صحيفة المثقف

فؤاد الخشن.. شاعر الريف اللبناني

وسيّد قصيدة التفعيلة الاتي من الشويفات جارة البحر وغابات الصنوبر، وبلد اللوز والزيتون.

 

خرج فؤاد الخشن من بطن أمه سنة 1925 وتخرج من دار المعلمين ومارس التعليم .ثم تزوج من الشاعرة " ادال الخشن" ونزح الى فنزويلا وظل فيها حتى العام 1960 ثم عاد الى لبنان.

 

 ولع الخشن بالكتابة الأدبية منذ نعومة اظفاره، ونشر الكثير من نتاجه الابداعي، الشعري والنثري، في مجلتي " الأديب " و" الأداب". وتركزت

 

موضوعاته في الحب والغزل والوطن والريف، وتغنى كثيراً بالطبيعة اللبنانية الخلابة والأخاذة بكل بساطة وصدق وعفوية.

 

للخشن عدد كبير من المجموعات الشعرية، نذكر منها: " سوار الياسمين، غابة الزيتون، أدونيس وعشتروت، معبد الشوق، الهوى وحديث العيون الملثمة، سدوم والوجه الأخير" وغير ذلك.

 

فؤاد الخشن شاعر مرهف وخصب الخيال، غازل النجوم وناجى القمر وغار منه، وغنى اللحن الأبدي،وغاب وراء أحلام غادة حسناء من جنيف، وتفيأ في ظلال شجرة تعشش افيائها عنادل وحساسين لبنان. وقد عاش ذكرى الماضي وحنّ الى وطنه، وطن عشتروت وأدونيس، وتجدد مع الحياة حاملاً الغيم والعشب والبحر والليل والشجر والأرز والنخيل.

 

 اشتهر الخشن بقصائده الريفية الرعوية أو ما يسمى في الغرب بـ " الايديليا"، واستقى موضوعاتها من سحر الريف البناني وجمال الشوف ونضرة البحر وأمواجه، فسالت كلماته الرقيقة الدافئة المعبرة عن تجربة انسانية مستمدة من الحياة والناس والطبيعة والوطن والحب والجمال . وطغت على أشعاره العاطفة العميقة الصادقة، ومن هذه العاطفة الملتهبة أستمد معانيه، وقدّم لنا عصارة قصائده الممتلئة بالحياة والعشق والخيال الرومانسي، بأعذب وأرق الصور وأكثرها اثارة واحساس بالطبيعة . وأتصف أسلوبه بالحساسية المرهفة  ولغته بالوميض والكثافة والاكتناز .. ولنسمعه يقول في هذه الأبيات من " سوار الياسمين" :

وردة ذاك أم فم

أم من نار برعم

فوق الشوق لاهث

والأماني تغمغم

خلف ظل من الأسى

طاف فيه يهوم

بسمة الجرح من رأى

شفة الجرح تبسم

هو في البوح لهفة

وصلاة تتمتم

وأذا ضم خلته

زر ورد يكتم

يخنق الشوق في شفاه

تلظى بها الدم

حيث تخبو ابتسامة

مات فيها الترنم

 

صفوة القول، قصائد فؤاد الخشن مزيج من المشاعر والأحاسيس والرؤى المشفوعة بالحلم الوردي والانساني، وتتجلى فيها روحه المعذبة القلقة، ومهجته الثائرة المتأججة، وهي عميقة وصافية وشديدة الحرارة ومطعمة بشاعريته المتوهجة ذات الاحساس العالي بالأشياء.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1213 الجمعة 30/10/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم