أقلام حرة

أقلام حرة

لا أحد يعترض على المنجزات الاقتصادية أينما كانت وفي أي بقعة من دول العالم ولكن ان تكون هذه الانجازات ملطخة بدماء الابرياء هذا هو الجرم في عينه وليس الظلم وحده، ثمة معلومات تفيد بأن احداث غزة اريد لها لتكون بهذا الحجم من أجل حسم قناة بن غوريون التي ستكون بديلا لقناة السويس ومقرها الاستراتيجي هو ضمن موقع غزة الجغرافي لهذا اريد لهذا المشروع الاسرائيلي ان ينفذ برعاية دولية والخاسر الوحيد فيه هم أهل غزة بعد اجتياحهم، من هنا نستشف من حديث احد زعماء العالم حينما قال: نحن ليس رؤساء دول بل اصحاب شركات ولا يهمني موت المصارع الخاسر بل هو ربحي من المصارع الفائز، هكذا اذن تدار الدول بدون رحمة ولا انسانية ولامشاعر، ويكمل حديثه:

* لقد تحول عملنا الى ما يشبه الآلة.. مثلاً سنقتل الكثير من العرب والمسلمين، ونأخذ اموالهم ونحتل اراضيهم، ونصادر ثرواتهم، وقد يأتي من يقول لك ان هذا يتعارض مع النظام والقوانين، ونحن سنقول لمن يقول لنا هذا الامر، أنه وبكل بساطة إن ما نفعله بالعرب والمسلمين هو أقل بكثير مما يفعله العرب والمسلمون بأنفسهم، إذاً نحن من حقنا ان لا نأمن لهم، لأنهم خونة وأغبياء.. خونة وكاذبون .

***

محمد رشيد

يوم اندلعت الحرب بين العراق وايران في ثمانينيات القرن الماضي، ظن الجميع انها مجرد ايام  وتتوقف قذائفها بعد اشباع مشعلوها نزواتهم المريضة وبعد أن يدركوا ان الحرب ليست لعبة انما هي ابادة مجانية للجنس البشري المغلوب على أمره، ولم يطرق بال أحد انها سوف تمتد لسنوات وتأتي على الأخضر واليابس وتترك في كل بيت وقلب عراقي ذكرى مؤلمة بما فيهم نحن الذين سيق بنا منذ الايام الأولى الى محرقتها حيث لم نكن مستعدين لها ومجهزين كل شيء لأيامها التي تبينت لاحقا انها ستطول وستترك صنوفا من المآسي في قلوب العراقيين، لذا قضينا أيامها الاولى باستعمال الوسائل البدائية في تحضير المأكل والمشرب بالاعتماد على الحطب الذي كانت تمتلئ به ساحات الجبهة المقفرة، ومن المشكلات اليومية التي واجهتنا هي تحضير الشاي على الحطب اذ ان ابريق الشاي ــ القوري ــ المستعمل في تحضير ذلك الاكسير سرعان ما يختفي بريقه خلف طبقة متكلسة من السخام التي يصعب ازالتها عند التنظيف، اتفقت حضيرتنا المكونة من ستة جنود ان يتم تنظيف القوري دوريا بيننا، وفي الاسبوع الاول جلست اراقب صديقي الجندي ــ احد افراد حضيرتي ــ وهو يقوم بإنجاز مهمته وشعرت بمعاناته وعظم جهده وهو منهمك في محاولة تبييض بدن ذلك الاناء العصي على البياض وحين انتهي منه كان التذمر باديا عليه والارهاق قد نال منه، واكتشفت ان الجهد والوقت اللذان يكلفان لإنجاز هذا الواجب الشاق اكثر بكثير من قيمة القوري الجديد، لذا عندما حان دوري لتنفيذ تلك المهمة ذهبت واشتريت من حانوت الوحدة قوريا جديدا تلافيا لتجربة صديقي الشاقة، وقد حذا حذو باقي افراد الحضيرة حيث بادر كل من جاء دوره بعدي بشراء قوري جديد تجنبا لمأزق صديقنا الذي ذهب كبش فداء في هذه المهمة، واكتشفنا بعد فترة ان خلف الموضع الذي يجمعنا كان هناك تل من القواري الغافية تحت سخام الحطب والحرب.

***

ثامر الحاج امين

من يمحو البقع الحمراء، من يمحو من ذاكرة التاريخ دماء أطفال ونساء غزة، ستنتهي الحرب، ولكن تذكرنا سيدة مصرية يهودية عجوز، في مدينة حيفا، الكل بيروح بالغسيل،

في كتاب "الرسائل" المتبادلة بين الشاعر الفلسطيني محمود درويش وسميح القاسم، يكتب سميح الى محمود كيف انه كان واقفاً في شارع في حيفا مع الشاعر"جورج خليل"، عندما انفجرت مشادة كلامية بين (يهودي وعربي)، فصاح اليهودي" انصرف من هنا ايها العربي القذر".غضب سميح وهدد و لكن عجوزاً يهودية مصرية الأصل كانت مارة بسلة خضار من  السوق سألته عن السبب، فقال لها سميح القاسم:

" هذا الحيوان يشتم الفتى بعربي قذر".

وضعت يدها العجوز على كتف سميح بحنان وقالت:

"ماذا قال له..؟ عربي قذر..!!" اسف يا ابني كله بيروح بالغسيل". انفجر بالضحك وأطفات العجوز سحابة الغيظ....!

كل شيء يروح بالغسيل: نعم الوطن والانتخابات والهوية والذاكرة والمجازر، والثروة والسلطة والحرية والمستقبل. ستفرغ الشوارع قريباً من الصور والشعارات ومن التوقعات، وتبدأ لغة التبرير واعادة تزوير التاريخ الحاضر، عن حقبة وبحر من الدماء العربية في سنوات الضعف والهوان العربي ..!!

فنحن لا نمتلك حتى مميزات وذاكرة غسالة ملابس تتوقف عند البقع الوسخة، ولا نتوقف عند منعطفات التاريخ، ولا نقرأ أحداث اليوم الماضي، ولا نعرف ماذا سيحدث في الربع ساعة القادمه.

الم يقل موشي ديان وزير الدفاع يومها عندما طلب عام 1967 خطة حرب مثل عام 1956 فقالوا له:

" ان العرب يعرفون هذه الخطة"

أجاب ضاحكاً:

" العرب لا يقرأون التاريخ".

كل شيء يروح بالغسيل، الشعارات والبرامج، والمؤتمرات عن المستقبل، في وطن لا احد فيه يفهم أحداً، والمثقف كما يسمى صار ضارب زار ورمل وقارئ فنجان في قضايا مصيرية حاسمة تتعلق بالحياة والموت، المثقف أصبح مفلس يتحدث عن الماضي .. مع ان مفهوم المثقف يعني منتج معرفة جديدة ومخلخل السكون العام بلغة جديدة ومشروع تمرد وأفق مستقبلي بلا مصلحة ولا ولاء لغير الحقيقة وطارح أسئلة أكثر من أجوبة جاهزة، فكم من" المثقفين" ينطبق عليهم هذا التوصيف..؟هناك نسيان عجيب لكل ما هو جوهري ويصنع الحياة أو يدمرها من أحداث، وفي المقابل هناك ذاكرة جهنمية تحفظ لسنوات بأدق التفاصيل الشخصية والفردية للناس وخصوصياتهم كما لو ان الفرد صار يؤرشف كسلطة...في زمن الأنظمة السابقة كان يقال ان الدكتاتورية أغلقت النوافذ على الجميع، فماذا تفعلون الان والنوافذ مفتوحة ..!!

الخوف يشل طاقة التفكير والتوقع والعمل والمتعة.

لكن ما الذي يمنعنا اليوم من التفكير..؟

وجميع سبل المعلومات أصبحت متوفرة ..!!في زمن الخمسينيات حتي الثمانينيات كان الإبداع العربي من القوة الناعمة من الثقافة والفن والأدب والسينما يلعب دوراً كبيراً

في المعرفة ماذا قدم كتاب وأدباء هذا الجيل جميعا اذا جصرت أعمالهم وكتبهم لا تقارن بمقدمة كتاب طه حسين في كتاب المعذبون في الأرض..، ؟!

كل مصاعد العمارات تمتلك خطة طوارئ في حالة العطل في ظروف غير مناسبة، كل سفن العالم تمتلك اليوم خططاً بديلة في حال وقوع أحداث مباغتة، المنازل مزودة بابواب طوارئ عند الحريق،

الكلاب والقطط في الغرب تحمل اسماءً وارقام هواتف عند الفقدان، على علب السجاير والكبريت تعليمات عن الاستعمال والمخاطر واماكن الرمي، هناك برنامج مكتوب على ورق التواليت عن نوع المادة والاستعمال والرمي، في حين ان حكومتنا وأحزابنا بلا خطة عمل ولا برنامج عن المستقبل؟

كنا مشغولين بصخب الانتخابات..وقبلها بجنون ارتفاع الأسعار والصراعات في العالم، لكننا اليوم في ذهول، فماذا نفعل في لحظات الحرب ؟ نلعن الحياة..؟ أم نلعب باللغة للخروج الأمن من هذا الصراع؟!

***

محمد سعد عبد اللطيف

كاتب وباحث مصري متخصص في علم الجغرافيا السياسية ..

منذ سنوات وأنا أقرأ كلّ ما يقع بين يدي من كتب عن البلاد العجيبة اليابان، وأدهشني الأدب الياباني من كواباتا مروراً بكنزابورو أوي وميشيما، وانتهاءً بأشيغورا وموراكامي، وكنت مثل كثيرين أعتقد أنّ اليابان حصلت على جائزة نوبل للآداب فقط، فإذا بها حصدت منذ عام 1949 وحتى العام الماضي أكثر من 30 جائزة توزعت في مجالات الفيزياء والكيمياء والطب، شعب يكتب بحروف عجيبة، لكنه يقدّم لنا كلّ ما يسهّل علينا الحياة.

بعد أن خسرت اليابان الحرب عام 1945 قرّر الشعب المهزوم والجائع أن يعيد بناء المصانع والبيوت والشوارع، وكان شعاره "العمل حتى الموت"، اليوم الحكومة اليابانية تواجه مشكلة باقناع المواطنين بأن يتوقفوا عن العمل ولكن المواطن الياباني يصر على العمل لساعات متاخرة. ولا تسأل ياسيدي القارئ لماذا نحن أفضل من اليابان عندما قررنا أن يتمتع العامل والموظف بمكرمة عبارة عن "عطلة بين عطلة وعطلة".

وعلى ذكر اليابان وعجائبها كنت أعيد قراءة كتاب ممتع بعنوان "العرب من وجهة نظر يابانية" كتبه البروفيسور "نوبواكي نوتوهارا" وهو باحث وأستاذ جامعي قام بجولات كثيرة في بلدان العرب، اطلع على حالهم وأحوالهم.. السيد "نوتوهارا" يخبرنا أنهم في اليابان يعجزون عن فهم، كيف لا يحترم المسؤول القانون ويذكر السيد نوتوهارا مثلاً من بلاده فيكتب: "أذكر مثلا في تاريخنا القريب السيد تاناكا من أقوى الشخصيات التي شغلت منصب رئيس الوزراء عندنا. لكن الشرطة اعتقلته من بيته وذهب إلى السجن بالقبقاب الياباني، عندما اكتشفت الصحافة فضيحة لوكهيد، حيث حوكم وسجن كأي مواطن عادي".

ما هذه الإساءة أيها البروفيسور الياباني؟ هل تعتقد أن المسؤول مواطن عادي يمشي على الأرض؟، إنه ملاك، لا يأتيه الباطل، وإذا أخطأ، فإن الشعب هو السبب لأنه يريد منه مستشفيات وسكن وطرقات وعمل ومدارس حديثة، والمسؤول العراقي مشغول بإرشاد الشعب إلى الطريق المستقيم ومحاربة الانحلال ونشر الفضيلة .

في حوار تلفزيوني عرض قبل أيام مع إحدى الفضائيات العراقية يشكو السفير الياباني في العراق من الصداع الذي يعانيه بسبب عدم معرفته ما يدور في العراق من تخبط، ويخبرنا أن التبادل التجاري بين العراق واليابان صفر في صفر، اذكركم ان حجم الاستثمارات المتبادلة بين اليابان والسعودية تقترب من 200 مليار دولار.

وأعود لكتاب البروفيسور نوتوهارا الذي يخبرنا أنه لاحظ أن الدين أهم ما يتم تعليمه عند العرب، لكنه للأسف لا يستخدم في منع الفساد.. فالمسؤول فاسد جداً ومتدين جداً.

نحن ياسيدي لا نزال نشاهد المسؤول العراقي يظهر بكل ترفه وهو يوصينا بالحذر.. بعد 20 عاماً من الديمقراطية تبين أن هناك أكثر من عشرة ملايين عراقي تحت خط الفقر ومحموعة مليارديرية تكونت ثرواتهم من سرقة اموال هؤلاء الفقراء .

***

علي حسين

الواقع العربي تعصف في أرجائه الويلات والتداعيات المريرة، فتنفي الإسلام وتلغي العروبة، فالإسلام العربي ما عاد إسلاما، والعروبة تحوّلت إلى مطاردة سراب.

فأين الإسلام كسلوك؟

الإسلام بجوهر معانية وأفكاره ومفرداته العملية ربما لا وجود له، لكنه حاضر كأقوال وخطب وتأويلات وتفسيرات وإدعاءات وتحريفات، فالإسلام الذي كنا نعرفه غائب عن مجتمعاتنا، لتحوله إلى فئات وأحزاب  وفرق مسلحة، ومجاميع ترفع رايات الإسلام وتقتل المسلم وتنتهك عرضه وتصادر حقوقه.

فلا إسلام في الواقع الحياتي اليومي، فقد يقول مَن يقول إنهم يصلون ويصومون ويحجون ووو، لكن الحقيقة الفاعلة، أن الإسلام ضعيف كعمل وممارسة يومية صالحة ونافعة ورحيمة، ومعززة للقوة والقدرة على التواصل والتلاحم، بل صار مصدر فرقة وتناحر وصراع، وفتك بالوجود العربي في كل مكان، فما يجري في بعض دول الأمة لا يتفق مع معايير وقيم الإسلام، فكيف يتم تسويغ الفساد والظلم والقهر والتشريد والتجويع والرهن بالحاجات، والقتل الأعمى وغياب العدل والقانون، وتسلط المناهضين لأبسط معايير وقيم الدين.

أما العروبة فما عاد لها معنى ودور في حياة العرب، وتجارب الدول العربية المنكوبة بالويلات لأفصح دليل على إمتهانها، ونكرانها وسحقها ومحاولة إلغائها من الوعي الجمعي.

وهذا واقع يتغافل عنه العرب أو ينكرونه، ويتهمون الذي يشير إليه بما يخطر على بالهم من الأوصاف السلبية، لعدم الإقرار بالواقع والوقائع وتبريرها وتأويلها، والإتيان بما يعززها من الأقوال والإدّعاءات والمرويّات والأضاليل، وما يخدعون إلا أنفسهم، فلا يمكن حجب أشعة الشمس بغربال الأوهام والتصورات.

فهل أدرك العرب خطورة السلوك الذي يمارسون، وأنهم على أنفسهم يتحاملون، ولأعدائهم يخدمون، وللويلات يستحضرون؟!!

هي العروبة لفظ إن نطقت به...فالشرق والظاد والإسلام معناه"!!

***

د. صادق السامرائي

النضال الفلسطيني ما بعدها لن يكون كما قبلها

ما أن بدأت ملحمة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، إلا وحركت أمريكا، حاملتي طائرات إلى سواحل شرق البحر الأبيض المتوسط؛ بحجة منع إيران وحزب الله من المشاركة مع المقاومة الفلسطينية، في مواجهة، الحرب الإجرامية هذه، ضد الشعب الفلسطيني. إيران تعتمد على ركائز أربع في سياستها الخارجية؛ أولا، القوة والنفوذ وثانيا، الحكمة وثالثا، المصلحة ورابعا، الصبر الاستراتيجي. إيران لن تشترك بطريقة مباشرة، في هذه الحرب إلى جانب المقاومة الفلسطينية، والأسباب يعرفها صناع القرار في البيت الأبيض.

هذا لا يعني أن إيران؛ ليس في وارد تفكيرها واستراتيجيتها؛ دعم المقاومة الفلسطينية، بل العكس هو الصحيح تماما، إنما بطرق أخرى، يتجنبون بها الاصطدام المباشرة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ومن خلفها أمريكا. أما مواقف حزب الله وأطراف أخرى؛ فمواقفهم قد تكون مختلفة كليا.. إنما في حدود متفق عليها بالإيحاء بين أطراف الصراع، وليس بالاتفاق المباشر، فهذا أمر لم يحصل ولن يحصل. القصف الإسرائيلي على مشفى المعمداني في غزة، جريمة بشعة.. الضحية، المرضى من الأطفال وكبار السن على الأغلب. بايدن حَمّل المقاومة الفلسطينية؛ مسؤولية هذه الجريمة، قائلا؛ حركة حماس هي من قصفت المشفى وليس أنتم مخاطبا الاسرائيليين. في الخطاب ذاته قال إن إسرائيل إن لم تكن موجودة لعملنا على إيجادها. متحديا؛ القوانين الدولية وجميع شرائع الأرض والسماء معا. التصريح هذا لذاته؛ يؤكد أن دولة الاحتلال الإسرائيلي كيان مصطنع؛ لأهداف استعمارية، أمريكا مهمتها الاستراتيجية؛ المحافظة على وجود دولة الاحتلال الإسرائيلي، وإدامة قوتها؛ والمحافظة على أمنها، فقوة دولة الاحتلال الاسرائيلي وأمنها من قوة وأمن أمريكا، في تلاحم تخادمي ونفعي بينهما. السياسة الامريكية والغربية؛ سياسة استعمارية، تغطيتها (بغطاء الديمقراطية)؛ خداع محض، ودولة الاحتلال الاسرائيلي؛ قاعدة انطلاق وسيطرة للغرب بقيادة أمريكا؛ على دول المحيط العربي، وحمايتها واستدامة تفوقها على جوارها العربي، مهمة غربية وأمريكية، خدمة لمصالح أمريكا والغرب على حساب مصالح العرب ومصالح وقضايا الشعب الفلسطيني. فليس غريبا، لكل ذي بصيرة؛ أن يتجمع كل الغرب وأمريكا وراء دعم وإسناد إسرائيل في ما تقوم به في غزة من جرائم إبادة وتهجير وحرمان من جميع عناصر إدامة الحياة؛ من طعام وماء وكهرباء. رؤساء أمريكا والغرب الذين بدأوا يتوافدون على تل أبيب دعما لها في مواصلتها؛ قتل الشعب الفلسطيني في محرقة قل لها نظير في التاريخ الحديث. قاموا بإفساح الطريق كل الطريق لهذه المذابح حتى تأتي على كل الحياة في غزة، إلى أن يتم لإسرائيل ما خططت له قبل البدء بهذه المذبحة؛ في منع إصدار أي قرار أممي لإيقاف هذه الجريمة. أمريكا والغرب؛ عطلا إصدار قرارين لوقف إطلاق النار في غزة، أحدهما روسي والآخر برازيلي؛ الأول بالتصويت في مجلس الأمن الدولي، والثاني باستخدام أمريكا لحق النقض (الفيتو). الموقف الأمريكي والغربي هذا؛ لم يعر أية أهمية؛ للأصوات المنددة والرافضة للجريمة الإسرائيلية على الصعيد العربي والاقليمي والدولي. إنهم يعرفون أن هذه المواقف، لا تتعدى الكلام إلى الفعل، ولا تتحول إلى إجراءات ضد مصالح أمريكا والغرب. فلو كانت هناك إجراءات عربية ضد مصالحهم؛ لكانت مواقفهم مختلفة، ولضغطوا على إسرائيل، ومنعوها من القيام بهذه الجرائم، أو حصرها في الحدود الضيقة، إنما أي من هذا لم يكن له وجود في الواقع الفعلي. الغرب وامريكا على دراية تامة بهذا؛ لذا، اطلقوا العنان لآلة القتل الجهنمي الإسرائيلية، والمصنعة أمريكيا وغربيا؛ في قتل شعب آمن وأعزل، وأقصد هنا المدنيين في غزة. الأمر لا ينحصر بالقتل، بل تعداه إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، أي نكبة تهجير ثانية في القرن الحادي والعشرين. من المهم الاشارة؛ إلى أن المقاومة في غزة تمثل تمثيلا كليا وشاملا وحيا ومنتجا؛ الشعب الفلسطيني؛ لو ترك الاختيار لإرادة الشعب. مخطط التهجير لحكومة دولة الاحتلال الاسرائيلي العنصرية؛ حلم فانتازيا، لا علاقة له، بحقيقة شعب فلسطين. عملية التهجير؛ محكوم عليها بالفشل حتى قبل أن تبدأ.. إنما الأخطر؛ تنفيذ المخطط الصهيوني العنصري في تصفية القضية الفلسطينية؛ بطرق ملتوية غير مباشرة، هناك في السياسة إجراءات خطيرة، مدفونة بين، أو في داخل كتلة من الإجراءات الظاهرة للعيان، بحيث لا تظهر واضحة في الظهور الأول لها على سطح الأحداث، لكنها في الوقت ذاته؛ هي المحركات الدافعة للأحداث، إلى أن يتم تثبيتها كواقع حال لا جدال فيه أو حوله. وزير الدفاع الإسرائيلي قال أمام الكنيست الإسرائيلي؛ إن عملية غزة لها ثلاث مراحل، قصف جوي، اجتياح بري، تصفية حركة حماس. كما أن إسرائيل في تزامن مع هذا التصريح؛ بيًنَت؛ أنها سوف تقطع علاقتها مع قطاع غزة بعد تصفية حركة حماس، وإقامة حكومة بديلة عن حماس. هنا تكمن الخطورة التي تتركز حول الطريقة أو الكيفية التي تتم بموجبها إدارة شؤون غزة والضفة الغربية، وما مصير السلطة الفلسطينية؛ إن قامت إسرائيل بتنفيذ هذه الإجراءات على أرض الواقع، حسب المراقبون؛ يتم إلحاق الإدارة في الضفة الغربية؛ للأردن، ويتم إلحاق إدارة قطاع غزة لمصر. من السابق لزمنه التنبؤ بمآل هذه الإجراءات، إنما تحويلها إلى واقع في غاية الصعوبة.. من وجهة نظري؛ أن الحكومة البديلة عن حكومة حركة حماس؛ سوف تكون جزءا من السلطة الفلسطينية، كما أن وضع السلطة الفلسطينية على الجزء الأقل من الضفة الغربية؛ مهتز أصلا، وأكبر دليل على هذا؛ تظاهرات الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية. يبقى السؤال الأهم والأخطر: هل هناك في جعبة دهاقنة واشنطن وتل ابيب وغيرهما على ارض العرب؛ ما هو غاطس في العتمة، لم يفتح له الباب بعد؛ كي يخرج إلى العلن؟ أما الحديث عن توسع الحرب إلى حرب إقليمية؛ فمن وجهة نظري؛ أنها أمر بعيد الاحتمال إن لم أقل مستحيلا؛ للسبب التالي؛ جميع الدول العربية والإقليمية، ليس في وارد تفكيرها ومخططاتها؛ الدخول في حرب مع إسرائيل.

في الختام أقول بقناعة مطلقة؛ إن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن أرضه مهما كانت الخطط الصهيونية والأمريكية، ومهما كان عدد وحجم المتواطئين معهما، ومهما كانت قوتها وخبثها، ومهما طال عليه وجار الزمان.. كما أن الملحمة الفلسطينية في السابع من اكتوبر، سوف لن يكون بعدها، واقع النضال الفلسطيني، كما كان قبلها.

***

مزهر جبر الساعدي

العقول العربية لا تتفاعل بل تتفرد وتتعاضل، وهذا واضح في نشاطات المفكرين والفلاسفة، فلكل منهم مشروعه ورؤيته، ويرى أن ما يقوم به عين الصواب، وغيره لا قيمة لعمله، مما يعني أن الديماغوجية مترسخة في وعينا، ومهما إدّعينا، فالواحد منا يرى إمتلاكه الحقيقة المطلقة، وغيره على خطأ فظيع، فلا يتأمل رؤيته ولا يتفاعل معه.

ولهذا فشل المفكرون والفلاسفة بالتأثير في الواقع، ولا يقرأ ما يسطرونه غير بعض النخب.

الأمة فيها عقول حضارية واعية موسوعية، غير قادرة على تحويل ما تراه إلى سلوك فاعل في المجتمع للصراع السلبي بينها.

القرن العشرون مزدحم بالعقول المتنوّرة، وتأثيرها غير ملموس، فكل يغني على ليلاه، التي تزداد مرضا وتتراكم عليها الأوجاع، ويبدو واضحا من المنشور في الصحف والمواقع والتفاعلات.

فالصدق والأمانة والحرية الخالصة لا وجود لها، ولا أثر في التعامل بين المثقفين.

وهذا يختلف عما يدور في مجتمعات الدنيا، التي تقيّم الفكرة وتسعى بجد وإجتهاد لترسيخها أو تفنيدها، وتحويلها إلى قرار وسلوك أو إلغائها، ولا توجد عندنا تفاعلات فكرية نزيهة ذات قيمة قادرة على بناء الرؤية اللازمة للتواصل مع التحديات.

جميعنا ينتقد السلوك الفردي ويدين الكراسي المستبدة، ونحن أشد فردية وإستبداد في التعامل مع بعضنا.

قد يُزعج الطرح، لكنه نقد ذاتي مطلوب للخروج من شرنقة التفرد والإستبداد.

ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه على الأجيال، لماذا وجود المئات من المفكرين والفلاسفة والمثقفين في ربوع الأمة، وبقيت راكدة متعفنة في مستنقعات التبعية والخنوع.

ربما سيقول قائل أنها أنظمة الحكم، وقهر القوى المهيمنة، لكن السبب الأساسي، يكمن في الميل للفردية والفوقية والنرجسية الفائقة.

فهل لنا التفاعل بنكران ذات من أجل أمة تبحث عن جوهر ذاتها؟!!

***

د. صادق السامرائي

من وجهة نظر متواضعة؛ ان حرب الابادة الاسرائيلية على قطاع غزة، ارضا وشعبا؛ لا تشكل سوى جانب واحد من الصراع العربي الاسرائيلي، على اهمية ودموية حرب الابادة هذه، ليس على الشعب الفلسطيني في غزة، بل على الشعب الفلسطيني في كل الارض الفلسطينية المحتلة. ما اقصده هنا؛ هو ليس، انها، اي هذه الجريمة الاسرائيلية؛ سوف تتمدد الى خارج حدود الارض الفلسطينية المحتلة، بل ان ما اقصده؛ هو ان نتائجها وتداعياتها سوف تتمدد الى خارج الارض الفلسطينية، سلبا او ايجابا، لصالح المخطط الامريكي الاسرائيلي، او لإخفاقه وفشله في تحقيق نتائج ملموسة. ان هذه القراءة تؤيدها، او تثبت صحتها افتراضا؛ هو التصريحات الغربية والامريكية، وطروحاتهما السياسية؛ لإيجاد مخارج للصراع العربي الاسرائيلي، وهي مخارج لصالح الاحتلال الاسرائيلي.. بالاعتماد في التحليل على التالي:

اولا: كل تصريحات رؤساء الدول الاوربية، وامريكا؛ اعتبرت المقاومة الفلسطينية ورأس حربتها حركة حماس والجهاد الفلسطيني؛ منظمات ارهابية وبالذات حماس، ليس لها علاقة بالمقاومة الفلسطينية، او انها لا تمثل الشعب الفلسطيني في مغالطة صارخة للواقع.. ان هذا العزل والاقصاء؛ مقدمة لتصفيتها عمليا على الارض؛ او هو ضوء اخضر امريكي وغربي، للاحتلال الاسرائيلي بمواصلة جريمته في قتل الفلسطينيين في غزة، كل الفلسطينيين، اطفال ورضع ونساء وكبار السن، اضافة الى تدمير المشافي وكل البنى التحتية من كهرباء وماء وكل ما له علاقة بحياة الناس؛ تمهيدا لصفحة التهجير القسري. أما بقية التصريحات للمسؤولين سواء الدول الكبرى، روسيا والصين، او الدول العربية او الدول الاقليمية؛ باستثناء ايران وتركيا، والعراق وسوريا؛ وضعت بالتساوي، الجلاد المجرم، الاحتلال الاسرائيلي، والضحية، الشعب الفلسطيني في غزة على طرفي الصراع او الحرب، في تجني على حقائق الواقع الموضوعي. اذا ما وضعنا جانبا الملحمة التاريخية الفلسطينية في السابع من ت1، اكتوبر، وهي عملية بطولية؛ جاءت كرد على الاحتلال الاسرائيلي وجرائمه، ليس كعمل ارهابي مجرد من الاسباب، وهو احتلال الارض والفتك بالإنسان وسلبه ارضه وانسانيته. فان الحرب بعد هذا التاريخ، اي ما تسميها اسرائيل بالسيوف الحديدية؛ في اشعال محارق على الارض و على الانسان، وهي محارق كلية الوجود على الارض، لا تترك شبرا مهما كان صغيرا، الا واشعلت فيه الحرائق، على مدار الاسبوعين المنصرمين، والى الآن. أذا؛ المساواة بين المجرم الجلاد الاسرائيلي العنصري وبين الضحية الفلسطينية؛ لا تمت الى الانسانية باي صلة مهما كانت صغيرة، وهذه المساواة غير اخلاقية تماما، وهي بالإضافة الى هذا؛ اعتداءا صارخا على حق الأنسان في الوجود الأمن وعلى القانون الدولي الانساني. الاحتلال الاسرائيلي ما كان له ان يقوم بكل هذه الجرائم لولا الدعم والمشاركة الامريكية والغربية، والصمت الحقيقي، وليس اصوات الصمت، العربية والدولية والاقليمية؛ تلك الاصوات التي ترفع عقيرتها بالتصريحات سواء الدولية والاقليمية والعربية، والتي مفادها؛ من المهم ايقاف قتل المدنيين من الجانبين، وكأن المقاومة في امكانها او في قدرتها مواجهة ألة الحرب الاسرائيلية في احداث التأثير المتبادل والمتكافيء على جانبي الصراع، على الارض والأنسان؛ أنها بطريق او بأخرى اعطاء حجة للجريمة الاسرائيلية بحق الشغب الفلسطيني في غزة. أما البيان الذي صدر من الدول العربية التسعة؛ فهو بيان الا يرتفع الى مستوى التحدي اولا ولا الى مستوى المجازر الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني؛ لذا يظل هذا البيان دعائي بالدرجة الاولى؛ وتجميل مواقف تلك الدول العربية من هذه المجازر؛ وكأنها بهذا البيان دعمت المقاومة الفلسطينية؛ وهي سياسة تبرير امام شعوبها العربية. عليه فان هذا البيان كأنه لم يكن اصلا؛ لأنه غير مصحوب بإجراءات تنفيذية، وما اكثرها في حوزة هذه الدول العربية ان هي أرادت فعلا استخدامها في دعم الحق الفلسطيني..

ثانيا: الدعوة الامريكية والغربية في اعتبار المقاومة الفلسطينية؛ ارهاب دولي. ووضع هذه المقاومة على منضدة واحدة هي وداعش وتنظيم القاعدة. هذا يعني ولو بصورة غير محددة وواضحة، وبنبرة منخفضة الصوت، في الوقت الحاضر من جهة، اما من الجهة الثانية؛ فهي دعوة لتشكيل تحالف دولي لمحاربة المقاومة الفلسطينية، وحتى كل من يدعمها واقصد هنا ايران، وغير ايران من الدول العربية ومن الدول الاقليمية. وهي دعوة خطيرة جدا على الأمن العربي والاقليمي، وعلى الامن والسلام العالمي..

ثالثا: الاستعدادات الامريكية العسكرية غير المسبوقة في المنطقة العربية، لا يمكن ان تكون بلا اسباب استراتيجية، بمعنى اخر؛ ان هذا التجييش الامريكي في المنطقة؛ يتعدى الحرب الاسرائيلية الاجرامية في غزة؛ والى ما هو ابعد منها، من حيث الاهداف الختامية لهذه الجريمة؛ وليس للمشاركة في مفاعليها العسكرية بالشكل المباشر الفعال، فهذه مهمة الاحتلال الاسرائيلي، والاحتلال الاسرائيلي بفعل ألة الحرب الامريكية قادر على تنفيذها على الارض والناس تدميرا وليس انتصارا، فهذا الأخير، له شكل اخر وطريق اخر. امريكا بتواجدها العسكري المدمر والفعال، الآن، في المنطقة العربية؛ هو لكبح رد الفعل من دول اقليمية او من المقاومة؛ لاحتواء تداعيات جرائم الاحتلال الاسرائيلي في غزة في المقبل من الاسابيع، التي ربما تتعدى الاسابيع الى الاشهر، وربما اكثر.. هذه التداعيات اذا ما كانت او انتهت لصالح الاحتلال الاسرائيلي؛ فأنها سوف تلقي بظلالها على سياسة تلك الدول وعلى المقاومة في آن واحد. أذ، انها سوف تأكل من جرف تلك الدول لجهة طروحاتها السياسية وتوجهاتها الملعنة، ومن جرف المقاومة العربية للاحتلال الاسرائيلي. ان ما تفعله امريكا والغرب والاحتلال الاسرائيلي معا؛ يقع في خانة المخطط بعيد الامد والمدى، وفي خانة الخبث اللامحدود في استخدام الامن الاقليمي والاستقرار والسلام؛ باعتبار المقاومة الفلسطينية (حماس) ارهاب دولي، يستلزم الاصطفاف الدولي لمحاربته؛ كغطاء لتمرير جريمة الاحتلال الاسرائيلي على فلسطين ارضا وشعبا وتاريخا.

رابعا: الموقع الاخباري البريطاني نشر في يوم 26ت1، اكتوبر؛ تقريرا مفاده، او ملخص ما جاء فيه؛ ان امريكا واسرائيل تعملان في الخفاء على الاستعداد لحرب برية مفاجأة؛ وباستخدام غاز الاعصاب في مهاجمة الانفاق التي تستخدمها قوات المقاومة الفلسطينية في غزة. امريكا تشارك في هذه العملية من خلال او بواسطة الخبراء، او قوات الدلتا التي كانت قد عملت في العراق اثناء الغزو والاحتلال وفي السنوات التي تلت الاحتلال. الغاز من النوع الذي يكون تأثيره محدود لمدة تتراوح بين 6-12ساعة وهي كافية لإنقاذ الرهائن (الاسرى)، وقتل افراد قوات المقاومة. ربما يكون نشر هذا التسريب صحيحا وربما الغرض منه؛ التأثير على المعنويات.. في جميع الاحوال ان هذا يعكس بصورة واضحة؛ ان مرحلة الصراع العربي الاسرائيلي؛ قد دخلت في اخطر مرحلة من مراحل هذا الصراع. كما ان هذا يؤكد بلا ادنى شك؛ ان المخطط الاسرائيلي الامريكي الغربي، مخطط خطير جدا، بل هو الاخطر، ليس القضية الفلسطينية، بل على الاوطان العربية، وعلى البعض من الجوار الاسلامي (ايران).

خامسا: الحديث عن تهجير سكان غزة الى مصر، وفي تزامن جار الحديث عن الوطن البديل. لم يكن من فراغ او ليس له صلة بالعملية الاجرامية للاحتلال الاسرائيلي التي تجري الآن على مدار الساعة والدقيقة والثانية في القتل والتدمير التي لامثيل لها ابدا في جميع مراحل الصراع العربي الاسرائيلي.

السؤال الكبير، هو هل تنجح اسرائيل والغرب وامريكا في كل هذا الذي تقدم في اعلى هذه السطور؟ الجواب وبكل تأكيد: لم ولا ولن تنجح. وباختصار للأسباب التالية:

اولا: ان الهجوم البري اذا ما اقدمت عليه اسرائيل فأنها سوف تفشل بفعل صلابة وقوة ودرجة الاستعداد الجهادي للمقاومين الذين سوف يتصدون له وبجدارة. هذا من جانب اما من الجانب الثاني وهو جانب افتراضي ليس الا؛ اذا ما نجح الاحتلال الاسرائيلي مع ان وجهة النظر الشخصية؛ من انه لن ينجح ولكن افتراضا؛ فان اسرائيل سوف تواجه مقاومة شرسة في غزة وفي كل الارض الفلسطينية المحتلة. وتجبر اسرائيل حينها على ان تدفع اثمان باهظة في حفظ الامن واقصد امن جنودها، وفي الادارة وفي غيرهما الكثير. ومن جانب أخر؛ فان السلطة الفلسطينية في رام الله سوف تهتز اهتزازا قويا جدا،  بما يطيح بها، قبل ان يطيح بها هذا المخطط الاسرائيلي الامريكي الغربي لاحقا في المقبل من السنين..

ثانيا: ان هذه الخواتم؛ سوف توسع منطقة الفراغ بين الشعب العربي في كل دولة عربية على حده، ونظام الحكم فيها، وما اقصده هو الانظمة العربية المطبعة. مما يقود الى ان تجد هذه الانظمة نفسها تحت الضغط الواقع الناتج عن المخطط الامريكي الاسرائيلي الغربي؛ مجبره ليس بالوقوف على الحياد، كما هو جار حاليا، اذا ما صرفنا النظر عن تصريحات مسؤولوها، التي لا صوت لها ولا تأثير جدي، بالوقوف الى جانب المقاومة بمواربة، أو بطريقة ما ملائمة لها في الظروف السياسية التي تولدها الخواتيم في حينها.

ثالثا: دول الجوار الاسلامي وما اقصده على وجه التحديد الحصري، ايران؛ سوف تجد نفسها، او انها سوف تدخل في الصراع ولو عبر اذرع المقاومة، على الرغم من التلويح الامريكي، وبالتهديد الصريح والواضح من انها سوف تجابه برد قوي من قبل امريكا ان هي تدخلت في هذه الحرب، ولو بواسطة اذرعها كما هي تقول امريكا. من الجانب الثاني وفي الفحص المتأني للأوضاع ومخارجها لاحقا، وعلى ضوء الخطاب الايراني الايديولوجي وطروحاتها السياسية التي تعكس هذا الخطاب؛ اذا لم تتدخل ولو بواسطة المقاومة، فأن هذه المخارج سوف تؤثر تأثيرا جديا وفاعلا ومنتجا؛ على الداخل الايراني وعلى النظام بأكمله. عليه فان مقاومة جوار المقاومة الفلسطينية؛ سوف لن تكتفي كما هو حاصل في الوقت الحاضر من الصراع؛ بضربات منتخبة محدودة، بل سوف تتوسع الى رد مفتوح..

رابعا: ان الرأي العام الدولي وفي جميع دول العالم؛ بدأ في الايام الاخيرة هذه يرتفع اكثر واكثر مع كل يوم يمر بالتنديد والادانة لهذه الجريمة الصهيونية. اضافة الى الرأي العام العربي والاقليمي. مما سوف يشكل قيدا على هذا المخطط الامريكي الاسرائيلي الغربي. كما ان الداخل الاسرائيلي مفكك بصورة واضحة ومفلته للنظر؛ من خلال ما تنشره الصحافة الاسرائيلية..

في الختام اقول؛ ان المقاومة الفلسطينية والعربية وفي كل مكان؛ سوف تنتصر، ليس على مخططات دولة الاحتلال الاسرائيلي، وربيبتها الامبريالية العالمية المتوحشة، بل على كل مواقف الانبطاح والمهادنة..

***

مزهر جبر الساعدي

الإعلام المهيمن على الوعي البشري الجمعي يشن حربا نفسية شعواء، تقودها رموز متنوعة ذات شأن في صناعة القرارات، وتوجيه الرأي العام، فماذا قدمنا لمواجهتها؟!!

الإستنكار!!

إنه سلوك أضعف الإيمان، الذي نمارسه منذ عقود عديدة، نرفض، نحتج، نتظاهر، ندين، وحسبنا الله ونعم الوكيل، فنستودع الأبرياء عند الله ونطلب منه أن يجعل نيران القنابل الحارقة بردا وسلاما عليهم.

أ ليست حكومات الدول الغربية بأسرها مذعنة، ولكل منها دوافعه وعاهاته التي تملي عليه سلوكا ما!!

لا جديد في الأمر، لكن المرعب أن سلوكنا بقي على حاله ولم يتغير.

الصمود يصنع النصر، فهل الصمود كلمة؟!!

لابد من الإقترابات الإيجابية لبناء النفس وتفنيد أدوات الحرب النفسية، التي تشنها مراكز الهجوم المتكاتف على الأمة.

أ ليست قيمة الإنسان في الحضيض، فلو كانت له قيمة لترددت الدنيا من النيل منه، لكنه رقم وما أسهل محو الأرقام!!

والمسلم يقتل المسلم بدم بارد، ويعين أعداء الأمة عليه.

والكراسي تمارس الخيانات بوقاحة صارخة، وبعض القادة يرتجفون ويرتعبون من التهديدات والإقترابات العدوانية.

ولغياب القدوة الإيجابية القادرة على بناء النفس المنتصرة أثرها الكبير.

شعب يُباد وسيمحق ويحصل على المظاهرات والشجب والندب والرثاء!!

إنها حقائق مؤلمة، وعلى نخب الأمة أن تراها ولا تتصرف بإضطراب وإنفعال، بل بحزم ووعي وإقدام.

فواجبنا أن نواجه الحرب النفسية بعلمية معاصرة، فهل نجيد مهاراتها؟!!

ويا ترى مَن يهيمن على الإعلام والجمعيات النفسية وأسواق المال؟!!

***

د. صادق السامرائي

1 ـــ تعوي جنود ألله ، في بيوت الله، اني كافر، خطفوني قنصوني قتلوني، ثم ماذا؟؟، لست أعلم، فالقاتل المجهول في بيت العبادة، يوصي بالمعروف ويُنهى عن المنكر، ويبقى الله أكبر، ورغيف خبز الناس اصغر ثم أصغر، قلت يوماً، الجوع كفر، الجهل والأمراض والأذلال كفر، أن تولد الأطفال ويموتوا قبل اوانهم كفر، تسول الأرامل وبحث القاصرات بأكوام القمامة، عن وجبة، في فضلات اللصوص، فالأمر كفر وكفر، ولأني كفرت بكل اسباب الكفر تلك، نبحت جنود الله في بيوت الله، اني كافر، شرعنوا خطفي وقنصي، في موت مجهول الهوية، والقاتل المجهول في بيت العبادة، (يهش) مجاهدي الله لأكمال افتراسي، فرق كبير، بين ربي الذي أحب، ورب اللصوص والقتلة.

2 ــ نتغرغر بالسؤال المرّ، من هؤلاء ومن اين جاءوا؟، من شرقنا من غربنا، من الشمال او الجنوب، غرباء عن لهجتنا وسمرتنا وعاداتنا وفلكلورنا، غرباء عن تقاليدنا وحميد موروثاتنا، لكنهم مدربون بكل مواهب الخدعة والأحتيال، اقنعوا بسطاء الناس، على أنهم (سادة) واصحاب ثار لدم الأمام الحسين(ع)، وبخبث متقن، اجتاحوا محافظتي النجف وكربلاء، وجندوا مغفلي المجتمع المظلوم، في الجنوب والوسط بشكل خاص، استقر الفأس في الراس، وأشعلوا حرائق الفتن الطائفية، وأصبحوا "صمام أمان" بقدرة قادر، هم وحدهم، يشكلون حكومات ويسقطون أخرى، لمعوا صورتهم بالمظاهر والألقاب، سماحات وآيات عظام، شكلوا لهم احزاب وتيارات ومليشيات، للخطف والقنص ولقتل الجماعي، تكفير وقتل لمن "يريدون وطن"، والكافر هو من يكفر الأخر، ولكل انسان في الكون، أن يختار رب له ليعبده بكامل الأيمان، في السماء كان او بقرة في بابه، شرط الا يؤذي الآخر.

3 ــ كافر وملحد، واضافات بذيئة اخرى، في نظر المتأسلمين، لا اعلم كفرت بمن ولماذا، غير أني وكما أكدت مراراً، لا أنتمي لأي دين بعينه، مع اني أحترم جميع الأديان، شرط الا تكفر بعضها، غير معني بما يفكرون، علاقتي جيدة مع المسيحيين، كأخوة وطن يجمعنا تاريخ وعراقة ومشتنركات، وكلانا كما هم غيرنا، ابناء ارض وتاريخ حضاري، علاقتي جيدة مع الأخوة الأيزيديين، كنت ضيفاً عندهم في خانقين، شعرت بألفة وصدق الأنتماء لبعضنا، علاقتي بالصابئة المندائيين، علاقة نسب تمتد لألاف السنين، تجمعنا الأرض والمياه الدافئة للرافدين، لم نسمع او ذكر التاريخ، أن تلك الأديان، اساءت للمسلمين في العراق، او فجرت حسينياتهم او مساجدهم، بعكسه صبروا على ما فعله المسلمين بهم، من تفجير وتهجير وأجتثاث، أشعر بالأمن الصداقي، داخل معابد وكنائس وحتى بيوت، اصحاب الديانات العراقية الأخرى، وأخشى دخول المساجد والحسينيات، حتى لا يرشقوني بالكفر والألحاد، واسقاطات أخرى معيبة، في عرف المتأسلمين والمتمذهبين، ان قتل الأنسان تقية وجهاذ، حتى ولو كان، ابن وطن وجار لهم، لمجرد اختلف معهم، أو طامعين بداره وممتلكاته، أرث جاهلي لا يمكنهم الفكاك منه، ومن مصلحة العراق، اعادتهم الى حيث كانوا.

4 ــ ولدت في بلد مسلم صدفة، ومحافظة وبيت شيعي صدفة أيضاً، قليل من الوعي الوطني،منعني ان أكون، جزء من الواقع غير المفهوم، رفضت ان تكون أمي حواء خرجت من ضلع أبي، وعاقبها الله، لأنها خدعته، بأكل تفاحة منع أكلها، وقد نجد في الكتب المقدسة!!، نصوصاً لا يمكنها ان تصدر عن الله، آله العدل والجمال، كما لا يمكن للرب، ان يكون معنياً بما الت اليه، ضروف السيدة عائشة، او معنياً بمعاشرة زوجات الأنباء لغيرهم بعد وفاتهم، أو جلد الأموات في قبورهم، فآلة العدل والمساواة ورفاهية الأنسان، لا يجند مليشيات دموية يقودها "منكر ونكير" تلك واشياء أخرى كثيرة، رسخت قناعاتي، ان الأديان ثورات وضعية، مغموسة بشهوة التوسع والأستعمار، حيث الثروات والجغرافية، وكتبهم وضعية مشبعة بالأنانية والعمى الذكوري، شرعنوا اذلال المرأة وتشويه أدميتها، عبر ايات تحت الطلب، شخصياً احترم عقلي وقناعاتي، ومن يكفرني كافر، وايمانه اكثر كفراً ونفاقاً.

***

حسن حاتم المذكور

26ف / 10 / 2023

مع بداية كل حرب قصيرة مع إسرائيل في الأعوام الماضية، يبدأ الأعلام العربي المرئي والمسموع ببث الخطب الرنانة والشعارات والأناشيد الحماسية التي تقوي النظام الحاكم والقائد التاريخي الجالس على كرسي الحكم (باجر بالقدس يحكم أبو هيثم).. وهذا أبو هيثم (رحمه الله تعالى)...هو (أحمد حسن البكر 1تموز/ 1914 - 4 تشرين الأول/1982) رابع رئيس لجمهورية العراق من 17 تموز/ يوليو 1968 إلى 16 يوليو 1979 والذي تنازل عن الحكم لنائبه (صدام حسين المجيد 1979-2003 ) تحت قوة السلاح والسلطة، لأن البكر في حينه لم يستطع تحرير فلسطين، مع وجود القائد الضرورة على رأس الحكم في العراق، لذا ترك تحرير القدس للسيد النائب الشاب الوسيم المفتول العضلات.

وفي أيلول من عام / 1980 توهم القائد الضرورة وبطل التحرير القومي بأن عدوه الأول ليس إسرائيل وأنما أيران، لذلك خاض حرب مدمرة معها لمدة ثمان سنوات أطلق عليها (قادسية صدام) أو ما تسمى - القادسية الثانية - والتي انتهت في 8 أب 1988 بتبادل القبلات وفتح السفارات والتعامل التجاري والسياحي بين البلدين، والعودة الى أتفاق الجزائر عام1975.

ثم توهم قائد الجمع المؤمن وأخو هدله كما كان يطبل له أعلام النظام بأن تحرير القدس يمر عبر دولة الكويت الغنية بالنفط والسيارات الفارهة والدولارات، راح الى هناك صبيحة يوم 2 أب عام 1990 وأدخلها في سجلات العراق المحافظة التاسعة عشر.. بعدها أخرجته قوات التحالف الدولي والقوات المتجحفلة معها الى حيث كان يوم 2 شباط1991.. ليقوم بقتل شعبة الثائر عليه وعلى نظامه البائس في انتفاضة شباط المجيدة عام1991.

هاذا نموذج بسيط وقليل من بعض قادة العرب ممن تبجحوا بتحرير فلسطين من اليهود وفشلوا في التحرير، أو راحوا بالطريق الأخر المؤدي بهم وبلدانهم الى التهلكة والعقوبات الدولية المفروضة.. أما بقية القادة العرب أو الأغلبية اليوم تشعر بقوة الردع الإسرائيلي ووقوف الدول الكبرى وراء هاذا الكيان الجاثم على أرض فلسطين، فراحوا يفتحون السفارات والتبادل التجاري والثقافي معه، حتى أطلقوا عليه وعلى أنفسهم (أخوة أبراهيم).

والبعض الأخر منهم اليوم يشعر بالخجل.. أو ماذا يقولوا للعالم العربي والإسلامي عن قتل أطفال ونساء وشيوخ فلسطين؟، وفي نفس الوقت هم يكرهون أشد الكره محور المقاومة العربية- الإسلامية بما فيها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وحزب الله لبنان، وسوريا الاسد، واليمن الحوثي، وأيران، وبعض فصائل الحشد الشعبي العراقية، ويتمنوا زوالهم اليوم وليس غداً على يد أمريكا وحلفائها التي جاءت بالسفن الحربية والمدمرات القتالية والجيوش والاسلحة الفتاكة الى الخليج العربي والمنطقة.

وجاء التصعيد الإسرائيلي للرد على عملية-  طوفان الأقصى - التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حيث اقتحم مقاتلوها مستوطنات بغلاف مدينة غزة وشنوا قصفاً على مدن وبلدات إسرائيلية مما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 6 آلاف إسرائيلي حتى اليوم، إضافة إلى أسر حوالي 250 آخرين.. كذلك قامت إسرائيل بقصف مكثف على قطاع غزة أسفر لحد الأن عن مقتل 7 الأف وجرح 17 الف وتهجير ما يقرب من مليون مواطن فلسطيني.

كل تلك الأحداث أنتجت أجيالاً ترسخ في ذهنها أنه لابد من شخص ما قادم من عمق التاريخ ذو قدرات كبيرة يمهد لها الطريق، فمن الاتكال المطلق على الدولة في توفير السلة الغذائية، ثم البحث عن الوساطات لإدراك الوظائف والمكاسب المتوسطة، ثم انتظار القائد الخارق ليغير المجتمع ويرفع الظلم عن المظلومين ويرد حقوق الأمة المسلوبة، فلا يؤمن الإنسان بنفسه ولا بقدراته التي قد يعيش عمره كاملاً دون أن يتعرض لتجربة واحدة يثبت فيها هذه القدرات.

والكثير من عامة الناس ينتظر القائد الضرورة والبطل القومي ونبوخذ نصر جديد لكي يحرر فلسطين مرة أخرى ويأتي بهم أسرى الى مدينة بابل، وهو جالس على شاشة التلفزيون يترقب حرب غزة اليومية من قناة الحدث أو قناة العربية أو الجزيرة القطرية.. بعدها ينهض من غفوته ليردد (أمجاد يا عرب أمجاد).

***

شاكر عبد موسى/ العراق - كاتب وأعلامي

لا أريد أن أبدأ بالتحية والسلام الى مَنْ أوجّه رسالتي له..!

من طبيعة الحروب التي تنفجر بين جبهتين، فليس من المنطقي والمعقول أن يكون كِلا طرفيها على حق، ولا أن يكون كلا طرفيها مظلومين، ولا أن يكون كلاهما جبهة خير، لم يكن ذلك على مدى التأريخ، مذ نشأت الخليقة، لم نجد ذلك في أية حرب تندلع بين طرفين، وكلاهما على حق، وذلك لا يمكن قط ..

 وما قلته أعلاه، ويقوله المنطق السليم، أن هذا المفهوم، هو ليس فيما يخص التأريخ البشري الأنساني المعاصر والقديم فحسب، لا بل ما قبل التأريخ أيضا، فعندما كانت تندلع المعارك والحروب بين مجتمعين بشريّين، فحتماَ أنّ هناك في تلك الحرب او المعركة، معتد ومُعتدى عليه.

إذاَ الحرب حتماَ وبلا نقاش، وبمنطق (العقل)، وأعيد ما قد ذكرته في مقالة سابقة مقولة الأديب الشهير توفيق الحكيم " ليس العقل ما يميّز الأنسان عن الحيوان، ولكن الضمير "، نعم عندما نقول منطق العقل، يعني مصحوباَ بالضمير، حتى يكون فعلا منطق عقل-إنساني، او عقلاني، فلا عقل من دون ضمير، ولا ضمير من دون عقل، فعندما نقول هذا كلام منطقي، يعني إنطلق من العقل وفلترة الضمير أو الوجدان، ليكون كلمة طيبة خلاقة، متوهجة بنور الحق والحقيقة .

نعود ونقول أنّ الحروب حتماَ بين جبهة خير والأخرى جبهة شر وعدوان، أي حرب ظالم معتد مظلوم مُعتدى عليه، بين مَنْ يسفك الدماء، والآخر يقاتل ويضحي بدمه ونفسه وكل مايملك من أجل حقه ومظلوميته .

فالذي يسفك الدماء، هو مُتعطشٌ لها، وليس لديه ذرة من الرحمة والشفقة والضمير، فكل ما يبتغيه من عدوانيته،هو إشباع رغباته الحيوانية الوحشية، فهو يفتك ويبطش، وينشر الخراب والدمار، أما الطرف الآخر فهو يقاوم كل هذه الوحشية والعدوانية بكل بسالة وشجاعة، من أجل حقه المشروع، وليس من خيار آخر عنده، بسلاحه القوي الذي لا يمتلكه عدوه، وذلك السلاح هو ايمانه المطلق بقضيته المتمثلة بحقه المشروع الذي لا يمكن أن يتنازل عنه .

فهذه الجولة التي حاولت من خلالها وباختصار أن أبين ماهية الحروب والنزاعات بشكل عام ومختصر، وأن الحروب والنزاعات بديهيا يخوضها ويقودها رجال من كلا الطرفين .

ومن المعروف أن الحروب التي تحصل بين جبهتين، فهناك قيم ومبادئ وقوانين تفرضها الاعراف والمفاهيم والتقاليد السائدة، التي بموجبها لا ينبغي الاعتداء على النساء والأطفال والشيوخ والعجزة والمستشفيات ودور العبادة والمعالم الحضارية والأثرية، وتجاوز هذه الخطوط الحمر، يعني انها البربرية والهمجية التي لا تفهم لغة التفاهم والعقلانية .

ومن هنا أوجّه هذه الرسالة الى المعتدين الصهاينة الغزاة،وليس لليهود العزّل الذين لا عداء لنا معهم، والذين ابتلوا هم كذلك بحكامهم المجرمين،هؤلاء الادوات لقوى الشر العالمي، مثلما نحن ابتلينا بهم وبعصاباتهم التي يستخدمونها ويدعمونها في الاعتداء والاجرام في الداخل والخارج، بالارتباط مع الأجهزة الأمنية والمخابراتية والقمعية، مثل شعبة الأستخبارات العسكرية، و الموساد (المخابرات الخارجية) وشاباك (الأمن الداخلي)، وبدفع من هذه الاجهزة ودوائرها التي تخطط وتتآمر وتقتل، وهي ايضا ليس بمعزل عن الأيادي الخفية وما يُملى عليها في سبيل تنفيذ ما تريده قوى الشر الرأسمالي العالمي وتجار الحروب . وأكرر وأقول أن قادة الحروب وكما هو معروف دائماَ وأبداَ هم رجال، والرجال لا يقابلون إلاّ الرجال، ولا يمكن أن يُطلق عليهم رجال حتى يتصفوا بشيئ من الرجولة، فما ذنب النساء والأطفال والشيوخ والعجزة العزّل، والمستشفيات وأماكن العبادة؟

فرسالتي الى المجرمين الصهاينة المعتدين، والى النتنياهو، أقول أن ما تقوم به من جرائم بشعة وإبادة جماعية، يندى لها جبين الأنسانية، فنحن نعلم، وأنت تعلم، والعالم يعلم بأجمعه انك قد هُزِمت أمام ثلة من المقاومين الأبطال الذين هم يناضلون ويجاهدون من أجل حقهم وعلى أرضهم، وانك معتد غاشم، لا علاقة لك بالأرض ولا بالعرض، وليس لك أي انتماء، سوى عدوانيتك ونزعتك الشريرة، ويدفعك ويدعمك الذين هم من ورائك، من قوى الشر والعدوان العالمي، الطامعون بخيرات الأمة وتأريخها وحضارتها التي لايمتلكون مثلها، فأنت أيها الوغد، وعصابتك ليس أكثر من أدوات .

فاسمع ما أقول لك، ان الذين يخوضون الحرب ويقودونها يجب ان يكونوا رجالا، والرجال لا يمكن ان يقال عنهم رجال، إذا لم يمتلكوا شيئا من الرجولة

ولهذا السبب أقول لك أيها النتن-ياهو أنك هُزمت في المعركة ولم تستطع، ولا يمكنك أن تواجه من صفعوك، على الرغم مما كنت تدّعيه وتتبجح به من امتلاكك كل امكانيات القوة الأسطورية التي كنت تروج لها زورا وكذبا وبهتانا، فأثبت الأبطال أن قوتك أوهن من بيت العنكبوت، فصُدِمت بالصفعة في السابع من أكتوبر، والذي انت اعترفت به كما يقال (بعظمة لسانك) كان يوما أسودا في تأريخكم، فانتظر ايها النتنياهو أن القادم سيكون أكثر سواداً، على أيدي الفتية الذين آمنوا بقضيتهم، فكيف بك لو انّك قابلت كل أحرار الأمة، وليس المنبطحين والمتخاذلين الذين كنت تتصورانهم هم الأمة وليس هناك من أحد غيرهم، فرحت تتخبط، ليس كرجل، وقائد حرب متمرس، وانما كفأرة مرعوبة، فانك حقاَ أصبحت إضحوكة ومهزلة وفضيحة مخجلة بين مَنْ حولك وأمام الذين تصوروا أنك تحمي مصالحهم، فخيّبْتَ ظنّهم بك، وأحرجتهم، وأوقعتهم في موقف حرج، ومأزق، لا يعرفون كيف ينقذونك ويتخلصون من أزمة الموقف، بينما أنت بسبب جبنك وغبائك تريد أن تدفعهم الى المحرقة التي تخاف أنت منها ومن عواقبها، وهم أيضا مندهشون، مذهولون لما يجري، وما جلبت لهم ..!

فأقول لك أنك لست برجل عندما تقتل النساء والاطفال والشيوخ والمرضى والعجزة و العزّل من الناس، وتخرب وتدمّر وتفتك وتبطش وتعوي وتنبح، ولا تستطيع، ولم تقدر على ذلك لتثبت رجولتك، هرباً من فضيحتك التي صُدمتَ بها .

***

الكتور ابراهيم الخزعلي

25/10/2023

‏كيف للوهم أن يقتل صاحبة. كثير من الناس عندما يدخلون في مراحل متقدمة من العمر. يموتون بالوهم والخوف ويصابون بأمراض مستعصية وامراض نفسية من المصير المحتوم الموت،كذلك الدول تستكان لدول كبري وتعيش تحت هيمنتها وسلطتها،نتيجة الخوف بالهزيمة الداخلية.،عندما تولي ترامب الحكم هدد حكام الخليج وجمع 460 مليار دولار وقال نحن نحمي كراسي الحكم. واقلعت طائرة ترامب من مطار الرياض الي تل آبيب واتجه إلي حائط المبكي وارتداء قبعة اليهود وقام بالصلاة والولاء لإسرائيل بأموال العرب.. كيف ننتظر من حكام العرب..؟ من جراء الأحداث الجارية في غزة فلا يستطيع حاكم عربي يقول لا ويتحدي الوجود الأجنبي في البحر المتوسط وهم يعلمون أن الأمريكان يحمون عروشهم. من يستطيع ويمنع تموين هذة الاساطيل البحرية من الموانئ العربية والقواعد الأجنبية علي ديار العرب والمسلمين،22 دولة عربية و58دولة إسلامية لم يستطيعوا أن يتحدوا الغرب في موقف انساني لشعب عربي مسلم. يقتل ويهجر عبر قرن. لذلك في اعتقادي الشخصي ومن حوارات مع شخصيات عربية مختلفة من ساسة وَكُتَّابٍ وصحفيين، اكتشف أنهم لا يعرفون شىء عن الفلسفة والتاريخ، ‏فالفلسفة كما عرفها الفيلسوف الألماني" فرويد نيتشة " هي ظل المعرفة والمعرفة هي ظل العلم والعلم هو الحقيقة والمنقذ…

والخرافات هي ظل الجهل والجهل هو ظل التخلف والتخلف هو عين الفقر والبؤس والشر والنفاق..!! بعد يوم من أحداث غزة أعلنت أمريكا ودول أوروبية مساندتها للإسرائيل قام رؤساء الغرب بزيارات مكوكية الي إسرائيل الرئيس الأمريكي "جو بايدن "يتحدي العرب والمسلمين هو ووزير خارجيتة اليهودي ويعلن للعالم بايدن انة " صهيوني". ولم يستحي زعيم عربي من مقولة بايدن. في مؤتمر صحفي من تل آبيب: (لو لم تكن هناك إسرائيل في الوجود لعملنا على إقامتها) والله لقد سئمنا من الوجوة الكلحة من زعماء العرب والمسلمين..

كذلك المستشار الألماني. وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا. يعلنون مساعدتهم ودعمهم لإسرائيل..، واليوم الثلاثاء الرئيس الفرنسي" ماكرون " في زيارة سريعة الي تل آبيب لدعم إسرائيل في المجازر التي ترتكبها أمام شاشات التلفزة العالمية ويتحدي الغرب العرب والمسلمين الذي يدعي الحريات.. وتجرم الدول الغربية رفع العلم الفلسطيني في المظاهرات حتي رفع الاعلام...،، ونحن خارج نطاق الخدمة في موقف واحد لمناصرة أهالي غزة.. هذة القصة منذ 5000 عام وهي تحاكي الواقع العربي .

كان لسقراط جار طبيب، استنكر على الملك تسمية سقراط بالطبيب الأول، فسأله الملك عن طريقة يثبت فيها أنه أكفأ من سقراط حتى يقوم بنقل اللقب إليه. ‏فقال الطبيب: ‏سأسقيه السم، ويسقيني، ومن يعالج نفسه يكون صاحب اللقب...!

‏وافق سقراط وحدد الملك موعد ‏النزال بعد أربعين يوما...، ‏أحضر سقراط ثلاثة من الرجال الأشداء، وأمرهم بسكب الماء في أوعية، ودقه كل يوم على مسمع الطبيب...، ‏وفي يوم الواقعة، شرب سقراط سم جاره الطبيب، فاصفر لونه وأصابته الحمى، ولكنه عالج نفسه بعد ساعة، ثم ناول سقراط خصمه قارورة السم، التي ظل الرجال يدقونه أربعين ‏يومًا على مسامعه، فلما شربه خر ميتًا..! ‏عندها قال سقراط للملك: ‏لم أسقيه إلا مَاءً عَذبًا، وسأشرب منه أمامك!

‏أنا لم أقتله يا سيدي الملك، لقد قتله وهمه وخوفه علميًّا، تبلغ سرعة الغزال 90 كلم في الساعة، بينما تبلغ سرعة الأسد 58 كلم في الساعة. ‏ومع ذلك تقع الغزلان فريسة للأسود..!

لا شيء يفسر ‏هذا سوى الخوف، الأسود لا تفترس إلا الغزلان التي تمكن منها الخوف..!

‏العبرة مما سبق:

‏"المهزوم من الداخل لا ينتصر مهما كان لديه من الأسباب.. والمنتصر من الداخل سينتصر فعلًا مهما طال الزمن..!!

***

محمد سعد عبد اللطيف

كاتب وباحث مصري متخصص في علم الجغرافيا السياسية

ابادة جماعية يشهدها القطاع، والاعراب يتفرجون ولا يستطيعون ايصال المؤن الى مليوني ساكن بقطاع غزة، هم اصلهم نازحون الى القطاع بفعل التهجير القصري من المناطق المجاورة العام 1948 وما بعده، اكتفوا كالعادة بعبارات التنديد والاستنكار والاستهجان، ولأن الدول العربية مجتمعة لا تملك قرارها، فهي تذهب حيث يريد الغرب الذي كان يستعمرها، بمعنى انه استقلال شكلي ليس الا، فغالبية الدول العربية وبالأخص الخليجية لا تزال تحتفظ بقواعد وقوات اجنبية(اول قاعدة عسكرية في الخليج تحتضنها البحرين انشات العام 1971م، اما الكويت فإنها تضم اكبر عدد من الجنود في الخليج، الامارات يوجد بها أكبر عدد من القواعد لدول مختلفة، حيث يوجد بها قواعد لأمريكا وفرنسا وأستراليا. ووفقا لتقرير نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية ، فإن عدد الجنود الأمريكيين والمدنيين العاملين لمصلحة الدفاع الأمريكية في الكويت: 16.592، والإمارات: 4.240، والبحرين: 9.335، والسعودية: 850، وعُمان: 32، فيما أعلنت قطر أنها تستضيف أكثر من 10 آلاف جندي أمريكي.)، ترى مما الخوف؟ أ ليست غالبية دولنا والكيان الصهيوني تحت الحماية الامريكية؟ لماذا الانفاق على شراء الاسلحة المختلفة والذخائر المتعددة والتي تكلف خزائن شعوبنا الاموال الطائلة، ويكون ذلك على حساب معيشة شعوبنا ورفاهيتها، لماذا لم يقوموا مجتمعين او فرادى بإنشاء مصانع الاسلحة والذخائر للحفاظ على استقلالنا الذي قدم من اجله اباءنا واجدادنا ارواحهم فداء للوطن، ناهيك عن مصانع الصناعات الغذائية التي تبعد عنا ذل الاستجداء؟.

غالبية حكام الغرب يقفون الى جانب الكيان الصهيوني وبالأخص بريطانيا وفرنسا والمانيا التي تدعي التحضر والحفاظ على حقوق الانسان .

حتى الان اكثر من 2000 من اطفال غزة (ملائكة الارض) تم استهدافهم من قبل الصهاينة اضافة الى الاعداد الهائلة من النساء وكبار السن، المستوطنون الصهاينة ليسوا مدنيين وان ارتدوا اللباس المدني، لانهم يحملون في صدورهم الروج الاجرامية الانتقامية ضد شعب اعزل من السلاح حكم عليه العالم وعلى مدى ثمانية عقود بان يعيش حياة الذل والمهانة ، الشعب الذي عبر الى القرن 21 ولم ينل استقلاله، يتلذذ العالم بمآسيه.

لماذا الكيان الصهيوني وحده فوق القانون الدولي؟ لم يعاقب يوما على ما يقوم به من انتهاك لحقوق الإنسان، والرئيس الامريكي يتبنى الرواية الصهيونية بشان قصف المشافي، الغرب مجتمعا يمد الكيان المغتصب بشتى انواع الاسلحة والذخائر والحجة ضرب حماس التي تحاول ان تدافع عن شعبها المكبل بالحصار الجائر على مدى 17 سنة.

لقد كشفت حرب غزة او ما نطلق عليه (طوفان الاقصى) مدى عمالة الحكام العرب وخوفهم على عروشهم، وكذلك مدى الكره الدفين الحاقد لشعوب منطقتنا، منذ ان اسقط الغرب الاتحاد السوفييتي يسعون وبكل السبل الى تفتي الوطن العربي الذي قاموا بتفتيته، يريدون تشكيل اوسط جديد (سايكس- بيكو جديد) بما يتماشى ومصالحهم، .

عذرا يا اهل غزة لقد تأخرت الجيوش العربية المسيسةالمؤدلجة (التي وللأسف سارعت وفي لمح البصر في اسقاط انظمة الحكم بكل من العراق وليبيا واليمن ولاتزال شعوبها تعاني ويلات التدخل)، لكن الشعوب حتما ستهب للنجدة.

***

ميلاد عمر المزوغي

الفقهاء هم قادة الأمة الحقيقيون على مدى العصور، وبموجب رؤاهم  تتخذ القرارات من قبل الخليفة أو السلطان، فهم الذين يقررون وتتحمل الكراسي المسؤولية، ولا يوجد كرسي أيا كانت طبيعته وشخصيته، لم ينقاد للفقهاء ويترجم رؤاهم بقرارات حتى صاروا هم القادة الفاعلون، والكرسي الأول رمز وحسب.

وعندما ظهر مفهوم المثقف خصوصا في القرن العشرين، برزت مشكلة الصراع بين الحالتين، وهذا تفسير لميل الفقهاء لنشر الجهل والأمية بأنواعها  لعزل المجتمع عن المثقفين، والحفاظ على دورهم الإستعبادي للناس بإسم الدين، الذي يستثمرونه لتأجيج العواطف والإنفعالات وتعطيل العقول.

فالواقع يشير إلى الصراع بين المثقفين والفقهاء، وهذه حالة لا يمكن إغفالها.

فالمثقف يُسحَق ويُتهم في الزمن الذي تتعمم فيه الكراسي، ويصبح  خائفا مرعوبا، من فتاواهم، التي  تدعو لمحق وجوده ودوره بآليات يجيدونها، ولهذا فأخطر ما تواجه الشعوب أن تتسلط عليها القوى المؤدينة المقلدة لعمائم لا تفهم سوى الهيمنة والإستبداد بإسم الدين، الذي تراه على هواها ومصالحها الفردية والفئوية.

الفقهاء في الكراسي لا يعترفون بوطن ولا بحقوق مواطنين، ولا بوطني، أيا كان نوعه وكل شيئ في عرفهم مشاع.

وفي هذا الواقع الإلغائي، فقد المثقف دوره وصوته، وما عاد قادرا على التأثير في العقول، وبناء الآراء لصالح الوطن والمواطن، لأن الإرادة الفقهية تعطل العقول وتؤهل الناس للسمع والطاعة، ومَن يحيد عن التبعية والخنوع، هو من الكفرة والزنادقة، ومعادي للدين وصوره المقدسة اللازمة للهيمنة على إرادة الوعي الجمعي.

ويبدو أنها مرحلة حرجة، وسينتصر فيها المثقف على الفقيه، لأن العصر تغير وما عاد قادرا على قبول الآراء الخارجة عن مكانها وزمانها، فالدين رسالة حياة متفاعلة مع تموجات نهر البشرية الجاري بتوثب متسارع.

وعليه يجب على المثقفين الثبات والتمسك بالرأي الحر الصالح لبناء الحياة الحرة الكريمة.

فهل لدينا القدرة على المجابهة والتغيير؟

وهل أنه الأفيون والمثقف كالمأفون؟!!

***

د. صادق السامرائي

يروى أن في أحد الأيام سطت مجموعة (حرامية) على بيت من بيوتات بغداد، وكان خاليا من أهله، وبعد أن شرع أفراد العصابة برزم ماسرقوه، وأثناء مرورهم بالمطبخ وهم خارجون، رأى رئيسهم صحنا فيه مسحوق أبيض، وبدافع الفضول مد سبابته وأخذ (لطعة) منه، ليتبين له أنه "ملح الطعام"، فما كان منه إلا أن يقول لأصحابه: (رجعوا المسروقات جميعها) ففوجئوا بطلبه هذا وسألوه: (ليش عمي؟) أجابهم: (تمالحنا ويه أهل الدار).

هذا ما كان من السراق قديما، فأين منهم سراق اليوم في عراق المقدسات، عراق الأئمة الذين يشد العراقيون اليوم الرحال للذهاب الى زيارتهم مشيا على الأقدام؟ ومايلفت الانتباه، انشغال بعض السراق المشهود بسرقاتهم رسميا، بأداء طقوس مذاهبهم من نذور وزيارات ومناقب، بكل ماأوتوا من تمثيل وتصنع ورياء، متناسين أن الرقيب والحسيب لاتأخذه سنة ولانوم ولاغفلة عما يفعلون.

والغريب أن أغلبهم يدعي الزهد والعفة والأمانة والشرف، في حين أن أعمالهم المنكرة يشهد لها تاريخهم الأسود في السرقات والرشاوى والتحايل والموبقات، بما يفند كل القيم والمثل والخصال الحميدة والأخلاق الرفيعة، لاسيما من هو بتماس مع المال العام في دوائر الدولة ومؤسساتها، أو المال الخاص في أخريات، الأمر الذي يذكرني بسؤال وجواب دار بين اثنين.

إن الخط البياني لأغلب سراقنا بات يرتفع اطرادا مع مناصبهم ودرجاتهم الوظيفية، بشكل كشف كل ألاعيبهم وبهلوانياتهم التي يخفون بها سرقاتهم، حتى صار لعبهم (عالمكشوف) دون مبالاة لنظرة المجتمع إليهم او لما يلوث سمعتهم، وأضحى ديدنهم الولوغ بالسرقات، والبلوغ فيها حدا بعيدا عن معاني الغيرة والشهامة التي يتحلى بها قطاع الطرق و (المسلبجية). فلقد تحصن سراق العراق اليوم بأكثر من حصن وستر وغطاء، وتنوع التخفي خلفها على مستويات عليا في السلم الوظيفي للدولة، ويبدو أنهم (شدوا حيلهم) ليوم مثل هذا، فالمال المسروق استحال الى أملاك وعقارات انتشرت في دول عديدة، كما أن بنوك العديد من دول العالم، أضحت رهينة أرصدتهم وأسهمهم وسنداتهم المالية، وقطعا أولى هذه الدول هي التي نطلق عليها الشقيقة.

اليوم، لو أردنا المقارنة والمقاربة بين مبدأ رئيس الـ (حرامية) في حكايتي آنفا، وبين سراق الـ (عراق الجديد) لرأينا العجب العجاب في طرق سرقتهم المال العام والخاص، ماغلا ثمنه ومارخص، وماخف وزنه وماثقل، على حد سواء، والأمثلة على هذا لاتحصى في مقال ولاتحصر في مقام. فشملت لقمة المواطن البطاقة التموينية، ومفرداتها التي لايستقر بها قرار في وزارة التجارة، مرورا بالابتزازات المتفشية في تعامل موظفي مؤسسات البلد دون استثناء مع المواطن المسكين، كذلك قطاع النفط والنقل والصحة والتربية والزراعة، حيث المشاريع الوهمية والمقاولات الفضائية. ولن يقف تعدادنا للسرقات عند رقم معين ولاينتهي بآخرها وأكبرها، وهي موازنة البلد التي انزلقت في بطون أشخاص معينين. والقائمة تطول في استذكار ما يشيب له الرضيع، من أفانين سراق العراق الجديد.

***

علي علي 

قرأتُ..

قرَأتُ في كِتابِ العُصورْ

الحَق ُ سَيّدُ الأشياء ْ

ولكن

لا تجعَلوهُ يَغيبْ،

ونحوَ الشّمس ِ

استحِثوا المَسيرْ

استحِثوا المَسيرْ.

جَدّي هنا

زرَع َ الدّوارَه،

أخي هنا

نَصَبَ شتلاتِهِ وغِراسَه،

شعبي...

بالأهازيجِ، والصّبر، والرجولةِ، والمُروءَة،

يتلو على الدّنيا

ميثاقا وإصرارا...

حثوا الخطى

يا إخوتي

غدًا سَوفَ يَطلعُ النهارْ،

حثوا الخطى

فالشمسُ بانتِظارْ

الشمسُ بانتِظارْ.

2018

***

.......................

لا يوجد أدنى شك أن الحرب الإعلامية التي واجهتها وتواجهها أمتنا اليوم وبالخصوص شعب فلسطين، والمقاومة إنما هي بروفا وتمرين لما ستواجهه المقاومة في معارك التحرير القادمة، إذ أن الشعب العربي في فلسطين سوف يواجَه بأقسى أنواع الأسلحة وأكثرها فتكا، إلى جانب أنه سوف يواجه أكثر أشكال النفاق، والكذب، والأفلام المصورة في مصانع الكذب والنفاق في دولة الإحتلال ولدى دوائر العمل الأيديولوجي والإعلامي في الغرب، إذ أن تاريخ ألمانيا النازية، وتاريخ أمريكا يثبتان ذلك والأمثلة على تزوير الحقائق كثيرة جدا نذكر منها كذبة كولن باول في الخامس من شباط عام 2003 أمام مجلس الأمن، وأمام وسائل الإعلام عن إمتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل.. والمثال الكبيرأمامنا ما قامت بنشره وسائل الإعلام الصهيونية والغربية في يومي الثامن والتاسع من أكتوبر. إنّ ماكينة الإعلام الأمريكية، التي استفادت من تجربة ألمانيا النازية بزعامة غوبلز، بل أنها استقبلت أعدادا كثيرة من الذين عملوا في أجهزة القمع النازية وفي دوائر الإعلام هناك، حيث أن الأمر لم يتوقف عند السمعة والمعرفة عن بعد بل أن واشنطن استدعت أعدادا عديدة ممن عملوا في اجهزة ألمانيا النازية، استدعتهم للعمل في أمريكا بإختصاصاتهم وبما يملكون من مهارات وخبرة.. إذا كانت ألمانيا النازية بواسطة جهاز إس إس وهو جهاز الإستخبارات النازية، ومكاتب غوبلز كانت تقوم بتزوير الحقائق بواسطة أجهزة الإعلام اوتقوم بشراء بعض العناصر هنا وهناك، أو إجبارهم على تزوير الحقائق، فاليوم أجهزة الإستخبارات الأمريكية والصهيونية يقومان بالأمر ذاته نذكر على سبيل

SAYANIM المثال دخول تنظيم سايانيم –

هذا التنظيم السري، الذي يتم زرعه في كافة الدول غربية كانت أوشرقية، صديقة كانت أو معادية لكي يصبح عمل الموساد أكثر سهولة، بل أكثر إنتشارا، هذا إلى جانب نشاط الوكالة اليهودية المنتشرة في كافة أنحاء العالم. من هنا رأينا كيف أن كافة العاملين في وسائل الإعلام أو لنقل أكثرهم بعواصم العالم، بغض النظر عن قرارات الأمم المتحدة تجاه حقوق الشعب الفلسطيني، رأينا هذه المؤسسات تقف إلى جانب المعتدين الصهاينة. هذا ليس صدفة وليس ناتجا عن فسحة في حرية التعبير. بل يمكن أن نسميه موقفا عملانيا من قبل اللوبي الصهيوني. وأخيرا أقول لو أنّ أغنياء العرب حرصوا على العرب كما أغنياء اليهود حريصون على الصهاينة لكانت أمتنا العربية بألف خير.

***

إسماعيل مكارم – أكاديمي سوري

نشرت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية تقريرا بعنوان “الجامعات الأمريكية تخسر الملايين بعد سحب الجهات المانحة التمويل بسبب موقفها من حماس, تحدثت فيه عن إقدام العديد من المتبرعين الأثرياء على سحب ملايين الدولارات من التبرعات المخطط له لمعاقبة الجامعات الأمريكية على ردودها على الهجوم الذي نفذته حماس على إسرائيل، وموقفها من حرية التعبير والمسؤوليات العامة لإدارة الجامعات والأكاديميين, ودعت المتبرعون، الذين لا تشير الصحيفة بشكل صريح إلى موقفهم الداعم لإسرائيل وخلفيتهم، إلى إدانة أقوى لحماس ومعاداة السامية من قبل الجامعات، واتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد الطلاب المحتجين ضد إسرائيل. كما هددت شركات المحاماة والاستثمار بإلغاء عروض العمل التي قدمتها للطلاب، أو عدم توظيف المتظاهرين عند تخرجهم, وأفادت صحيفة "فايننشال تايمز" بأن رعاة الجامعات الأمريكية بدأوا بسحب دعمهم المالي من الجامعات بسبب عدم توجيههم الانتقادات الكافية لتصرفات حركة "حماس" الفلسطينية, وأشارت الصحيفة إلى أن جامعات مثل هارفارد وستانفورد وبنسلفانيا قد تخسر التمويل.وعلى خلفية هذه المخاطر، أصدرت جامعة بنسلفانيا بيانا انتقدت فيه بشدة "هجمات حماس الإرهابية على إسرائيل

والمعروف ان اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة يعمل على اعادة صياغة الوعي الامريكي والدولي عبر الرشاوى للسياسيين والتشريعيين والاكاديميين والمؤسسات التي يتبوؤن فيه مناصب رفيعة (النخبة) وتهتم بالمناهج ، الابحاث، و التقارير الاكاديمية والتشريعية والامنية والسياسية والاعلامية كلها تطعم الكلمات والجمل وما بين الاسطر بالرواية الصهيونية,,,,, ربما ، نجحوا في ذلك الى حد بعيد،، ولكنهم ليسوا اكبر من التاريخ، ولا من الشعوب، خاصة فئة القيادات الطلابية والطلاب في الجامعات في عصر الانفتاح المعلوماتي والذكاء الصناعي،، الذي يستخدمونه لصناعة رواية الشر والتزييف، ولكنه في نفس الوقت، عصر الحقيقة التي يرنو ورائها الكثيرية في عصر الزيف والبروبوجندا وصناعتها بـ ’’ ذكاء’’ و خبث و دهاء ، لا نعلم اهو من عالم البشر أم الحيوان أم ما وراء الفضاء, في المقابل دافع آخرون – بمن في ذلك المدافعون عن حرية التعبير وجامعة نورث كارولينا ويلمنغتون – عن المبادئ التي تم وضعها في تقرير كالفن لعام 1967 لجامعة شيكاغو، والتي تقضي بأنه يجب على الكليات أن تلتزم بالحرية الأكاديمية وتصر على “الحياد المؤسسي فيما يتعلق بالأمور السياسية والاجتماعية.

وأفادت صحيفة "فايننشال تايمز" بأن رعاة الجامعات الأمريكية بدأوا بسحب دعمهم المالي من الجامعات بسبب عدم توجيههم الانتقادات الكافية لتصرفات حركة "حماس" الفلسطينية.وأشارت الصحيفة إلى أن جامعات مثل هارفارد وستانفورد وبنسلفانيا قد تخسر التمويل.

وعلى خلفية هذه المخاطر، أصدرت جامعة بنسلفانيا بيانا انتقدت فيه بشدة "هجمات حماس الإرهابية على إسرائيل, واستقال الملياردير الإسرائيلي، عيدان عوفر، من منصبه في المجلس التنفيذي لجامعة هارفارد أيضا. منذ العملية العسكرية التي شنتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أظهرت إدارة الرئيس الأمريكي بايدن دعما لا يتزعزع ولا لبس فيه لإسرائيل. دعم لاقى ردود فعل غاضبة في بعض الأوساط الامريكية وصراع القى بظلاله على الحرم الجامعي في جامعة هارفرد، وبدأ ينتقل الى جامعات اخرى.

***

نهاد الحديثي

لقد لخص الكاتب المصري مصطفى بكري حقيقة ما يجري حاليا في الشرق الأوسط الملتهب، ان الموضوع أعمق مما نشاهده على الشاشات من غطرسة وجنون صهيوني ضد الاطفال والنساء والمدنيين في قطاع غزة، مع تاييد خبيث من قادة دول أوربا، التي تدعي كذبا انها بلدان تدافع عن الإنسانية والحقوق، وهذا الإصرار الصهيوني على سحق ارض غزة ليس سببه كرامة بني صهيون، التي مرغوا انفها الفلسطينيين بالوحل في مطلع شهر اكتوبر، بل القضية ترتبط باهداف شيطانية خبيثة، ولا ينفذها الا سفاح حقير مثل نتنياهو مع دعم غربي غير محدود.

قال الكاتب الصحفي مصطفى بكري عضو  مجلس النواب المصري: "إن المخطط أكبر من غزة، فلماذا يأتى الأمريكان والبريطانيون والفرنسيون والألمان والإيطاليين، كل ببوارجه العسكرية قبالة ساحل غزة، القضية أن هناك قناة تنشأ منذ نوفمبر الماضي، قناة بن غوريون التي تنطلق من إيلات إلى غزة ذهابا وإيابا، هذه القناة تنتهي فى 3 سنوات، وستكون مشكلة حقيقية لقناة السويس ويقدر لها 6 مليارات دولار سنويا، أن هذا الطريق الذي ينطلق من الهند مارا بالخليج ثم الكيان الصهيوني ثم أوروبا في مواجهة طريق الحرير، مقدر لها 6 مليارات دولار سنويا للإضرار بقناة السويس، المخطط الان هو تفريغ غزة وبكل وضوح، الغزو البري سيكون في غضون أيام قليلة، وهم يدركون ضرورة تلك الخطوة للتخلص من حماس".

الأردن وخيانة الاخوة العرب

نقل موقع "خبرني" عن خبير اقتصادي أن المشروع الصهيوني الخاص ببناء "قناة بن غوريون" الموازية لقناة السويس، سيضع الأردن في موقف حرج. وأشار إلى أن الإعلان الصهيوني بشأن بدء العمل في قناة بن غوريون، المنافسة لقناة السويس، أثار جدلا واسعا وتساؤلات كثيرة، خصوصا بالنسبة للأردن، إذ ستكون القناة الصهيونية المزمع البدء بها قريبة من الحدود البحرية الأردنية.

وأفاد في هذا السياق الخبير الاقتصادي الأردني حسام عايش بأن افتتاح هذه القناة سيكون أمرا محرجا للدولة الأردنية، وذلك كونه باعتبارات المصلحة سيكون أفضل للأردن، غير انه باعتبارات سياسية وعربية فسيكون له كلفة عالية على الأردن، متوقعا أن لا يستخدم الأردن القناة -في المرحلة الأولى على الأقل- تجنبا للإحراج مع مصر.

ورأى الخبير في تصريحه أن "المشروع ربما يكون سيكون له مخاطر عالية على الأمن القومي العربي والأردن"، لافتا إلى أن المملكة الاردنية ستجد نفسها "أمام حالة مستفزة من النشاط الصهيوني في منطقة قريبة من حدوده البحرية، وربما يعطل مشاريع أردنية مثل مشروع ناقل البحرين".

الواقع يقول ان الاردن ستهرول خلف مصالحها التي ستكون عبر الانضمام للمشاريع الاقتصادية الصهيونية، والتي هي ستكون تحت مظلة مثلث الشيطان (امريكا وبريطانيا وفرنسا)، وربما يكون مشروع قناة بن غوريون مقدمة لمشاريع اقتصادية صهيونية أكبر، مثل مد أنابيب عبر الاردن أو طريق محاذي للأردن، وذلك لمد أوروبا بالنفط والغاز.

قناة بن غوريون

قبل عامين تحدثت تقارير عبرية أن السلطات الصهيونية تخطط لإنشاء قناة تربط البحرين الأحمر والمتوسط، فيما أوضح مهندسون صهاينة أن قناة تربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط، وستكون منافسة لقناة السويس، وذلك لأن المسافة بين إيلات والبحر المتوسط ليست طويلة، وهي بالضبط ذاتها في قناة السويس. واذا قام الكيان الصهيوني ببناء القناة من إيلات على البحر الأحمر إلى البحر المتوسط، فإنها ستقلص المسافة التي تمر بها السفن عبر قناة السويس إلى البحر المتوسط.

وجرى التوضيح في هذا السياق من قبل هذه المصادر بأن القناة الصهيونية لن تبني على شاكلة قناة السويس، الممر البحري الذي تبحر عبره السفن من اتجاه إلى آخر، وفي اليوم الثاني في الاتجاه المعاكس.

 بل سيقوم الكيان الصهيوني بحفر قناتين مستقلتين، واحدة من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط، والثانية من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر. وبالتالي لن تتأخر أي سفينة، في حين تستغرق السفن في قناة السويس فترة أسبوعين للمرور، وتشير المصادر ذاتها إلى وجود ميزة أخرى تتمثل في طبيعة الأرض، حيث إنها صخرية وصلبة، وتتحمل أي ضغط دون أي تأثير على عكس قناة السويس، حيث طبيعة الارض رملية وتحتاج الى متابعة مستمرة.

وستكون القناة بعمق 50 مترًا، أي زيادة عن قناة السويس 10 أمتار، وتستطيع سفينة بطول 300 متر وعرض 110 أمتار، وهي أكبر قياس السفن في العالم من العبور في القناة.

وسيتفق الكيان الصهيوني مع 3 مصارف أمريكية لإقراضها الـ14 مليار بفائدة 1 في المئة على أن تردَّها على مدى 30 سنة. وهكذا يكون الصهاينة قد بنوا القناة من قروض أمريكية بفائدة بسيطة، بينما هي تستفيد بقيمة 4 مليارات وأكثر في السنة.

اعتراض خجول من مصر

وقد اعترضت مصر بشدة على هذا الأمر، مهددة بقطع العلاقة مع الكيان الصهيوني، فلم تكترث "تل ابيب"، معتبرة أن العلاقات الدبلوماسية مع مصر شبه مقطوعة. كذلك لم تكترث للتهديد العسكري. والواضح ان الكيان الصهيوني قد قرر التخلي عن مصر حتى لو ألغت مصر كامب ديفيد، لأن الصهاينة واثقين  أنه إذا قررت مصر إلغاء كامب ديفيد، فلن تستطيع استعادة سيناء؛ لأن القوة العسكرية الصهيونية قادرة على ضرب الجيش المصري في حال تجاوزه قناة السويس.

وهي ستحاول حاليا بكل قدرتها على تفريغ غزة من سكانها، حتى تحقق مشروعها الكبير المتمثل بقناة مائية ستغير شكل الاقتصاد العالمي.

***

الكاتب: اسعد عبد الله عبدعلي

سؤال تفرضه الأحداث الجارية، وتؤكده الأيام المشحونة بالتطورات.

يبدو أن الإعلام العربي يعاني من عثرات كثيرة، وغير قادر على إيصال الحقائق بأساليب مؤثرة، كما يفعل الإعلام الغربي الذي يصنّع الآراء على هواه.

ومن الواضح أن الأمة تقتل رموزها بأنواعهم وتمسح بهم الأرض، وهي سياسة منتشرة ومؤزرة من القوى المناهضة لوجودها.

فلا يوجد في مجتمعاتنا رموز فاعلة في ميادين الحياة.

ذات مرة قال لي أستاذي، المجتمعات تصنع رموزها ومجتمعنا يقتلهم!!

لو تفحصتم المحطات الإعلامية لوجدتم لكل منها رموزه المؤثرة في الأوساط الجماهيرية، وعندنا الإعلام سائب خائب، ومؤدلج بالأكاذيب والأباطيل، التي ينكرها المستمع والمشاهد والقارئ باللغة العربية، ويهزأ منها الآخرون.

إعلامنا كأفكارنا خارج العصر!!

إعلام هرج مرج، ولكل فاسد سوق إعلامية تبرر خطاياه وتقدس نواياه، وقل ما شئت بلسان النفاق والمراءات والتبويق الكرسوي المنان.

وأصبحت " من أين لك هذا" نكتة سمجة، بسبب الإعلام الهزيل المتواطئ مع هذا وذاك!!

بين إعلامنا وإعلامهم مسافة كبيرة، رغم توفر الخبرات والكفاءات والقدرات الشخصية والمواهب، غير أن روح التماحق سائدة، والغيرة الوطنية والإنسانية غائبة، والشجاعة ذات ثمن باهض، فالخوف سلطان رهيب.

العالم يديره الإعلام والدول بإعلامها، وأعلامها، وما عندنا منها ما يعين على المواجهة المقتدرة، ولهذا تهون إنجازاتنا، وتتدهور أحوالنا، وتهيمن على الدنيا الرؤى والتصورات المسوّقة عنا، وهي أكاذيب، ونحن لا نمتلك مهارات تفنيدها، وتسويق الصورة التي تعزنا، وبهذا فالهزائم ديدننا والعمائم تستعبدنا والجهل إمامنا، ودع الحياة واسعى لما بعد الموت يا بشر!!

فهل من صحوة إعلامية؟!!

***

د. صادق السامرائي

في أولى خطواتي مع قراءة الكتب، كنتُ مغرماً بكتب من نوعيّة "كيف تصبح مليونيراً"، و"دع القلق وابدأ الحياة" وكانت كتب الأمريكي ديل كارنيجي، في تلك الأيام تعد الأكثر مبيعاً، حتى أن العديد من دور النشر تعيد طباعتها باستمرار،

وكنت وأنا الصبي الصغير أسأل بيني وبين نفسي: هل يمكن لكتاب أن يجعل منك مليونيراً؟ وحين سألت قريبي صاحب المكتبة ذات يوم عن الكتاب، قال لي بلهجة ساخرة: هذه كتب بلا منفعة، هدفها المال، لكن بعد مرور سنين طويلة وحفظي لفقرات كاملة من كتاب "كيف تصبح مليونيراً" ما زلت أنتمي إلى طائفة الذين يتبخر منهم الراتب في أول أيام الشهر. وهناك أيضا الكتب التي ترشد القرّاء كيف يؤثرون في الناس. فإذا كان المرء على موهبة مثل أحمد الجبوري "أبو مازن" أسعفته في سعيه وسهّلت أمامه سبل الإقناع، بدليل أنه عام 2018 كان عراب بورصة شراء منصب رئيس البرلمان للسيد محمد الحلبوسي، ثم نجده عام 2023، يطالب بطرد الحلبوسي من قبة البرلمان! ولهذا فهو أشطر من "جنابي" الذي أمضى حياته يكتب ويكتب، ولايستطيع أن يقنع عشرة مغرمين بالنائبة عالية نصيف بأن يحاولوا إقناعها بأن تصمت لمدة 24 ساعة .

يضع أهل العلم والمال أحياناً كتباً عن تجربتهم المهنية. ويقدمون لنا ما يعتقدون أنها أفضل النماذج لتعليم الناس كيف يعيشون حياتهم بجدّ واجتهاد. قبل سنوات أصدر بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت كتابه "الطريق إلى الأمام"، ويروي لنا أنه عندما ذاعت شهرته وتضخمت ثروته فكّر طويلاً ثم قال لزوجته لا بدّ من عمل يخلّصنا من عبء هذه الثروة، فقّرر تخصيص جزء كبير من ثروته لمساعدة المحتاجين حول العالم، لا لون ولا طائفة ولا هوية دينية للذين يتلقون المساعدات .

يكتب بيل غيتس أنه قرأ في صباه رواية البؤساء لفكتور هيجو التي وجد فيها لوحة ناصعة للتعاطف مع المظلومين والمساكين.

ستقولون، لقد صدّعتَ رؤوسنا بأحاديثك عن الكتب. ماذا أفعل ياسادة وأنا أجد الكثير من شطار الديمقراطية العراقية تحولوا بين ليلة وضحاها إلى أصحاب مليارات، ودخلوا قائمة كبار الأغنياء؟.. هل شاهدت بيوت الصفيح التي تسكنها آلاف العوائل العراقية في بلد ميزانيته أكثر من مائة مليار دولار سنوياً؟، إن لم تشاهدها أتمنى عليك أن تشاهد قصر محمد الحلبوسي.. ولا تسأله؛ من أين لك هذا؟

لم يُقبِل الفرنسيون على بؤساء فكتور هيجو حال صدورها، فالحياة كانت تعجّ بالبائسين، لكن بعد عقود تتجاوز مبيعاتها المئة مليون نسخة، كتب هيجو إلى إمبراطور فرنسا أن "الحقائق التي تقدم لجلالتكم ما هي إلا أكاذيب يحاول المحيطون بك أن ينشروها على أنها حقائق". يحزنني ايها القارئ العزيز أن أخبرك أنّ معظم سياسيينا يعتقدون أنّ الفقر عقاب للعراقيين لأنهم لايسبّحون بحمد الديمقراطية .

***

علي حسين

عندما يفقد الإنسان قيمته في حيزه الجغرافي فكل شيئ يتجرد من قيمته، وما هو عليه في بقعته الوطنية، يتصف به في أي مكان آخر في الدنيا.

وما تفعله كراسي المكان بمواطنيها يواجهونه في الأماكن الأخرى، فحال البشر في بلاده يرسم حاله في جميع البلدان!!

قد لا يتفق الكثيرون مع الطرح، لكن الواقع بجوهره يؤكده.

ومن أخطر ما يقوم به المثقفون أنهم ينطلقون في إبداع التبعية والدونية، ويسقطون مآلاته النفسية على ما ينتجونه في نصوصهم المتنوعة، وهم يقدمون خدمة طيبة للطامعين بوجودهم، ولا يشعرون بما يقدمون عليه من تفاعلات ذات آثار سلبية على مجتمعاتهم.

وتجدهم لتأكيد صلاحية وقيمة ما ينتجون يعتمدون على المصادر الأجنبية والنظريات الغربية، فالنص المعرفي والإبداعي يُرى بعيون أخرى عندما يكون مستندا على مصادر الآخرين، وربما يهمل عندما تكون مصادره عربية بحتة.

وفي الكثير مما نقرأه تبدو نوازع سلوك العالة، أي الإعتياش على غيرنا، وكأننا نعبر عن حالنا الذي نعتمد فيه على كل شيئ مستورد، فنستورد طعامنا ودواءنا وسلاحنا ومعظم حاجاتنا الأخرى، وعلى هذا المنوال يكون إبداعنا منسوخا أو مستوردا.

ومن الغريب أنك تصبح منبوذا أو مستصغرا عندما تعتز بأمتك ورموزها، فالخوف من نقد الأجنبي يهيمن على وعي المثقفين فمَن أنتَ لتنتقد أو تواجه فلان الفلاني الذي يقول كذا وكذا، ونتخذ طروحاته رأس مال، وهي معبرة عن عالمه الذي يعيش فيه.

وما أكثر الذين يعتبرون أقوال الأجانب فصل الرأي والمقال.

وترى ضياع الأنفة (العزة والحمية) بأنواعها فيما يُنشر، وكأننا بلا تراث معرفي إبداعي أصيل، وعلينا أن نعتاش على غيرنا ونهرول خلفهم، ونؤمن بأن ما ينتجونه روائع الزمان، ومنطلق الوصول إلى آفاق الروعة والجمال.

وما أكثر المبوقين للكراسي، المسوغين لمظالمها وقرارتها المأساوية التي تتسبب بإلحاق الأذى بالوطن والمواطنين.

وبموجب ما تقدم يكون المثقف مكتفا ومأسورا في خنادق ذاتية وموضوعية، ولا يعبر عن الحقيقة، بل يترجم مجرى التيار الذي يحسب نفسه أحد أمواجه المتأهبة للغياب!!

***

د. صادق السامرائي

لم تخلُ قضية مهرجان "سرقة القرن" بطولة نور زهير من بعض الفكاهة والسذاجة إن لم نقل "مضحكات"، فهي فاقت كثيراً ما عاناه عمنا المتنبي حين وصف هذا النوع بأنه ضحك كالبكاء.. ومن هذه المضحكات ما خرجت علينا به هيئة النزاهة وهي تزف للعراقيين البشرى،

فالسيد المستشار والنائب السابق هيثم الجبوري أعاد مشكوراً إلى خزينة الدولة مبلغ وقدره تسعة مليارات من الدنانير. هل انتهى الخبر؟ لا ياسادة فقد احتفظ السيد هيثم الجبوري لنفسه بتسعة مليارات أخرى مكافأة له على الخدمات التي قدمها إلى الشعب العراقي.

ومثل فيلم ميلودرامي طويل لم يهتم أحد بالحبكة ولا بتفاصيل الشخصيات ولا بالمكان والزمان، ولا بأي شيء سوى أن يظهر مسؤولو النزاهة، ليقولوا لنا إن الله كان رفيقاً بالعراقيين، ولم تختف الثمانية عشر مليار التي سرقها هيثم الجبوري، ولهذا كان لابد أن نوجه له الشكر والامتنان للنائب السارق، اقصد السابق، لأنه قرر أن يعيد نصف المبلغ المنهوب علنا.

ولأن الحكاية لم تنته، فإن الفصل الأكثر فكاهةً فيها هو غياب نور زهير ولا أحد يعرف أين يقضي الملياردير العراقي أوقات فراغه، بعد أن أعاد ما يقارب من خمسة بالمئة من المليارين ونصف مليار دولار التي لفلفها في وضح النهار، ولأن الدولة مهتمة بتساؤلات الناس فقد طمأنتنا بأن الوضع تحت السيطرة.

ليس من دواعي المقارنة أن نقول لو أنّ هذه سرقة هيثم الجبوري جرت في بلد آخر، لما بقي مسؤول في منصبه.. فما جرى هو فضيحة سياسية، ففي بلدان العالم المتحضرة، سنجد الإعلام يسخر من المسؤول الذي يحاول أن يتهرب من دفع الضريبة وكم مرة قرأنا كيف تسنى للإعلام في دول العالم، أن يتسلى بأسرار كبار رجال الدولة، لأنهم وقعوا في أخطاء بسيطة.

ما أدهشني وأحزنني في قضية سرقة القرن ومليارات هيثم الجبوري، أنّ القانون الذي يفترض أنه وضع من أجل الجميع، وعلى كل فرد واجب تنفيذه، يلاحق موظفين صغار، ويترك الحيتان يسرحون ويمرحون، ويتربعون على أنفاس الناس.

فيلم "سرقة القرن" لم ينته بعد لأنه أظهر لنا أن أنصار دولة الفشل والمحسوبية أكثر مما نتوقع، وظهر أيضا أن أساطير السادة المسؤولين عن أنفسهم تجاوزت الحد المعقول، وأن مفهوم السيطرة على البلاد والعباد، سيكون بديلاً لمشروع الإصلاح وتقديم الخدمات، وأن حل مشاكل العراق يكمن في اعتقال صحفيين لانهم يوجهون انتقاد لسياسي كبير او مسؤول بارز، والمهم أن البعض يريد لنا أن نعيش عصر المال السائب، لأنهم يعتقدون أنّ التغيير الذي حصل عام 2003، قام من أجل ان يتمتع هيثم الجبوري بمليارات العراق .

***

علي حسين

أتعجب من إرادة البذرة الصغيرة الساكنة الجافة وما تختزنه من حلم التحول إلى شجرة وبستان، وهي ميتة ويمكنها أن تؤكل أو تسحق، لكنها ما أن تأوي إلى التراب وتسقيها السماء، حتى تتمخض عن نبتتة ذات تسامق وإنطلاق للعلاء.

وكلما تساءلت عن البذور الكامنة في أعماق المخلوقات وآليات إنباتها، أقف متحيرا أمام صيرورات كونية عُظمى كامنة في كينوناتٍ صُغرى.

فما أكثر البذور الحائرة في أعماقنا، وما أجهلنا وعجزنا وعدم قدرتنا على توفير الظروف الموائمة لإنباتها وإنبثاق ما فيها من العطاءات والتطلعات الحيوية.

وعندما أعود للإسلام وكيف أنه تمكن من إطلاق ما في الأعماق العربية بقدحة فكرة وتحفيز إرادة، وتعليم مهارة الإنبات والرعاية والإستثمار في طاقات الدنيا الذاتية والموضوعية، وكيف تمكن من جني أثمار الأشجار المتسامقة في أعماق البشر، أجدني أدرك أن الإنسان يمكنه أن يكون حجرا أو شهابا ثاقبا يخترق الحواجز والمصدات ويصل إلى مبتغاه الذي يحدده ما فيه.

وما نسميه بثورة الإسلام في عصر النبوة وما حولها، إنما يعني هذا التحول الإنمائي التفاعلي المثمر الذي أنتجته مكتشفات وآليات الإنبات والرعاية، وتوفير الظروف اللازمة لإنطلاق أشجار الوجود الإنساني الوارفة الطيبة، ومشاركتها في صناعة المروج النضيرة الباهية.

لقد أطلق الإسلام الشوق الفياض في الأعماق نحو وجود إنساني جديد، يضع البشرية في وعاءٍ عولمي ذي إتساع وقدرات إستيعاب وإمتزاج، فالإسلام هو الذي أوجد فكرة العولمة، لأنه جاء للعالمين، ووضع البشرية على بساط المساواة ولا فرق بينهم إلا بالتقوى، ولا يمكن لأحد أن يجزم بذلك إلا خالقهم العظيم، الواحد الأحد العزيز الحكيم.

فما فينا من الأشواق التخلقية تحدد هوية وجودنا وعنوان كينونتنا، وما دمنا تناسينا بأن الإنتصار يتحقق بطاقة المحتوى وليس بقدرات الهوى، فأننا وفرنا للعجز فرصا ومنحناه مهارات لتأكيد دوره وسلطته وقدرته على إبادتنا وتدمير كياننا وتفريق شأننا.

فكيف تحوّل المسلم من سهم ناشب وهدير صاخب، ونجم ثاقب، إلى وجودٍ شاحب، وتناحر دائب، ولقمة بفم وحش ساغب؟!

المسلم الذي أغفل بذور أعماقه، وإشترى الضلالة بالهدى، فترعرعت في دنياه بذور الأشواك والحنظل، وتنامت أشجار الكراهية والبغضاء، فنسي جوهر دينه وجمان قرآنه، فانحنى وتآكل، وإدّعى فتقاتل، وأوّل فتجاهل، وتغافل فتحامل، وخنع فتضاءل، وأذعن لغير الله فتخاذل، وصار إلهه هواه فتهازل، وبالفرقة والشحناء تواصل.

"يا أيها الإنسان ما غرّك بربك الكريم"؟!

ألا تساءل؟!!

***

د. صادق السامرائي

حقوق الإنسان، ونشر الديمقراطية عبارات تفتخر بها الولايات المتحدة الأمريكية ويرددها المسؤولون كل صباح ومساء، وهي أعجوبتهم التي يظهرونها كلما ضاق صدرهم ببعض الأنظمة. فهم يدافعون عن أوكرانيا ضد الغزو الروسي، ويتباكون على حقوق الإنسان في مصر، ويلوحون بتهديد الخليج في كل شاردة وواردة، فالديمقراطية هي مشروعهم الذي أراد السيد أوباما أن يرسخ من خلاله حكم أحزاب الإسلام السياسي في العراق. ولعل ما فعلته إدارة أوباما بالعراق ومصر وليبيا وسوريا أثبت بالدليل أن هذه الإدارة أرادت أن نبقى شعوباً تتربع على قمة الحرب الطائفية بامتياز، وأصرت على السماح لأحزاب الإسلام السياسي بالتحكم برقابنا .

للأسف مهما حاول البعض أن يخفف من وطأة ما يحدث في فلسطين، ومهما حاول أصحاب النظريات المتوازنة أن يؤكدوا بأن السيد بايدن مشغول البال بالمسألة الإنسانية في غزة.. ينسون أن بايدن نفسه كان يروج لمشروع تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات. وكانت السيناريوهات التي وضعها باراك أوباما آنذاك وهو يطلق الرصاصة الأخيرة على العراق، بعد أن قرر تسليم مفاتيح هذه البلاد إلى حزب الدعوة حصراً عام 2013 ، حيث سعى الرئيس الامريكي آنذاك وإدارته إلى وضع العراق على مضمار الاحتراب الطائفي، لا نزال نتذكر هيلاري كلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية وهي تحاول أن تطمئن رجل الأخوان القوي في مصر آنذاك "خيرت الشاطر" من أن الحكم لن يخرج من عباءة أحزاب الإسلام السياسي، وهكذا أرادت أمريكا أن تظل البلدان العربية مكبلة بأحزاب تعشق الماضي وتكره المستقبل، ولعل في ما نشر من رسائل هيلاري كلنتون ومراسلاتها ما يثبت تورط إدارة أوباما بفتح الباب أمام الأحزاب الطائفية.. لقد اعتقد البعض واهماً أن "إدارة بايدن ستنتصر للشعوب العربية، لكنه رفع في إسرائيل شعار "أنا صهيوني قبل أن أكون أمريكياً".

أمن إسرائيل واستقرارها. هذا هو شغل الإدارة الأمريكية منذ عشرات السنين، لقد صنع الغرب إسرائيل ليكفر عن ذنبه في مطاردة اليهود، لكنه أراد من الشعب الفلسطيني أن يسدد الدين بدلا منه، صنع الغرب إسرائيل على طريقة أفلام الكاوبوي الهوليودية. تدمير القرى، نسف البيوت، طرد السكان، اغتيال الأشخاص، تاريخ من الرعب. توجه بايدن بخطاب أعلن فيه "إن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل ثابت كالصخر".

تغيب شعارات حقوق الإنسان ومطولات الديمقراطية والحرية. ويصبح القانون الوحيد: ما تصل إليه القاذفات الإسرائيلية فهو حق لك. حديقة حيوانات بلا قواعد حتى، الموت فيها مجاني، وكذلك الشعارات. تفشل أمريكا في اختبار إنساني ولا تعلن فشلها. تنهار مدونات الحرية ويموت أطفال فلسطين، بينما صورة بايدن زائغ النظرات تحتل الشاشات وهو يعلن أن إسرائيل "مسكينة".

***

علي حسين

السبب الحقيقي لانسحاب السوداني من الصورة الجماعية لمؤتمر القاهرة لم يكن سبباً مبدئيا، والحكومة العراقية لم تعلن الانسحاب رسميا من مؤتمر السيسي! متى تلجأ بغداد للقرار الوحيد الذي يؤذي بايدن انتخابياً وقد يضطره للضغط على قتلة الأطفال الفلسطينيين؟

قلت يوم أمس في المنشور الذي أشدت فيه بكلمة السوداني في المؤتمر وانسحابه من الصورة التذكارية مع المشاركين في المؤتمر فقد ظننتُ أن السبب يتعلق بالأمور المبدئية وإنه ربما يكون انسحب احتجاجا على كلمات الوفود الغربية، قلتُ "كان من الأفضل أن يرفض العراق حضور هذه القمة التلفيقية الإعلامية أصلاً ويصدر بياناً يوضح به موقفه المناهض للعدوان الصهيوني الإجرامي"! لا سيما وأن هذا الموقف الجريء كان قد اتخذ من قبل الحكومتين الجزائرية والتونسية.

إن انسحاب الوفد العراقي من المؤتمر لم يتأكد بشكل رسمي حتى الآن، وإنه هدد فقط بالانسحاب إذا حضر ممثل عن دولة الكيان الصهيوني. أما عدم مشاركته في الصورة الجماعية فقط تبين أنه جاء احتجاجا على ترتيب الوقوف حيث طلب منه المنضمون المصريون أن يقف خلف أمير قطر كما ذكرت وكالة شفق للأنباء. وعلى هذا فالانسحاب لا يعني شيئا ولا يستحق الإشادة قطعا.

كما نقلت الأخبار قيام مجموعات مسلحة بإطلاق عدة صواريخ وطائرات مسيرة صغيرة على القواعد الأميركية أو التي تضم عسكريين أميركيين في العراق وهذا ضحك على الذقون لن يؤدي إلى شيء. أما الإجراء الحقيقي المؤذي لبايدن وحكومته وطموحاته الانتخابية فهو المطالبة الفورية بخروج القوات الأميركية والحليفة لها من العراق بموجب قرار مجلس النواب العراقي بتاريخ 5 كانون الثاني يناير 2020، ومطالبة السفارة الأميركية بإخلاء مبناها من القوات الخاصة والأسلحة الثقيلة فيها فورا وحتى الانتقال إلى مبنى آخر لا يزيد على حجم السفارة العراقية في واشنطن عملا بمبدأ التعامل بالمثل!

هذه الإجراءات على محدوديتها وتواضعها هي الرد المعقول على الهمجية والوحشية الصهيونية الأميركية في فلسطين وإلا سيلعن التأريخ كل من كان بمقدوره القيام بها ولكن رفض وتردد جبنا وحرصا على بقائه في الحكم كذيل تابع وقمئ!

فلنتذكر أن كولومبيا ليست دولة عربية ولا إسلامية ولكن رئيسها غوستافو بيترو هدد بتعليق العلاقات مع الكيان الصهيوني رفضا كما قال للإبادة الجماعية في فلسطين.

***

علاء اللامي

...........................

* خبر انسحاب السوادني من الصورة الجماعية: السوداني ينسحب محتجا من التقاط صورة مؤتمر القاهرة بسبب "ترتيب وقوفه"

https://shafaq.com/ar/%D8%B3%DB%8C%D8%A7%D8%B3%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%8A%D9%86%D8%B3%D8%AD%D8%A8-%D9%85%D8%AD%D8%AA%D8%AC%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B7-%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D9%85-%D8%AA%D9%85%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D8%A8%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D8%AA%D8%B1%D8%AA%D9%8A%D8%A8-%D9%88%D9%82%D9%88%D9%81%D9%87

من أشد المفاراقات تأثيراً بالنسبة لضحايا مجزرة غزة أن أهل هذه المدينة الاستثنائية التي تضم في الغالب مخيمات اللاجئين الفلسطينين منذ نكبة فلسطين عام ثمانية واربعين (أكثر من 90% من سكانها) ممن يمتلكوا إلى جانب بطاقات التموين التي تصدرها الأنوروا، هويّاتٍ فلسطينية.. فإن وجودهم متجذر في المكان.

غير أن الإسرائيليين بوجودهم الطارئ هم من حملة الجنسيات المزدوجة الذين لا ينتمون إلى غزة أو فلسطين برمتها، فها هم يبحثون في أتون حرب القطاع عن ملاذاتهم خارج المكان الذي تحوّل إلى حطام ومقبرة لأهل غزة، بفعل القصف الإسرائيلي الجنوني القائم على الانتقام بعد هزيمة الاحتلال في عملية طوفان الأقصى.

فهم غرباء، لا بل ويشكلون جزءاً من نكبة فلسطين كونهم يمثلون الاحتلال في أبغض صوره فيما لا يؤمنوا بقضية من شأنها لو وجدت؛ أن تحرضهم على الثبات في الأرض المحروقة؛ إلا أنهم ما أن وُضِعُوا على محك الأزمة حتى وجدوا ملاذاتهم الآمنة في بلدانهم الأصلية.

جاء ذلك خلافاً للفلسطينيين الذين يدافعون عن أرضهم المحتلة وظلوا متمسكين بها في تحدٍ أسطوري لكل الضغوطات التي ما زالت تمارس عليهم للهروب القسري إلى سيناء.. وشعارهم الثبات ف"المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين".

وهذا بحد ذاته يفسر أمرين لهما علاقة بأولئك القابضين على جمر النكبة ممن دمرت بيوتهم على رؤوسهم فلم يجدوا في غزة إلى ملاذهم الوحيد.

وكان بوسع عدسات الرصد اكتشاف ما ذهبنا إلى وصفه في عيون أطفال غزة المفزوعين والمسكونة بملامح الإرادة الكامنة لجيل فلسطيني قادم ستناط به مهمة التحرير.

وكما يبدو فإن جيش الاحتلال يعي خطورة أطفال غزة الذين باتوا يشكلون بالنسبة للكيان الإسرائيلي الخطر المستقبلي الداهم، لذلك تم استهدافهم الممنهج بقسوة، في مسعًى للقضاء على جيل كامل من الأزاهير القابضة على جمر الاحتلال، فمنهم من قضى وترك غصة الألم والفراق في نفوس والديه، ومنهم من جلس على الركام يبكي الأبوين والإخوة الذين قضى عليهم القصف، ولكلٍ قصةٌ دامية وذكرى لا تموت بالتقادم في حرب وجودية لا تبقي ولا تذر.

فقد وثقت عدسات المدونين عبر الفضاء الرقمي، مشاهد من الصبر الاستثنائي لأطفال لم تفلح مشاهد الموت والرعب في كسرهم أو التقليل من صمودهم وهم يرسمون الوجع الفلسطينيين في سردية فلسطينية شرعوا في كتابة سطورها الأولى لمرحلة جديدة من المقاومة.

فها هي ابنة أحد الشهداء تتحدث وهي تمرر يديها على خصلات شعرها قائلة: "يظنون أنهم كسبوا شيئا بقتل أبي، لقد طلب الشهادة ونالها.. وأقول لهم نحن أقوى منكم".

إنها عبارة مزلزلة ستحدث وقعها في العقل الإسرائيلي الممنهج على الأساطير التوراتية حينما يكتشف بأن الواقع سيكون مريراً على المخابيل في قادم الأيام.

وفي مشهد آخر يواسي طفل غزي والده المصاب، رافعاً لمعنوياته مردداً: "ما تخافش يا بابا…أنا بخير خليك قوي".

وفي مشهد آخر يتعلق طفل بجثامين أشقائه الذين قتلهم القصف، ويتجرع دمعه وألمه معرباً عن طلب وحيد:

"أريد فقط أن أقبلهم"، لتنتهي بذلك قصة بيت كان يضج بالحياة، فتتحول غزة المنكوبة إلى حاضنتهم التي لا بديل لها.

ثم تأتي حكاية الطفل الذي كان يودع شقيقه المسجى أمامه ليقرأ عليه الشهادتين أو ذلك الذي قال لشقيقة برجاء: "أريد شعرة من رأسه كيلا أنساه" فيردد الشباب من حوله:

"شد حالك يا بطل كي تقاتل العدو الإسرائيلي الذي جنى عليكم".

هؤلاء هم أصحاب الأرض المنتهكةويمثلون الضحية.. ومن هنا أيضاً يأتي وقود المقاومة الذي لا ينضب في معركة المصير والوجود.

في الجهة المقابلة كان الإسرائيليون يهربوا من الأرض المحروقة في غزة إلى بلدانهم الأصلية وقد تبخرت "إسرائيل" من رؤوسهم شكلاً ومضمونا"، كما حدث مع الأسيرتين اللتين أطلقت حماس سراحهما مؤخراً بوساطة قطرية، من منطلق إنساني محض، بذريعة أن حماس قد تتفاوض مع دول العالم ممن لديهم أسرى من ذوي الجنسيات المزدوجة، مقابل الإفراج عن المعونات التي تكدست شاحناتها خلف معبر رفح! فيما أجلت الحديث عن الأسرى من العسكريين الذين يمثلون جوهر عملية طوفان الأقصى؛ لأنها جاءت رداً على ما يلي:

أولاً:-ممارسات الاحتلال الدموية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية وانتهاكات رعاع المستوطنين الذين عاثوا فساداً في الأقصى تحت حماية جيش الاحتلال وبتحريض من حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة التي تقود حرب الإبادة ضد غزة.

ثانياً:- المطالبة بتبادل الأسرى وتصفير السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين التي اكتظت بهم، وقد تحولت اليوم إلى ما يشبه سجن أبو غريب الأمريكي في العراق.. على أن يتم ذلك بعد توقف القصف الإسرائيلي الهمجي على غزة وإنهاء الحرب، حيث تتمركز حولهم أية مفاوضات رسمية مقبلة مع الاحتلال بوساطات دولية وعلى الأرجح تكون تحت المظلة القطرية.

ففي سياق المفاوضات الجارية بشأن الأسرى المدنيين، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن "الحوار القطري بشأن إطلاق سراح الرهائن سيستمر مع - ما يسمى- إسرائيل وحماس، ونأمل أن تؤدي هذه الجهود إلى الإفراج عن كل الرهائن المدنيين من كل الجنسيات، بهدف تخفيف حدة الأزمة الحالية واستعادة السلام".

مقابل ذلك نجحت الجهود المصرية القطرية نسبياً في إدخال شاحنات المساعدات الإنسانية التي بدأت بعبور معبر رفح الحدودي بشمال سيناء والدخول إلى قطاع غزة، وعددها -فقط- عشرون شاحنة تشمل أغذية وأدوية رغم أنه لا يتناسب مع حجم الكارثة.

من جهتها أكدت حركة حماس أنها تعمل مع "جميع الوسطاء" من أجل "إغلاق ملف (الأسرى) المدنيين في حال توفرت الظروف الأمنية المناسبة"، لكنها لم تعلن عن تفاصيل مطالبها.

بقي أن نعلم بأنه قُتل 4137 شخصًا في قطاع غزة منذ بدء الهجوم، معظمهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس صدرت الجمعة.

أما في الجانب الإسرائيلي، فقد قُتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون قضوا طعناً أو حرقاً أو بالرصاص في اليوم الأول لهجوم حماس ضمن طوفان الأقصى، حسب السلطات الإسرائيلية.

وادّعى الجيش الإسرائيلي كدأبه ودون تقديم الدليل في أن 1500 من مقاتلي حماس قتلوا في الهجوم المضاد لاستعادة السيطرة على المناطق التي دخل اليها عناصر حماس.

ولو كان هذا الادعاء صحيحاً لعرض الإسرائيليون صور لأكوام من جثث الضحايا ما يثبت بأن الأمر لا يخرج عن نطاق الدعاية الإسرائيلية بغية رفع الروح المعنوية لجيش الاحتلال المهزوز.

لأن الخبراء العسكريين يقدرون بأن مقاتلي حماس في العمق الإسرائيلي تحولوا إلى خلايا نائمة سيكون من شأنها مشاغلة جيش الاحتلال من الخلف أثناء الهجوم الإسرائيلي البري الموعود على غزة، والذي تنتظره المقاومة بفارغ الصبر؛ لمواجهته من خلال حرب الشوارع والأنفاق.

ويبدو أن الهجوم البري بات أمراً محتوماً ومطلباً غربياً بقيادة أمريكية، تجلى ذلك بعد فشل قمة بايدن الرباعية في الأردن وإعطاء الضوء الأخضر لنتنياهو من قبل بايدن لتنفيذ الهجوم الموعود، أعقب ذلك فشل مؤتمر "مصر للسلام" الأخير؛ حيث غادرت قطر والجزائر المؤتمر الذي بدا منقوصاً وغير فاعل. فالعرب لم يتعلموا بعد من دروس "طوفان الأقصى" في أن المفاوضات بدون قوة مساندة لن يكتب لها النجاح.

لذلك بنت المقاومة مشروع المقاومة القائم على القوة والإرادة التي لا تلين، وقد أورثت هذه الطاقة لأطفال غزة متجلية في نظراتهم المسكونة بروح المقاومة.

وهذا بحد ذاته ما يرعب الإسرائيليين الذين حاولوا إسكاتها بالحديد والنار فخابت مساعيهم وقد أصيبوا من جراء ذلك برهاب المستقبل المجهول.

***

بقلم بكر السباتين

22 أكتوبر 2023

مؤتمر القاهرة "للسلام".. تثبيت للحالة الأخلاقية الواطئة للعالم والخطرة على الضعفاء فيه.

- اسم المؤتمر يذكرني بمقولة الأبنودي الخالدة: "ملعون أبوها الحمامة أمّ غصن زتون.. معمولة لَجل الضحايا یصدگوا الجلاد"

- كندا، قبرص، اليابان، اليونان وفرنسا وألمانيا وبريطانيا (موقفهم حقير بشكل خاص، وكأننا نستمع الى ممثل اسرائيل في المؤتمر) كلها تحدثت عن "إرهاب حماس" و"حق اسرائيل بالدفاع عن نفسها"..

- لم يتطرق أحد الى "إرهاب اسرائيل" و"حق الفلسطينيين بالمقاومة والدفاع عن انفسهم".. وإن كانت كلمة السوداني قد اقتربت من ذلك. وبالتالي فأن انصار اسرائيل قد نصروها، بينما اكتفى عموم انصار فلسطين (إن صح التعبير) بموقف اقرب الى منظمات المجتمع المدني الهزيلة.

- افضل كلمة في المؤتمر للسوداني، وهي مفاجئة بالنسبة لشخص كان قبل اسابيع يعبر عن خجله من اختطاف الجاسوسة الاسرائيلية في بغداد، دون ان يقلقه كيف دخلتها وماذا تفعل فيها.

- المواقف الفعلية للسوداني التي تصب في دفع العراق الى الحضن الامريكي الاسريلي وتكبيله بقيوده، هي الأهم والأدل على حقيقته إلا اذا حصل تغير فيها. وسوف نرى ان كان هناك اي تحول في سياسته المدمرة في الايام القادمة، ام ان كلمته كانت من أجل "شحن شعبية" سوف تستغل لتمرير موقف اشد انبطاحا، أم أنها بسبب الضغوط عليه، وربما قلقا على شعبيته من المنافسة، يعود لمبادرات مقتدى الصدر.

- موقف البرازيل تافه، ومستغرب ومخيب للآمال من برازيل "لولا"

- عباس: "عدوانا غاشما من آلة الحرب الاسرائيلية" و"منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني". (قواتك شاركت في قمع الفلسطينيين بالتنسيق مع "الة الحرب الاسرائيلية" وبنفس طرقها ضد المحتجين في الضفة. القول بأنكم الممثل الوحيد ليس إلا لأنكم خسرتم الانتخابات لأن الشعب الفلسطيني لا يريد ان يحكمه عملاء عدوه).

- لم يقم أحد بإدانة أو حتى بالأسف على موقف اميركا وفرنسا وبريطانيا واليابان بمنع قرار وقف اطلاق النار الروسي في مجلس الأمن. المجاملات اهم من مصير وحياة الفلسطينيين لدى الحاضرين.

- عبارات مثيرة للاهتمام في المؤتمر:

بريطانيا: نحن جميعا نتفق على إرهاب حماس. حماس كانت دائما ضد السلام (كذب فاضح ونفاق مقزز- اسرائيل نقضت اتفاق سلام سابق مع حماس قبل سنين طويلة).

السيسي (وليس مصر!): ان لا يكون الحل "على حسابنا" (يعني اذا اعطوه تعويض عن "حسابه" مو مشكلة في التهجير).

المانيا: "في هذه الغرفة لا نتحدث بلغة الإرهاب" (إنكم لا تتحدثون إلا بلغة الإرهاب ودفاعا عن الإرهاب، ولا تدينون إلا الجزء المقاوم من الفلسطينيين!).

المانيا: "السلام يعني هزيمة حماس" (لكي نفهم ما تعنيه المانيا بـ "السلام").

***

صائب خليل

تكشفت الحقائق عن المجرمين الكبار في العالم، وهو يدعمون القاتل من دون اي حياء! فها هو الرئيس الامريكي لا يكف عن التعبير عن مدى سفالته! وهو بهذا العمر الكبير، ويدعم بقوة عصابة تل ابيب، ويفتح خزينة البيت الأبيض للصهاينة، ويسألهم عن احتياجاتهم للصواريخ : "اي كمية ترغبون بها ستكون جاهزة"، لضرب الشعب الفلسطيني، ويساعدهم في أعمال القتل والجريمة، ويشاركه الدور العفن رئيس الوزراء البريطاني وهو ياتي ويقدم الدعم اللامحدود للمجرمين الصهاينة، ويشد من ازرهم ويدعوهم للإكثار من القتل بحق اهل غزة، وتبعتهم حكومات اوربية وامريكية تساند الصهاينة، مع انهم يطلقون على انفسهم العالم المتمدن الراقي صاحب القيم الانسانية، لكن مع فلسطين ينكشف الوهم الغربي، ويتضح انهم مجرد حكومات مجرمة قذرة. الايام مستمرة محملة بالصواريخ لتسقط على رؤوس اهل غزة، والحكومات العربية بعضها صامت، وبعضها قلق ويستنكر.

هلع دول التطبيع

في الفترة الاخيرة بدات الدول العربية تتفاخر بإعلان التطبيع مع الصهاينة، واخرها كانت البحرين والامارات، لكن الأحداث الاخيرة لم تكن بالحسبان، حيث اعادت تأجيج مشاعر الجماهير ضد الصهاينة، وتوحيد الامة مع الحق الفلسطيني، واشاعة عدم الرضا على الصلح والتطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم، مما اوقعها في حيرة من امرها، بين ما تخطط له وبين ما يريد الشعب، وهذا حال أهل مصر والمغرب والأردن والبحرين والسعودية والإمارات، انها ما تزال تعيش الصدمة، ولا تعرف ما تفعل لتسكت شعوبها، التي تطالب بمواقف مع الحق الفلسطيني المغتصب.

حرب غزة احدثت عاصفة في مكاتب حكومات دولة التطبيع، لذلك هي تحاول ان تمسك العصا من الوسط، وتدعو للتهدئة، والى ايقاف الحرب، والى السماح بمساعدات للمدنيين، كي تسكت شعوبها وتظهر بمظهر الدولة المهتمة بالحدث من جانب إنساني، وهذا جل ما استطاعت ان تفعله.

صمت او حالة خرس

دول اخرى لجئت للصمت المطبق او لنقل حالة الخرس كي لا تسجل عليها مواقف، مثل بعض دول إفريقيا وآسيا، التي تعتقد السلامة في الصمت، ويكفيها مشاكلها، مع ان ما يحصل لأهل غزة ممكن أن يحدث لهم لاحقا، والكلام والبيانات ممكن ان يكون نوع من المساندة السياسية المعنوية، والتي تعودنا على خرسها، كي تضمن سلامتها.

وهذا موقف جبان جدا، ان الحياد في هكذا احداث ومحن هو تصرف يمنع الانحياز للباطل، ولكنه للأسف الشديد (خذلان) الحق! اني احدثكم عن ابشع اشكال النفاق.

دول العهر الداعمة للصهاينة

كالعادة تصدر مشهد العهر السياسي قادة امريكا وبريطانيا وتبعهم الاسبان والالمان وباقي أوروبا، الا روسيا حيث شددت على أهمية إيقاف الحرب وحماية المدنيين، لكن باقي أوروبا مع القتل الصهيوني المبرمج! هل تتخيل معي ان الحضارة الاوربية انتجت هكذا قيم متوحشة تدعم الظالم وتصفق له، وعجيب امر الحكومات الأوروبية التي صدعت رؤوسنا بحقوق الإنسان وحقوق الطفل والنساء، وها هي تدعم قتل الأطفال في غزة وتعتبر قتلهم مبرر ومن حق عصابة تل ابيب قتل الأطفال! لا تتفاجئ هذه حقيقة الحضارة الاوربية.

لقد صدم العالم وهو يشاهد تصرفات وتصريحات الرئيس الامريكي بايدن، الدعم المطلق للصهاينة، والسعي لمنحهم المال والسلاح بل والدخل العسكري اذا تطلب الامر، وتم ارسال حاملة طائرات لتمثل تهديد حقيقي لمحور المقاومة لمنعه من المشاركة في الحرب.

وكان الموقف البريطاني والكندي والاسترالي، موقف همجي نازي وقومي،  ويهرول وراء راعي البقر الامريكي بايدن.

 اخيرا:

ننتظر أن تصحوا الضمائر العربية والغربية، وتحشد موقف كبير لحماية أهل غزة من العصابات الاجرامية الصهيونية، وأن يتم إيقاف الحرب فورا من دون شروط، وان يتم مساعدة من بقي حيا من أهل غزة الصامدة بوجه قوى الظلام العالمي، وان تفتح حدود غزة للمساعدات العاجلة، بعد أن دمر جيش الشيطان كل شيء.

***

الكاتب: اسعد عبدالله عبدعلي

يشهد المستقبل عادة أحداثا تكون على الأغلب مريبة، لاسيما حين يكون الحاضر مريبا هو الآخر، إذ لطالما تمخض الجبل فولد فأرا، ولطالما أتت الرياح بما لاتشتهي السفن، وقد قيل سابقا:

تطلك تريد تجيب حبله الليالي

جابت خبر ماجان يخطر ببالي

العراق على موعد مع انتخابات في مستقبله، وسواء أتشريعية كانت أم مبكرة! قريبة أم بعيدة! فهي في الحالين يشوبها لغط مافتئ الجميع عن تداوله في أحاديثهم، منهم المتفائل ومنهم المتوجس ريبة في إجرائها، ولايخفى أن نسبة المتفائلين متدنية عن الأخيرين، حيث يلوح شبح (سانت ليغو) بهيئته المرعبة، و(سانت ليغو) معروف بسوء الصيت والسلبية والعواقب الوخيمة على البلاد.

وقد شد المرشحون عزمهم بما أوتوا من قوة وبأس شديد، بالترويج عن مفاتنهم ومحاسنهم وبطولاتهم الموعودة، في حين يتوجب عليهم إدراك حقيقة، هي أصلا غير غائبة عن ذوي الألباب والأسوياء من الناس، تلك هي أن جمال الشكل وبهرج المظهر، لا يدخل ضمن شروط المتقدم للانتخابات، واتخاذه وسيلة للترويج والإعلان يعد ضحكا على ذقون الناخبين وخدعة لاتغتفر، وسيعيها الناخب إن عاجلا أم آجلا، وسيكون رده قاسيا بعد أن يُجبر على الدفاع عن حقوقه بأية وسيلة كانت.

لذا على المرشح المتسابق توخي مؤهلات أخرى غير ظاهرة، يلمسها الناخب بعد حين في يوميات حياته وتفاصيلها، وسيكون هذا بعد فوز من سيصطبغ إصبعه من أجله بنفسجا، تلك المؤهلات هي التي تشكل مقومات فوزه بالنتيجة النهائية. وقطعا لن يكون هذا بسهولة الإعلان والترويج والدعاية فحسب، إذ هو يتطلب -أول مايتطلب- الشفافية فيما يرد في الإعلان من تعريف وتوصيف، وأهم من هذا، المصداقية في الوعود والوفاء بها، وكذلك تنفيذ العهود وعدم نقضها.

في مستقبل عراقنا، ستتنوع أمام أعيننا وعلى مسامعنا أشكال الترويج وأنغام التدليل على الشخوص المرشحين، ويشمل البهرج الفتان هذا أعمال المرشح وأفعاله، الماضية منها والموعودة مستقبلا، فيما لو حقق أكبر أصوات تؤيده وتفضله على غيره من المرشحين. وهو أمر هين في زمننا هذا، إذ أن وسائل الإعلان والترويج اليوم باتت بمتناول يد المرشح، بكل أفانينها الصحفية والإذاعية والتلفزيونية إلكترونيا، وهذا مايروج سوقه، ويبيض صفحته وإن كانت سوداء -وهي عادة كذلك- ويزيد من مساحة ناخبيه عددا ورقما لصالحه.

أذكر طرفة لها مغزى أظنه قريبا كل القرب لما أروم الوصول إليه، إذ يحكى ان الأسمر قال للأبيض -في محاولة للانتقاص من جاذبية ذوي البشرة البيضاء-:

- كل الشعراء والمغنين يتغنون بالأسمر، ويتغزلون بمحاسنه، ويتشببون بخفة دمه، ويستعذبون ظرفه وحلاوته، أما الأبيض فلا أحد يذكر من محاسنه شيئا.

فرد عليه الأبيض:

- ذلك لأن الأبيض لايحتاج دعاية!

هي طرفة قد يتخذ منها ذوو البشرة السمراء مؤهلا، لاعتلاء منصة التفضيل على أقرانهم البيض، مقابل هذا يستند اليها الأبيض لتبرير اعتلاء الأول تلك المنصة، في حين أن أولوية التفضيل له حسب ظنه. وفي كلا الحالتين فالإثنان موهومان في تصورهما، إذ ان الأفضلية لاتقاس وفق مقياس ضيق، كالكارزما والبذلة الفاخرة والمحبس والمسبحة و(الجكسارة)، فهناك من هو أفضل بمقومات ومؤهلات أخرى، لاتمت الى المظهر والمنظر بصلة، بل يؤخذ الجوهر والمخبر بعين الاعتبار، وعليهما يعول وضع المرء في ميزان الأفضلية، وقد قيل في هذا:

عليك بالنفس فاستكمل فضائلها

فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان

***

علي علي

قيمة الأقلام تتناسب طرديا مع قيمة الأوطان، فإذا كان الوطن مُستعبدا، فأقلامه مهما توهمت فهي عند قاع الحضيض، فما يمت للوطن بصلة هو مرآته!!

ربما ستستغربون من هذا الإستنتاج الذي تعبر عنه وسائل الإعلام والتواصل المستدام.

أنظروا قيمة أي وطن وأقلامه وإعلامه، ستدركون أن الكبير كبير بوطنه!!

عندما كتب زميلي بإسم مستعار لا يدل على وطنه، كان ما يكتبه ينتشر في المواقع وتتداوله وسائل التواصل، وتتجاوز القراءات عشرات ومئات الآلاف للمنشور، وما أن كتب بالإسم الدال على الوطن حتى تضاءلت المقروئية إلى بضعة مئات أو عشرات.

فما يرتبط بالوطن لا يتجاوز الميادين التي يُطرح فيها، ولا يفوز بتفاعلات تُذكر، وأقلامنا لا تنال إستحسان المواطنين، بينما ما يكتبه وينطقه أبناء أوطان أخرى يحوز متابعات مليونية أو ألفية.

وفي واقعنا ما يُكتب لايٌفرأ، وما يُصرّح به لا يُسمع، لأن الوعي الجمعي يأبى التبعية والخنوع، والإرتهان بالهذيان.

فالخانعون لا يُقرَأون!!

الطبع البشري يقرأ إبداع القوة والتحدي والإصرار، والتعبير عن العزة والإقتدار، ولهذا تتوطننا النصوص الغنية بالكينونة المِقدامة والمكابرة وتأكيد الذات العالية!!

وعندنا لا يوجد قلم قادر على الخروج من شرنقة ذاته وموضوعه، والتسرب إلى الدول الأخرى والإستحواذ على قرّائها، بينما نتسابق نحو إبداع الآخرين بأنواعهم.

ولو أجريتَ مسحا لمبيعات الكتب في شارع المتنبي، لوجدتَ الكتب العربية والأجنبية أكثر رواجا من كتب أهل البلد، ولا يمكن تفسيرها بغير أن أحوال البلاد تمثلها أقلامه، ولا يوجد في الدنيا مَن يَقرأ إبداعا معتقا في أوعية فقدان السيادة والكرامة والهيبة.

فهل من قدرة على التفنيد؟!!

***

د. صادق السامرائي

قبل الحديث عن تداعيات طوفان الأقصى في الضفة الغربية وسجون الاحتلال التي تتعرض لانتهاكات هستيرية، لا بد من تشغيل الساعة الرملية على الإيقاع الفلسطيني في زمن لا يعود إلى لوراء.

وقد أُفْرِغَ جزؤها العلوي من حبيبات الرمل بعد امتلاء السفليِّ منها بتفاصيل السردية الإسرائيلية الزائفة؛ وشروعها في احتساب وقت الهزيمة منذ نكبة فلسطين عام ثمانية وأربعين، وشهادتها على هزائمنا عبر مسيرة 75 عاماً خلت وعلى إيقاع الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين؛ ليأتي زمن المقاومة الذي صَفَّرَ هذه الساعة إيذاناً ببدء زمن المقاومة كخيار فلسطيني استراتيجي.

حدث هذا التغيير في السابع من أكتوبر الجاري إبّان عملية طوفان الأقصى المجيدة؛ ليعاد قلب الساعة الرملية من جديد حتى تعيد احتساب الوقت على إيقاع المقاومة والتحرير.

وللتذكير فإن الأقدار لا تتجاوب إلا مع صاحب الحق المبين، والإرادة الأقوى، والحقوق المشروعة، والتضحية التي تُبْذَلُ فيها الأرواحُ والدماءُ السخية المعبقة بالمسك.

فكانت المقاومة بحنكتها هي الخيار الاستراتيجي بعد فشل خيار أوسلو الموءود في مهده؛ لتحدثَ التغيير بهمة عالية واقتدار.

وها هو العدو الإسرائيلي بعد فشله الأمني وإصابته برهاب المستقبل يحاول قلب الساعة الرملية على هواه بممارساته الجنونية وهو فاقد السيطرة.. فيقصف غزة بلا هوادة، ويهدم بيوتها على رؤوس أبنائها، ويعتدي على السجناء الفلسطينيين بروح انتقامية.

ويحاول الاحتلال اختصار الوقت من خلال الاستعجال في تهويد الضفة الغربية والأقصى، وذلك بمصادرة الأراضي واقتحام المخيمات على نحو ما جرى في مخيم نور شمس بطول كرم، ومن ثم التلويح باقتحام يائس لغزة بدعم أمريكي؛ لكن الخيبة ستكون حصادهم إذْ أنّ المقاومة تنتظر تنفيذ المرحلة الثانية من طوفان الأقصى القائمة على المواجهة المباشرة وصد العدوان المرتقب من خلال حرب الشوارع والأنفاق.

ورحم الله الشهداء الذين أحدثوا بدمائهم الزكية فرقاً في معركة الرأي العام الذي بدأ يتحول لصالح الفلسطينيين خلافاً للحكومات الغربية، التي غرست كيان الفصل العنصري الإسرائيلي في قلب الوطن العربي لخدمة مصالحها. إذْ هبت تلك الدول ذات التاريخ الاستعماري القذر لنجدة الاحتلال الإسرائيلي، وعلى رأسها بريطانيا صاحبة وعد بلفور، وأمريكا التي أرسلت بوارجها البحرية وحاملة الطائرات جيريلارد فورد بغية قيادة الحرب الشعواء على غزة القابضة على الجمر.

حدثت هذه التداعيات بعدما عزم الفلسطينيون على التحرر من نير الاحتلال الغاشم من خلال صناعة أقدارهم بايديهم.. وتشغيل الساعة الرملية على إيقاع المقاومة المتنامية التي صنعت قدراتها بنفسها.

دعونا نركز الحديث هنا وفي إطار وحدة الساحات على جرائم الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، وقد استنسخوا تجربة الأمريكيين في سجن أبو غريب إبّان الاحتلال الأمريكي للعراق.

ولنبدأ بتسريع الاحتلال لوتيرة التهويد بدءاً بمصادرة الأراضي وسحب مسؤولية السلطة الفلسطينية عن الآثار الفلسطينية المنهوبة، من خلال المشروع التهويدي الذي صادقت عليه حكومة بنيامين نتنياهو، للسيطرة على المواقع الأثرية بالضفة، حيث رصدت لذلك ميزانية أولية بقيمة 34 مليون دولار توطئة لتثبيت الرواية الإسرائيلية المزورة.

ثم محاولة كسر شكيمة المقاومة في الأقصى الذي يتهدده المستوطنون لتهويده، إلى جانب مدن الضفة الغربية مثل جنين ومخيمها ونابلس والخليل وطول كرم ومخيمها نور شمس.

ومقابل الطغيان الإسرائيلي كانت المقاومة تواجه الاحتلال من باب الحماية للفلسطينيين العزل، بروح معنوية عالية تليق بطوفان الأقصى من حيث الصمود، ومشاغلة جيش الاحتلال بالحديد والنار، ونصب الكمائن في مواجهات مفتوحة، وبالتالي تحمل أعباء فاتورة الدم الباهظة.

فقد اقتحمت قوات من الجيش الإسرائيلي مخيم نور شمس بطول كرم فجر الخميس الماضي، ودارت اشتباكات عنيفة بين عدد من المسلحين والقوات الإسرائيلية التي استخدمت جرافة كبيرة، وأحدثت دماراً في البنية التحتية بالمخيم.. نجم عن ذلك استشهاد 12 فلسطينياً من خلال استهداف بعضهم بطائرة مسيرة إسرائيلية، في حين قتل جندي إسرائيلي من وحدة المستعربين وأصيب آخرون في الاشتباكات.. دون تدخل أجهزة الأمن الفلسطيني التي تنسق أمنياً مع اجهزة المخابرات الإسرائيلية: أمان والموساد وشاباك.

ولا يفوتنا الحديث في سياق ذلك، عن التنكيل الإسرائيلي بالأسرى الفلسطينيين بعد طوفان الأقصى، والتعامل معهم بروح انتقامية.. تذكرنا بسجن أبو غريب الأمريكي في العراق.

ووفق ما قاله نادي الأسير الفلسطيني الأربعاء فإن إدارة سجون الاحتلال فرضت عزل إضافي على الأسرى منذ يوم السبت الماضي، "كجزء من سلسلة إجراءات انتقامية" بحقهم في إطار "جريمة العقاب الجماعي".

وقامت بإغلاق الأقسام في جميع السجون وسحب محطات التلفاز المتاحة للأسرى.. وزيادة أجهزة التشويش إلى جانب وقف زيارات عائلات الأسرى.

ناهيك عن إلغاء الزيارات التي كانت مقررة هذا الأسبوع.. أيضاً قطع الكهرباء والماء عن أقسام الأسرى بين فترة وأخرى.. وسحب المواد الغذائية في أقسام الأسرى.. وحرمانهم من الخروج إلى ساحة السجن.. والأنكى من كل ذلك، حرمان الأسرى المرضى من نقلهم إلى العيادات.

ثم التمييز بين الأسرى على الهوية الحزبية وإطلاق تهديدات مباشرة لأسرى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والجهاد الإسلامي.. والقيام بعمليات اقتحام لقوات القمع الإسرائيلية لسجون دامون والنقب وعوفر ومجدو.. والقيام بعزل بعض النشطاء من الأسرى ونقلهم إلى زنازين انفرادية، من بينهم ممثلة الأسيرات مرح باكير.. بالإضافة إلى نقل جماعي لأسرى غزة من سجن النقب إلى سجن نفحة.

فالاحتلال الإسرائيل يحاول استعادة ثقته بنفسه من خلال انتهاك حقوق السجناء والتضييق عليهم، والاجتياح المتكرر المباغت لمدن الضفة الغربية واعتقال المئات من الفلسطينيين.. ومشاغلة المقاومة اللبنانية في الجبهة الشمالية، تهيئة لمقامرة اجتياح غزة العصية على الاحتلال.. والتي ما زالت تقدم ضريبة التحرير من دماء الفلسطينيين الحاضنين لمقاومتهم في زمن لا يعود إلى الوراء.. وساعة رملية بدأت رحلتها على إيقاع المقاومة.

***

بقلم بكر السباتين

21 أكتوبر 2023

رحم الله شهداء فلسطين الابرار.. الميامين الاحرار واسكنهم الله جنة الفردوس جنة الخلد مع الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين.. اخوتنا الفلسطينيون هم جدار الصد هم حماة العرب ضد العدو السفاح المتعجرف المسعور هب ليشعل على العرب التنور في هستيرية في جنون.. فاقام محرقة الهولوكوست الحديثة والحديثة جدا بالياتها الحربية الغير معهودة  التي اعتمد نتانياهو شارون في مبادئها على معادات العرب الفلسطينيين المسلمين والمسحيين والعرب جميعهم وهو الحالم وزبانيته بتهويد الاردن واقامة امبراطورية صهيونية من النيل الى الفرات..  واقام بحرب ابادة جماعية حرب عرقية تطهيرية بطريقة انتقامية بشعة لا مثيل لها في التاريخ الحديث.. نتانياهو شارون ينتقم من الفلسطينيين والعرب انتقاما فضيعا لا مثيل له.. وكانهم هم من قاموا بمحرقة اليهود وقتل ست ملايين يهودي!.. نعم نتانياهو ينتقم من العرب والفلسطينيين الابرياء ايا كان دينهم من محرقة اليهود في المانيا المحرقة التي قام النازيون بها فتعاونت كل من ألمانيا النازية وحلفائها والمتعاونون معهم على قتل اثنين من بين كل ثلاثة يهود أوربيين وذلك باستخدام ظروف قتل مميتة، ومعاملة وحشية، وإطلاق النار الجماعي والغاز القاتل وبالأخص مراكز القتل المصصمة لذلك. وهذا ما تفعله اسرائيل ونتانياهو شارون اليوم مع الفلسطينيين الابرياء العزل من قتل وتشريد وتجويع وحرق وضربهم بالفسفور الابيض في مراكز التجمع مثلما فعل النازيون مع اليهود.. ان نتانياهو شارون ينفذ الهولوكست حرفيا واكثر بل طور وتفنن وامعن في كيفية القتل والتعذيب النفسي والمادي والمعنوي حد الاسراف بانتقام فضيع وتشفي هستيري غير مسبوق ومفضوح مطبقا الهولوكست على الفلسطينين.. ان الهولوكست لمن لا يعرفها هي  عبارة عن الاضطهاد المنهجي الممنهج الذي ترعاه الدولة الالمانية بغرض قتل حوالي ستة مليون يهودي من قبل النظام النازي والمتعاونين معه. كان الهولوكوست عملية متطورة والتي حدثت في أرجاء أوروبا بين عام 1933 وحتى 1945

نعم نفذها الصهاينة بتاييد من الدول الغربية واماريكا وابريطانيا والمتطبعين العرب في اخوتنا الفلسطينيين العرب الاحرار،.. الابرياء انه الانتقام الابليسي الوحشي بلا هوادة ولا رحمة.. مات شارون وقام شارون في صورة نتانياهو وزبانيته اماريكا وابريطانيا والغرب وكل مؤيديه والمتطبعون معه.. الصهاينة المجرمون سافكوا الدماء نفذوا حرب العراق والبوسنة والهرسك ومذبحة صبرا وشاتيلا والدواعش في سوريا كل هذه الحروب دفعة واحدة في غزة كل هذه الجرائم نفذت في ظرف زمني قياسي بضعة ايام في غزة الابية غزة عاصمة الاحرار عاصمة الشهامة والاباء ارادوها ان تكون سبية محروقة ومحطمة.. ركام حطام .. اطفالها شبابها وشيوخها ونساءها اشلاء متناثرة.. واجساد محروقة متفحمة.. واصحاب العقال الانذال لم نسمع لهم لاسؤالا ولا جوابا ولا قرارا الا قرار التطبيع ووراء الصهاينة و الاسرايليين و امريكا يلهثون.. هم االخونة المؤيدون لاسرائيل وبني صهيون في افعالها الاجرامية التي فاقت وحشية التتار وهولاكو.. بسم الله الرحمان الرحيم "تبت يدا ابي لهب وتب ما اغنى عنه ماله وما كسب" صدق الله العظيم. هذا السفاح المسعور.. الضبع المجروح طفق يصرخ ويحرق ويدور فاقد العقل والصواب والرحمة و الرشاد.. قتلة الانبياء والمرسلين من اين سيكون لهم الرافة والرحمة والحنين هم المفسدون في الارض.. الاشرار المهلكون الحرث والنسل.. ويقولون هم ابناء الديار!.. الديار ديار العرب الفلسطينيين من يوم خلق الله الارض وما عليها.. ما ضاع حق وراءه طالب.. ان ينصركم الله يا اخوتنا الفلسطينيون فلا غالب لكم.. أقول لاصحاب العقال الخونة المتطبعون ولاردوغان سافك دماء الاكراد وما البوارج الحربية الامريكية والبريطانية الا تهديدا ووعيدا لكم ولكل العرب.. تمترسوا بكراسيكم لكن ضعفكم وخذلانكم لقضية الامة العربية سيكون سبب سقوطكم من كراسيكم الواهية.. ايها العرب انتم تعرفون ان نتايناهو شارون ظالم مسرف في وحشيته وظلمه.. اكثر من جانكيز خان  وهولاكو وبوش الظالم المتجبر.. نسي ان فوق كل ظالم جبار عنيد.. جبار قاهر قوي هو الله. قال الله تعالى في سورة الانعام الاية عدد 18 (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) صدق الله العظيم. نسال الله الواحد القهار ان يغل ايديهم في أعناقهم وان يدك اليات حربهم ويغشي بصيرتهم وبصرهم وان يطمس على اعينهم.. ونسال الله النصر المبين لاخوتنا الفلسطينيين حيثما كانوا في فلسطين.. اخوتنا الفلسطينيون هم جدار الصد هم حماة العرب.

***

الكاتبة فوزية بن حورية

المكالمة الهاتفية التي تلقاها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من نظيره الإيطالي اثارت جدلا لدى الراي العام المحلي، وبالأخص اهتمام النخبة المثقفة والطبقة السياسية في الجزائر، حسب ما ورد من رئاسة الجمهورية الجزائرية دون ذكر المزيد من التفاصيل، حيث تركت المكالمة الهاتفية تساؤلات الرأي العام الجزائري، وهو ما أشار إليه المحلل سعيد بودينار ضابط سامي متقاعد، من أجل الإجابة على سؤال كيف لإيطاليا التي أبدت تعاطفها مع الكيان الصهيوني مثل باقي دول الاتحاد الأوروبي أن تتجرأ وتتصل بالجزائر في وقت لازالت المجازر ضد إخواننا في فلسطين تتزايد وتحصد أرواح المئات من الأبرياء؟ هو السؤال الذي طرحه المحلل سعيد بودينار، وقال أنه من المرجح أن مكالمة الرئيس الإيطالي تمت بإيعاز رؤساء عدة دول أوروبية فكرت أن تستثمر في العلاقات الطيبة بين البلدين للتقرب من الجزائر، وهنا يتساءل سعيد بودينار عن المغزى من المكالمة، معبرا عن وجهة نظره لما يحدث في الساحة، وفق تطورات الأحداث.

  فإيقاف الحرب في فلسطين والاعتداءات الهمجية على الأبرياء حسبه تبقى المحور الرئيسي للمكالمة، لاسيما والأوربيون يرون أن الجزائر هي الدولة الوحيدة التي تلقى صدى طيب وإيجابي من لدن جميع الفلسطينيين، إلى حد أنهم ألقوا بالقضية في أحضانها رغم بعد المسافة وتواجد عدة دول عربية وإسلامية على حدودها أو بمقربة منها وهي في حد ذاتها حالة فريدة من نوعها، ويستنتج المحلل أن هدف أوروبا إنقاذ كيان بني صهيون وإيقاف الحرب وجرّ جميع الأطراف الى الحوار مع إعطائها نكهة تفوّق الكيان الصهيوني لأن المفاوضات ستكون عسيرة ومذلة نظرا لخطورة وحجم الوثائق المتحصل عليها وأهمية مناصب بعض الأسرى، فأوروبا كما يضيف ترى أن الجزائر البلد الوحيد الذي يجد آذانا صاغية من الجانب الفلسطيني وتقبل على الأقل الالتزام بالسرية وإبقاء فحوى المفاوضات داخل القاعة، السؤال الذي طرحه سعيد بودينار هو معرفة من هو الطرف الأهم في المعادلة؟ وما هو رأيه؟، يجيب سعيد بودينار بالقول أن أمريكا هي الطرف الأهم في هذا التكتيك .

 وقد سارعت بإرسال بوارجها الحربية إلى المنطقة مما يدل أنها تدفع منذ البداية للتصعيد والاجتياح البرّي أمام رفض حكومة نتانياهو المتأكدة لحد الآن من الفشل الذريع عكس حكومة بايدن التي ترى أنها مستفيدة في كلتا الحالتين، ففي حالة نجاح الهجوم البري تكون ضربة قاضية الفلسطينيين وجميع دول المنطقة وبهذه الضربة تطوي ملف الشرق الأوسط نهائيا، أما إذا فشل الهجوم فتتخلص من الوجوه القديمة للكيان وتفتح صفحة أخرى مع وجوه جديدة تتقبل المشروع الأمريكي بأكثر مرونة وبعدها تتفرغ بلد العم سام التنين الصيني، بالنسبة للجزائر يطرح المحلل عدة تساؤلات لمعرفة احتمال اصطدام المساعي الجزائرية بالرفض الأمريكي ومعرفة تداعياته؟، إلا أنه نوّه بجهود الدولة الجزائرية في لم شمل الشعب الفلسطيني من خلال جمع جميع الفصائل الفلسطينية حول طاولة واحدة، ما استخلصه سعيد بودينار هو أن الأيام القادمة وحدها تكشف الحقائق الخفية في ظل احتمال ردود أفعال سلبية من طرف بعض الدول مثل مصر والسعودية التي تشعر بتقويض دورها الإقليمي أو الإمارات التي لا تتردد في اتخاذ موقف عدائي من الجزائر.

***

 قراءة علجية عيش

ليس حقداً ولا حسداً بل منهج علمي في مواجهة "سوالف مقهى"!

كنت قد نشرت بعض مسودات المعجم الذي أعمل عليه منذ فترة في سلسلة من المقالات على مواقع الصحف التي أنشر فيها تجاوز عددها عشر مقالات، وقد رد السيد قيس مغشغش السعدي على ما كتبت بمقالة نشرها على واحد من تلك المواقع ركز فيها على الآتي:

1- حكمَ السيد السعدي بأنني كتبت ما كتب دون أن أقرأ مقدمة معجمه وكأنه كان يجلس بجانبي حين كتبتُ ما كتبت، حيث قال: " كنت أتمنى لو أنه قرأ تقديم الكتاب وغالبا ما لا تقرأ المقدمات مع أنها في مثل هذه الأعمال مهمة لأنها توضح الأبعاد والطريقة المعتمدة وحدود الكتاب". وأعتقد أن الرجل تعجل الحكم، فمقدمة معجمي هذا توضح انه على خطأ، وأنني فككت المقدمة التي كتبها هو تفكيكا نقديا مفصلا رغم صعوبة ذلك بسبب ركاكة لغته العربية التي كتب بها، والتي تقارب أحيانا لغة المقهى الشعبية العامية. وقد ضربت عليها العديد من الأمثلة وتركتها كما هي بأخطائها اللغوية والأسلوبية الفادحة. وقد امتدت محاولتي النقدية في مقدمة المعجم الذي أوشك على الانتهاء منه على أكثر من مائة وعشرين صفحة تقريبا، نشرت بعض مسوداتها في المقالات الأولى من سلسلة المقالات المذكورة.

2- يتهمني السيد السعدي بأنني كتبت ما كتبت مدفوعا بالحقد والحسد فيكتب: "القراءة الصحيحة حين تكون بعيون ناقدة، أما إن كانت بعيون حاسدة أو حاقدة، فستؤثر على الرؤية بكل تأكيد)، ثم يضرب مثالا على ما كتبت بالتخريج الذي أكدته لكلمة "مسودن"، فيقول (وبعض المساعي لحرف ما هو قيم في التخريج نراه يقع ضمن ذلك ومنه أن المفردة العامية (امسودن) لا يمكن أن تكون مثلما عرض اللامي، بل هي قطعا من فعل (شدن) المندائي والذي يرد بالمعنى نفسه (جن) ومنه (امشُدن) بمعنى (امسودن)، حتى أن المرحوم جلال الحنفي توقف عندها ولم يبت بل قال: (أحسبها) من الإصابة بالسويداء". ولن أرد على هذا الاتهام ففي النزول إلى هذا المستوى من التفكير المهموم بالحسد والحقد إساءة لعقلي وعقل القارئ! ولكني سأكتفي بأن أعيد ما كتبته بخصوص كلمة "مسودن للتذكير بالفرق بين التخريج العلمي الرصين و"سوالف المقاهي" الساذجة: " إمسوُدَن = (شدن) يُجن في المندائية. ويعترض المؤلف على تخريج للشيخ جلال الحنفي الذي قال فيه أن كلمة مسودن أي مجنون ربما جاءت من الإصابة بالسوداء ويصفه بأنه تخريج بعيد! والحقيقة أن السوداء لا تعني هنا عكس البيضاء، بل تعني في اللغة العربية "مرض نفساني يؤدي إلى فساد الفكر في حزن هي متلازمة اكتئابية محددة تتمثل بحالة مزاجية سوداوية ودرجة من الحزن العميق والأسى وفقدان الأمل أي المنخوليا الاكتئابية" والكلمة في العامية أقرب إلى السودة أو السوداء بهذا المعنى منها إلى "شدن/ إمشدَّن "المندائية" كما يقول المنطق والتحليل اللغوي مع أن الكلمة قد تكون مشتركة بين الجزيريات "الساميات" مع إبدال السين العربية إلى شين، أو العكس". ويلاحظ القارئ هنا إننا أشرت إشارة خاطفة لتخريج الحنفي ولم أتوقف عنده بل توسعت في التخريج المقارب لما قاله وأتيت بمعلومات من مصادر أخرى ثم أن الحنفي وغيره لا يمثل الحقيقة المطلقة، وليس مقدسا ومعصوما في مجال البحث وقد خطأته وخطأتُ غيره في عدة تخاريج.

3- يعلق السعدي على بعض التخاريج التي رددت بها على تخاريجه لكلمات مثل "جلاق" و "ذاب جرش" بالقول: "ودليلنا في أن هذه المفردات ليست عربية هو عدم استخدامها في غير العراق". وهذا تفسير سطحي سبق وأن رددنا عليه وقلنا؛ إذا كان المقياس هو عدم وجود كلمة عراقية ما في لهجات عربية غير عراقية فيمكن القول بأن عشرات الآلاف من الكلمات العراقية موجودة في اللهجات العربية، وهذه الكلمات غير الموجودة تمثل الاستثناءات القليلة، وهذا الواقع يؤكد عروبة اللهجة العراقية أصلا ومسارا تأريخيا. وثانيا، فإن لم ننكر وجود الرواسب اللغوية من اللغات الرافدانية العراقية القديمة وهذه بطبيعتها غير موجودة غالباً في اللهجات العربية خارج العراق، ربما مع بعض الاستثناءات الآرامية والكنعانية ذات الأصل الأكدي. وبخصوص كلمة "ذاب جرش" فاعتراضنا كان على جهل السعدي بمعناها الحقيقي كمصطلح خاص من البيئة العشائرية العربية العراقية، فهي لا تعني التجذر في العشيرة كما قلنا بل تعني عكسها تماما أي، لجوء شخص يهرب من عشيرته لسبب ما ويلتجئ إلى عشيرة أخرى ويعيش في حمايتها على سبيل "الدخالة". ووعموما فالجهل بالشيء ليس حجة كما يقال، وكان حريا السعدي أن يشكر من كشف له جهله بهذه المعلومة وبيَّنَ له معناها الصحيح.

4- يخصص السعدي نصف مقالته تقريبا لتبرير أخطائه الفادحة وفقر بضاعته اللغوية غير العلمية، فيقتبس العديد من الفقرات من مقدمة معجمه لتأكيد أنه كان يقترح تلك التخاريج ولا يجزم ببعضها، وإنه سبق: "على أنني أستميح القارئ الكريم عن أي خطأ أو ربما تخريج غير دقيق. فربما اجتهدت في مرجعية بعض الألفاظ بحكم عدم معرفة أساس ومرجعية لذلك اللفظ فذهبت الى الأقرب. فإن تبين لهم غير ذلك، فإن من مهام الباحث التحفيز في البحث الذي ربما لا يتم البت في بعض جوانبه ولا يتفق فيها على مرجع. وحيث أن من يؤلف يرتجي الشكر والثناء على الجهد الذي قام به، فإن حسب من يـُقدم على الأعمال القاموسية والمرجعية أن ينجو من الخطأ ويتجنب النقد ويقبل بالرضا، وهذا حسبنا". والواقع فإن هذه اللهجة الاعتذارية تكون مقبولة من شخص يتحمل مسؤولية أخطائه ويعترف بها بشجاعة لا أن يصر عليها ويتهم من يكشفها له ويوثقها بدقة بأنه حاقد حاسد! ثم إن الأمر لا يتعلق بمجموعة صغيرة من التخريجات الخاطئة بل إن أكثر من تسعين بالمائة من تلك التخريجات خاطئة وإن المنهجية التي اختطها المؤلف كانت عشوائية ولا حظ لها من العلمية وقد دللنا على ذلك تفصيلا! ولا أدري على ماذا أحسد السيد السعدي يا حسرة وقد عانيت الأمرين من قراءة وتفكيك أخطائه التي لا تليق بباحث رصين والتي قاربت السخرية من عقل القارئ بافتعالها وشعرت بالخجل من قلة أمانتها وانعدام نزاهتها البحثية؟!

إنني أوشك هذه الأيام على إتمام تأليف معجمي الجوابي رداً على معجم السيد السعدي، وقد بلغ عدد فقراته تسعمائة وست عشرة فقرة، تحتوي على مئات التخاريج الموثقة توثيقاً علمياً وتأليفياً دقيقاً، وسيصدر المعجم الذي يحمل اسم "معجم اللهجة العراقية: الجذور العربية الفصحى والرواسب الرافدانية" خلال الأشهر القادمة بحر العام الجاري أو بداية العام القادم، وسأترك الحكم على ما ورد فيه للمتخصصين المعجميين واللغويين وعامة القراء العراقيين والعرب والناطقين بالعربية، وآمل أن يحظى باهتمام السيد السعدي فيخصص له مقالة أخرى أكثر شمولا وهدوءاً.

***

علاء اللامي

............................

* رابط مقالة السيد السعدي: المفردات العراقية بين العربية والمندائية

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=800967

جماهير الأمة إرادتها متظافرة، والكراسي القابضة على مصيرها إرادتها متنافرة ومتصارعة، فكل كرسي يسعى لتدمير الآخر وتمرير إرادة كفيله.

الشعب العربي يتظاهر متكاتفا مع الشعب الفلسطيني في غزة، والكراسي يقال أنها تعمل بصمت وتريد أن توقف مجزرة القرن وتمنع تفريغ القطاع من البشر.

لكن الخطة المؤيَّدة من القوى الكبرى أعطت الضوء الأخضر لتنفيذها، والعمل يجري على إنجازها في الوقت المناسب وبأقسى وأفظع الأساليب، لأن التوصيف الذي ظهر يعني إستحقاقا أكثر من الموت.

ترى هل ستنفع أصوات الحناجر أمام أصوات الإنفجارات؟

أثبتت الأحداث في دول الأمة أن التظاهرات لا فائدة كبيرة ترتجى منها مهما كانت صادقة وأصيلة، لأنها يمكن إخمادها بأساليب متنوعة، وقتل الآلاف بدم بارد، وإلقاء اللوم على طرف ثالث أو مجهول.

المظاهرات في هذا الوقت لسان حال الأمة وصوت ضميرها ومرآة جوهرها، غير أنها مقبوض عليها من قبل الكراسي فإرادتها هي العليا.

أما إرادة الجماهير فهي كاللهيب الذي يتم إخماده بآلة إطفاء الحرائق وكما تشتهي الكراسي؟

اليوم 13\10\2023 نزل أبناء الأمة في عدد من دولها إلى الشوارع والميادين،  لمنع الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة، وما أوقفت المظاهرات غارة واحدة،  ولا حركت ضمير الدول الكبرى، المصرة على حق هذه القوة أن تسحق وجود الفلسطينين وتمحقهم، والكراسي تمارس التعقل والهدوء وتمعن بالتفرج والترقب، حتى كراسي الضفة الغربية تبدو وكأن الأمر لا يعنيها، وأبناء الشعب يبادون كأنهم ليسوا بشرا.

المساندة الحقيقية أن تقف الكراسي وقفة رجل واحد، وتتحدى وتناصر بالفعل المقدام، لا أن تمعن بالخطابات، والكلام الخالي من الفعل الجاد الوثوب.

فالقوة لا تردعها غير القوة، والقوة لا تهمها التظاهرات والأصوات المنددة والمستنكرة، القوة تريد قوة تواجهها.

فلا يفل الحديد إلا الحديد!!

***

د. صادق السامرائي

يا موطن العربي من الأدنى إلى الأعلى.. ألم تعلم.. ألم تسمع بما حل في غزة والأقصى.. يا نشامة الأردن.. يا أحرار سوريا.. يا أهل العراق.. يا أسود الرافدين.. يا أهل الجزائر يا بلد المليون شهيد.. يا أهل ليبيا يا أحفاد المختار.. يا أهل المغرب يا أسود الأطلس.. يا رجال تونس الخضراء.. يا أهلنا في الخليج شعب النخوة والأصالة.. يا صقور مصر يا أبطال الكنانة.. يا شعب اليمن يا نبع الرجولة.

إلى كل الدول العربية لا أحد يجيب.. يا من نشدناكم يا أهل الإسلام والرحم والعروبة.. أفيقوا.. دموعي تشق الخد من شدة الأسى.. وعيني جفاها النوم والبال ما صفا.. وقلبي بنار القهر والظلم يكتوي.. فقد جاوز الأعداء في قهرنا المدى.. وأنظر حولي صار الحال مؤسفا لمن ضيعوا أمجادنا كلها سدى.. فأسأل نفسي وهي لا تجيبني متي يستفيق العرب من سكرهم متي؟.. ظللنا قرونا نملك الأرض كلها ونتمتلك الشرق العظيم وما حوى.. ودانت لنا طوعا وكرها ملوكها.. وصرنا نٌساق اليوم من أرذل الورى.

فمن لي بجيش مثل جيش أسامة أذيق به أعداءنا الذل والردى.. ومن لي بسيف مثل سيف ابن طالب.. ـدق به في الحال أدمغة العدا.. ولكن عزائي أن للبغي مدة وأن هلاك القوم في الذكر قد أتى.

أفيقوا بني الإسلام.. هبوا حمية لأرض إليها سيد الناس قد سرى.. أفيقوا يا عرب غزة تستباح.. هنا في غزة.. من كنت أحب.. يرقدون الان بالحفر.. الى متى سنبقى صابرين.. يا مسلمين أصنعوا ما شئتم فلن تعيدوا لي من أحب.. ذنبهم في رقابكم.. أدعوا الله أن ينزل المطر.. عله يغسل شيئا من عاركم..

أين أمتنا منك الأن يا ( محمد.. يا خير الأنام ) ؟ ندق على أعتاب شفاعتك فى الدنيا قبل الأخرة ونسألك دُعاءً يرفع كروباً غاصت بها أقدامنا... تهرول الأيام فوق أجسادنا وتسحق فى خطاها كرامتنا وقدرتنا على حماية حرمة الدماء المنهمرة... تُضرِم الأحقاد نيرانها الموقدة منذ قرون بشعوبنا العربية وتقذف "ديننا " الحنيف بألسنة اللهب الكافر وتعبث بوحدتنا الوطنية محاولة إحداث صدع ينزع الصليب المقدس من أحضان الهلال الوضاء.

أفيقوا يا عرب قبل أن يدركنا النسيان، ولنتحد لاطمين الأعداء أو على الأقل لا نمنحهم متعة إيلامنا وإيذاء مشاعر عروبتنا، ولنشهق فى وجوهم شهقة صلاح الدين الأيوبي فنعيد أمجاداً مضت وهاجرت، فنحن بحاجة للكثير كى يمكننا استدعاؤها وردها إلى أحضاننا الخاوية من دفء الوحدة ولم الشمل.. !

أفيقوا يا عرب الموضوع خطير وإبادة غزة مجرد بداية لمشروعهم الخبيث , إذا لم ننتصر في هذه المعركة سوف يأتي الدور على كل الدول العربية وستصبح إسرائيل هي اليد الأولى في الشرق الأوسط.

الأقصى يصرخ مستنجداً لإيقاف الاعتداءات المتكررة عليه ,,, مللنا الخطابات والمسيرات ونريد لحظة صدق من أمتنا العربية والاسلامية,من القادة والعلماء والشيوخ,,, نريد وقفة جادة وصارمة لنصرة الأقصى من الدنس.

أفيقوا يا عرب ولا تسمحوا لليهود ان يستبيحوا أقصانا ودعونا نتحرر من الجهل والضياع والاستعباد ,,دعونا نعود الى كتاب الله ليمنحنا القوة لمجابهة الأعداء ورفع الذل والهوان ,,فلن يخذلنا الله وهو من قال "إن تنصروا الله ينصركم".

لقد تشققت الحناجر من كثرة الكلام وحان الآن الحراك التام على الصعيد العربي وبالأخص الإسلامي حان الوقت لتدور الدائرة عليهم ولتضيق على أعناقهم حد التمزق، ولإنقاذ" غزة "من غيابات الجُب، حان وقت النصر.

أفيقوا وانهضوا يا عرب يا حكامًا مهزومين وشعوبًا مدجنةً يا أمة ضحكت من جهلها الأمم القدس عروسنا وزهرة مدائننا تستباح وغزة تحت النار تقصف بالمدافع وانتم لا تتحركون صامتون ونائمون كأهل الكهف سئمنا بياناتكم واجتماعاتكم وإدانا...

إن الثمن الذي تدفعه غزة لا يطيقه أحد والمعركة التي خاضتها خاضتها نيابة عن أمة كاملة اللهم بردا وسلاماً على غزة اللهم نستودعك أهلها في ودائعك ياالله، لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. وللحديث بقية.

***

د. محمود محمد علي

أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بجامعة أسيوط

نحن نعرف والعالم أجمع يعرف أن الكيان الصهيوني هو صنيعة الامبريالية العالمية، والدول الأستعمارية وفي مقدمتها حينذاك بريطانيا.

وانطلاقا من وعد بلفور المشؤوم الذي اصدرته الحكومة البريطانية في دعم تأسيس وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، حيث ارتكبت العصابات الصهيونية عشرات المجازر بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وبحماية بريطانية ومن أبرز تلك العصابات الصهيونية، عصابة البالماخ، وعصابة الهاجاناه، وعصابة الأرجون، وهنا لا أريد التوسع في هذا الجانب (العصابات الصهيونية ومنشأها وجرائمها، وقياداتها، وما قامت به من جرائم) لأنه موضوع شائك، وبالأمكان أن يحصل القارئ الكريم على تلك المعلومات بسهولة من خلال الأنترنت، ولا حاجة الى البحث في المكتبات، وصعوبة الحصول على المصادر كما كان سابقا.

فالقضية الآن، وفي هذا الوقت العصيب بالذات هو ما يمر به شعبنا الأعزل في فلسطين وبالخصوص غزة، والحرب الظالمة عليها، وما تتعرض له من إبادة جماعية، ومجازر بربرية يندى لها جبين الأنسانية، وفي الوقت نفسه  يستصرخ أهلنا في غزة، شعبنا العربي وأمتنا الأسلامية، وكل أحرار العالم بمساعدتها ومد يد العون لها، لما يتعرضون له من قتل الأطفال والنساء والشيوخ والعجزة، واستخدام الصهاينة الأوغاد كل الأسلحة المحرمة دوليا في ضرب البني التحتية، فازدادت شدة عدوانيتهم في ضرب ما لا يجوز مسه في قوانين الحروب وقواعدها، من المستشفيات والمدارس ودور العبادة والمعالم التأريخية، ولكن نتيجة خوفهم ورعبهم، حاصوروا غزة، حيث أعلن وزير الدفاع الأسرائيلي يوآف غالانت، فأمر بفرض حصار شامل على قطاع غزة بقوله: (لا كهرباء، ولا طعام، ولا وقود) وتلفظ بكلمات بذيئة بحق الشعب الفلسطيني، ويُعتبر ما صرح به هو جريمة حرب .

فان ما يمر به اليوم أهلنا في غزة، هو أبشع جريمة بحق الأنسانية، وتجاوز كل الخطوط الحمر، وذلك باعطاء الرئيس الأمريكي بايدن والمنظومة الأوروبية الأستعمارية، الضوء الأخضر في مرأى ومسمع من العالم وبكل وقاحة، وبالمقابل مما تقوم به امريكا وقوى الشر العالمي من دعم للصهاينة جهارا نهارا، لم نرَ من الحكومات العربية و لا الأسلامية، اية ردّت فعل تردع بها هذا العدوان وجرائمه الوحشية، التي راح قادة الجريمة الصهاينة يتمادون في غيّهم الاجرامي .

مع العلم ان هذه الحرب التي يخوضها كل قوى الشر العالمي، وبكل شراستهم وعدوانيتهم ووحشيتهم وبكل إمكانياتهم التسليحية والتكنولوجية المتطورة والمتفوقة، وليشهد الله والتأريخ على ما أقول أن هذه الحرب يدور رحاها في غزة وبمقاومة ابطالها الشجعان في صد العدوان المتوحش الغاشم، انما هو دفاع مقدس عن الارض والعرض، وصمود المظلوم امام وحشية الظالم، وحرب الحق ضد الباطل، ودفاع عن الامة العربية والأسلامية، وانتصارها هو انتصار الأمة وانكسارها لا سامح الله هو انكسار الامة، وهي الحرب الفاصلة في الوجود اواللاوجود، فان لم نقف صفا واحدا، ومن منطلق الواجب القومي والديني والأنساني في مواجهة هذا الأجرام البربري وردعه باسرع وقت، وانقاذ اهلنا في غزة، إذ ان الوقت لا يحتمل اكثر من هذا، فلذا ينبغي علينا عدم التواني ومَضْيَعَت الوقت بالكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع .

فالحرب على غزة هو حرب على الأمة بأجمعها، وانتصار المقاومة في غزة هو انتصار الأمة على أعدائها، وانتصار لقضيتنا الفلسطينية التي هي قضيتنا المركزية .. وهي معركة المصير . فالقوى الظالمة المتمثلة بمحور الشر الغربي (بريطانيا والمانية وفرنسا) وعلى رأسهم الشيطان الأكبر، قد فقدوا شعورهم بفقدانهم الكثير من مواقع هيمنتهم ومنافعهم، فراحوا يتخبطون بسياساتهم الهوجاء والحمقاء والرعناء، بسبب افلاسهم، بعد ان تفوقت الصين اقتصاديا وتجاريا وسياسيا وصناعيا، بالاضافة الى القوة الروسية العظمى التي استعادها الرئيس بوتين، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، فاختلقوا

له حربا مع اوكراينيا، لرفضه وعدم انصياعه، وتصدّيه لمخططاتهم التأمرية هنا وهناك، وبالخصوص سوريا . وبعد فشلهم في الحرب الروسية الأوكراينية، وعدم تأثر روسيا في هذه الحرب، على الرغم من العقوبات التي فرضوها على روسيا، ودعمهم المطلق، ماديا ومعنويا، وبكل ما يعني الدعم اللوجستي للرئيس الاوكراييني، فكلها باءت بالفشل الذريع، والآن يقفون بكل وقاحة الى جانب حكام تل ابيب، للهروب من فشلهم، وتغطيته، فالتجِأوا الى ذريعة اخرى في دعمهم لهذا الكيان الغاصب المتهاوي الذي تلقى ضربة موجعة لم يتوقعوها من ثلة من المقاومين الأبطال الذين آمنوا بقضيتهم، وجاهدوا من اجل استرجاع ارضهم المغتصبة، وحقوقهم المسلوبة، نعم ان امريكا وقوى الشر العالمي، فان كانوا لا يدرون بالكيان الصهيوني المتهالك وذعره الشديد، وعدم قدرته على المواجهة، فهي مصيبة، وان كانوا يدرون فالمصيبة أعظم، ومع ذلك سارعوا الى انقاذه من الانهيار، لأن سقوطه يعني لهم، هو تحرر المنطقة كلها من هيمنتهم الاستعمارية .

فلذا يجب على الحكام العرب والحكومات الأسلامية الوقوف الجدّي والعملي، في ايقاف هذا العدوان الظالم على غزة والابادة الجماعية، وفك الحصار فورا، ومن ثم تقديم النتن ياهو ووزير دفاعه المجرم الى المحكمة الجنائية الدولية كمجرمي حرب وابادة جماعية، لينالا جزاءهما العادل ..

يقول المهاتما غاندي العظيم، والسياسي البارز والزعيم الروحي للهند في حركة استقلالها، فكان قائدا فذّا للساتياغراها وهي مقاومة الأستبداد من خلال العصيان المدني الشامل، واللاعنف، فيقول غاندي (اذا خُيّرتَ بين العنف و قبول الذل، فاختر العنف).

وكذلك يقول ميخائيل نعيمة أحد أدباء المهجر اللبنانيين البارزين " الحرب – لو يعلمون ـ لا تستعر نيرانها في اجواف المدافع، بل في قلوب الناس و أفكارهم ايضا " .

فعلى الشعوب العربية والأسلامية وكل القوى الخيرة في العالم ان تلطخ وجوه مجرمي الحرب ووجوه مَنْ يقف معهم بدماء اطفالنا وأمهاتنا وآبائنا وأخواتنا، فيا جماهير الحق ضد الباطل، ويا كل أحرار العالم أخرجوا الى الشوارع واطلقوا صرخاتكم بوجوه الظلمة لتكون صواعق حارقة تنطلق من حناجركم ومن عيونكم، فترعب الظلمة والمتجبرين، وأعدّوا لهم كل ما لا يتوقعوه، لتعطوهم درسا يتعلم منه كل جبار ظالم، وطاغية مستبد، فان الشعوب مهما طال أمد ظلمهم، فان للصبر حدود، وكلما ازداد الضغط فلابد من الانفجار المدوي، فيا ايتها الشعوب المظلومة، اقلبوا كل شئ في حياة الظلمة، اقلبوا ما هم عليه واقلبوا ما خلفهم ومن يمينهم ومن شمالهم ومن امامهم، ولا تعتدوا في غضبكم على طفل وامراة وشيخ عجوز ومريض، لأن قيم ومبادئ ثورة الحق ضد الباطل، لا وجود في قاموسها للروح الشريرة، ولا النزعة العدائية، فلا تفقدوا اعصابكم فتبتعدوا عن ثورة الحق ضد الباطل، وتصبحوا ظالمين من حيث لا تشعرون .

فتحية للمقاومين الابطال في فلسطين وغزة الصامدة وتحية لمحور المقاومة في مكان مكان، وبردا وسلاما على غزة، والخزي والعار للمجرمين القتلة ولكل من يقف معهم .

وتحية للجماهيرالثائرة في كل شوارع العالم، وهي ترفع صوتها عاليا منددة بالعدوان الصهيو- امريكي غربي، وتضامنا مع غزة .

***

الدكتور ابراهيم الخزعلي

19/10/2023

  

بعد قصف مستشفى المعمداني في حي الزيتون جنوب مدينة غزة وارتقاء 500 شهيد من المدنيين، ووفق حساب المتحدث باسم الإعلام الرقمي للجيش الإسرائيلي حنانيا نفتالي، تم الاعتراف بمسؤولية جيش الاحتلال الإسرائيلي عن الجريمة قائلاً:

"سلاح الجو الإسرائيلي يقصف قاعدة تابعة لحماس داخل مستشفى في غزة" ويقصد المستشفى المعمداني. وهي حقيقة دامغة لا ينطلي خلافها على الطفل الغرير في القماط..

إنه جيش الاحتلال نفسه الذي دمّر منذ السابع من أكتوبر الجاري ما يزيد عن ربع مباني غزة المأهولة بالسكان فوق رؤوس أصحابها، بأطنان من المتفجرات قد تكافئ لو قورنت بربع قنبلة نووية من الطراز الذي أسقط على هوريشيما في الحرب العالمية الثانية.

صحيح أن نتنياهو حاول لصق التهمة بالجهاد الإسلامي إلاّ أن الشواهد البصرية واعترافات الناجين من القصف، عبر الفضاء الرقمي، أكدت التهمة على جيش الاحتلال الذي كان قد أنذر إدارة المستشفى قبل قصفها.. إلى جانب ما قاله الخبراء المحايدون في هذا الشأن مثل شركة "تروي" التكنولوجية الدفاعية التركية التي قالت بأن صوت الانفجار وقوته، "تشير إلى أنها قد تكون ناتجة عن قنبلة إم كيه- 84 (MK-84) الأمريكية" وهي مواصفات تفتقر إليها صواريخ المقاومة.

وكان جو بايدن أمس الأول، قد أيّد رواية نتنياهو المزيفة موجهاً الاتهام إلى الجهاد الإسلامي أثناء زيارته لتل أبيب؛ لكنه تعرض لانتقادات عاصفة إزاء تصريحاته "المزيفة" من قبل بعض النواب الإمريكيين، كانت على رأسهم النائبة الديمقراطية من أصول فلسطينية رشيدة طليب، التي كَذَّبَتْ جو بايدن مؤكدة على أن تهمة القصف ثابتة على الإسرائيليين فتعرضت لضغوطات قد تؤدي إلى طردها من الكونغريس.

ويوم أمس الخميس أعاد جيش الاحتلال الإسرائيلي الكَرَّةَ من جديد بقصفه كنيسة الروم الأرثوذكس، وارتقاء عشرات الشهداء من جرّاء القصف الجنوني، إلى جانب مَنْ عَلِقوا تحت أنقاض قاعة الرعية في مبنى "وكلاء كنيسة القِديس برفيريوس" الأثرية، وجُلَّهُمْ كانوا من عائلات الرعية إلى جانب نازحين من شمال القطاع وجنوبه هرباً من غارات الاحتلال المتواصلة منذ أسبوعين.

ويدرك قادة الاحتلال الذين أعطوا الأمر لقصف هذا الملاذ الآمن بأنه يأوي داخل الكنيسة ومدرستها وسائر مرافقها قرابة 1000 شخص من الفلسطينيين.

وهذا يعني بأن النيّة الإسرائيلية كانت مبيّتة، وعن سابق إصرار وترصد؛ لإبادتهم عن بكرة أبيهم دون رحمة أو شفقة، تطبيقاً لسياسة التطهير العرقي التي يمارسها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين منذ 75 عاماً، وسعي هذا الذئب المتربص بجدّيّة لتحقيق ذلك، إمّا عن طريق القتل الجماعي الممنهج ومصادرة الأراضي والثروات كما هو جاري الآن، أو التهجير القسري كما حصل عام ثمانية وأربعين، والمزمع تنفيذه في غزة، من خلال ترحيل الفلسطينيين إلى سيناء بضغوطات أمريكية، ومن ثم تنفيذه في الضفة الغربية من خلال مؤامرة الوطن البديل في الإردن؛ إلّا أنها مساعي باءت بالفشل الذريع.

وينبغي العلم أن جيل النكبة الذي هُجِّرَ من أرضه آنذاك؛ يختلف عن جيل الأحفاد الراهن، حيث أن التجاوب الفلسطيني في غزة مع الترهيب الوحشي الإسرائيلي المدعوم أمريكياً، بوجود المقاومة المتفردة المعتمدة على نفسها، تَحَوَّلَ إلى الضدّ؛ لينعكسَ السحرُ على الساحر.. إذْ أن التهجير حصل على صعيد إسرائيلي من مستوطنات غلاف غزة حتى أفرغت نسبياً من المستوطنين.

هذا الجيل الفلسطيني الصامد، المتفوق بإرادته ووعيه وذكائه المشهود، أفشل مشروعيْ التهجير إلى سيناء والوطن البديل في الأردن على الرغم من أن فاتورة الدم النازف في غزة والضفة الغربية، باهظة الثمن، فالفلسطيني بات مدركاً بأن ضريبة التحرير لا بد وتكون مضاعفة بعد أن تُرِكَ وحيداً في مواجهة الخطوب.

فخيار المقاومة أنهى مهزلة أوسلو الموءودة، لا بل ترسّخ هذا الخيار عقائدياً في العقل الفلسطيني الذي برمجته التجارب المتعاقبة على الصمود الأسطوري، وبَذْل الروح رخيصةً في سبيل التَحَرُّرِ من نير الاحتلال الغاشم، ليرفرفَ العلمُ الفلسطينيُّ فوق رؤوس الجماهير المؤيدة للفلسطينيين في دول العالم وخاصة الغربيّ منها، خلافاً لمواقف حكوماتهم التي ساهمت في زرع الاحتلال الإسرائيلي في قلب الوطن العربي المغبون عام 1948.

ولعل من أهم مخرجات هذا الصمود، كان الالتفاف الجماهير حول المقاومة الموحدة في إطار غرفة عمليات مشتركة، وخاصة ما حققته كتائب القسام في عملية طوفان الأقصى الاستثنائية، من ضَرْبَةٍ موجعةٍ في العمق الإسرائيلي, ردّاً على الاعتداءات الإسرائيلية الهمجية على الفلسطينيين ومقدساتهم في عموم فلسطين المحتلة وسقوط الضحايا من جراء ذلك دون رادع.

وكان على جيش الاحتلال المهزوز والمصاب برهاب المقاومة، الاستنجاد بأمريكا من اجل استعادة معنوياته، ومن ثم قصف غزة بروح انتقامية توطئةً لهجوم شامل طال انتظاره، فيما ظلت المقاومة حماس تترقبه لتنفيذ المرحلة الثانية من طوفان الأقصى ومن ثم إنزال الهزيمة النكراء بجيش الاحتلال من خلال حرب الشوارع والأنفاق.

وقد حُذِّرَ الإسرائيليون من مغبة اقتحام غزة دون بيانات استخبارية واضحة.

ويبدو أن قادة الاحتلال أخذوا ذلك بالحسبان إلى جانب الانشغال بإعداد الجبهة الشمالية الملتهبة لمواجهة حزب الله في إطار وحدة الساحات؛ لذلك تأخرت العملية البرية رغم الإعلان عنها قبل ١٢ يوماً حتى أُخْضِعَتْ للتسويفات حيث أثبتت مدى الارتباك الذي أصاب جيش الاحتلال بجهوزيته المنقوصة.

إن صفة القتل تعتبر جزءاً من بنية العقل الصهيوني التي توارثها الإسرائيليون جيلاً بعد جيل، وهذا ليس نطقاً عن الهوى فالشواهد في غزة كثيرة.

الصحفي الإسرائيلي (جدعون ليفي) -هآريست- دخل إلى أعماق العقل الصهيوني معترفاً بأن هذا العقل محكوم إلى ثلاثة مبادئ:

- أسطورة أن "اليهود هم فقط شعب الله المختار" بينما شعوب العالم من الأغيار الذين وجدوا لخدمة كيان الاحتلال الإسرائيلي.

- أضف إلى ذلك "شعور اليهود بالاضطهاد" وفي أن ذنبهم مغفور من خلال الاختباء وارء شعار "العداء للسامية" وعلى هذا الساس تعامل معهم الغرب من خلال ازدواجية المعايير، فمنحوا من جراء ذلك الحق بالدفاع عن النفس فيما حُجِبَ ذلك عن الفلسطينيين.. أي أن الجاني حصل على رخصة القتل والتنكيل بالضحية دون رادع اخلاقي او قانوني.

لذلك اعتبرت الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا بأن ما تقترف "إسرائيل" من جرائم في غزة هو دفاع عن النفس وأن روايتها المضللة مصدقة.

وتتذكرون في سياق ذلك كيف أن جو بايدن صدّق دعاية الإسرائيليين في أن حماس تقطع رؤوس الأطفال فتراجع عن ذلك مدعياً بأنه خُدِعَ من قِبَلِ ساسة "إسرائيل".

- وأخيراً أن الفلسطينيين "رعاع غير آدميين".. خلافاً للحقيقة التي لمسوها بايديهم في أن فلسطين قبل النكبة كانت درة المتوسط في التقدم والازدهار على كافة الصعد؛ لكن أكاذيب الصهيونية كما أشرنا آنفاً مدموغة بالصدق لمآرب تتعلق بضرورة الحفاظ على دولة "إسرائيل" التي زرعت في قلب الوطن العربي لحماية المصالح الغربية.

لذلك فالصهيونية التي اقيمت على الاساطير التوراتية جاءت لتزاوجَ بين الأوهام الدينية مع الطموحات القومية المفرغة من المقومات؛ ليجتمعَ على ذلك التيارُ الدينيُّ مع العلمانيةِ في بوتقةٍ غيرَ منسجمة، فتحملُ في جوهرِها أسبابَ نفوقِها.

ويتوافق ذلك مع ما قاله المفكر الإسرائيلي يعقوب شاريت -نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي الثاني، موشيه شاريت- لصحيفة هآرتس:

لا بد من إعادة التفكير بـ"فكرة إسرائيل" في أنها وُلدت من رحم الكولونيالية، وبقي ملازمًا لها مثل ظلّها الذي يستحيل الافتراق عنه. وهذا هو ما تعيد إثباته يومًا، يومًا.

أما الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي فكتب في مقال بصحيفة "هآرتس" تحت عنوان "لا يمكن سجن مليوني إنسان دون دفع ثمن باهظ":

" أن الغطرسة الإسرائيلية تقف وراء اندلاع الحرب على جبهة غزة والكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع".

وتابع، "الأسوأ ينتظرها من جديد. إن التهديدات بتدمير غزة ومحوها تثبت أمراً واحداً فقط، أننا لم نتعلم شيئا".

بقي أن نقول بأن القتل سمة متأصلة في العقل الإسرائيلي المؤدلج صهيونياً وليس اليهود الأرثوذوكس الرافضين لوجود "إسرائيل" مثل جماعة ناطوري كارتا أو الذين شاركوا -الأربعاء- في اقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي للمطالبة بوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة وقد تبنوا شعار أن "إسرائيل" دولة تطهير عرقي فلا تمثلهم وأن أمريكا وطنهم.

***

بقلم: بكر السباتين

20 أكتوبر 2023

ما يريده الأقوياء يكون، وما يريده الضعفاء يهون، وذلك هو القانون!!

من عجائبنا إننا نبرر مصائبنا بإرادة الآخرين!!

الأمة أصبحت أكثر من عشرين دولة، إنها إرادة سايكس وبيكو.

العرب يتقاتلون مع بعضهم، إنها إرادة القوى الطامعة بهم!!

العرب في أرزأ الأحوال، إنها مخططات أعدائهم!!

وتردني اليوم على لسان مفكرين ونخب بأن الواقع العربي هكذا، لأن فلان الفلاني قرره منذ عقود، وما رسمه يجري تنفيذه!!

وهذه الآليات الإقترابية تتكرر وتمرر على الأجيال، ويقودها المفكرون والفلاسفة ورموز الأمة بأنواعهم.

ترى هل وجدتم فوق التراب قويا لا يأكل ضعيفا؟

هل وجدتم أسدا يرحم ظبيا؟

إن القوة قانون الحياة المطلق، هي العدل والإنصاف والحرية والديمقراطية والكرامة، وتقرر ما يكون عليه حال الضحايا الأبرياء الذين تحسبهم أرقاما.

أنظروا ما يحصل اليوم، ووفقا لما نرى فأن إرادتهم ستتأكد وإرادتنا ستنمحق.

إنه ديدن سلوكي أدمنت عليه الأمة، ولا تعرف الخروج منه، إنها محبوسة في صندوقه، وغير قادرة على رؤية العالم خارجه، وفي حفرتها الأليمة تتكالب عليها مخالب وأنياب المفترسين الأشداء، وما عندها غير الأنين والصراخ والحداد، والتضرع إلى الله الذي ربما سيكون مع الأقوياء!!

في ديار الأمة وجيع فظيع، بتعاون الحكومات والقوى الفاعلة في المجتمعات، وتبريره جاهز ومعروف.

فالناس تباد بالخطف والقتل والقصف والعدوان الرهيب، وأحياء الأمة الذين ينتظرون مصيرهم المحتوم، يحتجون ويستنكرون ويتظاهرون ويتألمون ويصرخون ويمنعون الماعون، وعن الفعل يحجمون.

فما عندهم سوى أضعف الإيمان، وتحقيق إرادة الذل والهوان.

فما أروع إجتهاداتنا في رمي أسباب مآسينا التي نصنعها على أكتاف الآخرين، ونحملها لرب العالمين!!

و"الأقوياء بكل الأرض قد قضوا...أن لا تُراعى للضعيف حقوق"!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم