صحيفة المثقف

القصيدة رقم (9)

عامر كامل السامرائيمن مجموعة "أيروتيكا"

للشاعر اليوناني: يانيس ريتسوس

ترجمة: عامر كامل السامرائي


ما أجملُكِ! جمالُكِ يُفزعُني. أجوعُكِ. أظمئُكِ.

أطالبُكِ - توارِ! اختفي عن أعيُنِ الناسِ، ولا تتجلي إلا لي أنا وحدي. تَلفَّعي من قمةِ رأسكِ حتى أصابع قدميكِ، بوشاح ٍداكنٍ موشَّى بتنهداتِ أقمار ربيع فضية. مساماتُكِ

تلفظُ أصواتاً ناعمةً: حروفَ علّة، وحروفاً ساكنة، فتُبدعُ كلماتٍ مدهشةٍ، براعُمَ وردٍ تتفجرُ حين الوصالِ. ينْسَرحُ وشاحُك وتتألق،

تحتهُ مدينةٌ يلفُ الغسقُ حاناتها وخَمّارات بحّارتها المعتمة،

أضواءٌ خضراءُ تُنيرُ الصيدلية الخافرة،

كرةٌ زجاجيةٌ

تدورُ مسرعة، تَعْرِضُ بتتابع ٍدول العالم.

السِّكّيرُ يترنحُ من موجةِ الريح ِالتي هَبَّتْ من جسدكِ.

لا تتركيني! ابقِ معي!

حقيقيٌّ جداً، وخياليٌّ جداً.

ثورٌ حجريٌّ

يَثِبُ من فوق القوصرة على العشبِ اليابس ِ. امرأةٌ عاريةٌ

تصعدُ السُلَّمَ الخشبيَّ، بيدها وعاءُ ماءٍ ساخنٍ، يحجِبُ البخارُ وجهها. هناك في الأعالي أزيزُ مروحيةٍ مجهولةٍ تبتعدُ باتجاه ٍمُبهمٍ.

انتبهي! إنهم يبحثونَ عنكِ. اختبئي غائرة بين ذراعي.

الدثارُ الأحمرُ ينمو فراءه بلا توقف - فيتحولُ الدثارُ إلى جهيزة حُبلى.

تحتَ الجهيزة الحمراء تباضعنا بلا حدودٍ، أبعدُ من الزمنِ وأبعد من الموتِ،

شيءٌ فريدٌ، بأُلفةٍ كونية. ما أجملُكِ! جمالُكِ يُجفِلُني.

وأجوعُكِ. وأظمئُكِ. أنصحكِ خبئي نفسكِ!

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم