روما وقصورها والبحث عن الجميلة صوفيا لورين ، فلا مكان لمشاكل العراقيين في هذه الإطلالات التاريخية والسينمائية .

***

علي حسين

تداول الإعلام في الآونة الأخيرة مفهوم لم نألفه ولم يطرق أسماعنا من قبل ويتغنى وينادي بها بصخب دون أدنى علم الا وهو موضوعة الجندرة أو النوع الإجتماعي وهو مصطلح غريب على ثقافتنا ومفاهيمنا الدينية والإجتماعية وشاع تداوله مع اجواءالدعوة الى الشذوذ الجنسي والغاءالهوية التي تحددها الولادة حيث لايسمح بتثبيت جنس المولود في بيان الولادة الا بعد سنوات من عمر المولود وله الحق في إختيار جنسه وإمكانية تغيير الجنس من ذكر الى انثى والدعوة الى المثلية وزواج الذكر من الذكروالانثى من الأنثى بعيدا"عن كل القوانين والإعراف الإجتماعية التي تربينا علينا حيث أكد عليها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في الآية الكريمة (سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لايعلمون ) فكل شي خلق من زوجين والتي هي سنة الله في الأرض واستحالة أن يكون المخلوق احادي الجنس .

ويشير مصطلح الجندر على العدالة بين الذكر والأنثى وتكافؤ الفرص سياسيا" واجتماعيا" وثقافيا" فحسب هذا المصطلح لا يصح أن يقال أن أمرا" ما يناسب الذكور ولكنه لا يناسب الإناث فالجميع له الحق بأن يقوم بأي دور وأي سلوك دون النظر لجنسه البيولوجي .

فالموضوع في الظاهر مسألة المساواة بين الذكر والأنثى في الحقوق والواجبات لكن مدياته ابعد من ذلك والتي تعمل على ميوعة الشباب واسترجال البنات وتبادل الأدوار فيما بينهم وإلغاء الفوارق بين الجنسين .

ومع الأسف هناك من يروج لهذة الفكرة ويعمل على توعية الناس عليها من لهم باع في السياسة العراقية وعليه الحذر الحذر من إنتشار هذه الأفكار بين الشباب في مجتمعنا علاوة على المشاكل اليومية التي يعاني منها المجتمع من سوء استخدام مواقع التواصل الإجتماعي في الوقت الذي نعاني ما نعانيه من نقص الخدمات في البنية التحتية واستشراء الفساد في جميع مؤسسات الدولة دون وازع وشيوع تعاطي المخدرات وارتفاع سعر الدولار وتفاقم مشكلة المياه التي باتت من أخطر المشاكل في العراق والتي ستكون يوما أغلى من النفط والغاز والحرب القادمة ستكون على المياه دون النفط في العالم .

عليه لابد من إيجاد الحلول للمشاكل المستعصية في البلد والالتفات الى توفير الخدمات للمواطنين الذين عانوا الامرين منذ سنوات خلت دون الترويج لأفكار دخيلة على المجتمع والتي يرفضها المواطن العراقي الغيور وكل أمريخالف الأوامر الإلاهية والفطرة الإنسانية حفاظا"على التماسك المجتمعي والعادات والتقاليد الإجتماعيةالعراقية .

***

حسن شنكالي

ومَن تكن الأسد الضواري جدوده

يكن ليله صبحا ومطعمه غصبا

القوة هي القانون والدستور والحق والعدل والحرية والديمقراطية، ومَن يتوهم بغير ذلك، فليأتنا بدولة ضعيفة يحكمها القانون والدستور وتعبّر عن الحرية والديمقراطية.

الدنيا منذ الأزل محكومة بالأقوى ومذعنة له ومتربصة لمصيره المحتوم لتنقض على أشلائه، وهكذا دواليك، بين صعود ونزول، وما دامت قوة للأبد.

ذلك أن القوة تستنفذ طاقاتها بالسيطرة على ما هيمنت عليه، وبعد وقت تسترخي قبضتها، وتنمو في ديارها الأشواك  والأدغال، وتنخرها عاهات القوة.

فللقوة عاهاتها وأمراضها التي تقضي عليها.

كم من القوى نهضت وهبطت وإنمحقت، لأنها تستنزف ذاتها، وتمحق موضوعها، وما يجري في عصرنا تعبير عن المعادلة المتوازنة المتصارعة الأطراف، فالقوي إلى ضعف والضعيف إلى قوة.

ومن أعتى أعداء القوة الجبروت، فحالما يدب في سلوك القوة فستنهار آجلا أم عاجلا.

المتجبرون يحفرون قبورهم  بأيديهم، سواء كان المتجبر فردا أو جماعة أو دولة.

وحياة الجبابرة لحين معلوم، إنهم يستَعْدون ما حولهم، ويألبون القِوى ضدهم، فتتكاثر عليهم السكاكين، وتتقطع أوصالهم، وتأكلها القوى الصاعدة المتحاملة التي عانت من جورهم، وستقوم بدورهم من جديد، ونهايتها مرسومة أمامها.

فهل سيرعوي البشر؟

وهل للعدل والإنصاف مكان فوق التراب؟

و"آفة القوة إستضعاف الخصم"!!

وربما لا تحل القوة المشكلة؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

يقول الشاعر الأيوبي ابن عنين:

أتت وحياض الموت بيني وبينها

وجادت بوصل حيث لا ينفع الوصل

وقال حكيم: الأفكار الجيدة تأتي دائما متأخرة.

ونقول بلهجتنا الدارجة: الماحصد بأول صباته، يبس زرعه والوكت فاته.

كذلك قالوا: خير البر عاجله.

وقالوا وعادوا الكثير والكثير عن العجلة وازدروا تمييع الوقت، وتضييع الساعات والدقائق، فضلا عن الأيام والشهور، في وقت ليس هناك شيء أغلى من عامل الزمن وعنصر الوقت. أما من تدارك وقته وأسعفته الحكمة والحنكة بعد حين، فإن عليه دفع ثمن التأخير، ومع تحمله الثمن، تطغى سلبيات التأخير على إيجابيات الحل.

فوات الأوان إذن، هو آفة الحلول، إذ ينعدم النفع منها إن جاءت متأخرة، وما يؤسف أن هذا بات دأبنا الذي أدمناه نحن العراقيين، فاعتدنا على التقاعس في استنهاض عقولنا في الوقت المناسب، لإيجاد الحلول والمخارج لما نقع فيه من مآزق، وما نجنيه اليوم هو زرعنا فيما مضى، وما دمنا أسأنا في الزرع نحصد سوء فعلنا، وقد قيل: من يزرع الريح لا يجني غير العاصفة.

منذ عقود خلت لم تفارق العراقيين دوامة البحث عن حلول لمشاكلهم دون جدوى، حتى باتت حيرتهم وسط هذه الدوامة شغلهم الشاغل، بدل البحث عما يعينهم على مواكبة التطور الذي تعدو فيه بلدان العالم عدوا. والحديث عن مشاكل السنوات العشرين الماضية بات عقيما، ذاك أن أس المشاكل وأساسها يتجدد ويتحدث كل حين بطريقة الـ (automatic update) وعلى ما يبدو أن هناك متخصصين باستحداثها وإدامتها من يوم إلى يوم، ومن عام الى عام، ومن حكومة الى حكومة. إذ تشغل بالنا اهتمامات يومية عديدة يحصرها قوسان، بين أسعار صرف الدولار، وركود السوق، ومآل الانتخابات، والسؤال عن مستجدات السياسيين، وزحامات الشوارع، وتدني خدمات البنى التحتية، فضلا عن هموم القلق المتزايد على مستقبل البلاد.

فلو استذكرنا يوميات العراقيين في الأعوام السابقة، تبرز صورة التشكي والتذمر والامتعاض فيها، إذ ما اجتمع عراقيان صباحا او مساءً، إلا وذهب بهما الحديث الى الترديات والإخفاقات بمفاصل الحياة في البلد. وهو الهم الذي باتت علامات الاستفهام والتعجب تتسع فيه، وأمست أصابع الاتهام العشرة لا تكفي لعد الأسباب وتعداد المتسببين به، وتشخيص الجهات التي تقف وراء هذا المصير الذي وصل اليه البلد. كما أن الهم المتوارث المفروض علينا من قبل تشكيلات الحكومات المتعاقبة على جلدنا، أضحى ثقيلا على كاهلنا وسنلقي به على كاهل أولادنا، وبدورهم يلقونه على أحفادنا.

أما الطامة الكبرى، والتي لها حضور فعلي وباع طويل في جملة الهموم المتراكمة، فهي تفشي الفساد بأنواعه في مفاصل المؤسسات، والجهات المسؤولة عن الخدمات، والذي يُحزن المواطن المهموم أنه في واد وساسته ومسؤولوه في واد، وما همومه كلها إلا نتاج صراعاتهم ومناكفاتهم، ولاننسى (مناكرات) ساسة وكتل وأحزاب وتحالفات، فقد كان حريا بهم جميعا ان يوحدوا النية الخالصة والكلمة الصادقة والتصرف السليم، لتلد لهم مجتمعة قرارات صائبة، تسفر عن أداء جيد في الواجبات خالٍ من التقصير، وبالتالي تنجلي هموم رعيتهم بالحلول الناجعة التي تأتي بالتوقيت المناسب، لا بعد فوات الأوان حيث لاتجدي الحلول ولا الترقيعات ولا الرقى، ولحى الله شاعر الأبوذية الذي حاكى بيت القريض الذي ابتدأت به مقالي حين قال:

ضلوعي من الحزن مالت وحنت

وكربت ساعة افراكك وحنت

جادت بالوصل هسه وحنت

وبيني وبينها تحوم المنيه

***

علي علي

"الحرب هي أن تلتهم الأرض لحوم البشر"

عندما تنشب الحرب تتعطل العقول وتتأجج العواطف والإنفعالات.

فلا عقل مع الحرب!!

فالصوت العاقل أثناءها يوصف بالجبن والخيانة والتواطؤ مع الطرف الآخر.

وفي الحرب لا تنوير لأن النار ذات ضوء ساطع.

وفي محنة الحروب تتدحرج المآسي والويلات ككرات الثلج، فتطغى على المشهد وتهيمن على الأيام والإعلام، وتحتل الشاشات أصوات متعددة وكل يدلي بدلوه في نهر رؤاه.

الحروب بأسرها مصنوعة في قوارير الأوهام، فأخطر ما يدفع البشر للفعل هو الوهم.

"وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم

وما هو عنها بالحديث المرجم

متى تبعثوها تبعثوها ذميمة

وتضرى إذا ضريتموها وتضرم"

ويُقال: " أن الحرب هي تسلية الزعماء الوحيدة التي يسمحون لأفراد الشعب المشاركة فيها"!!

ولا يمكن إنكار غزيزة السعي للحرب، فعند البشر مخزون عدواني هائل، لابد له أن ينفجر كالبركان حالما تتراكم الظروف، وما أكثرها فوق التراب.

فأين السلام، يا أيها البشر المتوَّج بباء؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

كلما أدرنا إتجاه البوصلة لإتجه رغما" عنه الى سالف الأيام وفاح عبق الماضي بعطره وأريجه كنسمات الربيع التي هبت على النفوس رغم الزمن الذي يحمل بين طياته ذكريات الطفولة البريئة واحلام الصبا والحنين الى موطن الآباء والأجداد الى حيث الأصالة والنزاهة والشجاعة والكرم والجود والإخاء والتعاون والإيثار وما تخللته من أنماط حياتية وعادات وتقاليد اجتماعية رائعة رغم بساطتها وعفويتها النابعة من صفاء النيات حيث كان المجتمع صمام الأمان لحفظ الأخلاق والقيم والمبادىء من الضياع وكانت الأعراف الإجتماعية بمثابة قوانين لايمكن اختراقها نتيجة لتماسك المجتمع الى حد بعيد ومن سماته النخوة

والشهامة والتسامح والعفو ووجود المصلحين من اهل الخير بين الناس وبالأمكان ان تستمد الحكمة والقوة من الماضي للتعامل مع الحاضر الذي نعيشه وصولا الى الهدف المنشود في مستقبل منظور حيث أوان الحصاد والإستمتاع بالنتائج لكن مع الأسف حاضرنا نتن مفعم بالروائح الكريهة لدرجة تزكم الأنوف بعد التطور التكنولوجي والعولمة التي جعلت من العالم كقرية صغيرة حيث أصبح الانترنيت سيد الموقف وهو سلاح ذو حدين من خلال حسن أو سوء استخدامه ولسهولة الحصول على المعلومة المبطنة بالعديد من الوسائل المشبوهة بالرغم من أثرها الأيجابي على متطلبات الحياة ومع تعدد وسائل التواصل الإجتماعي والتي افتقرنا اليها سابقا" لكن غابت العلاقات الصميمية الصادقة وأصبحت تختفي وراء الشاشات والآلات الصماء وبات التعامل مع المجهول كالانسان الآلي وبأسماء وهمية والتباهي بها مع الازدواجية الشخصية وأصبحنا نعيش في مجتمع متفكك وغيرمترابط ومنفتح على العالم الخارجي ليواكب الغرب في كل تصرفاته التي لا تمت لقيَمنا ومبادئنا بأية صلة فلكل زمان دولة ورجال ولا يفسد الزمان الا بأهله وأختم بقول الإمام الشافعي رحمه الله (نعيب الزمان والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا) .

***

حسن شنكالي

عالم السياسة معقد، وتتجسد فيه غابية السلوك البشري بأعلى درجات إنفلاتها وممارساتها، ولا يمنع من ذلك أي عقيدة دينية أو دنيوية، وفي هذا المضطرب التفاعلي لا يمكن للسياسي الإنسان أن يدوم طويلا.

فأما تأكله وحوش الغاب الآدمية، أو تفترسه آفات الأمراض، لأن الطاقة العاطفية السلبية الناجمة عن خوضه غمار ميادين الغاب بإنسانيته ستنقلب وبالا عليه، فتراه يموت في اليوم ألف مرة موتا نفسيا، حتى يباغته الموت البدني من وحش أو مرض.

وعندما ندرس أحوال القادة في ماضي الزمان وحاضره، تبدو أمامنا الصورة واضحة ومجسمة، ففي تأريخنا البعيد، لم يصمد أبو بكر بالخلافة لأكثر من ثلاث سنوات، وفي الفترة الأموية العديد من الخلفاء إنتهوا مبكرا، وكذلك في الفترة العباسية.

ومنذ بداية الربع الأول من القرن العشرين، مرَّ على الأمة العديد من القادة الذين أكلهم المرض مبكرا، أو إفترستهم وحوش الكراسي، ولا تزال التفاعلات الكرسوية على حالها الغابي، وما تبدلت أو ترشّدت، وتمسكت بدستور وقانون يحمي البلاد والعباد.

لأن الدستور الوطني الحقيقي الفاعل يلجم النزعات الغابية والتفاعلات النزوية الأنانية الجشعة، ويعيد التفاعل إلى رشده قبل أن يقدم على مأثمته، لأن العواقب ستكون وخيمة حسب القوانين القوية المستنبطة من مواد الدستور.

ولدينا مثلا الرئيس جمال عبد الناصر، الذي توفى في بداية العقد السادس من عمره، بعد أن عانى من أمراض مزمنة، ربما رافقته بعد توليه للحكم بفترة وجيزة، وإنتهت الحالة بموته المفاجئ.

وعبد الكريم قاسم، أكلته وحوش الكراسي وإفترسته بقسوة وبشاعة.

وكلاهما لديهما مشتركات سلوكية وإن إختلفا، وكلٌّ عبَّر عن وطنيته وفقا لإجتهاده، لكن الضخ العاطفي والإنفعالي، وشدة التوجس والشك والرعب الفاعل فيهما، أصابهما بالمرض وبسوء التقدير، والإمعان بالإنغماس بالكرسي وإعتباره الحياة.

جمال عبد الناصر ربما قتلته العواطف الجياشة والإنفعالات الحماسية المتوقدة، وعبد الكريم قاسم قضت عليه أوهام الزعامة وتوجساتها، وما أحاطه بسببها من حالات كاذبة، ولم يستطع لجم جماحها، وإنما سار في تيارها الذي أدى به إلى نهاية مريرة مرعبة!!

فالبناء العاطفي النفسي للبشر له تأثيراته الكبيرةعلى طول العمر أو قصره، والأضرار الجانبية البدنية للتأجج العاطفي متنوعة ويأتي في مقدمتها ما يصيب جهاز الدوران، وأمراض الغدد الصماء، خصوصا داء السكر.

فهل من دساتير تحمي الوطن والمواطن والقادة؟!!

***

د. صادق السامرائي

تجلت قوة المعركة من خلال نوع السلام المستخدم والقوى المشاركة فيها فالملاحظ أن معايير القتال في مدينة غزة والتي يبلغ طولها حوالي 41 كم، وعرضه من 6 إلى 12 كم، وتبلغ مساحته الإجمالية 365 كم. وله حدود مع فلسطين بطول 51 كم، وحدود مع مصر بطول 11 كم بالقرب من مدينة رفح،حيث استخدمت فيها القوى المشاركة كل انواع الاسلحة حتى المحرمة منها،وقتلت الآف من المدنيين بين طفل وشيخ وامراة وحامل،حتى لم تترك الة الحربية الصهيونية أي مؤسسة صحية أو اجتماعية او بنى تحتية الا دمرتها،حتى عادت المدينة الى العصور المظلمة.

أن الكيفية التي سيتطور فيها الصراع في غزة سيكون لها آثار سلبية على الاقتصاد العالمي،والذي يعاني فعلاً من الصدمات إذ ان سلسلة من الأحداث الكارثية قد تمتد إلى الخليج نفسه والتي يمكنها أن تؤدي إلى الصراع بين القوى العظمى بالإضافة ان الانظمة في المنطقة ممكن لها أن  تتزعزع على أثر الغضب الشعبي بسبب فشلها في إدارة هذا الصراع ومحاولة تخفيف حدته او مساعدة مدينة غزة المحاصرة.

السؤال هنا اذا توسعت الحرب بين إسرائيل وفصائل المقاومة واتسعت ساحة الحرب ، فهل سيكون لها أهمية ؟ نعم بالتأكيد ،إذ تعد المنطقة أهم منتج للطاقة في العالم ووفقًا للأرقام الإحصائية التي أصدرتها منظمة الطاقة العالمية لعام 2023، فأن المنطقة تحتوي على 48 % من الاحتياطيات العالمية المؤكدة وأنتجت 33 % من النفط العالمي في عام 2022، ووفقاً لتقرير ادارة معلومات الطاقة الأمريكية، فقد مر خُمس إمدادات النفط العالمية عبر مضيق هرمز في عام 2018. وهذه هي نقطة الاختناق والسيطرة لإمدادات الطاقة العالمية، بالإضافة الى أن المنطقة تمثل اكبر مزود للطاقة في العالم ولازال الوقود الاحفوري يمثل اهمية كبيرة الى النمو فيه.

أن افضل وسيلة للتنبؤ عن مستقبل هذا الصراع هو العمل على حسره وتطويقه، ولكن اذا ما حصل العكس وأستمر الكيان الصهيوني وحلفاءه من الاستمرار في قصفها لغزة فأن الاضطرابات ممكن ان تعم المنطقة، كما ان ارتفاع حدتها ممكن ان تقود الى الهزات السياسية في الانظمة السياسية نفسها،ولكن هذا في المقابل لن يكون منطقاً مقبولاً من قبل الملايين من السكان الذين يتطلعون الى ان تتجه حياتهم نحو الاحسن.

والسؤال الكبير هنا هو ان اسرائيل الى اين تريد الذهاب في حربها ضد غزة؟

والسؤال الاكبر الذي يوجه الى اسرائيل هو هل هناك جدوى من ممارسة القوة العسكرية خصوصا مع الخسائر الكبيرة في المعدات والارواح في صفوف الجيش الاسرائيلي، والتي بسببها لجأت واشنطن الى الضغط على تل ابيب من أجل القبول بالتهدئة وعدم التورط في أجتياح غزة،ما يعني ان المستنقع الغزاوي بات أكثر عمقاً وخطورة .

***

محمد حسن الساعدي

من الماضي إلى الحاضر، ومن الشرق إلى الغرب مع اختلاف الأسم ، لم يشهد التاريخ كما يشهده اليوم في قطاع غزة من الظلم والإبادة الجماعية والأزمة الإنسانية.

إن هجمات الجيش الاحتلال الإسرائيلي  المتكررة، وغير القانونية على ما يبدو، على المرافق، والطواقم، ووسائل النقل الطبية تمعن في تدمير نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة ويجب التحقيق فيها باعتبارها جرائم حرب. وإن ما حصل في غزة من قتل الأطفال وتهجير الفلسطيني هو ضرب في العمق لكل المحجهودات المتراكمة في مجال النضال من أجل حقوق الإنسان والطفولة والنساء.

الظلم مؤذن بخراب العمران، وإذا كان لنا أن نشخص هذا الوضع الذي أمامنا في غزة، فإنه هو تعبير بأن العالم يقوم بسياساته وخطاباته المتناقضة وسلوكه غير الوعي وغير الموضوعي وغير العادل بعلمية تجريف كبير للإنسانية على أصداء عمليات التجريف البشري الذي يحدث في غزة.

تجريف الإنسان هي عملية تجريد الإنسان من روحه وتحويله إلى إنسان أدائ لا يمتلك مشاعر إنسانية فياضة، ولا قدرة على التعمق في معنى الحياة، في مثل هذا السياق، يصبح هناك من معنى للحديث عن الإنسان والإنسانية، ويعني ذلك في التحليل الأخير أن مسار التاريخ لا يزيد من شأن الإنسان وتعميق روح الإنسانية.

قد يكون الاختلاف حول كل هذه الخطابات والممارسات التي تدافع عن الإنسان من زوايا مختلفة، ولكن لن يكون هناك اختلاف حول العمليات العسكرية الغاشمة اللتي تحدث في غزة لتبيد الإنسان والتي تتخذ أبشع صورها فيما يحدث في مجتمع غزة الفلسطيني.

إن تجريف المجتمع الذي تقوم به الاحتلال الإسرائيلي ما هو إلا جزء من عملية كبرى لتجريف الروح الإنسانيى والأخلاق الإنسانى. وإن قتل الأطفال في قطاع غزة بهذه البشاعة ما هو إلا قتل الإنسانية جمعاء. وكتابة صفحة سوداء جديدة في تاريخ البشرية.

***

الدكتور معراج أحمد معراج الندوي

 الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها

 جامعة عالية، كولكاتا - الهند

لا يخفى بأن العملية الإنتخابية في العراق شكلت نقطة تحول مفصلية على الساحة السياسية بعد سنوات عجاف من الحكم الشمولي وتطبيق مبدأ الديمقراطية ذلك الحلم الذي راود العراقيين نتيجة للسياسة العادلة لتوزيع الظلم على جميع شرائح المجتمع دون استثناء وعليه قبل إجراء أية عملية إنتخابية ينبغي تهيئة الظروف المناسبة للناخب بإعتباره قطب الرحى ومحور العملية الإنتخابية حيث يتم تهيئة برامج إنتخابية في الدول الديمقراطية تنتهي بانتهاء الفترة الزمنية المحددة بالدستور أو القوانين المرعية لكل دولة وتحدد فترة زمنية للحملة الإنتخابية وفق أصول وقواعد سياسية تحتم على السياسيين الإلتزام بها حسب قواعد السلوك التي تصدرها الجهات المشرفة على الإنتخابات .

لكن من المؤسف ما يحدث في العراق عندما يتم إختيار المرشحين دون برامج إنتخابية بل وفق سياقات حزبية أو عرقية أو طائفية أو قومية أو مذهبية مما يؤثر سلبا"على الناخب عند اختياره للمرشح وتأثيرها السلبي أكبر على النتائج المرتقبة مما يفرز ممثلين عن الشعب بمميزات خاصة بعيدة كل البعد عن البرامج الإنتخابية والتخطيط الإستراتيجي لفترة الدورة الإنتخابية .

أليس من حق الناخب التعرف على المرشحين ببرامجهم الإنتخابية بعيدا" عن الأسس الإعتبارية التي تضعها هذه الجهة أو تلك لمصالحها السياسية دون الأخذ برأي الناخبين وتطلعاتهم كونه سيكون مشرعا"للقوانين التي تمس حياة المواطنين وسيمثلهم مستقبلا" في السلطة التشريعية التي تعتبر أعلى سلطة في البلد .

وأثناء فترة الحملة الإنتخابية يجري إستهداف الناخبين حسب مناطقهم السكنية أو حسب مستواهم العلمي أو إنحدارهم الوظيفي أو فئاتهم العمرية أو مراعاة جنس الناخب ليتمكن المرشح من الوصول الى إقناع الناخبين ببرنامجه الإنتخابي عن طريق الهدايا والوعود الكاذبة غير القابلة للتطبيق أو عن طريق شراء الذمم بمبالغ نقدية زهيدة ومصادرة حق الناخب في الإختيار الذي يقتنع به ، وبعد الإنتهاء من عملية التصويت التي تشوبها الضبابية والتي لا تخلو من عمليات التزوير وظهور النتائج تبدأ الكتل السياسية الفائزة بالبحث عن تحالفات وإئتلافات سياسية لتشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان لاختيار رئيس الحكومة لكن المحاصصة السياسية تحول دون ذلك وتطفو على الساحة حكومة غير مؤهلة لإدارة دفة الدولة نتيجة للتقاطعات والمناكفات السياسية .

وسيبقى الناخب المسكين يعاني على مدى الدورة الإنتخابية من تردي في مستوى الخدمات نتيجة لانهيار البنى التحتية للبلد لإستشراء الفساد في جميع مفاصل الدولة ولا وازع ولا رادع من تغيير المشهد الا بتوافقات سياسية تصب في مصلحة السياسين ولا يجني منها الناخب سوى الوعود بإصلاح المنظومة السياسية آجلا دون تنفيذ ويستمر المشهد السياسي لحين إجراء انتخابات نيابية بعد اربع سنوات وهكذا دواليك تبدأ من أول جلسة تعقد والخاسر الوحيد هو الناخب الذي يتحمل مسؤولية صعود المرشحين على أكتافهم بعيدا " عن البرامج الإنتخابية ووصولهم الى السلطة التشريعية .

***

حسن شنكالي

إذا كان جنابك من الذين يتابعون صور ساستنا "الأفاضل"، فأتمنى أن تشاهد صورة النائب باسم خشان وهو يقف مبتسماً إلى جانب راعي " الحركة الوطنية " جمال الكربولي، وحولهم عدد من الذين يرفعون أصابعهم بعلامة النصر، وخلفهم صورة كبيرة للزعيم الكربولي..

في هذه الزاوية وقبل عام كتبت مقالاً أنتصر فيه للنائب باسم خشان في معركته مع رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وكنت أتمنى عليه في ذلك الوقت أن يترك طريق المحكمة الاتحادية ويذهب باتجاه طريق محافظته المثنى والتي وصل بأصوات أبنائها إلى قبة البرلمان، فهذه المحافظة التي تعاني من الإهمال لا تزال تتصدر بيانات وزارة التخطيط باعتبارها المحافظة الأشد فقراً، لكن يبدو أن السيد النائب يعتقد أن مهمته في البرلمان تقتصر على الجري وراء المحكمة الاتحادية، ونسي أو تناسى أن هذه المحكمة نفسها أدخلتنا من قبل في دوامات من الحيرة، بقراراتها، مرة قرار ثوري عن الكتلة الأكبر، ومرات تدهشنا باختراعها الثلث المعطل. ولا ندري ماذا تخبئ لنا من مفاجآت بعد أن صمتت على نهب أموال البلاد.. ولكي يطمئن جنابك فإن المعركة بين النائب باسم خشان والرئيس السابق للبرلمان محمد الحلبوسي ليست من أجل تقديم خدمات للناس الذين انتخبوهم، وإنما معركة شخصية دارت داخل قبة البرلمان.

هل هناك ما هو أسوأ؟ نعم، سأخبر جنابك أن الفتى المدلل "نور زهير" تحول إلى وزير ظل، مثلما أخبرنا النائب مصطفى سند الذي أكد أن نور زهير يدير وزارة بالظل وتحال إليه العقود والصفقات.

هذه هي الصور التي أمامك عزيزي القارئ : معارك الساسة ضد الناس، وصلافة البعض ممن يعتقدون أن بناء النظام يتم بطريقة خطف الكراسي والتسلل إلى مؤسسات الدولة بشعارات كاذبة.

معظم سياسيينا روجوا للعديد من الأكاذيب وصدقوها، وطلبوا منا أن نؤمن بها، ولعل أبرزها أنهم مكلفون شرعاً بحكم هذا الشعب وتولي أموره، وأنهم ليسوا بشراً مثلنا يصيبون ويخطئون، بل هم نوع نادر من الملائكة لا يأتيهم الباطل من خلفهم ولا من أمامهم .

عشنا خلال السنوات الماضية مع سياسيين يعتبرون الدفاع عن أخطائهم واجباً على كل مواطن، والكثير منهم لديهم ميول غريزية إلى الكوميديا، وبغير ذلك أظن أنه من المرهق جداً محاولة فهم أن باسم خشان الذي أخبرنا ذات يوم أنه كتب بيان مطالب احتجاجات تشرين، يقف اليوم إلى جوار سياسي متهم بالفساد ونهب أموال الدولة.

كانت الحاجة تبرز إلى تشكيل نخبة سياسية فاعلة ومسؤولة، غير عاجزة عن قيادة حركة تعبِّر عن صوت الناخب، وتحترم معاناته وتستجيب لتطلعاته.

للاسف لا يريد السيد باسم خشان ، أن يستوعب أن الشعوب لا تذهب إلى المستقبل ومستنقعات الفساد السياسية تحيط بها من كل جانب .

***

علي حسين

في عالم اليوم التقني المتغير بسرعة، بات هناك الكثير من المسارات التقنية التي تتطلب نظرة أعمق وأكثر خبرة لها، بعض هذه المسارات ناشئة وجديدة كما الذكاء الاصطناعي التوليدي، والأخرى ناتجة عن التطور المتسارع مثل نمو التهديدات السيبرانية، فيما تظهر سواها كانعكاسات لقضايا لطالما كانت محورية مثل سيادة الدول ومدى امتدادها ووجودها في الفضاء الرقمي.

اليوم  تسعى دولة الإمارات إلى تنفيذ استراتيجية الذكاء الاصطناعي التي تم إطلاقها في أكتوبر عام/ 2017 من خلال تنفيذ البرامج والمشروعات التنموية التي تضمن تحقيق المستقبل المرجو، وتتمثل أهداف هذه الاستراتيجية في استخدام الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات وتحليل البيانات بنسبة 100 بالمائة بحلول عام/ 2031، وتحسين الأداء الحكومي وتسريع الإنجاز، إضافة إلى خلق بيئات عمل مبتكرة.

تسعى الإمارات أيضًا لتكون الأولى في العالم في استثمار الذكاء الاصطناعي في قطاعاتها الحيوية المختلفة، بهدف إنشاء سوق جديدة واعدة ذات قيمة اقتصادية عالية.

من جهتها، تعمل الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) على استراتيجية تستهدف بناء الأسس اللازمة للحصول على ميزة تنافسية عبر التخصص في مجالات محددة بحلول عام/2025. وبحلول عام/ 2030.

 كما تهدف تلك الهيئة إلى أن تنافس على المستوى الدولي وتنضم إلى الاقتصادات الرائدة التي تستفيد من البيانات والذكاء الاصطناعي.

 مؤخرًا، أصبحت التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أمرًا لا غنى عنه في حياتنا اليومية.. لذا يعد ChatGPT  مثالًا حيًا على تطور الذكاء الاصطناعي الذي تم إطلاقه بواسطة شركة OpenAI لقد كانت هذه الخطوة مذهلة ومؤثرة بشكل كبير، وقد تفوقت في التأثير على منصات التواصل الاجتماعي.

في الواقع، يتم استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات، مثل البحث والتجارة الإلكترونية والحجوزات واقتراحات المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي وYouTube ومنصات البث المباشر.

 يمكننا القول بثقة تامة أننا جميعاً نستخدم خدمات الذكاء الاصطناعي التي تتعامل مع مثل هذه الأمور أكثر من 20 مرة في اليوم.

ومع ذلك، فإن من الجدير بالذكر أننا ننظر إلى ChatGPT ومنتجات مماثلة بطريقة مختلفة تمامًا. يعود ذلك إلى حقيقة أننا نتعامل مع تلك التكنولوجيا بشكل فوري وملموس، بدلاً من أن تكون مختبئة في الخفاء.

 إن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وهذا ما يستحق أن نأخذه في الاعتبار، اماً عن عملية الحماية، يتطلب ذلك تحديث البرامج والأنظمة بانتظام، وتدريب الموظفين على كيفية التعرف على الاختراقات والهجمات السيبرانية المحتملة.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تتضمن الخطط الأمنية  إجراء فحوصات أمان دورية للأجهزة الطرفية والنظم الموجودة على الشبكة، هذه الفحوصات ستساعد على اكتشاف الثغرات الأمنية المحتملة واتخاذ التدابير اللازمة لسدها.

أيضاً، يجب أن تتضمن الخطة الأمنية ضوابط صارمة للوصول إلى الأنظمة والبيانات الحساسة. يجب أن يكون هناك نظام للمصادقة المتعددة العوامل لضمان أن يتم الوصول فقط من قبل الأشخاص المصرح لهم، كما يجب أيضاً تطبيق إجراءات الحماية الكاملة لحماية البيانات الحساسة من الوصول غير المصرح به.

علاوة على ذلك، يجب أن تتخذ الشركات إجراءات للتصدي للاختراقات والهجمات السيبرانية في الوقت الفعلي.

كما يجب أن تتم مراقبة الشبكة والأجهزة الطرفية باستمرار للكشف عن أي تهديد محتمل، ويجب أن يتم اتخاذ إجراءات سريعة للتصدي للهجمات ومنع انتشارها إلى باقي النظم.

باختصار، يجب على الشركات أن تعتمد على استراتيجية شاملة للأمن السيبراني تشمل الأجهزة الطرفية والشبكة والبيانات، يجب أن تكون هذه الاستراتيجية دائمة التحديث وتأخذ في الاعتبار التهديدات الجديدة والتعدي التكنولوجي الذي يحدث بسرعة.

 باعتماد خطة أمنية شاملة، يمكن للشركات تقليل مخاطر الهجمات السيبرانية وتحقيق التحول الرقمي بنجاح.

***

شاكر عبد موسى/ العراق/ ميسان

كاتب وأعلامي

 

قد يثير عنوان المقالة الاستغراب بعض الشيء لكنه واقع مفروض نعيشه بكل سلبياته وباتت من المفاهيم المعاصرة التي ارتبطت بحياة الناس ضمن العالم الافتراضي من خلال التواصل مع الشبكة العنكبوتية التي جعلت من العالم قرية صغيرة حيث برزت موضوعة المخدرات الرقمية ذلك الخطر الخفي الذي يهدد حياة أبنائنا والتي لا تحتاج الى مواد ملموسة كالمخدرات بانواعها كالهيروين والكوكايين بل يكتفي بتوفر الانترنيت مع سماعات للاذن يستمع من خلالها الى ملفات صوتية ترافقها مواد بصرية وأشكال وألوان متحركة تتحرك وتتغير وفق هندسة مبرمجة لخداع الدماغ عن طريق بث أمواج صوتية مختلفة التردد في كل اذن ومن طقوسها لابد من الإنزواء في غرفة منفردة والإسترخاء وتغطية العينين حيث تصل بالمستمع لها الى احساس معين يحاكي إحساس احد انواع المخدرات التقليدية .

وفي السنوات الاخيرة أصبحت تجارة وتعاطي المخدرات من الظواهر المدانة والتي ترفضها كل الأعراف والتقاليد الإجتماعية وبعيدة كل البعد عن أخلاقيات المجتمع المحافظ على الموروث الديني والإجتماعي والتي تؤدي بدورها إلى تفكيك الروابط الأسرية والتي نتجت عنها مؤخرا" العشرات من حوادث القتل والإغتصاب داخل العائلة ناهيك عن تزايد حالات الطلاق غير المدروسة مع تشرد الأطفال وترك مقاعد الدراسة والتسكع في الشوارع وتزايد ظاهرة التسول من أجل لقمة العيش .

عليه تقع المسؤولية على المشرع العراقي من خلال تشريع القوانين الصارمة للحد من تجارة المخدرات وتشديد العقوبات لمرتكبيها وملاحقتهم قانونيا" بالإضافة الى تغيير المناهج الدراسية بما يتلائم وتوعية التلاميذ والطلبة الى مخاطر تلك الآفة الخطيرة مع فتح مصحات نفسية لمعالجة المدمنين عليها ومراقبة الآباء والأمهات للأطفال والمراهقين أثناء تصفحهم للانترنيت الذي يعتبر سلاحا"ذو حدين من جراء سوء الإستخدام مع الاهتمام بالانشطة الإيجابية وممارستها كالرياضة والرسم والبرمجة وغيرها لقتل أوقات الفراغ الذي يعتبر عاملا"مساعدا"للبحث عن بدائل للترفيه عن النفس وتعليم الابناء كيفية التعامل مع الضغط النفسي ومعالجته والابتعاد عن اصدقاء السوء وضرورة التوعية والالتزام بالقيم والمبادىء التي تربينا عليها والتي من شأنها الحد من التصرفات غير اللائقة حفاظا" على المجتمع برمته وهي من مسؤولية الجميع دون استثناء .

***

حسن شنكالي

هل مات ضمير العالم..؟

الضمير هو تلك المشاعر والأحاسيس والمبادئ والقيم التي تحكم الإنسان، كما أنه ميزان الحسن والوعي للتمييز بين الصواب والخطأ، الضمير هو شمعة في كل قلب إنسان، هو شعاع من نور يتلألأ في أعماق النفس الإنسانية، الضمير هو نور الذكاء لتمييز الخير من الشر، الضمير هو مشاعر في نفوس البشرية جمعاء ، تهتدي إلى مبادئ الأخلاق بعفويته وتلقائية وتقف إلى جانب المظلومين.

الضمير إن حضر في مواقف قول كلمة حق ونصرة مظلوم، وكان بقدر حضوره وموقفه أثبت أن هذا الإنسان صاحب ضمير حي لا يغره بريق من بعيد، ولا يربكه تهديد من قريب. الضمير تعني الأخلاق وهي أهم ما يميز شخصية الإنسان، إن سكنت شخصيته مكنته من تميز الخير من الشر وأرشدته إلى العدل عن الظلم، وبينت له طريق الفضيلة عن الرذيلة.

إنّ ما تعانيه غزة اليوم من انتشار الإجرام هو بسبب سكوت العالم على جريمة الاحتلال الإسرائيلي على الإبادة الجماعية في فلسطين. يشاهد العالم ويتجاهل عن قتل الأطفال الأبرياء، ولا يتكلم إلا القليل من الناس المتسالمون الذين يؤنون بالإنسانية.

لقد مات أكثر من ستة ألاف طفل في قطاع غزة، بداية من الأطفال الرضع وحتي الأطفال ذات 16 عام وأكبر، فكل يوم تمتلئ منصات التواصل الاجتماعي بفيديوهات وصور لقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي علي غزة، والتي تؤدي بحياة الأطفال الصغار.

أليس من العجيب أن العالم يحتفل لكل شيء يوما عالميا، فيذكرون بعضهم بتلك الفضيلة، أو ذاك السلوك، اليوم العالمي للمرأة  اليوم العالمي لمكافحة كذا وكذا حتى اليوم العالمي لغسل الأيدي، ولم يتبق غير اليوم العالمي للضمير الإنساني.

 لم يستيقظ العالم والضمير الإنساني على الإبادة الجماعية في غزة، والضمير الذي يجعل الإنسان يتوقف عن قتل أخيه الإنسان في كوكب الأرض، ذلك الضمير الإنساني الذي نحتاج لأن يصحو من سباته العميق لتمتد يديه بلمسة حانية إلى كل المشردين في أنحاء هذا العالم.

أليس العالم في أمس حاجة إلى عودة الضمير الإنساني الذي لا يفرق فيه الإنسان بينه، وبين أخيه الإنسان لأي سبب كان سواء لون أو جنس أو مذهب أو عقيدة ، أو أي شيء اخترعه الإنسان ليفرق بينه وبين أخيه الإنسان عندما غاب الضمير.

الضمير أمانة إن وجدتها في إنسان وجدت الخير وأن الدنيا لايزال فيها الخير، ولكن حين يموت الضمير، تموت معهُ الكثير من الأشياء، ويصبح معها الإنسان مُجرد هيكل جامد، لا روح فيه ولا إنسانية..

حين يموت الضمير تُباع الاوطان لا يوجد فيها نظام ولا قانون، ويتاجر بها الصغير قبل الكبير، تُباع فيها الاعراض، ويصبح الدم كالماء، لا حسيب لهم ولا رقيب.. حين يموت الضمير نجد مغادرة الطيور وأصواتها، وما نسمع سوى نعيق الغراب ليل نهار.. حين يموت الضمير تجد الحيوان أفضل من الانسان بكثير.

***

الدكتور معراج أحمد معراج الندوي

 الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها

 جامعة عالية، كولكاتا - الهند

في الوقت الذي ينتظر العالم نهاية لمأساة أطفال غزة وهم يواجهون عصابات جيش الاحتلال الإسرائيلي، خرجت علينا إحدى القنوات الفضائية بفيديو الجاسوسة الإسرائيلية التي أخبرتنا أنها ساهمت بتأجيج تظاهرات تشرين..

تخيّل جنابك أن مرجعية النجف كانت قد وصفت تظاهرات تشرين بأنها "معركة الإصلاح"، وأصدرت المرجعية " 16 " بياناً يؤيد التظاهرات ووصفتها بأنها لا تقل شأناً عن المعركة ضد الإرهاب، كما اعتبرت المرجعية هذه المظاهرات مرحلة فاصلة في تاريخ العراق. لا أريد أن أخصص مقالي عن التجسس والجواسيس، ولا عن تظاهرات تشرين التي يعتقد البعض أنها سبب خراب العراق، وأن شباب الاحتجاجات هم من سرقوا موازنات العشرين عاما الماضية، واستولوا على أموال الكهرباء والحصة التموينية والمستشفيات والمدارس، وافتتحوا فضائيات باموال الدولة المنهوبة . سأترك ذلك ياسادة وأتحدث عن كرسي محمد الحلبوسي الذي سحبته منه المحكمة الاتحادية، بعد أن حصل عليه قبل خمس سنوات في مزاد اقيم داخل قبة البرلمان ، وكان المنادي آنذاك النائب أحمد الجبوري "أبو مازن" .

إذا سألت عن رأيي في قرار المحكمة الاتحادية، فأنا أيضا مثل ملايين المواطنين لا نعرف كيف ولماذا أصبح محمد الحلبوسي رئيساً للبرلمان، ومن سهل له الحصول على كل هذه الثروة والمكانة خلال سنوات قليلة؟ وأيضا لا ندري سر هذه المحاصصة التي ننام ونصحو عليها، والتي تكشف كل يوم زيف بعض القوى السياسية التي رفعت لواء الكفاءات، وصدّعت رؤوسنا بحديث عن المهنية لكنها أمام تقاسم السلطة آثرت أن تنضمّ إلى عالم المحسوبية السياسية.

أتساءل: لماذا يصرّ البعض من ساستنا ومسؤولينا أن يتحول إلى خطيب "مفوه" عندما يتم الاقتراب من كرسيه؟، وتجده يصرخ في الفضائيات: لا حل إلاّ بتوليه المسؤولية ليتحول إلى "معالي" أو "فخامة"، فهو يعتقد أنه وحده القادر على السير بهذه البلاد إلى بر الأمان.. الساسة "المتحاصصون" يتصورون أن العيش في ظل حكاية " علي بابا والاربعين حرامي " ، أفضل من بناء دولة مؤسسات، ما هو هذا المنجز الكبير الذي نباهي به شعوب العالم؟، وماذا يعني إيهام المواطن البسيط بأن النجاحات التي حققها محمد الحلبوسي، هي أكبر مشكلة لخصومه كما أخبرنا أمس وهو يتحدث عن مؤامرة دولية ضده. ماذا يعني أن على العراقيين أن يتحملوا فشل المسؤول، وهل هناك نظام سياسي حقيقي يعتبر الخراب والأزمات دليلاً على النجاح، وكيف يريدون من العراقيين أن يؤمنوا بأن الفشل ، إنما هو إنجاز يعادل ما تقوم به دولة مثل اليابان او سنغافورة .

لن تنتهي معارك السياسيين حول مغارة علي بابا التي سميت بالخطأ مجلس النواب العراقي .

***

علي حسين

نسبة إلى الدكتور مهاتير محمد، (10\6\1925) قائد نهضة ماليزيا، الذي أخرجها من ظلمات الفقر والحرمان إلى أنوار العصر الباذخ الفتان، وهو في عقده العاشر، لا يزال ساطع الأفكار، وتحدث عن ثوابت عملية ذات قيمة تقدمية معاصرة وإنسانية واضحة، منها:

أولا: تقديم التنازلات طريق الإستقرار 

للوصول إلى توافق وتفاعل إيجابي لابد للأطراف أن تمتلك الشجاعة والقدرة على تقديم التنازلات المتبادلة، وبدونها لا يتحقق التواؤم والإتفاق على أي مسألة.

ثانيا: لابد من ضبط البوصلة 

الأهداف يجب أن تكون واضحة وثايلة للإنجاز، لا أن تبدو بلا صورة معلومة وخارجة عن الطاقات والإمكانات اللازمة لتحقيقها.

ثالثا: محاربة الفقر والجوع والبطالة والجهل

المواجهة الجادة والعملية لثلاثية الدمار البشري الفاعلة في الواقع من أهم الأهداف التي ستخرج المجتمعات من الظلمات إلى النور الإنساني والحياة الحرة الكريمة. 

رابعا: الفتاوى لن تحل مشاكل المسلمين

المعضلة التي يواجهها المسلمون أنهم إبتعدوا عن جوهر الدين، وصارت العمائم بأنواعها تمثل الدين، وتصدر الفتاوى التي ترسم معالم السلوك وتتسيد على القانون والدستور، وبسبها تعقدت الحياة وإضطربت أركان المجتمعات. 

خامسا: عون من الله لا ينزل على المتعصبين

التوهم بإمتلاك الحقيقة المطلقة والعمل على فرضها على الآخرين، لن يجدي نفعا، فالله رؤوف رحيم، ويعاضد المنطلقات الإنسانية الطيبة، والتوهم بغير ذلك مناهضة للحياة والرب والدين.

فهل لدينا الوعي اللازم للتعبير عن مفاهيم أكون؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

ان ما يجري اليوم من إبادة جماعية للشعب الفلسطيني وبالخصوص في غزة على أيدي مجرمي الحرب في الكيان الصهيوني، هذا العدو الذي يقوم بجرائمه البربرية أمام مرأى ومسمع من العالم، متحديّاً كل  الأصوات الرسمية والشعبية المطالبة بوقف العدوان الهمجي على سكان غزة، وقتلهم الأطفال والنساء وقصف المستشفيات والمساجد والكنائس، متجاوزا بذلك كل القيم والأعراف والقوانين الدولية، ووصلت النزعة  والعدوانية الشريرة  لديهم  أن صرّحوا  وبكل وقاحة على لسان وزير الدفاع الاسرائيلي: (لا كهرباء، لا ماء، لا وقود)، وكذلك صرح وزير إسرائيلي آخر بإلقاء (قنبلة ذرية) على غزة، وهذا ما لم يصرح به حتى هتلر..!

وما هذه الجرائم البربرية القذرة التي يقوم بها الكيان الصهيوني، إلّا نازية جديدة، فاقت جرائمها النازية القدية بانحطاطها ووحشيتها وساديتها، وكشفت عن وجهها البشع الحقيقي، بعد أن كانت تتباكى امام العالم مدعية انها مظلومة وتعرضت الى ابادة في (الهولوكوست) الأوروبية .

ولكنها اليوم ترتكب ابشع الجرائم وأكثر وحشية بحق اطفال ونساء وشيوخ عزّل، لا ذنب لهم .

فهذه الحرب العدوانية على الشعب الفلسطيني، إنما يريدون بها القضاء على الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية كُلّياً، ومحو اسم  فلسطين من الوجود .

فلذا على كل الدول العربية والأسلامية، والدول المتضامنة مع الشعب الفلسطيني، وقضيته العادلة  أن ترفع علم فلسطين الى جانب علم دولتها، ليرفرف عاليا حتى قيام دولة فلسطين حرة مستقلة،  وهذا واجب علينا، وأقل ما نقدمه الى الشعب الفلسطيني  والقضية الفلسطينية، ومَنْ لا يرفع علم فلسطين الى جانب علم دولته، فهذا يعني انه ليس مع فلسطين ولا مع القضية الفلسطينية ..

فمن هنا ندعو كل المثقفين والشخصيات السياسية الفاعلة على مختلف إتجاهاتها التقدمية والاسلامية في الدول العربية والدول الأسلامية أن تطالب حكوماتها برفع العلم الفلسطيني عاليا الى جانب علم الدولة .

ويا  أيّتها الجماهير الثائرة، ويا أيّتها الشعوب العربية والأسلامية ارفعوا اصواتكم عاليا مطالبين حكوماتكم  ان ترفع علم فلسطين الى جانب علم دولتكم، لأنه إذا مسح علم فلسطين من الوجود، فلم يبق علم عربي، ولا اسلامي بعد ذلك ابدا.

عاشت فلسطين

المجد والخلود للشهداء

***

الدكتور ابراهيم الخزعلي

13/11/2023

 

هناك الكثير من الظواهر الاجتماعية الخطيرة التي تفشت في المجتمع وجعلت منه مجتمعاً ضعيفاً هزيلاً ليس فيه مقومات العيش السليم الذي يجعل الفرد يعيشه براحة وبلا منغصات ولعل من أبرز ما ظهر على الساحة في الآونة الاخيرة هو ما يعرف بالنفاق الاجتماعي والذي له دور كبير في زعزعة العلاقات الاجتماعية بين الناس. والنفاق الاجتماعية هو صورة متخلفة وغير واعية من قبل بعض الأشخاص ويمكن تعرفه بأنه تناقض بين ما يشعر به الفرد ويظهره للعيان وبين ما يعتقد به وعلى اساس المصلحة الشخصية لا غير فيظهر الولاء لجهة ما من أجل الحصول على مكسب معين وربما يغير من ولاءه بعد انقضاء المصلحة !، فالنفاق الاجتماعي هو فشل اخلاقي وسلوكي وكما قيل (النفاق شين الأخلاق)، ومن الأمثلة على النفاق ما يحدث في الدوائر الرسمية وغير الرسمية من نفاق الموظفين تجاه مدير المؤسسة وامتداحه وتسويغ أفعاله اللاأخلاقية من رشاوي وغش وعبث بممتلكات الدولة والمواطنين وعدم الوقوف في وجه الظلم وقول كلمة الحق في وجه المفسدين والمضللين هو عينه نفاق اجتماعي ، وكذلك من الأمثلة على النفاق الاجتماعي ما يقوم به بعض المروجون للحملات الانتخابية فيطبلون لأشخاص لا يعرفونهم ولا يعرفون ما سيقدمونه للوطن والمواطن وانما فقط من أجل مكاسب آنية يحصلون عليها!. وتعتبر المجاملة في بعض الحالات من النفاق الاجتماعي فالحصول على مكسب ومصلحة ما هو بكل الاحوال إلا نفاقا في حين أن بعض الأمور قد نفعلها عكس المجاملة تماماً ومنها ما يكون رفع للروح المعنوية وحب الخير للأخرين فلا تعتبر مجاملة وانما هي إدخال السرور في نفوس الناس بلا مقابل نحن كبشر لسنا كاملين تماماً ولكننا نحاول أن لا نقع في الأخطاء أكثر الأحيان لكن يجب التصدي لهذا النوع من الأمراض الاجتماعية الخطيرة، ولعل ما حصل في السنوات الأخيرة من تطور في وسائل الاتصال زاد من تفشي الكثير من الآفات التي جعل العالم في صراع مرير من أجل الوصول إلى الفضيلة وحب الخير للآخرين بدون مقابل . ويجدر الإشارة أن ليس من المعيب أن نحصل على مصالحنا أو احتياجاتنا ولكن ما يجب علينا الحصول عليه بطريقة مشروعة وغير ملتوية على أساس النفاق والغش والتلاعب بعقول الآخرين. ويجب أن نشير في الختام إلى أن النفاق مرفوض في جميع الشرائع السماوية ومرفوض اجتماعياً وفكرياً واخلاقياً ولعل من أهم السبل التي يجب اتباعها للتخلص من النفاق الاجتماعي هي تقريباً نفسها التي يجب اتباعها مع الشخص المنافق بصورة عامة ومنها: الالتزام بالأخلاق وجعلها هي أساس كل التعاملات في المؤسسات وفي التعاملات الإجتماعية والتعاملات الفردية، وكذلك توجيه رفض من قبل المجتمع تجاه كل من تسول له نفسه العمل بالنفاق سوء الفردي أو الاجتماعي من خلال توجيه الأشخاص ومواجهتهم بأفعالهم غير السوية، لابد من وسائل الاعلام أن تكون مسؤولة تجاه ما يحصل في المجتمع وتكون العين الساهرة على كل الآفات التي تجعل المجتمع هزيلاً وضعيفاً من خلال حملات توعية وارشاد ووضع خطط بنوعيها قصيرة الأجل وطويلة الأجل من أجل حل جميع الاشكالات من هذا القبيل، واخيراً ويعتبر أهم سبيل للتخلص من النفاق بكل صوره الا وهو الاهتمام بالتربية الصحيحة للأبناء وتنويرهم بكل ما يسمو بهم إلى الاخلاق الفاضلة التي من شأنها خلق جيل واعٍ ينهض بكل ما يرفع الأمم والدول والحضارات إلى ارقى المستويات.

***

سراب سعدي

 

1 ــ كفرت باللامعقول، مستعيناً بعقلي، للبحث عن طريق آخر يقربني من ألله، آلهة العدل والسلام والحب والمساواة والجمال، كفرت بالكراهية والحروب المدمرة، وكذلك بالأديان والمذاهب، عندما تكون زيتاً لحرائق العدوان، الأسلام وعبر التاريخ، يبيض لنا مجاميع لأرهاب الأخر، في عراق الظالم والمظلوم، يحكمنا ويعبث في مقدراتنا، رجال دين، ربما لم يقرأوا في حياتهم، سوى كتاب واحد، حفظوه عن ظهر قلب، لا وظيفة لهم الا فرض الحجاب، على نسائنا وعقول رجالنا، على قلوبنا وارواحنا واحاسيسنا ومشاعرنا، في نظام للتغبية الشاملة، أصبح العراق محتلاً، نصفه لأيران والنصف الأخر لأمريكا، بين احتلالين، فقد العراق دولته وسيادته وحرية ورغيف خبز مواطنيه، تلك الحقيقة، يتجاهلها الولائيون من مرتزقة مجاهدي الحشد الشعبي، وخيانة الأوطان اشد أنواع الكفر.

2 ــ لم يوفق الله (وهو الواحد) أن يجمع الأديان في دين واحد، والكتب المقدسة في كتاب واحد، والمرسلين في نبي أو (نبية) واحد، لو حدث هذا لما تواصلت الفتن والمجازر الى يومنا هذا، من تلك النقطة، يبدأ سؤال الشك، وكأن لكل نبي دينه وكتابه وآلهته واطماعه على الأرض، وهذا غير ممكن، هنا يأخذ الشك كامل عناصر مبرراته، ويصبح بيئة لرفع القناعات اصابعها، من داخل الحقيقة، والسؤال ياخذ شكله التالي، هل أن الأديان تعبير عن ضرورات حياتية، ومتغيرات مجتمعية ملزمة، وأن الأديان تأسست على الأرض، والكتب كتبت على الأرض ايضاً، وأن الأنبياء اصحاب مشاريع، سياسية واقتصادية توسعية، وأن الغايات تبرر وسائلها، كما هي الآن، ليس وحدي هنا، ازاء تلك الفوضى وغياب الوضوح، بل هناك الملايين، ممن جرفتهم موجة الشك والوعي الجديد.

 3 ــ تجربة العقدين الأخيرين في العراق، مع اسلاميي شيعة العراق وايران، ايقظت موجة الشك، بعقائدهم وايمانهم والتفصيلات التاريخية لتمذهبهم، وكشفت عن العورات الخلفية، لمراجعهم. ورموز أحزابهم وتياراتهم، لا زالت علامات الأستفهام، تحوم حول شخصية رجل الدين الأيراني (الخميني)، الذي استورثه (خاميئني)، وأن الهمس الحذر، يشير أصبعه بأتجاه، الشخصية والسلوك الغامضين، لرجل الدين الأيراني (السيستاني)، الحاكم الفعلي للعراق، الكثير من الكتاب والباحثين المتخصصين، يمكنهم رفع القناع عن العملة الحقيقية (للسيستاني)، لكنهم يخشون التضحية، اما بأعناقهم او بارزاقهم، فالقيادات الشيعية الأيرانية والعراقية، معروفة بوحشية التكفير والأبادات الصامته، وهم المتهمين تاريخياً، بقتل الأمام الحسين (ع).

4 ــ ما يجري في قطاع غزة الفلسطيني، هي حرب دينية، جاء فيها اليهود، مع البوارج والسفن الحربية، وطرق أخرى عديدة، أقتلعوا شعب فلسطين من أرضه وسكنوها، واقاموا فيها دولة يهودية توسعية، وقالوا انها ديمقراطية غربية امريكية، قبلهم دخل المسلمون لأسبانيا واقاموا فيها دولة الأندلس، وتم سبي أكثر من (30) الفاً من القاصرات، اقتلعوهن من أحضان أمهاتهن واسرهن، وارسلوهن هدايا لمركز الخلافة، وتم اقتسامهن وبيع المتبقي في المزادات، شيدوا الجوامع والقصور على اكتاف أهل الأرض، وقالوا تلك حضارة اسلامية، ستنتهي الحرب في قطاع غزة، وسينتصر القادة هنا وهناك، والشعوب وحدها الخاسرة، وتعود المليشيات المستهترة، بعد إغتسالها من عار جرائمها، في قتل الدولة واذلال الأنسان، في العراق ولبنان واليمن، سيعودون موجة من التكفير الجهادي، لتأمين شرعية الأحتلال والتوسع الأيراني، الحليف والشريك التاريخي، لأمرييكا واسرائيل، تلك اللعبة التاريخية، ستتواصل الى امد بعيد، والغباء العربي الأسلامي سيتواصل ايضاً، فالشعوب التي، تبحث عن حظها في السماء، وتتجاهل حياتها على الأرض، غير جديرة ببناء الأوطان، ناهيك عن حمايتها، ويبقى السؤال يتوجع " من الكافر إذن، أنا أم من باع  أرضه وشعبه، ويحتال على ربه ودينه".

***

حسن حاتم المذكور

13 / 11/2023

 

منذ صدور كتاب ”العالم إرادة وتمثُّل” لأرثر شوبنهور قبل أكثر من مئة وخمسين عاماً، وموضوعة التشاؤم والتفاؤل تشغل بال الأدباء والفلاسفة . ظلّ شوبنهور يقول للجميع إنّ ”الحياة ليست محلاً للكلام عن الفرح والسعادة، بل مكان للإنجاز" ، فالكلام مجرّد وهم نسمعه كل يوم، أما الإنجاز فهو الذي سيبقى في ذاكرة الناس.

فيما يصر الروماني إميل سيوران أن الطريق أمامنا مسدود، وبالمناسبة السيد سيوران توفي قبل أن تمتهن السيدة عالية نصيف السياسة بعشرين عاماً وتتحول حياة العراقيين إلى مصيبة أبطالها هيثم السامرائي وصالح المطلك وحنان الفتلاوي، وبالتأكيد لن ننسى نجم البرلمان السابق محمود الحسن وبالاذن طبعا من العلامة ابراهيم الجعفري .

سيقول البعض؛ يارجل مالكَ تقلِّب بدفاتر المتشائمين وتريد أن تتفوّق على ابن الرومي في تشاؤمه، وسيحاول البعض أن يدقّ على الخشب، فبالتأكيد أنا كاتب لا أرى حجم ما تحقق من إنجازات في مجال التعليم والصحة والكهرباء والاستثمار والاقتصاد والسياسة، ولهذا ينطبق عليّ ما يقوله عدد من النواب من أنّ المتشائمين ”من أمثالي” لا يريدون لحركة الإعمار والاستثمار أن تستمرّ وتزدهر. إذن دقّوا على الخشب والحديد والنحاس، واتركوني مع أطروحة أحد النواب وهو يخبر العراقيين أن لا بديل عن محمد الحلبوسي، إلا محمد الحلبوسي نفسه، وأطروحة السيد النائب تختلف عن أطروحة أستاذنا الراحل علي الشوك الذي فاجأ العراقيين في منتصف السبعينيات بكتاب غريب الشكل والموضوع، لكنه غني المحتوى بكل ما هو جديد من معارف العلوم والفنون والأدب، أما أطروحة "يعيش يعيش " محمد الحلبوسي، فهي أطروحة عجيبة وغريبة تكشف لنا مثلما أخبرنا المرحوم ميكيافيللي قبل خمسمائة عام أنّ السياسة مصالح يجب أن تغلف بشيء من الانتهازية.

لقد سمعنا في الأيام الأخيرة خطباً وهتافات وندوات عن الدولة المدنية والقوائم العابرة للطوائف ومحاربة الفساد، وبتحليل هذه الخطب سنتأكد أنّ بناء البلدان ليس في الكلمات وإنما في الإنجاز، كما يتأكد لنا أنّ المصدر الوحيد لسعادة الناس في كل زمان ومكان هو الإنجاز الذي تقدمه الدولة للمواطن، وليس بيانات اليونسيف التي أخبرتنا أنّ في العراق مليوناً ونصف طفل نازح، وأن هناك أربعة ملايين طفل يحتاجون إلى مدّ يد العون لهم .

لقد حدّثتكم عن التشاؤم ترى.. ما الذي دعاني لذلك؟ انظروا منذ متى ونحن نتحدث عن هبوط الدولار وارتفاع الدينار، وأخبرتنا الحكومة مشكورة بأن نبتعد عن العملة الأمريكية لأنها في طريقها إلى الخسران، والمصيبة أن الناس لا تزال عاجزة أمام حزورة مزاد العملة الذي يبيع في الأسبوع الواحد أكثر من مليار دولار، تذهب أرباحها إلى جيوب الحيتان.

***

علي حسين

القوى الكبرى مفترسة الطباع وسلوكها متكرر ومتواصل منذ قرون، ومن الأمثلة أنها عقدت مؤتمر برلين عام (1884) لتقسيم أفريقيا، في حينها صارت الكونغو من حصة بلجيكا، وإعتبرها ليوبولد الثاني ملكه الشخصي، وفعل ما فعل فيها حتى قضى على عشرة ملايين من أهلها (1885 - 1908). ومن المعروف أن الهند خضعت لبريطانيا (1700 - 1940).

ومعاهدة سايكس بيكو (16\6\1916) التي قسمت دول الأمة إلى كينونات ليسهل إفتراسها، وتوهمت الأمة بأنها للتقسيم وحسب، وتناست أنها وسيلة للإفتراس، فالوحوش في الغاب تأكل أهدافها فرادا.

وبموجبها صارت فلسطين من أملاك بريطانيا فأصدر وزير خارجيتها بلفور وعده في (2\11\1917).

ومنذ إنطلاق الإتفاقية ومسيرة الإفتراس متنامية ومبرمجة، وأمضت دول الأمة القرن العشرين تطارد أوهام الوحدة والحرية والقومية وأخواتها، وكل ما فيها يتشظى ويتقطع إربا إربا.

فما عرفت دولها السيادة، والقانون والدستور، وإنمحقت قيمة الإنسان، وفقدت قدرتها على إطعام نفسها، وتحولت إلى عالات على الآخرين في كل شيئ.

ولا يزال الإفتراس متواصلا وبأساليب وآليات معقدة ومتطورة ومخادعة، وذات نظريات سلوكية وقدرات تدويخية، تجعل من الهدف قوة ضد ذاته وموضوعه.

ومعظم دول الأمة مفترَسة، ومَن يحاول التحرر من مخالب وأنياب المهيمنين على وجوده، يُواجَه بالمصدات والتفاعلات التي تستنزف جهوده وتهدده بالزوال.

فما أكثر العقبات والمطبات والتشوّهات الرامية للنيل من الإرادات المتطلعة للحرية والكرامة الإنسانية.

ومن أفظع الأدوات المُسَخَّرة للإفتراس، إستعمال الدين كوسيلة للتضليل والتغفيل، ولتمرير الأجندات الفتاكة اللازمة للقضاء على المجتمعات وسرقة ثرواتها، ووضعها في أوعية مضطربة قابلة للتسخين المبرمج.

إن الفهم المنحرف لمعاهدة سايكس بيكو من أهم الأسباب التي أودت بواقع مجتمعات الأمة، وجعلتها تتوحل في موضوعات لا تجدي نفعا، بل تُراكم ضررا وتداعيات مريرة، لأنها تعطل العقول وتؤجج العواطف والإنفعالات السلبية المطلوبة لتأمين الوصول للأهداف المرسومة.

وتظل معظم أنطمة الحكم تدور في ذات الدوامة الفارغة، المستحضرة للويلات والنكسات والخسائر الجسيمات.

فإلى متى تبقى الكراسي على تل المآسي؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في العام السادس للهجرة عزم المهاجرون والأنصار أداء العمرة، وكان عددهم (1400)، فاعترضتهم قريش القوية، وبعد مداولات ومفاوضات إنتهى الموقف بتوقيع إتفاق سمي (صلح الحديبية).

ويُقال أن النبي (ص)، قال لعلي بن أبي طالب: أكتب بسم الله الرحمن الرحيم، فقال ممثل قريش: لا نعرف الرحمن، فليكتب بإسمك أللهم.

فقال: أكتب بإسمك أللهم

ثم قال: أكتب محمد رسول الله.

فقال ممثل قريش: لا نعترف بأنك رسول الله

فقال: أكتب محمد بن عبد الله.

وبعد توقيع صلح الحديبية ومدته (10) سنوات، غضب الكثير من المهاجرين والأنصار، ولكنهم أدركوا قيمة الإجراء النبوي بعد وقت.

الحكمة في السلوك أن عدوك عندما يكون قويا، عليك أن تكون حليما ذكيا متعقلا، لحين تمكنك فتقدر عليه.

وفي السنة الثامنة للهجرة فتحت مكة.

ومنذ ذلك الصلح وحتى اليوم لم يستوعب العرب والمسلمون روح الحديبية، وهيمنت عليهم التفاعلات البالونية والتصريحات الهذيانية، وما تعلموا مهارات إكتساب القوة وتنمية الإقتدار بأنواعه، مما تسبب بإنهيارات كبيرة في مسيرتهم.

فالقوة بحاجة لعقول فاعلة متفاعلة، وقيادات باصرة متعقلة، ذات إرادات إنسانية حضارية، تجيد تعدين النفوس وإستخلاص معادنها النفيسة؟

ومن الواضح أن المسلمين إستهلكوا أوقاتهم في التأويلات الفارغة،  اللازمة للإستنزاف الذاتي والموضوعي، وتعزيز الفرقة والتناحرات البينية القاهرة للخطو نحو الأمام.

وواقعنا المعاصر يؤكد إنغماس دول الأمة في منحدرات التبعية والخنوع، والهوان المؤذي لجوهر الروح والنفس، وما إستطاعت التحرر من أصفاد الإنهراس في طواحين الغاب الفتاك.

فهل ستفعِّل عقول أبنائها؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

يرى بعض المحللين ان سقوط الآلاف من الاطفال الفلسطينيين ضحية للحرب الطاحنة في غزة يعود لظاهرة كثرة الانجاب التي يتخذها الفلسطينيون وسيلة لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي داعين الى وقف نزيف الدم من دون النظر الى أسباب ونتائج الحرب المستمرة منذ عقود طويلة على الرغم من معاهدات السلام وسياسة التطبيع مع اسرائيل التي انتهجتها العديد من الدول ..

ولكن،كيف يمكن الآن للأهالي تجاهل فقدانهم بعض او جميع اطفالهم والرضى بالنزوح او انتظار الموت كبديل للأنتقام ؟..وكيف يمكن للعالم ان ينسى تلك المناظر المؤلمة لأشلاء اطفال ممزقة او جثث مدفونة تحت الانقاض ويضع معاهدات جديدة للسلام بشروط جديدة تسلب الفلسطينيين المزيد من أراضيهم وحقوقهم وتذر الرماد في عيون من يسعى الى نصرتهم لأن القضية محسومة لصالح اسرائيل من وجهة نظر الداعين الى انهاء الحرب مهما كانت المقاومة الفلسطينية قوية وصادمة هذه المرة، ذلك ان اسرائيل لاتحارب الفلسطينيين بل تعمل على ابادتهم وحرب الابادة تنتهي حتما بانتصار الفريق الاقسى وليس الفريق الاقوى ! فأمام مطالب بعض الدول العربية والاجنبية بهدنة انسانية او انهاء للحرب وعلى الرغم من التظاهرات الحاشدة المناصرة للفلسطينيين في مختلف انحاء العالم والداعية الى تحرير فلسطين وانهاء الحرب، تواصل اسرائيل حصاد الأطفال في المدارس والمستشفيات وكل الاماكن التي نزحوا اليها للاحتماء من القصف في حرب ابادة وصفها البعض بالنازية واعتبرها البعض الآخر جريمة كبرى في حق الانسانية، لكن الولايات المتحدة على سبيل المثال لاتجد الحل في انهاء الحرب بل تطالب بهدنة انسانية فقط مايعني ان قصف غزة سيستمر حتى تصبح خالية من اهلها وتتسع رقعة الاراضي التي تسيطر عليها اسرائيل وبالتالي يعاد تقسيم فلسطين على أسس جديدة وربما تبرم الحكومة الفلسطينية معاهدات سلام محبطة اكثر بكثير مما كانت عليه معاهدة اوسلو التي نصت منذ ثلاثين عاما على انهاء النزاع بين الطرفين والاعتراف بحقوق الفلسطينيين لكن السلام الذي نادت به كان مؤقتا ذلك ان اسرائيل واصلت اضطهاد الفلسطينيين وقتلهم واعتقالهم، وهو الأمر الذي يدفع الفلسطينيين الى زيادة الانجاب لمقاومة عدوهم كما يرى المحللون اذ لم يبق امامهم سوى المقاومة بأطفالهم بعد ان اصبحت قضيتهم ورقة تتلاعب بها الدول وتبنى على اساسها علاقاتهم السياسية والاقتصادية مع اسرائيل ..سيبقى الأطفال اذن هم الضحية الاكبر لهذه الحرب الدائمة ويظل حصاد أرواحهم نصرا وهميا لاسرائيل وعارا يلاحق الجميع .

***

عدوية الهلالي

كنت أنوي الكتابة عن القنبلة التي فجرها النائب مصطفى سند وهو يخبرنا بكل ثقة أن الفريق عبد الوهاب الساعدي مجرد أكذوبة، ولا صحة للمعارك التي شارك فيها، وأنه،أي الساعدي، صنيعة أمريكية.. للأسف في هذه البلاد التي ابتلت بنواب الفضائيات تتكرر ظاهرة لا وجود لها في بلدان العالم التي تحترم جيوشها، وتتلخص بمحاولة الإصرار على إهانة الجيش العراقي الذي لا يريد له البعض أن يصبح قوياً.

لكنني سأترك السيد النائب وأنا واثق أن لا أحد سيسأله لماذا تهين قائداً عسكرياً ومن على الفضائيات؟، واسمحوا لي أن أخصص هذه الزاوية لتسجيل التحية والتقدير لحدث ثقافي مهم وأعني به مهرجان "أنا عراقي، أنا أقرأ" الذي ينضمه مجموعة من الشباب يحبون وطنهم، ولا ناقة ولا جمل لهم في معارك النواب المصيرية.

ولأنني أنتمي إلى قوم لا يمكنهم تخيل عالم لم تظهر فيه الكتب، التي سطرها مجموعة من الأحرار علموا البشرية قيمة وأهمية الحياة، وتجدني أردد عبارة عمنا أفلاطون الشهيرة "إن طلب المعرفة شرط لمن يتقلد زمام الحكم، والسبب هو ما يتميز به الحاكم المتعلم من حكمة وصدق".. وأتمنى أن لا يخرج علينا نائب متحمس ويقول إن أفلاطون صنيعة إمبريالية.

أنظر إلى الكتب التي غصت بها حدائق "أبي نواس"، وأسرح مع هذا العرس الثقافي، وأتذكر بغداد أيام كان فيها فيلسوف العرب الأكبر الكندي يوصي المسؤولين بأن: "الزموا العدل تلزمكم النجاة، العدل أمان النفس من الموبقات، والحكمة سلم العلو، فمن عدمها عدم القرب من باريه"، وكان يقول راحة السفهاء في وجود الباطل. وما أكثر السفهاء في بلاد الرافدين هذه الأيام. فيما الجاحظ يوصينا بأن ننتبه للكتاب لأنه "الصاحب الذي لا يتملقك، ولا يخدعك بالنفاق"، تلك كانت بغداد الفارابي والتوحيدي، والكرملي وعلي الوردي والزهاوي، فيما اليوم تغزوها أسراب جراد الجاهلين الذين يرون فيها خزينة ينهبونها في وضح النهار .وفضائيات يبثون من خلالها سمومهم.

دائماً كنت أسأل نفسي: ترى كيف سيكون شكل العراق لو لم يسطر فيه كلكامش ملحمته ولم يحول فيه المتنبي الشعر إلى نصوص في الحكمة، ولم يعلمنا حمورابي احترام القوانين؟، هل يمكن أن نتخيل العالم برمته من دون الحروف الأولى التي خرجت من هذه الأرض؟.

تعطينا الكتب المنفعة والمتعة في هذه الحياة. وتحول لنا الأرض إلى قرية واحدة قبل أن يكتشف الأمر منظرو العولمة، كتب يزودنا أصحابها بالحكمة ومؤرخون حفظوا لنا حكايات التاريخ وعبره، وشعراء صنعوا لنا أحلاماً وآمالاً وعوالم جميلة، كتب ندين لها بجمال الحياة، لولاها لكنا نرى بغداد مجرد دار للسكنى وليست قصيدة رائعة لمصطفى جمال الدين :"مرّت بك الدنيا وصبحك مشمسٌ.. ودجت عليك ووجه ليلك مقمرُ"..عذرا ايها الشاعر الكبير ..انهم يكرهون بغداد .

***

علي حسين

غزة تتعرض للإبادة الجماعية واستخدام الاسلحة المحرمة دوليا، ورأس السلطة في رام الله يرقب ما يحدث للقطاع من شرفة مخبئه والتعاون الامني مع سلطات الاحتلال لا يزال قائما.

يا قادة فتح ومسؤوليها: غزة تدك بمختلف انواع الاسلحة من الصهاينة لأكثر من شهر وانتم تتفرجون، لقد اثبتم وعلى الاشهاد أنكم حماة العدو تتصيدون الثوار في الضفة قتلا او سجنا، ومن لا تقوون عليهم الوشاية للعدو كي يقوم بقتلهم، تبا لكم من فصيل عميل يستولي على المعونات المقدمة من مختلف الجهات ليصرفها على نفسه ، ابناؤكم يدرسون بالخارج بينما ابناء قادة ومسؤولو لفصائل بالقطاع يشاركون اباءهم في الدفاع عن الوطن ويمثلون خزانا بشريا لدعم المقاومة، تدعون ايها الفتحاويون بانكم وحدكم لا غير تمثلون الشعب الفلسطيني بينما تسيرون في نهج الاستسلام والخنوع وبيع القضية الفلسطينية، الفصائل في غزة انبل واشرف اناس يدفعون بأنفسهم نحو العدو اما النصر واما الشهادة، وستظل لعنات الاحرار تلاحقكم في محياكم ومماتكم، وندرك جيدا بانكم ميتون وان بدت عليكم علامات الحياة (اكل شرب تنفس تحرك)، لأنكم تفتقدون الحياء.

مصر التي كانت قلب العروبة النابض والاب الروحي للعرب تقف معهم أيا يكن الثمن، ساعدتهم في التحرر من ربقة الاستعمار البغيض، الرئيس المؤمن محمد انور السادات حاد عن الدرب عندما قال بان 99% من حل قضية الشرق الأوسط في يد امريكا، حرب الـ1973 التي خاضها صحبة العرب والتي جهّز لها عبدالناصر واستخدم فيها الملك فيصل سلاح النفط، ثبت انها لم تكن حربا للتحرير بل لتحريك المياه الراكدة فكانت اتفاقية كامب ديفيد الاستسلامية، والنتيجة استرداد سيناء بشروط مذلة وترك الفلسطينيين وشانهم يصارعون الصهاينة ومعهم امريكا وعموم الدول الغربية وبالأخص بريطانيا التي كانت السبب في نكبة فلسطين من خلال وعد بلفور المشؤوم، وتم التخلص من الملك فيصل على يد احد ابناء العائلة في 25 مارس من عام 1975 في الرياض، لتدفن قضية اغتياله وتكون نقطة فاصلة في تحول سياسة المملكة نحو قضية فلسطين، فكانت خطة الامير فهد للسلام في الشرق الاوسط (قمة فاس1982) وتم تبنيها في قمة بيروت "الارض مقابل السلام" فلا ارض ولا سلام.

العام 1979 كان حاسما، اتفاقية كامب ديفيد وحصول مصر على معونات بعد ان خرجت عن الاجماع العربي، وإعلانها التطبيع التام مع العدو،  وفي نفس العام سقط الشاه من خلال ثورة شعبية عارمة لم يشهد العالم لها مثيل واستولى اصحاب العمائم السلطة بإرادة شعبية ومنذ ذلك الوقت يتعرض الايرانيون لعقوبات قاسية في شتى المجالات من قبل امريكا واعوانها الا انهم استطاعوا ان يضعوا دولتهم في مصاف الدول المتطورة وبالأخص الصناعات العسكرية المختلفة واخذت على عاتقها مسالة تحرير بيت المقدس فأمدت الفصائل المقاومة بالمال والسلاح فالسلاح الذي تقاتل به الفصائل في غزة ايراني بحت او قام الفدائيون بتطويره بمساعدة ايرانية وبالتأكيد تغاضي مصر عن دخوله الى غزة عبر الانفاق، ولكن أ لا يحز في النفس سكان غزة يتعرضون لأبشع الجرائم من قبل الاحتلال الصهيوني ابادة جماعية وتطهير عرقي ومحاولة تهجيرهم خارج القطاع والسلطة في مصر كما العرب الاخرين تستهجن وتدين وتستنكر ولا تحرك ساكنا بشان معبر رفح المنفذ الوحيد للقطاع على الخارج.

غالبية الحكام العرب خذلوا غزة واكتفوا بالعبارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولن ترد ارضا او تغيث المستضعف. بينما يقف الغزاويون وحدهم في الميدان تبا للحكام العرب.

***

ميلاد عمر المزوغي

في المثقف اليوم