صحيفة المثقف

الرطب ينتظر هزة الجذع

سردار محمد سعيدواويلتاه، الزبانية زرق الوجوه ينتظرون

وصلت عربة العمر مشارف قعر الواد

محملّة 

بسلّة قهر وسلّة حزن

وبسلال من الكذب 

أتعرفين يا منْ ضاع منّا الفرح 

كنت تسميني الحبيب  ،كذبة كبرى فاقت الوجود

نتأوه معاً  فيعبق ريّا الورود

نشهق معاً فتهتزاركان الخلود

 نبرد معاً، فتقشعرالجلود

تحتضن الخدود الخدود

ومعاً ننام ،ونستيقظ كالحمام 

هكذا أعددنا الصليب للحب

شيّعنا جنازته ، رثيناه

وعندما أقمنا له مأتماً

قام من قبره

مرّ بنا ساخراً

إذ تفننّا

بالكذب والتمثيل 

برعنا في إثارة ما لايثار

وسادتنا  التي اكتنزت الآهات

شرشفنا المبلل بالصرخات

وعلمتني

كيف أكون لصّاً

متى أسرق

وماذا أختلس

متى أكون صلفاً

ومتى أغدو ليّناً

وعلّمتها

كيف تكون شهيّة

كيف تهمس

ومتى تخنس

كيف تعصر العنب

وتحتسي خمره

أن تكون " عشتار " القويّة

قالت :

أن لا ذكر دائم الثبات

ولا أنثى

قلت :

مَن سخر ممن ؟

قالت :

همسة منك

وآهة منّي

لوعة منك

وكذبة منّي

 أنزعتناعباءة القيم معاً

 وشبّ نار العناق

كنّا نتبادل الأدوار " نيرون " و" روما "

لم أكن الضعيفة وأنت القوي

ولا أنت الضعيف وأنا القوية

نحن ضعاف بقوة

تخاذلنا بعنف

ما أروع ذاك التخاذل

وتداخل الروح بالروح

أتعرفين ؟

أني تخاذلت مرات ومرات

يوماً كفارس الميدان

ويوماً كجندي مطيع

وتسلقت حصون أميرات القصور

اتدري ؟

أنا مثلك

يوماً جارية

ويوماً أميرة بلا تاج

شبّاكي وطيء

وسريعاً يتهشم الزجاج

والرتاج

كنّا عفاريتاً

ولكن بيض القلوب كالعاج

نعشق سواد الليل ليسترنا

أرواحنا بيضاء

أحلامنا

كذْبنا

وما زال الرطب ينتظرهزة الجذع

وفرّقتنا الحقيقة الوحيدة

كذبتنا الصادقة

***

سردار محمد سعيد

نقيب العشاق - أربيل .

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم